يقوم مئات المؤمنين بالترحيب ببزوغ الفجر، يتوافدون إلى أعلى قمة جبل حرمون في الرابع من آب، بعضهم يعطي للزيارة طابعاً دينياً مسيحياً في عيد التجلي، ولكن التقليد يرجعها إلى الحضارات القديمة وإلى عبادة الشمس
حرمون ـ كامل جابر
بيروت ـ جوان فرشخ بجالي
في الرابع من آب، يَؤم المؤمنون بالمئات قمة جبل حرمون (1814 متراً عن سطح البحر). يسيرون تحت جنح الظلام، في مجرى المياه والتلال الوعرة مرتدين ثيابهم الدافئة لتحميهم من صقيع الليل القارس. يصلون القمة قبل الفجر، يتربعون على الأرض وينتظرون ولادة شمس النهار الجديد الآتي من الأفق البعيد خلف الصحراء. وما إن تبدأ أشعة الشمس بالبزوغ حتى تصدح الأنغام والتراتيل الدينية من أعلى الجبل لاستقبالها ومشاهدة بداية نهار جديد ورحيل الليل في آن واحد. نصف ساعة «سحرية» يعيشها زائرو الشمس في أعلى جبل حرمون كفيلة بإعادة الحياة إلى تقاليد وشعائر دينية عمرها آلاف السنين.
ففي الديانات القديمة، ترمز مشاهدة ولادة نهار وأفول ليل إلى التحوّل من مناخ الشتاء البارد إلى الصيف الدافئ، والانتقال من الموت إلى الحياة. وهﺫا ما ﺫاق طعمه «زائرو قمة حرمون» الﺫين عاشوا الصقيع خلال مسيرتهم، ثم
يقوم مئات المؤمنين بالترحيب ببزوغ الفجر، يتوافدون إلى أعلى قمة جبل حرمون في الرابع من آب، بعضهم يعطي للزيارة طابعاً دينياً مسيحياً في عيد التجلي، ولكن التقليد يرجعها إلى الحضارات القديمة وإلى عبادة الشمس حرمون ـ كامل جابر
في الرابع من آب، يَؤم المؤمنون بالمئات قمة جبل حرمون (1814 متراً عن سطح البحر). يسيرون تحت جنح الظلام، في مجرى المياه والتلال الوعرة مرتدين ثيابهم الدافئة لتحميهم من صقيع الليل القارس. يصلون القمة قبل الفجر، يتربعون على الأرض وينتظرون ولادة شمس النهار الجديد الآتي من الأفق البعيد خلف الصحراء. وما إن تبدأ أشعة الشمس بالبزوغ حتى تصدح الأنغام والتراتيل الدينية من أعلى الجبل لاستقبالها ومشاهدة بداية نهار جديد ورحيل الليل في آن واحد. نصف ساعة «سحرية» يعيشها زائرو الشمس في أعلى جبل حرمون كفيلة بإعادة الحياة إلى تقاليد وشعائر دينية عمرها آلاف السنين.
ففي الديانات القديمة، ترمز مشاهدة ولادة نهار وأفول ليل إلى التحوّل من مناخ الشتاء البارد إلى الصيف الدافئ، والانتقال من الموت إلى الحياة. وهﺫا ما ﺫاق طعمه «زائرو قمة حرمون» الﺫين عاشوا الصقيع خلال مسيرتهم، ثم عرفوا دفء النهار مع شروق الشمس. با
Ils sont jeunes, ils sont quatre, ils sont en guerre et ils sont confinés à l’intérieur d’un char. Le premier film de Samuel Moaz adopte un parti-prit audacieux en choisissant de construire une heure trente de métrage sans jamais quitter l’espace de l’intérieur du tank. A t’on déjà assisté à un huis-clos aussi étroit (sinon Phone Game éventuellement) ?
L’intégralité du film se déroule bien à l’intérieur du véhicule, et c’est un véritable tout-de-force que réussit le cinéaste, faisant preuve d’une ingéniosité de tous les instants. Lebanon est dans la lignée d’un certain cinéma israélien, toujours prompt à raconter la guerre, souvent celles opposant Tsahal au Liban, de l’intérieur.
ما كانت أبرز المحطات في رحلات المسيح الى جنوب لبنان والبقاع ، وما كانت الظروف والأهداف التي أحاطت بها . مقاربة يتتّبع فيها البحث المسارات التي سلكها السيد المسيح، إستناداً الى النصوص
"نحن هنا في المنطقة التي وطئتها منذ الفي سنة قدما السيد المسيح مخلص العالم.
يخبرنا الكتاب المقدس أن يسوع جال مبشرا في ما وراء حدود فلسطين في تلك الايام وأنه زار أيضا منطقة المدن العشر – وبالأخص صور وصيدا- مجترحا فيها المعجزات.
أيها اللبنانيون واللبنانيات إن ابن الله نفسه كان اول من بشّر أجدادكم. فإن هذا لامتياز عظيم... لا يمكننا أن ننسى أن صدى كلمات الخلاص التي نطق بها يوما في الجليل قد بلغت باكرا الى هنا ( أي بيروت).... إن كتّاب العهد القديم غالبا ما توجهوا في كتاباتهم نحو جبال لبنان وحرمون الماثلة أمامهم في الأفق.فلبنان هو بلد بيبلي .. "
البابا يوحنا بولس الثاني أثناء زيارته التاريخية للبنان سنة 1997 ( من كتاب 32 ساعة ، ص 124)
".. إن لبنان يزخر بالمعالم الدينية وبالمزارات التاريخية والأماكن التي تكتنز قيما مقدسة لدى مسيحيي العالم أجمع،التي من شأنها أن تؤمن إليه دفقا دائما وعلى مدار السنة من الزوار الخارجيين إن أحسنت الحكومة تطويرها والترويج لها وأذكر من هذه المزارات على سبيل المثال لا الحصر،المزارات التاريخية والعجائبية للسيدة العذراءالسيدة مريم عليها السلام،التي تمثل كما تعلمون جميعا، نقطة التقاء بين الديانتين السماويتين: المسيحية والإسلام....والأهم الأهم، أن من شأن هذه السياحة،التي تثبت أبناء لبنان وبناته في أرضهم،أن تثبت أيضا لبنان الرسالة، مكانا دائما للقاء الأديان والحضارات وللحوار بينها والبحث عما يجمعها ونبذ ما يفرق بينها، على مستوى العالم، تماما كما نحن نريد للبنان أن يبقى مكانا للعيش المشترك والمناصفة الدائمة بين المسيحيين والمسلمين من أبنائه."
رئيس مجلس وزراء لبنان السيد سعد الحريري في مناسبة افطار رمضاني في قصر القريطم بتاريخ 25-8-2009
لبنان الغنيّ بتراثه الديني والثقافي يستحق المزيد من بذل الجهود للكشف عن معالمه العديدة والمتنوعة ، بهدف تعميق الوعى بقيمته الدينية والجضارية ، ومن ثم أيجاد السبل الملائمة لأحيائها واستثمارها في مشاريع ثقافية وسياحية وإنمائية تعكس صورة لبنان الرسالة الحقيقية والثمينة ، بما يخدم الحوار بين الاديان والحضارات ويعزز القيم الوطنية والانسانية الشاملة والسامية.
في اطار هذا المبدأ يشكل هذا البحث محاولة متواضعة لمقاربة موضوع له أهميته، في الظروف الراهنة، يتعلّق بينابيع الإيمان، فوق الأرض اللبنانية، مستفيدا في تحليله من بعض ما انتهت اليه دراسات وابحاث واكتشفات أثرية من نتائج في العقود الماضية ، ومن تنامي الوعي بأهمية التراث الوطني اللبناني لدى عدد من المؤسسات الرسمية والاهلية ، الوطنية والعالمية ..
يتمحور البحث حول الاجابة على السؤال التالي : ما كانت أبرز المحطات في رحلات المسيح الى جنوب لبنان والبقاع ، وما كانت الظروف والأهداف التي أحاطت بها . مقاربة يتتّبع فيها البحث المسارات التي سلكها السيد المسيح، إستناداً الى النصوص الكتابية البيبلية والى كتابات مؤرخين وباحثين وتقاليد ومرويات محلية.
يمكن حصر هذه المسارات في المحطات والمواقع الجغرافية التالية :
1)بين يارون و قانا ، طلّة اولى على ربوع لبنان ووجوه العهد القديم
2)بين صور والصرفند ،ايمان الكنعانية العظيم
3)في صيدا ، بين الانتطار والعبور الى التجلي
4)من صيدا الى حرمون وسفوحه ،موقع التجلي وبداية درب الصليب
5)على طريق موطن اقرباء يسوع وموطن احباء الله
1)بين يارون و قانا ، طلّة اولى على ربوع لبنان ووجوه العهد القديم
يشير عالم الكتاب المقدس الفرد دوران، في بداية القرن العشرين، الى ان رحلة السيد المسيح في ارض لبنان الحالية تبدأ من نقطة تقع قرب بلدة يارون، المحاذية من جانبي الحدود لمجموعة من القرى والبلدات المتعددة الأديان والمذاهب، بين مدينة صفد ومنطقة بنت جبيل، ومن بينها بلدة الجش (جيسكالا) التي هي بحسب بعض المؤرخين (جيروم) مسقط رأس عائلة بولس الرسول، وعلى مسافة قريبة منها مدينة "قادش" القديمة (المالكية اليوم)، أولى "مدن الملجأ" التي كان يشوع بن نون (1296 ق.م ؟ ) قد دعا الى اقامتها حماية للمضطهدين في زمانه ،الى بلدات أخرى عديدة في الجوار.
من موقعيّ يارون ومارون الراس ، حيث جرت معارك مصيرية حديثا وقديما ، يطل السائح على مواقع غنية بالذكريات البيبلية، وعلى مشاهد طبيعية جميلة، بحيث ينحدر الطريق من هناك الى واديين يؤدي كل منهما ،عبر سلسلة من المرتفعات والأودية، الى قانا وصور. ينحدر الوادي الأول غربا بإتجاه عين ابل ورميش ودبل والقوزح، ليصعد الى ياطر وكفرا وصديقين فقانا. أما الوادي الثاني فينعطف شمالاً من يارون الى عين ابل وبنت جبيل وكونين وبيت ياحون وتبنين وحريص، وقد يمّر ايضاً في دير انطار.
في قانا تشير المكتشفات الأثرية الى معالم يثبت عدد من علماء الكتاب المقدس، أنها هي قانا الجليل اللبناني حيث حوّل السيد المسيح الماء الى خمر أثناء عرس كانت السيدة العذراء مريم حاضرة فيه مع عدد من التلاميذ (يوحنا 3/1-10) بينهم سمعان القانوني ، نسبة الى قانا (؟).
في جوار تبنين حيث تقع قلعة صليبية تضم بين أسوارها كنيسة على اسم السيدة العذراء مريم، ينقل التقليد ان السيد المسيح وقف عند تلة مطلة على منظر جميل يشمل جبل حرمون شرقاً ومدينة صور غرباً، متأملاً في أمجاد ماضيها ومصيرها كما سبق وتأمل النبي حزقيال وتنبأ لمدينة صور بالخراب بسبب خطاياها (حز 27 و 28).
عند ذلك الموقع ، الذي قد يكون “دير انطار”، قرب قرية "السلطانية" (التي اكتسبت اسمها الجديد منذ سنوات بعدما كانت تحمل اسم "اليهودية ") ، يمتد مشهد بانورامي جميل يضم في لوحة واحدة شبه جزيرة صور العائمة كصخرة على وجه المياه في البحر المتوسط غربا ، من جهة ، وجبل حرمون المنتصب شرقا مكلللا بالثلج على مدار الفصول الاربعة ،من جهة أخرى. تشير المرويات والتقاليد ( راجع الاب ضو ) الى وقفة وقفها المسيح هناك متأملا في ماضي صور وفي جذوره البشرية فيها، وهو "الكلمة الذي صار بشرا". جذور تصله بجدّه العشرين "يورام" (متى 1\8) زوج عتليا الحفيدة المشتركة لكل من الملك العبري أخاب ( 874-853) والملك الصوري ايتوبعل الاول من خلال ابنته ايزابيل زوجة أخاب (1ملوك 16/31). الملكة ابنة صور هذه والجدّة العليا ليسوع كانت قد انتهجت سياسة لم تخلٌ من تعصب قومي وديني عندما حاولت في القرن التاسع قبل الميلاد أن تفرض على الشعب اليهودي طقوسا وعبادات فينيقية وثنية ، مما ادى الى نشوب ثورة بقيادة النبي ايليا الجلعادي التشيبي (3 ملوك 17\1) فقتلها متحمسون من أنصاره داخل الهيكل صونا لديانة الاله الواحد في وجه آلهة البعل (بعاليم) .
يشير النص الانجيلي ان السيد المسيح كان عندما يتجول في أرض الوثنيين لم يكن يسلك طرقا مألوفة بل يتجول متخفياً اكثر الاحيان عن الانظار (مرقس 7/24). إلا ان اسمه وعجائبه التي كانت تسبقه وتذيع صيته في كل مكان من المنطقة لم تكن لتتيح له الاحتجاب عن أنظار الجموع التي يقول عنها النص الانجيلي انها كانت تتقاطر اليه طلباً للشفاء والاستماع الى أقواله ،آتية اليه من كل مناطق فلسطين وسوريا وخصوصا " من حول صور وصيدا" (مرقس 3/8، لوقا 6/17). وبعبارة " رحل الى جهات صور وصيدا " (متى 15/21) يشير الرسول متى الى اكثر من رحلة واحدة قام بها السيد المسيح متجولاً ومتوغلاً، للإختلاء في الجليل الاعلى ولبنان والتأمل مع عدد من تلاميذه المختارين ، تخفّياً من مطاردة اعدائه له، وخاصة بعد مقتل يوحنا المعمدان.
تشكل قانا محطة رئيسة على طريق يسوع داخل جليل الامم ، كما تشكل محطة اولى في إعلانرسالته العالمية ومجده أمام الناس ، من خلال معجزة تحويل الماء الى خمر في " عرس قانا الجليل " .وقانا ، بعد شهادة كل من مؤرخ الكنيسة الاول اوسابيوس القيصري 265-340) والقديس جيروم من القرن الخامس وفرنشيسكو سوريانو حارس الاراضي المقدسة في القرن الخامس عشر والبطريرك مكسيموس الخامس حكيم هي "قانا واحدة وهي الان في لبنان" (م.ب. رونكاليا ، "على خطى بسوع المسيح في فينيقيا- لبنان" 2007، ص 134). تستحق قانا الجليل اللبنانية هذه وقفة طويلة ومعمقة لا من السياحة الدينية فقط بل من التاريخ الديني والثقافي بصورة عامة. فمعالمها ناطقة بأحداث منقوشة على صخور وادي عاشور وأجرانها ومغارتها التي تذكّر بقانا العرس الانجيلي، وبقانا "مدينة الملجأ" حيث كان المسيحيون الأولون يتوارون عن الأنظار هرباً من ألإضطهاد، غداة استشهاد اسطفانس طليعة الشهداء عام 34 وفق ما جاء في كتاب أعمال الرسل "أما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب اسطفانوس فاجتازوا الى فينيقية" ،الى الفترات الحرجة من الحرب الرومانية اليهودية والحملات التي شنتها عليهم السلطة الرومانية خلال القرون الثلاثة الاولى بعد اعلان البشارة على الاقل.
في كتابه الموثق اثبت الباحث الايطالي مرتينيانو رونكاليا هذه الوقائع، ومن بينها ان يسوع زار قانا مرتين : الأولى في اذار عام 28 حين اجترح معجزته الأولى، والثانية في آب من السنة نفسها حين شفى ابن احد الضباط الرومان وآمن به الرسول نتنائيل. ان كتاب رونكاليا الغنيّ بالمعلومات التي يقدمها عن علاقة قانا وجنوب لبنان بالكتاب المقدس تستحق وقفة طويلة عندها ، لأنها تسلط الضؤ على احداث تستندالى مصادر معرفية لا تعرف عنها الثقافة اللبنانية الحالية إلا النذر القليل.
2)بين صور والصرفند ،ايمان الكنعانية العظيم:
لا تؤكد النصوص الكتابية ان السيد المسيح دخل مدينة صور بالدرجة عينها من تأكيد دخوله مدينة صيدا : " ثم مضى من هناك وذهب الى نواحي صور وصيدا فدخل بيتاً" (مرقس 7/24) أو " ثم خرج من تخوم صور ومرّ في صيدا " (مرقص 7/31). غير ان هناك اكثر من تقليد متوارث اثبتته كتابات المؤرخين الاولين ، مثل اوسابيوس القيصري والقديس جيروم وغيرهما، مفاده ان السيد المسيح استراح عند " رأس العين " بقرب مدينة صور وتناول طعاماً عند ذلك الينبوع وشرب منه. وعند احدى بوابات صور كان المسيحيون الاولون ، الى العهد الصليبي، يكرمون صخرة كان يقف السيد المسيح فوقها ليعلّم الناس. (لبنان في حياة المسيح، بطرس ضو، 1980، ص 6-265).
عند مشارف صور او قريبا من الصرفند ، وقد يكون الموقع الملوّح اليه هو عدلون، شفى السيد المسيح ابنة المرأة الكنعانية او السيروفينيقية، الناطقة باليونانية للدلالة على وثنيتها من جهة وعلى انتمائها الفينيقي الصوري تمييزا له عن الفينيقي القرطاجي- من جهة اخرى- بالنسبة لذوي الثقافة الرومانية اليونانية ( متى15/21 –28 ومرقس 7\24-30) . كانت تلك السيدة قد سمعت ان السيد المسيح دخل هناك بيتاً، فجاءت مسرعة تستغيث به طالبة الشفاء لأبنتها. أمام اصرارها تعجّب يسوع من ايمانها فقال لها :" ما اعظم ايمانك ايتها المرأة، فليكن لك ما تريدين " (مرقس 7/21 – 28). ذٌكر في كتابات القرن الثالث ان تلك المرأة كان اسمها يوستا، اي عادلة أو عدلاء، واسم ابنتها بيرينيق ( في الميامر المنسوبة الى القديس كليميس).
في طريقه من صور الى صيدا، مرّ السيد المسيح في الصرفند، (وهي " صارفة صيدا"وتعني مصهر الزجاج) ورد اسمها في مواعظ المعلم الالهي اكثر من مرة في معرض ذكره للعلاقة بين النبي ايليا وأهل الصرفند، ومعربا عن تقديره لإيمان اهل صيدا وصور ومشيدا بايمانهم عندما قال : " ان صور وصيدا تكون لهما حالة اكثر إحتمالا يوم الدين" ، مقارنة بحال بعض المدن اليهودية التي كانت قد عاينت الآيات وسمعتها ولكهنا لم تؤمن كما آمن اهل صور وصيدا (لوقا 10/13 – 14).
في عظة اخرى القاها السيد المسيح في الناصرة، ذكر أيضا " صارفة صيدا "، مشيداً بإيمان اهلها ايضا : "ارامل كثيرات كنّا في اسرائيل في ايام ايليا حين حدث جوع عظيم... ولم يبعث ايليا الى واحدة منهن الا الى صارفة صيدا، الى امرأة ارملة "(لوقا 4/5 -26) انقذها ايليا وعائلتها من الجوع (3 ملوك 17/8 – 24).يومها تفوّهت الأم اللبنانية بكلام عبّر عن ايمان عظيم بآيات النبي إيليا، وماثل الى حد بعيد الكلام الذي نطقت به بعدها بحوالي ثمانية قرون ابنة وطنها يوستا (عادلة) الكنعانية السيروفينيقية، معلنة هي ايضا عن "ايمانها العظيم" : " الآن علمت انك رجل الله حقاً وان كلام الرب في فيك حقا" (3 ملوك 17\24).
جدير بالذكر ان التقاليد المسيحية (والاسلامية من بعدها عبر العصور) ذكرت ايليا النبي، فشيدت في الصرفند كنيسة تخلد ذكرى اقامة ايليا فيها واحسانه الى اهلها. وفي مدينة الصرفند لا يزال يوجد حتى اليوم مقام على اسم "الخضر"، وهو عبارة عن مزار يقصده الحجاج من مختلف المذاهب. يشير المؤرخون اليه على انه المكان الذي كان يقع فيه بيت الأرملة التي زارها النبي ايليا وشفى ابنها. (لبنان في حياة المسيح، بطرس ضو، 1980، ص 268).
3 – في صيدا ومغدوشة سيدة المنطرة وجوارها ، بين الانتطار والعبور الى التجلي:
إن مرور السيد المسيح ورسله في صيدا ثابت في النص الانجيلي بصورة صريحة : " ثم خرج منتخوم صور ومر في صيدا " ( مرقس 7/31 ومتى 15/21 – 29 ). وكذلك يثبت النص المقدس إقامة بولس الرسول في كل من صور وصيدا بضعة أيام : " مكثنا هناك سبعة ايام " ( أعمال الرسل 21/4 ) و " أقبلنا الى صيدا فعامل يوليوس (الضابط الروماني) بولس بالرفق وأذن له ان يذهب الى اصدقائه (الصيداويين) ليحصل على عناية منهم " ( أعمال الرسل 27/3 )
الى ذلك هناك تقليد قديم اشارت اليه القديسة ميلاني من اواسط القرن الرابع ( 343-410 ) بقولها انها رأت في صيدا بيت المرأة الكنعانية التي شفى السيد المسيح ابنتها. وقد تحول هذا البيت، مع الزمن، الى كنيسة مكرّسة على اسم القديس الشهيد فوقا من بداية القرن الرابع ( 303 ) ، ( راجع حياة المسيح في لبنان ، بطرس ضو، ص 265)
في العهد الصليبي كان التقليد لا يزال يشير الى وجود حجر مرصوف في حنية كنيسة دأب المؤمنون على تكريمه، اعتقاداً منهم ان السيد المسيح كان يجلس عليه عندما كان يعلم الناس في صيدا عند تردده اليها. (المرجع نفسه، ص 268 )
تناقل الحجاج على مدى الحقب التاريخية الذكريات ومشاهد المعالم المتعلقة بزيارة السيد المسيح الى صيدا. ففي القرن السابع عشر يذكر احد الحجاج الأوروبيين، لدى مروره فيها انه زار كنيسة المرأة الكنعانية في حي " الكنان" ، " تحريفاً ربما لاسم "كنعان"، في إشارة الى الكنعانية". وكانت الكنيسة تقع قرب ما اصبح لاحقاً كنيسة مار نقولا الصغيرة وكاتدرائية الروم الكاثوليك. (راجع مقام سيدة المنطرة، الأرشمندريت سابا داغر، ص 13 سنة 2003). هذه الكنيسة هي اليوم موضع اهتمام من السياحة اللبنانية والمهتمين بالتراث اللبناني لتتحول الى متحف للإيقونات.
اليوم يرتفع فوق تلة مغدوشة الواقعة على مقربة من مدخل صيدا الجنوبي مقام عظيم يحمل اسم " سيدة المنطرة"، إحياءً لذكرى زيارة السيد المسيح وامه السيدة مريم العذراء وعدد من تلاميذه الى صيدا وجوارها. وقد سمي المقام ب " سيدة المنطرة" ( من الجذر اللغوي الارامي "نطر" ويعني انتظر راقب وتأمل )، لأن السيدة العذراء والنساء المرافقات لها "إنتظرن" فوق التلة خارج المدينة عودة السيد المسيح ، وذلك جريا على عادة كانت تحرّم على النساء اليهوديات دخول المدن الوثنية ،كما تردد منذ القديم.
مقام " سيدة المنطرة" يعود تأسيسه الى القرن الرابع، الى مناسبة زيارة قامت بها القديسة هيلانة والدة الأمبراطور قسطنطين الأول، بعد رفع الإضطهاد عن المسيحيين وإقرار صيغة جديدة من الحرية الدينية في جميع أقاليم الأمبراطورية عام 313. في تلك الحقبة قامت القديسة هيلانة بعدة مشاريع عمرانية منها تشييد كنيستي القيامة والمهد في الأراضي المقدسة، و الإهتمام بترميم مقامات عديدة اخرى في المنطقة منها على سبيل الذكر لا الحصر كاتدرائية صور التي هدمت اثناء موجة الاضهاد الديوقلايسياني وكانت اعظم كنيسة في فينيقيا وكنيسة "ايبلا" في البقاع وغيرهما .
بين تاريخ زيارة القديسة هيلانة الى المنطقة وتاريخ اكتشاف مغارة ايقونة " العذراء حاملة الطفل"عن طريق الصدفة على يد احد الرعيان مرحلة طويلة من الزمن (من 313 حوالي الى 1721). يروى ان الايقونة كانت هدية من والدة الامبراطور الى أبناء المنطقة. وتزامن اكتشاف المغارة مع قيام حالة من الصحوة داخل الكنائس الشرقية بصورة عامة نجمت عن العلاقات الجديدة بين امارة لبنان في ظل الحكم العثماني وبعض الدول الغربية ، ولا سيما منها فرنسا وايطاليا ،وخصوصا الفاتيكان.علاقات ادت بفضل سياسة الامراءالمعنيين والشهابيين المنفتحة عل المسيحية والكثلكة بخاصة، الى تأسيس جمعية الاباء المخلصيين التي منها انطلقت سلسلة من بطاركة الروم الكاثوليك المتحدين مع روما ( 1724). فبفضل هؤلاء الرعاة الجدد ورعايتهم الحكيمة تطور مقام "سيدة المنطرة " من مزار وضيع في مظهره والمساحة الصغيرة التي كان يشغلها الى مزار واسع تجاوز صيته الرقعة المحلية الى العالمية .فهو يشمل حاليا ، فضلا عن المغارة الاثرية، بازيليك تتسع لحوالي الف مقعد ، وبرجا يرتفع الى علو 28 مترا يحمل في اعلاة تمثالا للسيدة العذراء طوله 8 أمتار .ويماثل بجماله واشعاعه الديني مقام سيدة لبنان في حريصا.(راجع : مقام سيدة المنطرة ، الارشمندريت سابا داغر طبعة 2003)
4 – من صيدا الى حرمون وسفوحه (المدن العشر او الديكابول) موقع التجلي وبداية درب الصليب
حول وجهة مسارالطريق التي سلكها السيد المسيح بعد مغادرته صيدا اقترح الباحثون اكثر من احتمال واحد. يوحي النص الانجيلي الذي يؤكد : " ثم خرج من تخوم صور ومر في صيدا وجاء فيما بين تخوم المدن العشر الى بحر الجليل" ( مرقس 7\13) بأن السيد المسيح عرّج من صيدا الى الجهة اليمنى الشرقية نحو بلاد الجولان ، قاطعا مناطق المدن العشر،ليعود منها الى طبريا، حيث كان مركز رسالته ونشاطه التبشيري.ولكن يرى المؤرخ الاب بطرس ضو ان " المسيح اجتاز الجبل اللبناني من صيدا حتى مشغرة في سهل البقاع مرورا بجزين.واجتاز لبنان الشرقي من سهل البقاع حتى ميسلون ودمشق" .(لبنان في حياة المسيح ص 275-276) .، فيما يستبعد الباحث واستاذ تاريخ الكتاب المقدس الاب ميشال دوران يكون المسيح قد وصل الى المسيح الى دمشق، كما يتبين من الرسم المثبت في هذا البحث.
ولكن أيا كانت الاراء حول مسارات رحلة المسيح من صيدا الى حرمون والعودة منها الى طبريا يبقى هناك ثلاث محطات رئيسة لا يمكن تجاهلها: قيصرية فيليبس ، بانياس – حرمون – قسم من البقاع، ابيلينه او "ايبلا".
-في قيصرية فيليبس وقراها، اعلان تأسيس الكنيسة على صخرة بطرس
يذكر النص الإنجيلي ان السيد المسيح " لما جاء الى نواحي قيصرية فيليبس سأل تلاميذه :"من تقول الناس ان ابن البشر هو " (متى 16/17). وفي مكان آخر : " ثم خرج يسوع وتلاميذه الى قرى قيصرية فيليبس ..." (مرقس 8/27)، لذلك يجمع الباحثون على ان قيصرية فيليبس ما هي الا مدينة بانياس الجنوبية التي تقع اليوم في الأراضي السورية وعلى مسافة 18 كم شرقا من مرجعيون اللبنانية. كانت بانياس تشكل حتى الماضي القريب جزءا من أبرشية صور- لبنان. وقد سميت هكذا تمييزاً لها عن قيصرية الساحل. كان يحكمها في زمن المسيح فيليبس اصغر ابناء هيرودس وله فيها قصر جميل أبيض. صنّفها الرومان في عداد "المدن الملجأ" التي كان يمنح فيها الملاحقون امام وجه العدالة والمضطهدون حق الحماية. لذلك لم يكن مستغرباً ان يقصدها السيد المسيح مع عدد من تلاميذه المختارين بهدف الإختلاء في طبيعتها البعيدة عن أنظار الأعداء، وحيث يقيم اصدقاء له منهم "المرأة النازفة" التي كان قد شفاها من مرضها في كفرناحوم (متى 9/20 – مرقس 5/25 – ولوقا 8/40)، كما اثبت ذلك المؤرخ الكنسي اوسابيوس القيصري من القرن الرابع (تاريخ الكنيسة، ك7 ف 17 )، ذاكراً ان تلك المرأة ، تعبيراً منها عن شكرها للسيد المسيح، اقامت له في بستانها تمثالاً ظل قائماً حتى القرن الرابع قبل ان يهدمه الأمبراطور جوليانوس الجاحد.(راجع بطرس ضو المرجع نفسه ص 377)
في بانياس القريبة من منطقة الينابيع التي تستقي مياهها من جبل حرمون وتغذي نهر الأردن، يوجد مغارة تعرف منذ القديم بإسم " بانيون" او بان ، اله المراعي والقطعان في المعتقدات الوثنية. كانت تلك المغارة تشكل - حسب التقليد العبري- إحدى " عيون الغمر " التي خرجت منها مياه الطوفان. (سفر التكوين 7/11)
المكان مؤات جداً للإختلاء والصلاة على إنفراد والتأمل (لوقا 9/18) والحوار مع التلاميذ في أعمق المواضيع وأهمها:التكوين ، البشارة ،الفداء ، تأسيس الكنيسة وعالميتها ومستقبلها. وقد تكون أجواء المكان الطبيعية والظروف التي تحيط بالحادثة ملائِما لترنيم صلاة داوود : "لماذا تكتئبين يا نفسي وتقلقين فيّ ... الهي اذكرك من ارض الأردن وجبال حرمون، من جبل مصعر، غمر ينادي غمراً على صوت شلالاتك، جميع تياراتك وامواجك قد جازت علي..." (مزمور 41 )، وأيضاً : " انت خلقت الشمال والجنوب، لإسمك يرنم طابور وحرمون" (مزمور 88/13).
في هذا الجو الطبيعي والنفسي سأل السيد المسيح تلاميذه : " من يقول الناس ان ابن البشر هو؟" .أجاب بطرس : "انت ابن الله الحي". أجابه يسوع بعبارته التأسيسية: "أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها... وسأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات..." (متى 16/18 – 19).عمد يسوع في كلامه الى اللعب على لفظة "صخرة" التي ترجمتها باللاتينية بطرس Petrus وبالارامية "كيفا " الاسم البلدي والحقيقي لعميد الرسل.
جبل حرمون يعني الجبل المقدس ( من حرم) . لكن صفة القداسة او الحرمة هذه لا تنسحب على جبل حرمون وحده بل تشمل "جبل لبنان" كله بما فيه السلسلتان الغربية والشرقية. هذا ما تؤكده نصوص الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد، وما أعاده الى أذهان اللبنانيين والعالم منذ سنوات قليلة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عندما زار لبنان (10 ايار 1997) بقوله : " لبنان هو ارض مقدسة وارض قداسة وقديسين". هذا الوصف لا ينحصر في التراث المسيحي وحده بل يمتد الى التراث الإسلامي أيضاً ، حيث نجد في حديث شريف عن ابراهيم ابي المؤمنين أنه " صعد الى جبل لبنان. فقيل له: انظر فما ادرك بصرك فهو مقدس " .(راجع : المسيح عاش ايضا في لبنان، مي والفرد المر، 2005 ص 238)
موقع التجلي وبداية درب الصليب
بصرف النظر عن مسألة أي طريق سلك السيد المسيح في رحلته من صيدا الى حرمون، يشير النص الإنجيلي الى ان المسيح وتلاميذه المرافقين له امضوا ستة ايام في الطريق قبل الوصول الى جبل التجلي ( حسب متى ومرقس) او ثمانية ايام (حسب لوقا) ، بعد توقفهم في قيصرية فيليبس. اختلف الباحثون في أي هو جبل التجلي .فمنهم من جعلوه في "طابور" الذي لا يتجاوز ارتفاعه ال 655 متر في الجليل الادنى ، ومنهم من رجّح جبل الارز في شمال لبنان على غيره ( الاب بطرس ضو ) ، فيما يميل باحثون معاصرون آخرون ( مارتينيانو رونكاليا والقس غسان خلف في كتابه "لبنان في الكتاب المقدس"،1985) الى ترجيح جبل حرمون ليكون هو جبل التجلي لا غيره . ومنهم من يرى ان التجلي لا ينحصر في تجل واحد بل هناك تجليات. من الشواهد التي ترجح ان التجلي الرئيسي قد حصل في حرمون لا في موقعٍ آخر ان المسيح قد اتخذ من قيصرية فيليبس نقطة انطلاقه نحو جبل حرمون جيث جرى التجلي ، وأن الأوصاف والقرائن (الجبل العالي والمقدس في متى 17 و2 بطرس 1\16-18) الواردة في الإنجيل عن هذا الجبل تنطبق على حرمون أكثر مما تنطبق على سواه:"وبعد ستة أيام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه فأصعدهم الى جبلعالٍ على إنفراد وتجلى قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالثلج" (متى 7/1 – 26).
كان التجلي مقدمة للدخول في مرحلة جديدة وأخيرة من حياة السيد المسيح على الأرض، مرحلة الآلام التي سيتحملها لدى عودته الى الجليل الأدنى وأورشليم. "وفيما هم نازلون من الجبل اوصاهم يسوع قائلاً لا تعلموا احداً بالرؤيا حتى يقوم ابن البشر من الأموات" (متى 7/9). بهذا تنبأ أنه سيتألم على أيدي الكتبة والفريسيين بتواطؤ السلطات الرومانية الحاكمة معهم ، كما تألم قبله أيليا وقتل يوحنا المعمدان بأمر من هيرودس " الذي كان قد أرسل الى يوحنا من أمسكه وأوثقه في السجن من أجل هيروديا امرأة أخيه فيليبس حاكم المكان . فكان يوحنا يقول لهيرودس: "لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك"، وكانت هيروديا ناقمة عليه تريد قتله" . في تلك الاجواء كان يسوع يعرف أن " هكذا ابن البشر مزمع ان يتألم منهم" (متى 17/12)
بقي جبل حرمون حتى القرن الرابع موقعاً حافلاً بهياكل وثنية متجاورة مع الأديار المسيحية، تقصدها جماهير الحجاج لإقامة الإحتفالات والمواسم الدينية على أنواعها وخاصة في ايام الصيف (6 آب) (راجع بطرس ضو ، ص 410). في القرن الرابع كتب احد أباء الكنيسة، القديس جيروم،رسالة الى "عذارى جبل حرمون"(Aux vierges de la montagne D’Hermon) يعرب فيها لهن عن عاطفته مشيرا الى حالته النسكية في البرية ، مذكراً ببعض تعاليم المسيح في محبة الضعفاء والخطأة ،ومشيدا بفضائل خادمات الله ، ومما جاء فيهابالترجمة الفرنسية:
“La brièveté de ma lettre est preuve de ma solitude…Au reste je vous prie de pardonner a ma douleur. Je vous le dis , les larmes aux yeux, j’en suis véritablement touché .Apres vous avoir écrit tant de fois, vous n’avez pas seulement daigné me répondre un seul mot. Je sais que les ténèbres ne peuvent s’allier avec la lumières « , et qu’un pécheur comme moi est indigne d’avoir part a l’amitié des servantes de Dieu, mais je sais aussi qu’une femme de mauvaise vie lava de ses larmes les pieds du Seigneur, que les chiens mangent les miettes qui tombent de la table de leurs maitres…. ».Celui a qui on remet davantage aime aussi davantage « .Les anges oubliant tout le troupeau ne se réjouissent dans le ciel que du salut d’un brebis malade. Si quelqu’un veut condamner cette conduite , le Seigneur lui dira ; » Mon ami , si je suis bon, pourquoi votre œil est-il malade ? »
تجدر الإشارة الى ان تلك المنطقة المنفردة الواقعة جنوب وشرق حرمون بما فيها أجزاء من لبنان وسوريا و الأردن، شكلت في القرون المسيحية الأولى وبخاصة إبان الحرب اليهودية الرومانية، "مراكز لجوء" إتقاء من أخطار الحرب والمطاردة. في هذا الصدد يذكر العالم الفرنسي ارنست رينان في مقدمة كتابه "حياة يسوع" والذي تمّ تأليف قسم كبير منه في لبنان بين غزير وجبيل وعين إبل ان بعض اقرباء يسوع كانوا لا يزالون يقيمون في المناطق الواقعة شمالي شرقي فلسطين حيث حافظ التراث الجليلي على خطه أكثر من اي مذهب آخر، وان الانجيل برواية متى، قد تمت كتابته في المناطق المشار اليها.
(Ernest Renan , Vie de Jésus, introduction ,note 27 sur:
يذكر الأب بطرس ضو في هذا الصدد نقلاً عن جوليانوس الأفريقي من كتّاب ودبلوماسيي القرن الثاني الميلادي ان جماعة لها صلة قربى بعائلة المسيح كانت تعيش هناك. ويعتقد الأب ضو ان إقامة هؤلاء الأقارب كانت في بلدة كوكبا اللبنانية الواقعة في قضاء حاصبيا (لبنان في حياة المسيح، 1980 ، ص 331.وتاريخ سوريا للمطران يوسف الدبس ،ج4 ص 38-40( و(Dict.de la Bible ,Supplement ,t.vi,Paris1960,col 332)
5- على طريق الآباء الأولين ، موطن أقرباء يسوع واحباء الله
اذا كان الأب بطرس ضو يرى ان التجلي أو أقله التجلي الرئيسي للرب قد جرى في جبل الأرز وذلك لإعتبارات عدة يفندها منها ان صفة الجبل المقدس التي ترد في شهادة القديس بطرس (2 بطرس 1/16-18) تنطبق على جبل لبنان وحده ، فإنه يرى من جهة اخرى ان اللقب الابرز الذي يطلق على حرمون انما هو " بعل حرمون" (قضاة 3/3) ولكن بواسطة التجلي تحقق في المسيح ، في كل حال، وصف سفر الأناشيد عن كل لبنان : " طلعته كلبنان وهو مختار كالأرز" (نشيد الأناشيد 5/15)، كما يصف الشاعر البيبلي " عروسه طالعة من لبنان بانفها الشامخ "كبرج لبنان الناظر الى دمشق" ( نشيد الاناشيد 7\4). في هذه الصورة يقول غسان خلف:" لبنان في هذه القرينة ما هو الا حرمون الذي منه يمكن للناظر رؤية مدينة دمشق " .(لبنان في الكتاب المقدس ، ص 271)
-والسؤال الأخير حول المحطات التالية من رحلة المسيح الى لبنان : هل قصد البقاع وأجزاء اخرى من جنوب لبنان ؟
يستنتج من الآية التي جاء فيها : "ثم خرج من تخوم صور ومرّ في صيدا وجاء فيما بين تخوم المدن العشر الى بحر الجليل" (مرقس 7/31)، ان السيد المسيح صعد من صيدا بإتجاه الشرق مباشرة او الى الشمالي الشرقي التفافا حول حرمون باتجاه دمشق ، ليصل في كل من المسارين الى بحيرة طبريا عبر المدن العشر ومن بينها قيصرية فيليبس وأبيلا (وادي سوق بردى) ودمشق وسواها من المدن التي يتعدى عددها العشر ليصل الى ثماني عشرة او عشرين حسب بعض الباحثين.
يمكن الاجابة على السؤال المطروح بعد معرفة الهدف الحقيقي الذي كان حافزاً لتوجيه مسارات الرحلة. يرى عدد من الباحثين ومن بينهم الأب بطرس ضو ان "سهل البقاع ولبنان الشرقي حافلان بالتذكارات والمزارات المتعلقة بالأباء الأولين، آدم وهابيل وقايين و شيت ونوح وأولاد نوح. فهذه البقعة من الأرض التي يعتبر التقليد انها كانت جزءا من الفردوس (... ) كانت مسرحاً للوقائع التي تميزت بها حياة هؤلاء الأباء الأولين. والتقاليد المتعلقة بهذه الوقائع ومزاراتها ترقى الى اقدم العصور . وقد تناولتها الشعوب في هذا الشرق جيلاً بعد جيل. وردت في تواريخ وكتب المؤلفين العرب الذين اخذوها عن المسيحيين. وهؤلاء اخذوها عن الشعوب التي سبقتهم من عبرانيين وفينيقيين وغيرهم، ومن نصوص الكتاب المقدس والنصوص الفينيقية والتلمودية والأشورية والبابلية والمصرية وغيرها". (راجع الأب بطرس ضو ص 288 و 289 ). لذلك، وبعد الاخذ بالاعتبار لهذه الافتراضات ،لا يبدو مستبعداً ان يكون السيد المسيح قد قصد هذه المزارات العديدة ليكرم فيها أباء العهد القديم والأولياء المشهورين في كتب العهد القديم تاكيدا منه على تواصل رسالة الانبياء. " لا تظنوا اني جئت لأحل الناموس والأنبياء. ما جئت لأحل بل لأكمل" (متى 5/17)
فكانت هذه المقامات من الأهداف الأساسية لرحلته التي قام بها بوصفه حاجاً أكثر من وصفه لاجئاً او هارباً من وجه اعدائه الذين كانوا يطاردونه في الجليل واليهودية وبعد أن جاء اكثر من صديق ينصحه : "أخرج من هنا فإن هيرودس يريد قتلك" ، كما قتل يوحنا المعمدان (لوقا 13/31).
في سهل البقاع وجنوب لبنان تنتشر بالفعل أسماء تعود الى عدد من الانبياء والاولياء منهم : هابيل الذي تحول اسمه أحياناً الى "آبل" أو "أبيل" او "إبل". فأطلقت هذه التسمية على عدد غير قليل من المدن والقرى أو دخلت في تركيبة اسمها: آبل القمح،إبل السقي ، عين إبل ، آبل بيت معكا، آبل السوق، وهي ابيلا التي كانت عاصمة ولاية "أبيلينا" والتي كان حاكما عليها في زمن يوحنا المعمدان ليسانياس احد ابناء هيرودس كما ورد في انجيل (لوقا 3/1) .علما أن هذه الولاية كانت تمتد الى شمال لبنان وجنوبه. فلفظة "آبل" وردت حوالي إثني عشرة مرة في الكتاب المقدس، وهي كلها تشير الى معنى من المعاني المتصلة بشخصية هابيل. لذلك وبناء على ما تقدم لا يبدو مستغرباً ان يقصد المسيح هذه المواقع، تكريماً منه لذكرى الشهيد الأول للبشرية القديمة، والرمز السابق للمسيح الشهيد الأول للبشرية الجديدة.
تخليداً لذكرى هابيل، الذي تقول عنه التقاليد المختلفة انه قتل فوق جبل قاسيون في القرب من دمشق ودفن في آبيلا (عاصمة ابيلينه المذكورة في لوقا 3/1) بنت القديسة هيلانة هناك في القرن الرابع كنيسة كان لا يزال باقيا منها في القرن السابع عشر "عمودان مرتفعان على منحدر ربوة تبعد عن دمشق ستة عشر ميلاً ... على هذين العمودين حنية تجعل ما بينهما على هيئة باب، وقريباً من هناك أخربة كثيرة يستدل منها على ان القديسة هيلانة قد بنت في ذاك الموضع كنيسة تذكاراً لهابيل البار الذي دفن هناك. اما طول مدفنه فمائة وستون شبراً" كما يذكر الأب غوجون في كتابه عن رحلته في الأرض المقدسة (J.Goujon, histoire et voyage en Terre Sainte, 1668, II, p.4)(راجع ايضا الأب ضو صفحة 293)
يقول الأب ضو : "إن ذكرى هابيل وذبيحته وإستشهاده كانت في زمن المسيح تملأ سهل البقاع ولبنان الشرقي ودمشق". ومن ذلك يفترض أن :" هذا الامر كان من دواعي زياة المسيح لهذه الأماكن في رحلته" الى مناطق في لبنان. (راجع ضو صفحة 296). كان الهدف من هذه الرحلة أذن - كما أشرنا- تأكيد السيد المسيح على تواصل الرسالات السماوية.
في البقاع مواقع اخرى عديدة تحمل أسماء الأباء الأولين، نذكر منها موقعين بإسم "النبي شيت"، الأول في رياق والآخر قرب حاصبيا وموقع في جنوب لبنان قرب تبنين ، "برعشيت" وتعني "أرض شيت" . من هذه المواقع التي تحفل بها معاجم أسماء المدن والقرى والبلدات اللبنانية أيضاً "قبر نوح" قرب زحلة و "كرك نوح" و "هِبلا" ، "وتلفظ ايضا حبلا" ،ابنة نوح . ومن اسماء الأنبياء أيضا "حام" في لبنان الشرقي، و "حول" ثاني اولاد آرام بن نوح . لعل من هذا الاسم جاء اسم بحيرة "الحولا" ، التي كانت الى زمن قريب لبنانية، و "ميشا" الإبن الرابع لآرام . من هذا الأسم جاء اسم "ميس الجبل" حسب ما يورد الأب ضو في كتابه المشار اليه (ص 319 – 224). وغيرها العديد من اسماء المواقع.
-حديث النبي داود في من هم احباء الله المقيمين عند العيون في جبل لبنان.
-راجع نص ابي حامد الغزالي ( المتوفي عام 1111) في موضوع المحبة والشوق في كتابه "احياء علوم الدين" في الموقع:
-نص من التراث الاسلامي يستند الى التراث العبري ينقل فيه الغزالي حوارا بين الله والنبي داود وفيه يطلب داود :
-"يا رب أرني أهل محبتك".فيجيبه الله : " يا داود إئت جبل لبنان، فإن فيه اربعة عشر نفسا فيهم شبان وفيهم شيوخ وفيهم كهول .
-إذا أتيتهم فاقرئهم مني السلام وقل لهم:ان ربكم يقرئكم السلام ويقول لكم ألا تسألون حاجة.فإنكم أحبائي وأصفيائي وأوليائي ،أفرح لفرحكم وأسارع الى محبتكم".فأتاهم داود عليه السلام فوجدهم عند عين من العيون يتفكرون في عظمة الله عز وجل....قال: فجرت الدموع على خدودهم " ( ثم يضع الغزالي على لسان كل من هؤلاء الشيوخ (اللبنانيين) عبارة واحدة ليقول فيها ماهي حاجته أذكر منها: " لا حاجة لنا في شيء من أمورنا فأدم لنا لزوم الطريق اليك واتمم بذلك المنة علينا"
- وقال آخر :"...أمنن علينا بحسن النظر فيما بيننا وبينك".... فأوحى الله الى داود .. قل لهم قد سمعت كلامكم وأجبتكم الى ما أحببتم فليفارق كل واحد منكم صاحبه وليتخذ لنفسه سربا فإني كاشف الحجاب فيما بيني وبينكم حتى تنظروا الى نوري وجلالي"...
-فقال داود: يارب بم نالوا هذا منك ؟ قال: بحسن الظن والكف عن الدنيا واهلها والخلوات بي ومناجاتهم لي وإن هذا منزل لا يناله الا من رفض الدنيا وأهلها......واختارني على جميع خلقي ، فعند ذلك أعطف عليه ...وأريه كرامتي كل ساعة وأقربه من نور وجهي ، إن مرض مرضته كما تمرض الوالدة الحنون الشفيقة ولدها....اذا سمع بذكري أباهي به ملائكتي وأهل سمواتي ....يا داود لأقعدنه في الفردوس ولأشفين صدره من النظر الي حتى يرضى وفوق الرضا".
إن هذه المعاني والذكريات والصور القديمة كلها ، انما تشكل جزءا ثميناً لا من تراث لبنان فحسب بل من تراث البشرية بكاملها.
وكم ينبغي المحافظة عليه حيا في النفوس ، وعدم الكلل من إلقاء الضوء عليه اليوم اكثر من أي يوم آخر بعدما اصبح الوطن الصغير برقعته لبنان اكثر من موقع جغرافي ، بل رسالة ، كما بات القول به مأثوراً بعد البابا يوحنا بولس الثاني ، وبعد ان اصبح للبنان أيضا اكثر من موقع عالمي على قائمة المواقع التراثية العالمية للاونيسكو: بعلبك،عنجر، وادي قاديشا ،جبيل ، صور ، وقريبا مغارة جعيتا عجيبة من عجائب الدنيا.
عسى ان يتنامى الوعي في الوجدان اللبناني باهمية هذا التراث، ومن ثم بذل كل جهد لكشفه وتخصيص ما يقتضيه من وسائل التخطيط والتنقيب وإرساء البنى السياحية، والثقافية ، وما يتطلبه دلك من مكتبات ومتاحف ومراكز ابحاث ووسائل إتصال ومواصلات، ، ورسم دروب ومسالك في الطبيعة، وتنظيم رحلات للتعرف الى جمالات البيئة اللبنانية وكنوزها الثقافية والروحية. إن مثل هذا المشروع، إذا ما أخذ على محمل من المسؤولية – كما اشار رئيس مجلس الوزراء - قد يكون له أبعاد ومردودات لا تقدر بثمن على كل الأصعدة الحضارية والدينية والإقتصادية .
إن المبادرات القليلة التي إتخذتها في هذا المجال مؤسسات رسمية وأهلية للتعرف على التراث والبيئة والحفاظ عليها انما هي من نماذج العمل المشجع والواعد الذي من شأنه تعزيز السياحة الدينية والثقافية.هي لا تزال بحاجة الى المزيد من الوعي والإيمان المستنيرين بالحس الانساني والحضاري العميق الذي من المفترض أن تسقط معه كل المنافع والنظريات الفئوية، ليتجلّى وجه لبنان البهي والحقيقي ، كمساحة مصغرة عن عالم يمكن العيش فيه والإيمان بكل حرية ، في عصر العولمة التي تتطلب أن يكون في تطبيق مبدأ "الوحدة في التنوع" الضمانة الحقيقية لعيش مبادىء المسيح وتحقيق الاخوة الشاملة في العائلة البشرية الواحدة.
Sur les pas de Jésus, le Messie, en Phénicie/Liban est l’ouvrage de maturité de Martiniano Roncaglia. Il y a mis l’essentiel d’une recherche entamée au début des années 80, à la demande du patriarche grec-catholique Maximos V Hakim. Pour l’orientaliste, aucun doute n’est permis : le Liban fait partie de la Terre sainte, tout comme la Palestine biblique. Les pieds du messie ont foulé la Galilée des nations (Jalil al-Oumam). Il s’est rendu à Tyr et Sidon, à Sarepta, à Cana, ainsi que dans la Césarée de Philippe, aux pieds du mont Hermon, où pour la première fois l’apôtre Pierre a proclamé sa foi dans l’origine divine de son maître. Dans son ouvrage, publié en 2004 en anglais par les soins d’un éditeur qui sera également son ami, l’amiral de marine libanais Samir el-Khadem, directeur de l’Institut arabe d’études orientales et occidentales, Roncaglia déploie une érudition à toute épreuve, au service d’une tradition qui, depuis Eusèbe de Césarée, premier historien de l’Église, situe le village de Cana-de-Galilée, où Jésus a accompli son premier miracle, le changement de l’eau en vin, au voisinage de Tyr. Roncaglia, du reste, n’était pas le premier à localiser au Liban le village de Cana cité par l’Évangile de saint Jean. Des historiens et des hommes de lettres l’avaient également affirmé, en se basant sur les mêmes documents (Youssef Hourani, Nina Jidéjian). Mais il a eu le mérite d’en faire l’exposé exhaustif et fouillé, ce qui rend plus difficile la réfutation des faits et vérités qu’il établit.
L’Église au Liban n’a pas encore pris l’entière mesure de l’importance de cette découverte historique. Elle continue de douter de la véracité des faits, les attribuant à quelque exaltation poétique infondée, en référence notamment au poète Saïd Akl, fervent partisan de la localisation en terre libanaise du Cana biblique.Pourtant, les faits sont là, clairs comme le jour, malgré les affirmations contraires, toutes hypothétiques, des archéologues et historiens étrangers, renforcées par d’évidents intérêts économiques et touristiques totalement étrangers à la vérité
Malgré un méritoire aménagement du site de Cana, le ministère du Tourisme pourrait, lui aussi, tirer de meilleures conséquences de ce que la présence de Cana au Liban signifie, sur le plan touristique et culturel. Mais sur ce dernier point, sa responsabilité n’est pas en cause, puisque la frilosité de l’Église du Liban empêche toujours ce site d’être ouvertement et généreusement mis en évidence, en particulier sur le plan religieux. Là, plus qu’ailleurs, la convivialité devrait jouer à plein pour que le village mixte de Cana soit désigné comme haut lieu de pèlerinage chrétien, aussi bien pour nous autres Libanais que pour le tourisme religieux étranger. Tout le monde y gagnerait, que ce soit sur un tableau ou sur l’autre. Il faut dire aussi que la guerre et les crises politiques au Liban n’ont pas beaucoup aidé à l’épanouissement du tourisme, qui est aujourd’hui, d’un certain point de vue, une industrie comme une autre.
Archéologie évangélique Le cas de Cana, pour être emblématique du sous-développement culturel et archéologique dont souffre le Liban, n’est pas le seul fait à pouvoir être cité.
L’ouvrage de Roncaglia nous introduit à une véritable « archéologie évangélique » et nous révèle des pans entiers de présence culturelle « phénicienne » indissociablement mêlée au quotidien du Jésus de l’histoire. Grâce à cette archéologie, nous suivons Marie et Joseph, puis Jésus adulte, dans le temple ; nous voyons le Christ déposant dans le trésor de la monnaie frappée à Tyr ; on nous rappelle que ce sont des artisans envoyés par le roi Hiram de Tyr qui ont construit le temple, avec du bois de cèdre généreusement acheminé du Mont-Liban ; on suit encore Jésus marchant sur les routes de Tyr, Sarepta (Sarafand) – où le prophète Élie l’avait précédé – et Sidon, gravissant la haute montagne de l’Hermon, site probable de la Transfiguration, fuyant les questions pièges des Pharisiens et prenant quelques jours de repos dans la Césarée de Philippe, non loin de Banias, des sources du Jourdain… et de Marjeyoun, où une Église dédiée à saint Pierre commémore toujours sa confession de foi.
L’ouvrage de Roncaglia est disponible dans ses versions anglaise et arabe, mais pas encore, malheureusement, en version française.
Doit-on y voir un signe des temps ? Espérons que non, car il est souhaitable que cet ouvrage tout à fait abordable par l’amateur éclairé soit mis à la disposition des lecteurs francophones le plus vite possible. Article de Fadi Noun " L'Orient Le Jour"
"Car les violences contre le Liban retomberont sur toi, Et les ravages des bêtes t'effraieront, Parce que tu as répandu le sang des hommes, Et commis des violences dans le pays, Contre la ville et tous ses habitants."
"Sur les pas de Jésus, le Messie, en Phénicie/Liban est l’ouvrage de maturité de Martiniano Roncaglia. Il y a mis l’essentiel d’une recherche entamée au début des années 80, à la demande du patriarche grec-catholique Maximos V Hakim.
Pour l’orientaliste, aucun doute n’est permis : le Liban fait partie de la Terre sainte, tout comme la Palestine biblique. Les pieds du messie ont foulé la Galilée des nations (Jalil al-Oumam).
Il s’est rendu à Cana,Tyr, Sarepta, Sidon ainsi que dans la Césarée de Philippe, aux pieds du mont Hermon, où pour la première fois l’apôtre Pierre a proclamé sa foi dans l’origine divine de son maître.
Dans son ouvrage, publié en 2004 en anglais par les soins d’un éditeur qui sera également son ami, l’amiral de marine libanais Samir el-Khadem, directeur de l’Institut arabe d’études orientales et occidentales, Roncaglia déploie une érudition à toute épreuve, au service d’une tradition qui, depuis Eusèbe de Césarée, premier historien de l’Église, situe le village de Cana-de-Galilée, où Jésus a accompli son premier miracle, le changement de l’eau en vin, au voisinage de Tyr."
Aïn Ebel Festival 2009: "Aïn Ebel an I, c'est bien parti. Objectifs pleinement atteints par l'association AWFA des jeunes de cette localité du Liban-Sud pour l'événement qu'ils ont organisé avec le soutien de la municipalité et des Amis de Sourat.
Une belle soirée, certes, sur la place de l'église, mais le défi relevé est la réponse à leur appel. En plus du public venu nombreux des alentours, plus de 200 Beyrouthins ont bravé le long trajet pour signifier à ces jeunes leur solidarité, le soutien à leur cause et l'engagement à leurs côtés dans ce cheminement identitaire, leur volonté de se développer et de s'enraciner à leur terre.
Un franc succès que cette première rencontre, mettant du baume au cœur de ces jeunes qui se sont démenés pour que chaque personne qui a fait le déplacement soit heureuse d'être là, de découvrir ce village du sud au passé chargé et à l'histoire intéressante. Et personne n'a été déçu. Une histoire racontée au public par Joseph Khoreich dans une conférence intitulée « Mémoire d'un village ». Un village frontalier au passé glorieux et au présent difficile dont la riche histoire remonte à des millénaires, comme en témoignent les nombreux vestiges archéologiques. Terre foulée par le Christ et ses disciples, la région a occupé les devants de la scène politique et économique jusqu'à un passé récent et qui a offert au Grand Liban ses premiers martyrs en 1920."