كل ما يدل على الفن الجنائزي موجود في هذه القاعة. أقدم المعروضات سن مكتشفة في نهر الكلب تعود الى 70 ألف عام لشاب في العشرين، وفك لشاب من كسار عقيل – انطلياس، وقبور معروضة مثلما وجدت في مكانها الفي مغر الأحول في وادي قاديشا ويعودالى 15 ألف عام قبل الميلاد، وبعضها مرسوم هندسيا ويصور واقع المشهد، وجرار مدفنية ومنها لطفلة وأصبعها في فمها ومعها ادوات للاستعمال اليومي ، من الألف السادس قبل الميلاد.
وفي واجهة زجاجية بطول 7 امتار، فخاريات وجدت في مدافن من الحقبة الفينيقية الممتدة بين الألف الثاني و700 قبل الميلاد، ومجموعة من الجرار المدفنية من الألف الرابع قبل الميلاد اكتشفت في جبيل، ومجموعات اخرى من المتاع الجنائزي كانت توضع مع الميت في الجرة من حل واقراط من الأحجار الكريمة وتعويذات. وتبين الأباريق من الحقبة الفينيقية بين 900 و800 قبل الميلاد المكتشفة في خلدة كيف ت المدفنية حيث لم يعد الفينيقيون يدفنون موتاهم، بل صاروا يحرقونهم ويضعون رمادهم في اباريق جنائزية.
النواويس الحجرية والرخامية والفخارية من الحقبتين الفينيقية والرومانية ومن الرصاص من الحقبة البيزنطية، تملأ المكان بضخامتها والنقوش التي تزينها ولا سيما ناووس السفينة الشراعية عند المدخل، الى جانب الشواهد المأتمية من مسلات ولوحات تذكارية من الحجر، وفي الواجهات الزجاجية مئات القطع والأدوات من المتاع الجنائزي التي وجدت داخل المقابر والنواويس والجرار المدفنية من عقود وأقراط من الذهب وأحجار كريمة وأباريق وصحون وقناديل زيت وتعاويذ معدنية وفخارية، اضافة الى مباخر برونزية منقوشة عليها مشاهد من حياة المسيح اكتشفت في موقع مرشحين في الهرمل.
من الحقبة البيزنطية تعرض واجهة رخامية لأحد المدافن اكتشفها المير موريس شهاب في صور، وعليها صليب من كل جهة، وفي الوسط رسم للسيدة العذراء، وكتابة تؤكد انه مدفن بروليوس ويعود الى العام 440 أي الحقبة البيزنطية، و"اللافت انه لم يعثر على رسم تصويري للعذراء قبل هذا التاريخ، ما يعني انه الرسم الأول لوجه العذراء المكتشف حتى اليوم في لبنان" على ما تؤكد عفينواويس ومومياءات تعرض للمرة الأولى
المشهد الأجمل في هذه الطبقة يكمن في "قاعة فورد" حيث تمتد اكبر مجموعة من النواويس المجسمة الرخامية والمعروضة، وهي الأكبر في العالم: 31 ناووسا في صف واحد، عرض سينوغرافي رائع ركيزته المرايا في السقف وعلى الجدران، ما يظهر تضاعف اعدادها. تعود هذه النواويس الى الحقبة الفينيقية ما بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد، واكتشفت جميعها في صيدا في القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين، وكانت ملونة، وثمة عدد قليل منها معروض حالياً في متحفي اللوفر واسطنبول.
من الحقبة المملوكية ثياب مومياءات مغارة عاصي الحدث في حدث الجبة، وهي المرة الأولى في لبنان تعرض هذه المومياءات، "ومن اجل عدم جرح شعور أو إزعاج أحد، وضعت في قاعة محايدة بطريقة تحفظ الاحترام وكرامة الإنسان، ومن يريد أن يراها يدخل القاعة بكبسة زر" على ما توضح عفيش. هنا 8 مومياءات منها خمس لطفلات وفتيات وثلاث لنساء ناضجات، بينها مريم وصادقة، لا تزالان بحال جيدة والشعر وجزمات الجلد شاهدة، والطفلة ياسمين التي توفيت بعمر أربعة أشهر وكانت قربها رسالة يرجو كاتبها لها الشفاء من الحمى، وقد وجدها مكتشفو المغاور في العام 1989، ومعهن كل ما عثر عليه داخل مغارة عاصي الحدث في وادي قنوبين من قمح وعنب وجوز وورق غار وبصل وحتى معالق خشب ومشط، الى مخطوطات تحتوي على نصوص صلوات وتعاويذ وصكوك ملكية أخفاها الأهالي في المغارة التي لجأوا إليها هرباً من بطش المماليك خصوصاً في حملة سنة 1283. وقد تم ترميمها في سويسرا، وتعطي فكرة عن حياة الإنسان في جبل لبنان الشمالي وكيف كانوا يلبسون ويأكلون ويعيشون في القرون الوسطى.
يتضمن المعرض ايضا ستة ألواح تفسيرية تشرح الفن الجنائزي ومعتقدات هذه الشعوب، وخريطة تدل على مواقع الحفريات التي وجدت فيها القطع الجنائزية، و"باور بوينت" باللغات الثلاث، ووثائقياً قصيراً يروي مشهد حرق الأموات على شاطىء صور من إنتاج البعثة الاسبانية.
النهار ٧/١٠/٢٠١٦