Translate

mardi 16 décembre 2008

جذور المسيحية في لبنان-



الأحد 09 تشرين الثاني 2008 - السنة 76 - العدد 23526 النهار

النسخة المطبوعة .
بين 1آب -ت1 2008 . بين ت2- ك1 2008
جذورالمسيحية في لبنان -لأنطوان خوري حرب عندمـــا ينطـــق التاريـــخ وعلـــم = Racines du Christianisme au Liban, livre ecrit par A.Kh.Harbالآثـــارالمسيحية
كتبت مي منسى في" النهار"بتاريخ 7-11- 2008ر
الى رصانته العلمية، التاريخية والاركيولوجية، هو كتاب سخي بصوره، ممتع بحكاياته، يأخذك في رحلة سياحية عبر لبنان، منبسطة على كامل اراضيه، واكثر منها تشويقا تلك الرحلة الروحانية الى عمق جذورنا المسيحية في تفرعاتها وانغراسها في هذه التربة من هذا العالم المتوسطي، كما الظروف والمناخات التي نمت فيها المسيحية بدءا من الديانات والمعتقدات الوثنية التي مهدت لها وأرست فيها طقوسا ورموز ومعابد شاهدة على هذا التاريخ القديم، الى ان جاء السيد المسيح مبشرا ومحققا معجزته الاولى في عرس قانا الجليل.في مستهل هذا العمل الشاهق، اعطى المؤلف الكلام للمطران جورج خضر الذي نوه اكثر ما نوه بالمراجع اليونانية واللاتينية التي ذكرها حرب في كتابه والدالة على قيمة العمل واصالته، بحيث لا يترك بقعة انتشرت فيها المسيحية الا يخبر عنها ماضيا وحاضرا، رابطا برؤى صادقة العهود في ما بينها، مدققا بتاريخها وواقعها...المطران جورج خضر وضع في مقدمة الكتاب ختم المفكر والمحلل والعالم في تاريخ الكنيسة منذ بداياتها. من تمعنه في النصوص اعتبر ان هذا الكتاب لا بد ان يترك في نفس قارئه عمق الاثر ويجعله اكثر لصوقا ببلده اذ يأخذه الى تلك الحقيقة المختزنة فيه. في دمجه التاريخ وعلم الاثار في كتاب اقل ما نقول به انه نادر وثمين، وبتنسيق اكاديمي علمي رفيع بين شغف الاكتشاف وواجب التنوير، مضى انطوان خوري حرب في رحلة بطوطية في ارض بلده، جمع بالكلمة والصورة ما منحه التدقيق في الجذور وبلوغ النبع الذي منه اشرقت الديانات حتى استتبت في الدين المسيحي وانتشرت على ساحة الارض اللبنانية، استنادا الى ادلة علمية توفرها المعالم الاثرية للكنائس القديمة التي شيدت بمعظمها على آثار معابد البعل وعشتروت والتي تؤكد ذلك الانتقال المباشر من الوثنية الى المسيحية منذ عهودها الاولى لا سيما في العهد البيزنطي.قبل الدخول الى منبع هذا الكتاب والتعمد في مياهه، هو الحجر العتيق يستوقفنا بمسامه التي ما زالت ترشح بانفاس من سكنوا فيه، هي اشجار الارز الالفية تذكرنا اننا من هنا، هي الكنائس والقرى المترامية في السفوح والوديان والتلال، تشيح عن كاهلنا شبح الخوف من الغد. لكن ما هو هذا الغد، سوى ذلك الزمن الممسوك بخيط الامس؟انطوان خوري حرب حمل تاريخ الوطن واجبا مقدسا في مؤلفاته، من كتابه الاول "اسم لبنان عبر العصور" الى "اصول الشعب اللبناني"، فتاريخ الانتشار اللبناني" و"الكتابة من التصويرية الى مدينة جبيل"، ثم "الديانة اللبنانية القديمة"، الى المعالم الاثرية في الجنوب اللبناني"، و"الموارنة، تاريخ وثوابت" نستدل الى هذه الدرب الواحدة التي اتخذها هذا اللبناني"، العالم في الاثار والتاريخ، امينا على الارث، وفيا للهوية، ثابتا في ايمانه المسيحي والوطني وكلاهما يتخاويان في عقيدة واحدة. فمن مراجع البحث المدونة في آخر الكتاب عربية واجنبية، ومن فهرس الاماكن الجغرافية التي كشف عنها المؤلف يدرك القارىء العمل الجبار الذي قام، متوجا به اعماله السابقة.
التمهيد للمسيحية في ارض لبنان كتاب من ثلاثة اقسام، استهل القسم الاول منه برسالة القديس بولس الى اهل رومة، مدخلا الى الفكر الديني في لبنان القديم، وقبل ان يتطرق المؤلف لموضوع "جذور المسيحية في لبنان"، توقف عند ظاهرة التدين عند اللبنانيين، بدءا بعصور ما قبل التاريخ حتى ظهور المسيحية في نهاية مرحلة التاريخ القديم وذلك في هدف تبيان التهييئات المهمة التي قدمتها ارض لبنان للمسيحية ومهدت لها. من كلمة السيد المسيح "انا ما جئت لابطل بل لأكمل" مشى انطوان خوري حرب في هذا العمل مؤرخا وعالم آثار وموثقا بدقة المعلم وازميل نحات. فمن تنقيباته ان اقدم معالم الفكر الديني في لبنان ظهرت عند انسان انطلياس القديم منذ حوالى اربعين الف سنة، والذي كان يدفن بطقوس قائمة آنذاك على وضع مواد غذائية الى جانبه كما وأدواته الحجرية، ما يشير الى إيمان هذا الانسان القديم بحياة ما بعد الموت. في التركيز على النص والتصميم، نستدل على الثالوث اللبناني – الفينيقي المؤلف من إيل الإله المطلق، وعشتروت الأم الكلية مثالاُ للعنصر الأنثوي، والبعل أدون. توارث اللبنانيون عقيدة عبادة "الإلهة الأم" وطقوسها، من عشتروت أولاً العنصر الأنثوي في الوجود. ومن الصور التي تشكّل هذا الكتاب منحوتة في الحجر للأم المرضعة، وقد التقطها المؤلف في أفقا والى جانبها صورة للسيدة مرم ترضع الطفل، وما يلقننا إياه الدكتور حرب هو أن أبناء أفقا يكرّمون صورة العذراء الأم المرضعة، كما أسلافهم عبدوا عشتروت.. الكتاب الشيّق يمضي بنا الى الأماكن التي بقيت فيها آثار هؤلاء، من أفقا وبعلبك وجبيل، حيث يغدو عالم الآثار راوياً يخبر اسطورة أدون من موته الى قيامته.
المسيح ولبنانالمدخل الى هذا القسم للبابا يوحنا الثاني وما قاله لدى زيارته للبنان عام 1997: "يا رجال ونساء لبنان لقد كان المسيح نفسه أول من نقل الى أسلافكم البشارة الإنجيلية... "ثم بعده ينتقل حرب الى الجليل "موطن الجليلي" وبين تاريخ وجغرافية يعرّفنا على المقوّمات الطبيعية لأرض الجليل وبنية إثنية أهل الجليل. الصور تشل إرث هذا الكتاب الكبير، من حرمون الجبل المقدس والذي عليه تجلّى السيد المسيح أمام تلامذته بطرس ويعقوب ويوحنا، الى مقام النبي شيت وفسيفسائية عن معجزة قانا، وجدرانية السيدة العذراء، ورحلة السيد المسيح الى فينيقية والمدن العشر.يقول هذا الكتاب: "بسبب مجيء السيد المسيح الى صور ثم انتقاله الى صيدا وعبوره المناطق الجنوبية في طريقه الى بحر الجليل، يصح اعتبار ارض الجنوب اللبناني، أرضاً مقدسة شاءها المخلّص ان تكون ذات كرامة خاصة.
انتشار المسيحية في لبنان"اذهبوا الآن وتلمذوا كل الامم، معمدين اياهم باسم الآب والابن والروح القدس".بهذه الوصية للسيد المسيح انطلق الرسل بعد العنصرة ينقلون البشارة الى الأمم، ومع العمل التبشيري بدأ الاضطهاد على يد اليهود أولاً لأنهم كانوا بانتظار مسيح يخلّصهم من التشتت ويحقق لهم ملكوتا أرضياً، في حين ان الديانة الجديدة دعت الى المحبة والتسامح والتحرر من الخطيئة وعدم التمسك بفرائض الناموس اليهودي المتزمت. ثم الرومان المتمسكون بطقوس تقوم على عبادة الآلهة المتعددة الأوصاف والمراتب.الأسلوب مشوّق، يعيد الى الذاكرة تفاصيل منسية من أسماء الذين استشهدوا في الزمن الأول لانتشار المسيحية، كما نستعيد اسم الفيلسوف بورفيريوس الصوري الأصل والذي تصدى بعلمه وفكره للعقيدة المسيحية في القرن الثالث بعد الميلاد. ومن أشهر مؤلفاته "حياة أفلاطون" و"حياة فيتاغور" و"تاريخ الفلسفة" وكتاب "الايساغوجي" الذي يعتبر من أعظم الكتب التي طبعت القرون الوسطى بطابعها.من الدين الى الفلسفة يأخذك هذا المؤرخ المطلع في الزمن، ولا يمر على الأحداث بسطحية، بل تحفر معه وتتلقى من دروس الماضي ما تعيشه اليوم.اسمعه يروي لك قصة هذا الفيلسوف بورفيريوس الذي كان من كبار مناهضي المسيحية، في خمسة عشر مؤلفا بعنوان "ضد المسيحية". وبالرغم من ذلك اعتبره القديس والفيلسوف اغوسطينوس أعلم الفلاسفة، كما تصدى له أسقف صور ميتوديوس، وكتب ضد المرافعات دفاعاً عن المسيحية، الى أن استشهد في اليونان على يد السلطة الرومانية المتمسكة آنذاك بعقيدتها الوثنية.ويتابع انطوان خوري حرب يروي التاريخ هذا مرتكزاً على الوثائق القديمة، منوّراً أمامك انتشار المسيحية في العالم، بالصور والحفريات الأثرية والفسيفسائيات، وأنت بين قراءة ومتعة الألوان تغدو ذاك الإنسان القديم العائد الى دياره بعد ألفي سنة يتفقد الدروب التي عبرها السيد المسيح وأرسى فيها تعاليمه ومعجزاته.ومع تقدمك في الاطلاع على تاريخك في هذا الكتاب الكبير، الواسع وسع التراث، يصبح النص متخاوياً مع هذا الكم الهائل من الآثار. وتتساءل لماذا لبنان الصغير بمساحته، قدّر له أن يكون مهداً للفكر الديني، وأرضاً خصبة للعقائد التي تتالت عليه وتركت في معابدها ومنحوتاتها آثارها حتى مجيء المسيحية التي رسّخت على أنقاض المعابد دين المحبة والتسامح الذي جاء له المسيح مبشّراً؟
مي منسى

vendredi 12 décembre 2008

Les bien aimes de Dieu sont au Liban par Ghazali

قال داود يا رب أرنى أهل محبتك

فقال يا داود أئت جبل لبنان

فإن فيه أربعة عشر نفسا فيهم شبان وفيهم شيوخ وفيهم كهول

فإذا أتيتهم فأقرئهم منى السلام وقل لهم إن ربكم يقرئكم السلام ويقول لكم

ألا تسألون حاجة فإنكم أحبائى وأصفيائى وأوليائى أفرح لفرحكم وأسارع إلى محبتكم


فأتاهم داود عليه السلام فوجدهم عند عين من العيون يتفكرون في عظمة الله عز وجل

فلما نظروا إلى داود عليه السلام نهضوا ليتفرقوا عنه

فقال داود إنى رسول الله إليكم جئتكم لأبلغكم رسالة ربكم "


C’est un extrait du livre de Ghazali ( IHYA ‘ OULOUM Eddine ) sur l’amour divin.Il est tres frappant de lire dans une citation attribuee a David et rapportee par Ghazali lui-meme que les veritables amants de Dieu vivent au Mont-Liban.En voici Voici le texte
:
ب المحبة والشوق والأنس والرضا وهو الكتاب السادس من ربع المنجيات من كتاب إحياء علوم الدين
http://www.ghazali.org/ihya/ihya.htm

وأما شواهد الأخبار والآثار فأكثر من أن تحصى فمما اشتهر من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:

اللهم إنى أسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك
حديث أنه كان يقول في دعائه اللهم إنى أسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت الحديث أخرجه أحمد والحاكم وتقدم في الدعوات
وقال أبو الدرداء لكعب أخبرني عن أخص آية يعنى في التوراة فقال يقول الله تعالى طال شوق الأبرار إلى لقائي وإني إلى لقائهم لأشد شوقا قال ومكتوب إلى جانبها من طلبنى وجدنى ومن طلب غيرى لم يجدنى
فقال أبو الدرداء أشهد أنى لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا
وفي أخبار داود عليه السلام إن الله تعالى قال يا داود أبلغ أهل أرضي أنى حبيب لمن أحبنى وجليس لمن جالسنى ومؤنس لمن أنس بذكرى وصاحب لمن صاحبنى ومختار لمن اختارنى ومطيع لمن أطاعنى ما أحبنى عبد أعلم ذلك يقينا من قلبه إلا قبلته لنفسى وأحببته حبا لا يتقدمه أحد من خلقى من طلبنى بالحق وجدنى ومن طلب غيرى لم يجدنى فارفضوا يا أهل الارض ما أنتم عليه من غرورها وهلموا إلى كرامتى ومصاحبتى ومجالستى وائنسوا بي أؤانسكم وأسارع إلى محبتكم فإنى خلقت طينة أحبائى من طينة إبراهيم خليلى وموسى نجي ومحمد صفي وخلقت قلوب المشتاقين من نورى ونعمتها بجلالى
وروى عن بعض السلف أن الله تعالى أوحى إلى بعض الصديقين إن لى عبادا من عبادى يحبونى وأحبهم ويشتاقون إلى وأشتاق إليهم ويذكرونى وأذكرهم وينظرون إلى وأنظر إليهم فأن حذوت طريقهم أحببتك وإن عدلت عنهم مقتك قال يارب وما علامتهم قال يراعون الظلال بالنهار كما يراعى الراعى الشفيق غنمه ويحنون إلى غروب الشمس كما يحن الطائر إلى وكره عند الغروب فإذا جنهم الليل واختلط الظلام وفرشت الفرش ونصبت الأسرة وخلا كل حبيب بحبيبه نصبوا إلى أقدامهم وافترشوا إلى وجوههم وناجونى بكلامى وتملقوا إلى بإنعامى فبين صارخ وباك وبين متأوه وشاك وبين قائم وقاعد وبين راكع وساجد بعينى ما يتحملون من أجلى وبسمعى ما يشتكون من حبى أول ما أعطيهم ثلاث أقذف من نورى في قلوبهم فيخبرون عنى كما أخبر عنهم والثانية لو كانت السموات والأرض وما فيها في موازينهم لاستقللنها لهم والثالثة أقبل بوجهى عليهم فترى من أقبلت عليه يعلم أحد ما أريد أن أعطيه
وفي أخبار داود عليه السلام إن الله تعالى أوحى إليه يا داود إلى كم تذكر الجنة ولا تسألنى الشوق إلى
قال يا رب من المشتاقون إليك قال إن المشتاقين إلى الذين صفيتهم من كل كدر ونبهتهم بالحذر وخرقت من قلوبهم إلى خرقا ينظرون إلى وإنى لأحمل قلوبهم بيدى فأضعها على سمائى ثم أدعو نجباء ملائكتى فإذا اجتمعوا سجدوا لى فأقول إنى لم أدعكم لتسجدوا لى ولكنى دعوتكم لأعرض عليكم قلوب المشتاقين إلى وأباهى بكم أهل الشوق إلى فإن قلوبهم لتضيء في سمائي لملائكتى كما تضيء الشمس لأهل الارض يا داود إنى خلقت قلوب المشتاقين من رضوانى ونعمتها بنور وجهى فاتخذتهم لنفسى محدثى وجعلت أبدانهم موضع نظرى إلى الأرض وقطعت من قلوبهم طريقا ينظرون به إلى يزدادون في كل يوم شوقا
قال دود يا رب أرنى أهل محبتك فقال يا داود أئت جبل لبنان فإن فيه أربعة عشر نفسا فيهم شبان وفيهم شيوخ وفيهم كهول فإذا أتيتهم فأقرئهم منى السلام وقل لهم إن ربكم يقرئكم السلام ويقول لكم ألا تسألون حاجة فإنكم أحبائى وأصفيائى وأوليائى أفرح لفرحكم وأسارع إلى محبتكم
فأتاهم داود عليه السلام فوجدهم عند عين من العيون يتفكرون في عظمة الله عز وجل فلما نظروا إلى داود عليه السلام
نهضوا ليتفرقوا عنه فقال داود إنى رسول الله إليكم جئتكم لأبلغكم رسالة ربكم
فأقبلوا نحوه وألقوا أسماعهم نحو قوله وألقوا أبصارهم إلى الارض
فقال داود إنى رسول الله إليكم يقرئكم السلام ويقول لكم ألا تسألون حاجة ألا تنادونى أسمع صوتكم وكلامكم فإنكم أحبائى وأصفيائى وأوليائى أفرح لفرحكم وأسارع إلى محبتكم وأنظر إليكم في كل ساعة نظر الوالدة الشفيقة الرفيقة
قال فجرت الدموع على خدودهم
فقال شيخهم سبحانك سبحانك نحن عبيدك وبنو عبيدك فاغفر لنا ما قطع قلوبنا عن ذكرك فيما مضى من أعمارنا
وقال الآخر سبحانك سبحانك نحن عبيدك وبنو عبيدك فامنن علينا بحسن النظر فيما بيننا وبينك
وقال الآخر سبحانك سبحانك نحن عبيدك وبنو عبيد أفنجترىء على الدعاء وقد علمت أنه لا حاجة لنا في شيء من أمورنا فأدم لنا لزوم الطريق إليك وأتمم بذلك المنة علينا
وقال الآخر نحن مقصرون في طلب رضاك فأعنا علينا بجودك
وقال الآخر من نطفة خلقتنا ومننت علينا بالتفكر في عظمتك أفيجترىء على الكلام من هو مشتغل بعظمتك متفكر في جلالك وطلبتنا الدنو من نورك
وقال الآخر كلت ألسنتنا عن دعائك لعظم شأنك وقربك من أوليائك وكثرة منتك على أهل محبتك
وقال الآخر أنت هديت قلوبنا لذكرك فرغتنا للاشتغال بك فاغفر لنا تقصيرنا في شكرك
وقال الآخر قد عرفت حاجتنا إنما هى النظر إلى وجهك
وقال الآخر كيف يجترىء العبد على سيده إذ أمرتنا بالدعاء بجودك فهب لنا نورا نهتدى به في الظلمات من أطباق السموات
وقال آخر ندعوك أن تقبل علينا وتديمه عندنا
وقال الآخر نسألك تمام نعمتك فيما وهبت لنا وتفضلت به علينا
وقال الآخر لا حاجة لنا في شيء من خلقك فامنن علينا بالنظر إلى جمال وجهك
وقال الآخر أسألك من بينهم أن تعمى عينى عن النظر إلى الدنيا وأهلها وقلبى عن الإشتغال بالآخرة
وقال الآخر قد عرفت تباركت وتعاليت أنك تحب أولياءك فامنن علينا باشتغال القلب بك عن كل شيء دونك
فأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام قل لهم قد سمعت كلامكم وأجبتكم إلى ما أحببتم فليفارق كل واحد منكم صاحبه وليتخذ لنفسه سربا فإنى كاشف الحجاب فيما بينى وبينكم حتى تنظروا إلى نورى وجلالى
فقال داود يارب بم نالوا هذا منك قال بحسن الظن والكف عن الدنيا وأهلها والخلوات بي ومناجاتهم لى وإن هذا منزل لا يناله إلى من رفض الدنيا وأهلها ولم يشتغل بشيء من ذكرها وفرغ قلبه لي واختارنى على جميع خلقى فعند ذلك أعطف عليه وأفرغ نفسه وأكشف الحجاب فيما بينى وبينه حتى ينظر إلى نظر الناظر بعينه إلى الشيء وأريه كرامتى في كل ساعة وأقربه من نور وجهى إن مرض مرضته كما تمرض الوالدة الشفيقة ولدها وإن عطش أرويته وأذيقه طعم ذكرى فإذا فعلت ذلك به يا داود عميت نفسه عن الدنيا وأهلها ولم أحببها إليه لا يفتر عن الاشتغال بي يستعجلنى القدوم وأنا أكره أن أميته لأنه موضع نظرى من بين خلقي لا يرى غيرى ولا أرى غيره فلو رأيته يا داود وقد ذابت نفسه ونحل جسمه وتهشمت أعضاؤه وانخلع قلبه إذا سمع بذكرى أباهى به ملائكتى وأهل سمواتى يزداد خوفا وعبادة وعزتي وجلالى يا داود لأقعدنه في الفردوس ولأشفين صدره من النظر إلى حتى يرضى وفوق الرضا