Translate

lundi 16 août 2021

texte catechese en arabe مشروع تعليمي قيد الاعداد في جمعية " على خطى المسيح في جنوب لبنان " = تمهيد: على خطاه نسير



 تمهيد:

على خطاه نسير منذ ألفَي سنة زار يسوع لبناننا،

وما زالت بصماته واضحةً وجليّةً على كلّ حبّة ترابٍ منه

بالرغم من غبار الحروب التي ما استطاعت يومًا محو أثَرِه أو طمس آثاره...

فهلمّوا سويًا نخوض مغامرة السيرعلى طرقاتٍ مرّ بها يسوع،

ندخل بيوتًا زارها بنفسه ونلتقي أشخاصًا كلّمهم وجهًا لوجهٍ...

تعالوا لكي نزور قانا أرض بداية الآيات والتحوّلات...

ومنها ننتقل إلى صور أرض الشفاء والانفتاح...

ومنها إلى يارون وعين إبل ورميش ودبل بوّابة العبور...

من ثمّ إلى صيدا والصّرفند أرض الاستقبال والراحة...

ومن هناك نصعد إلى مغدوشة حيت تنتظرنا أمنّا مريم العذراء

لنرتقي معها، مرورًا بعبرا وجزّين، جبل حرمون حيث سنلتقي المسيح المتجلّي بأبهى مجده، فنعلن من هناك مع التلاميذ: "يا معلّم ما أحسن أن نبقى ههنا!" (لوقا 9:33)

يهدف هذا الكتيّب إلى المحافظة على الإرث الكتابيّ الخاصّ بوطننا وإحيائه أكثر فأكثر في نفوسنا وفي نفوس طلّابنا،

لإلقاء الضوء ساطعًا، اليوم أكثر من أيّ يومٍ آخر، على هذا الوطن الصغير الذي أضحى "رسالةً" على ما أعلنه البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني...

يتألّف هذا الكتيّب من خمسة فصولٍ، نمرّ بها على أبرز المدن والقرى اللبنانيّة الجنوبيّة التي زارها يسوع خلال حياته

على أرضنا. فهو قد يخدم كدليلٍ سياحيٍّ كتابيٍّ ثقافيٍّ وروحيّ، تقودُنا خريطته إلى اكتشاف كنوزٍ قيّمة في أرض قانا

وصور، يارون وعين إبل ورميش ودبل، صيدا والصّرفند، مغدوشة وعبرا وطريق جزّين وجبل حرمون.

وضع خريطة

2

يُقسَم كلّ درسٍ إلى خمسة محاور تربويّة، ننطلق فيها من موقعٍ إلى آخر بشكلٍ لولبيّ يوصلنا إلى الهدف الأساس ألا وهو اللقاء بيسوع صاحب الزيارة.

-1 الموقع الجغرافيّ : فيه يقرأ المشاركون المعلومات الجغرافيّة البسيطة المتعلّقة بهذا المكان، مجيبين عن الأسئلة التالية: أين

يقع؟ كم يبعد عن بيروت؟ كيف نصل إليه إنطلاقًا من مدينة بيروت؟ هل من ميزةٍ جغرافيّةٍ يجب الانتباه إليها؟...

-2 الوقائع التاريخ يّة: فيه نستعرض أبرز الأحداث التاريخيّة المؤثّرة في نشأة وتطوّر هذا المكان، إنْ من الناحية الاقتصاد يّة أو

التجاريّة أو الصناعيّة أو الثقافيّة أو السياسيّة... ذاكرين أبرز من مرَّ بها أو من تكلّم عنها...

-3 على وقع الكلمة: فيه نفتح كتابنا المقدّس لنستخرج من كنوزه بعض النصوص والآيات أي بعض الأحداث أو التعاليم التي

تورد بشكلٍ مباشر ذكر هذا المكان الذي ترك فيه يسوع آثارًا من خطواته...

-4 الوقع الروحيّ : في هذا القسم المميّز، نُخرج المكان من إطاره الماديّ الجغرافيّ إلى إطارٍ لاهوتيٍّ مسيحيّ، فيتحوّل إلى

مدرسةٍ روحيّةٍ منها ننهل غذاءً لحياتنا الر وحيّة...

-5 من الموقع إلى الواقع: إنّه القسم الأبرز والأهمّ، إذ فيه يتحوّل هذا المكان إلى "مكاننا نحن"، حيث ينتظرنا الربّ ليكون لنا

معه لقاءٌ شخصيٌّ محوّلٌ ومبدّل...

من الموقع إلى الواقع

الوقع الروحيّ على وقع الكلمة

الوقائع التاريخيّة

الموقع الجغرافيّ

3

بعض الارشادات التربويّة والأفكار العمليّة:

للمربّي والمربيّة والأولياء الذين سيرافقون التلاميذ في عملهم على فهم وتعلّم ما في هذا الكتاب من معلومات،

المساحات الواسعة ليمدّوا مخيّلتهم بكلّ الأفكار التّي قد تخدم إيصال الكلمة، من خلال حقيقة يزارة المسيح إلى أرضنا؛ نقدّم لكم البعض منها:

- يتوجّه هذا الكتيّب إلى طلّاب الصفوف الثانويّة، كما إلى شبيبة الرعايا بهدف تعميق حبّ لبنان في قلوبهم ومعرفة مدى غنى وأصالة وطنهم عبر التاريخ وفي الكتاب المقدّس...

- يحتاج هذا البرنامج بحدٍّ أدنى إلى 21 جلسة أو حصّة تعليميّة صفّيّة؛ على أن يُتاح المجال للمعلّم )ة( أم للمنشّط (ة ) بالتوسّع أكثر، إذ أنّ البرنامج والمنهج يّة يتيحان له ( لها) هذه الفرصة، هذا إن لم نأخذ بعين الاعتبار الأنشطة اللاصفّيّة...

- الأقسام الخمسة في كلّ درسٍ تتّبع بشكلٍ منهجيٍّ البنية التربويّة TOPAD :

.2 Title = T (العنوان : التفكير حول عنوان الدرس وأبعاده...

.1 Observation = O (الملاحظة(: الموقع الجغرافيّ والموقع التاريخيّ...

.3 Principles = P (المبادئ(: الموقع الكتابيّ والموقع الروحيّ...

.4 Application = A )التطبيق(: من الموقع إلى الواقع...

.5 Devotion = D ) العبادة(: ختم اللقاء بصلاة من وحي المكان...

- قبل قراءة أيّ نصّ كتابيّ، من المفضَّل أن يعرض المنشِّط بشكلٍ بسيط وسريع السياق الكتابيّ ) context ) للنصّ) التعريف بالمكان وهويّة الأشخاص وموقع النصّ بالنسبة إلى حياة يسوع...

- من المفيد تقسيم الطلّاب وتحفيزهم لتحضير بحثً ناشطً  يعتمد اللوحة الجداريّة أو ال powerpoint

أو مختلف تقنيّات العرض...( يتبنّى فيه كلّ فريق دراسة مكانٍ جغرافيٍّ ) بحسب الدروس ( ويعرض بحثه في بداية الجلسة...

- من الممكن جعل الكتاب مشروعً ا يتناوله الطلاب عبر توزيع كلّ منطقةٍ لقسمٍ أو لصفّ، يعمل عليها ويجسّد

معلوماته بطريقته، ويعرضها في احتفالٍ أو نشاطٍ مدرسيّ، من خلال التّمثيل، أو تأليف قصّةٍ أو أغنيةٍ أو مشهد يّةٍ دينيّة، أو تجسيدٍ بالرّسم والعمل اليدويّ...

4

لم تكن هذه الأفكار سوى وسائل تعلّميّة وتعليميّة، نرغب أن نقوم بها مع طلابنا، ووددنا مشاركتها معكم. يبقى لكلّ مربّية أو مربّي، راهبة أو راهب أو كاهن التّصرّف بما وهبه الربّ من نِعَم، وبما يُمليه عليه الرّوح القدس من أفكار، لتوصيل هذه المعلومات الروحيّة القيّمة بما يُناسب تلاميذه، وبكلّ الوسائل المتاحة.

- القيام بزياراتٍ ميدانيّة ورحلاتٍ استكشافيّة إلى منطقة الجنوب...

- رسم خريطة المكان من خلال إقامة مجسّمات لكلّ موقع دينيّ ، أو عرض المُجسّمات وسؤال المشُاركين إعطاء المعلومات عنها فرديًّا أو في فرق...

- صناعة مطويّات عن كلّ منطقةٍ وتوزيعها على الأهل وسكّان البناية والحيّ ، وبذلك يساهم الطلّاب بنشر المعلومات ويصيرون رسلًا للكلمة على قدر طاقتهم...

- إقامة مباراة لأفضل رسم يحتوي كلّ المواقع المذكورة، وتتمّ مكافأة أفضل رسمة بجعلها يافطة تُعلّق في المد رسة أو في غرف التّعليم المسيحيّ أو تُجعل بطاقة توزّع بمناسبة عيد الإستقلال مثلًا...

- تنظيم ندوة أو محاضرة يُدعى إليها أحد أبناء المنطقة المعنيّة في الدراسة ليحدّثنا عن قريته والأخبار المتناقلة عن زيارة يسوع لها...

- يُمكن الاستفادة من الفيلم الوثائقيّ "على خُطى المسيح"، للسياحة الدينيّة، الذي أنتجته جمعيّة "على خطى المسيح في جنوب لبنان" "والمؤسّسة المارونيّة للانتشار" للمخرج فيليب عرقتنجي، والذي يأخذنا مع ركّاب الباص الاثني عشر المؤلّفين من تسعة تلاميذ مع ثلاثة من معلّميهم ، في مشوار استكشافيّ في المنطقة المذكورة، وبالامكان الجمع بين مقاطع الفيلم والمناطق المذكورة في الكتاب ممّا يعطي الصورة أبعادها المتكاملة، ما يخدم العمليّة التعلّميّة ويُركّزها.

- نقترح عرض خارطة لبنان في كلّ جلسة...

- في الختام، ما أجمل أن نتكلّم عن وطننا بحماسةٍ وفخرٍ وعزّةٍ وإندهاش.

5

لبنان رمزٌ للمسيح وملكوته

مقدّمة: في سنة 2991 ، أثناء زيارته التاريخيّة إلى لبنان، توجّه البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني إلى اللبنانيّين بعباراتٍ ما زالت تردّداتها تصدح فينا إلى يومنا هذا، إذ قال: "نحن هنا في المنطقة التي وطئتها منذ ألفي سنة قدما السيّد المسيح مخلّص العالم. يخبرنا الكتاب المقدّس أنّ يسوع جال مبشِّرًا في ما وراء حدود فلسطين في تلك الأيّام وأنّه زار أيضًا منطقة المدن العشر وبالأخصّ صور وصيدا مجترحًا فيها المعجزات... أيّها اللبنانيّون واللبنانيّات، إنّ ابن الله نفسه كان أوّل من بشّر أجدادكم. فإنّ هذا لامتيازٌ عظيم! لا يمكننا أن ننسى أنّ صدى كلمات الخلاص التي نطق بها يومًا في الجليل قد بلغت باكرًا إلى هنا... إن كتّاب العهد القديم غالبًا ما توجّهوا في كتاباتهم نحو جبال لبنان وحرمون الماثلة أمامهم في الأفق. لبنان هو حقًّا بلدٌ بيبليّ..."

لُبْنَانَ: إسم ساميّ معناه "أبيض" وقد أُطلق عليه هذا الاسم إمّا للثلوج التي تتساقط بكثرةٍ على قممه العالية معظم ايام الشتاء 

( إرميا 24 -21 ( أو لبياض حجارته الكلسيّة المتوفّرة في الطبقات العليا في جباله.  كذلك كلمة /   Libanos تعني "النّقي" أو "الخالص". ذكَر اسم لبنان في الكتاب المقدّس في العهد القديم، كذلك ذكُِر بشكلٍ مُدغّم )غير 21/ 25 و 1 / مباشر ( في العهد الجديد في سفر الرؤيا 2 Khalkolibanos” “ التي تعني النّحاس النّقيّ الخالص؛ وقد ذكُرت بعض مدنه الهامّة مثل صور وصيدون في العهد الجديد. ويُطلق اسم لبنان بوجهٍ عامّ، على سلسلتَي الجبال الممتدّتَين من قرب صور،حيث تمتدّان شمالًا متوازيتين، وموازيتين لساحل البحر المتوسّط، وهما جبللبنان الغربيّ، وجبل لبنان الشرقي...

1(. وجباله -6/ منحدرات لبنان وأوديته مغروسةٌ بكروم العنب والزيتون  (هوشع 24)

13/ 1 ملوك 29 ؛ 21-6/ مكسوّةٌ بالغابات وأشجار الأرز والسرو <2 ملوك 5(2>. وكانت الأسود والفهود تقطن غاباته ) 1 ملوك / 23 ؛ زكريّا 22 / ؛ أشعيا 6-11(، وأشجاره قُطعت لبناء القصور والمعابد ولصنع السفن / 9/24 ؛ نشيد 4...) 5/ 1 ؛ حزقيال 11 / ا ولسواري لمراكب الفينيقيّين ) عزرا 3

6

معلومات وأرقام:

- تحدّث الكتاب المقدّس عن لبنان من ضمن واقع الأحداث التاريخيّة التي مرّت على هذه المنطقة في نحو ألفيّةٍ ونصف أي بين الأعوام 2311 ) ق. م.( و 211 ) ب. م.( وذلك بحكم الجوار مع بلاد الأنبياء والأماكن التيي عاش فيها يسوع ومن بعده الرسل...

- ما يزيد عن 31 سفرًا ورد فيها الحديث عن لبنان، أو أشارت إلى أمورٍ تتعلّق به...

- ورد اسم لبنان في أسفار الكتاب المقدّس نحو 11 مرّة، والأرز 15 مرّة، ومدينة صور 59 مرّة، وصيدا وصيدون 51 مرّة.

- ورد ذكر نحو 35 مدينة وقرية تقع جميعها في وقتنا الحاضر ضمن حدود لبنان الحاليّة، مثل: صور، وصيدا، وجبيل، والصرفند، وأفقا، ويارون، وعنجر، وقانا...

- تحدّث الكتاب المقدّس عن 22 شخصيّة لبنانيّة من أشهرها حيرام ملك صور، وأثبعل ملك صور أيضًا وابنته ايزابل، ومهندس هيكل سليمان حورابي، وآساف حارس غابة لبنان، وهدَد عزر ملك سهل البقاع ورئيس جيشه رزون بن أليداع.

- أشار الكتاب المقدّس إلى أنّ أرز لبنان زيَّن هيكل الربّ الذي بناه سليمان في أورشليم كما قصوره الملكيّة...

- العامل الطبيعيّ والجغرافيّ جعل من لبنان وجباله، وثلوجه، وغاباته، وغزارة مياهه وخضرته منهلًا ينهل منه الأنبياءالشعراء ومعظم أنبياء العهد القديم شعراء مثل: أشعيا، وإرميا، وحزقيال، وهوشع، وميخا... إستعار هؤلاء من جمال طبيعة لبنان الباهرة ليصفوا ما يريدون وصفه من خلال تعابيرهم الرمزيّة والمجازيّة:

 فكانت جبال لبنان العالية في كلامهم رمزًا للكبرياء والرفعة.

 وشجر الأرز رمزًا للملوك والنبلاء وكلّ أمرٍ شريفٍ ومجيد.

 ومياه لبنان وبساتينه رمزًا للارتواء، والانتعاش، والازدهار، والبحبوحة، في مقابل يباس الصحراء المحيطة بأرض فلسطين وقحطها.

- أصبح لبنان بجماله الطبيعيّ رمزًا وكنايةً للملكوت الآتي: فبعد تشتيت الشعب وإذلاله في السبي، نشط وحيٌ نبويٌّ تمثَّل في كتاب أشعيا يهدف إلى بثّ الأمل في الشعب المسبيّ وحثّه على العودة. وكان التركيز في البلاغات النبويّة على أنّ ما تحسبونه، أيّها المسبيّون، قفرًا ويباسًا في وطنكم، سيتحوّل الى جنّاتٍ غنَّاء خصبة وريّانة. ولم يجد النبيّ أفضل من طبيعة لبنان يستعير منها التعابير البلاغيّة ليصف الحالة المجيدة التي يرغب في الاعلان عنها. وهكذا نرى بكلّ وضوحٍ كيف يستعير الوحي من طبيعة لبنان الخلّابة ما يصف به حالة البركة المستقبليّة للشعوب اليائسة. مثلًا: - "تفرح الب رّيّة والأرض اليابسة، ويبتهج القفر ويزهر كالنرجس. يُزهر إزهارًا ويبتهج ابتهاجًا ويرنّم.

- يُدفع إليه مجد لبنان، بهاء كرمل وشارون، هم يرون مجد الربّ، بهاء إلهنا... حينئذٍ تبصر عيون العمي وآذان الصمّ تتفتّح. حينئذٍ يقفز الأعرج كالأيّل ويترنّم لسان الأخرس، لأنّه قد انفجرت في البرّيّة مياه وأنهار في القفر، ويصير السراب واحةً والأرض الظمأى إلى جداول... ومفديّو الربّ يرجعون ويأتون إلى صهيون .)6-2/ بترنّمٍ وفرحٍ أبديٍّ على رؤوسهم..." )أشعيا 35

- "مجد لبنان إليك يأتي: .)23/ السرو والسنديان والشربين معًا لزينة مكان مقدسي..." )أشعيا 61

- أضحى أرز لبنان رمزًا للمسيح المَلك النهائيّ: "هكذا قال السيِّد الرّبّ: وآخذ أنا مِن فرعِ الأرزِ العالِي وأغرِسه، وأقطِف مِن رأسِ خراعِيبِه غصنًا وأغرِسه على جبلٍ عالٍ وشامِخٍ... فينبِت أغصانًا ويحمِل ثمرًا ويكون أرزًا واسِعًا،  فيسكن تحته كلّ طائِرٍ، كلّ ذِي جناحٍ يسكن فِي ظِلِّ أغصانِه .  (13-11/ ) حزقيال 21

خاتمة: بين الله ولبنان علاقةٌ سرّيّةٌ، قويّةٌ، وطيدةٌ وراسخة تمتدّ جذورها منذ قديم الأيّام وتمتدّ أغصانها إلى الدهر الآتي... طوال قرونٍ عديدة، كان لبنان أرض "إيل" أي الإله الكنعانيّ العالميّ الكونيّ الأوّل والأوحد... وفي ملء الزمن أضحى لبنان أرض "إيل المتجسّد" أي "عمّانوئيل"... واليوم في الألفيّة الثالثة، ها رسالة لبنان الإنسانيّة والحضاريّة والحواريّة تسطع أكثر فأكثر في عالمٍ يميل نحو الفردانيّة والتخلّف والابتعاد عن الله...

صلاة على اسم لبنان

أعطنا، ربِّ، قبل كلّ عطاءٍ أن نحطّ التفاتةً في سناك

كلّ ما دون وجهك الجمّ وهمٌ أعطنا، ربّي، أعطنا أن نراك

وترأّف، يا أيّها السعة الكبرى ترأّف باللائذ المحتاج

وانصر القابسين من فيضِك الهدية للكوكب الضلول الداجي

لألأت كلّ هضبةٍ فوق لبنان تصلّي، وهام كلّ فضاء

وتسامى مجامرًا جبل الأطياب فافتح، يا ربّ، باب السماء

(سعيد عقل، من كتاب "لبنان ان حكى")

8

قانا الجليل: بداية المشوار والآيات

قانا، حيث أُعلِنت المسيحيّة

سعيد عقل - لبنان إن حكى تحكي القُرى.. قال.. قانا تِلك أحلانا؟             بعضُ السّما.. قال؟.. بل كُلُّ السّما قانا!

مِن بعضِها: أن بِلُبنان، ولا بِسوىً، شاءته يُعلِنُ دين الحُبِّ مرنانا

بِها نُلألئ لاهوتًا فريد رؤًى، حتّى لِبالِ السّما مِن بالِ لُبنانا!

مِن بعضِها: أن بِعُرسٍ، لا بِموجِعةٍ، تأسّس الدّينُ سمحًا ليس ديّانا

إنسانُها بيت لحم جاء مُفتتِحًا عُرسًا بِقانا... ونلقاهُ ويلقانا...

ردّتهُ قانا إلى الدّنيا، تُعرّفُهُ، بلى، إلهًا بلى، من جاء إنسانا!

 

-1 الموقع الجغرافيّ:

 قانا أو قانا الجليل هي قرية لبنانيّة في محافظة الجنوب قضاء صور، تبعد عن بيروت 95 كلم.

 الطريق من بيروت إلى قانا تمرّ في: بيروت - صيدا - الصرفند- السكسكيّة - جويّا - قانا.

أو: بيروت - صيدا - صور - عين بعال - قانا.

 إسمها كنعانيّ أو سريانيّ يعني: "القنّ" ملجأ الطّيور وملجأ البشر وبالنّسبة إلى بعض علماء اللّغة قد

تعني "إقتنى" ) في العبريّة ( أو "القاني" أي اللون الأحمر الغامق )في العربيّة (، أو "القنا" أي رأس الرّمح.

 إنّ بلدة قانا تقع في "جليل الأمم" الممتدّ شمالًا حتّى صور ومنطقتها، وفق المصادر والمراجع

التاريخيّة الموثوقة في مجال تحديد منطقة الجليل، لذلك تَلازم إسم "قانا" مع"الجليل ".

-2 الوقائع التاريخيّة:

 قانا "مدينة الملجأ": حيث كان المسيحيّون الأوّلون يتوارون عن الأنظار هربًا من الاضطهادات والحروب

خلال القرون الثلاثة الأولى بعد إعلان البشارة: "أمّا المُؤمِنونَ الّذينَ تشَتّتوا بِسَبَبِ الاضطِهادِ ا لّذي وَقَعَ  عَلَيهِم بَعدَ مَوتِ أسطِفانُسَ، فَمَرّوا بِفينيقيا وَقُبرُص وأنطاكيَة" <أعمال 22 > 29/

9

-3 على إيقاع الكلمة:

 قانا: أرض الآية الأولى )يوحنّا  1 )22-2/

نقّب العالم الإيطاليّ رونكاليا عن موضوع قانا أعوامًا طويلة في الكتب والمراجع والوثائق، وتوصَّل الى أدلّةٍ وقرائن، تؤكّد وجود قانا في لبنان .  < م.ب. رونكاليا، على خطى يسوع في فينيقيا-لبنان>  2

ومن بين الآثار الظاهرة في بلدة قانا بالقرب من مقام الجليل: ستّة أجران حجريّة كالّتي يصفها النصّ الانجيليّ، والّتي حوّل المسيح فيها الماء خمرًا، يتناسب حجمها مع سعة الأجران المذكورة في الإنجيل، وهذه الأجاجين لا تكون عادةً داخل البيت لأنّه يصعب أن يتّسع لها، وإنّما توجد في الساحة العامّة ليتوافر للجميع الاستقاء منها.  )54-46/ قانا: أرض شفاءٍ وحياة ) يوحنّا 4 1 341 ( والقدّ يس جيروم من القرن الخامس وفرنشيسكو سوريانو حارس الأراضي المقدّ سة في القرن الخامس عشر: "قانا واحدة وهي - - قانا، وفقً ا لشهادة كلّ من مؤ رّخ الكنيسة الأ ول أوسّابيوس القيصريّ ) 165 ) الآن في لبنان" )

 د. جوزف خريش، على خطى المسيح في جنوب لبنان والبقاع، تموز 1121

وَوَصَلَ يَسُوعُ إِلَى قَانَا بِالْجَلِيلِ، حَيْثُ كَانَ قَدْ حَوَّلَ الْمَاءَ إِلَى خَمْرٍ. وَكَانَ فِي كَفْرَنَاحُومَ رَجُ لٌ مِنْ حَاشِيَةِ الْمَلِكِ، لَهُ ابْنٌ مَرِيضٌ. فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّ يَسُوعَ تَرَكَ الْيَهُودِيَّةَ وَجَاءَ إِلَى الْجَلِيلِ، ذَهَبَ إِلَيْهِ وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ ينَْزِلَ مَ عَهُ إِلَى كَفْرَنَاحُومَ لِيَشْفِيَ ابْنَه الْمُشْرِفَ عَلَى لاَ تُؤْمِنُونَ إِلاَّ إِذَا رَأَيْتُمُ الآيَاتِ وَالْعَجَائِبَ « : الْمَوْتِ. فَقَ الَ يَسُوعُ ! يَاسَيِّدُ، انْزِلْ مَع ي ق بْلَ أَنْ يَمُوتَ « : فَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ وَقَالَ »فَآمَنَ الرَّجُلُ بِكَلِمَةِ يَسُوعَ الَّتِي قَالَهَا لَهُ، وَانْصَرَفَ »! اذْهَبْ! إِنَّ ابْنَكَ حَيٌّ « : أَجَابَهُ يَسُوعُ »! ابْنِي . وَبيَْنَمَا كَانَ نَازِلًا فِي الطَّرِيقِ لاَقَاهُ .» فِي السَّ اعَةِ السَّابِعَةِ مَسَاءَ الْبَارِحَ ةِ، وَلَّتْ عَنْهُ الْحُمَّى « : بعَْضُ عَبِيدِهِ وَبَشَّ رُوهُ بِأَنَّ ابْنَهُ حَيٌّ، فَسَأَلَهُمْ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ تَعَافَى، أَجَابُوهُ فَآمَنَ هُوَ وَأَهْلُ بيَْتِهِ جَمِيع ا .» إِنَّ ابْنَكَ حَيٌّ « : فَعَلِمَ الأَبُ أَنهََّا السَّاعَةُ الَّتِي قَالَ لَهُ يَسُوعُ فِيهَا . هَذِهِ الْمُعْجِزَةُ هِيَ الآيَةُ الثَّانِيَةُ الَّتِي أَجْرَاهَا يَسُوعُ بعَْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجَلِيلِ . وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا بِمِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ هُنَاكَ أُمُّ يَسُوعَ. وَدُعِيَ إِلَى الْعُرْسِ أَيْضً ا يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ. فَلَمَّا نَفِدَتِ فَقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَمِ: »! مَا شَأْنُكِ بِي يَا امْرَأَةُ؟ سَاعَتِي لَمْ تَأْتِ بعَْدُ « : فَأَجَابهََا »! لَمْ يبَْقَ عِنْدَهُمْ خَمْرٌ « : الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ وَكَانَتْ هُنَاكَ سِتَّةُ أَجْرَانٍ حَجَرِيَّةٍ، يَسْتَعْمِلُ الْيَهُودُ مَاءَهَا لِلتَّطَهُّرِ، يَسَعُ الْوَاحِدُ مِنْهَ ا مَا بيَْنَ مِكْيَالَيْنِ أَوْ .» افْعَلُوا كُلَّ مَا يَقولُه لكُم « فَمَلَأُوهَا حَتَّى كَادَتْ تَفِيضُ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: .» امْلَأُوا الأَجْرَانَ مَاء « : ثَلاَثَةٍ )أَيْ مَا بيَْنَ ثَمَانِينَ إِلَى مِئَةٍ وَعِشْرِينَ لِتْ رًا(. فَقَالَ يَسُوعُ لِلْخَدَمِ فَفَعَلُوا. وَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْوَلِيمَةِ الْمَاءَ الَّذِي كَانَ قَدْ تَحَوَّلَ إِلَى خَمْرٍ، وَلَمْ يَكُنْ يعَْرِفُ »! وَالآنَ اغْرِفُوا مِنْهَا وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْوَلِيمَ ةِ « النَّاسُ جَمِيع ا يقَُدِّمُونَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلًا ، وَبعَْدَ أَنْ يَسْكَرَ « : مَصْدَرَهُ، أَمَّا الْخَدَمُ الَّذِينَ قَدَّمُوهُ فَكَانُوا يعَْ رِفُونَ، اسْتَدْعَى الْعَرِيسَ، وَقَالَ لَهُ

الضُّيُوفُ يقَُدِّمُونَ لَهُمْ مَا كَانَ دُونهََا جُودَةً. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ حَتَّى الآنَ ! هَذِهِ الْمُعْجِزَةُ هِيَ الآيَةُ الأُولَى الَّتِي أَجْ رَاهَا » يَسُوعُ فِي قَانَا بِالْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُه .

10

 )4/ 1( وسمعان القانويّ نسبةً إلى قانا )متّى 21 / قانا: أرض الرسل، فمنها نتنائيل الرسول ) يوحنّا 12 -4

الوقع الروحيّ:

 )1-2/ قانا أرض الأفراح: "كانَ عُرسٌ في قانا ودُعِي إِليهِ يسوع وتلاميذُه " )يوحنّا 1

 )3/ قانا أرض الشفاعة: قالت مريم ليسوع: "ليس لديهِم خمر" )يوحنّا 1

 قانا أرض التحوّلات: "ذاق رئِيسُ الولِيمةِ الماء الّذِي كان قد تحوّل إِلى خمرٍ، ولم يكُن يعرِفُ مصدرهُ، أمّا

)9-1/ الخدمُ الّذِين قدّمُوهُ فكانُوا يعرِفُون" )يوحنّا 1

 قانا أرض بداية الاعتلان: "هذِهِ المُعجِزةُ هِي الآيةُ الأُولى الّتِي أجراها يسُوعُ فِي قانا بِالجلِيلِ، وأظهر مجده " )22/ ) يوحنّا 1

 22 ( والأمم- "رجُلٌ مِن حاشِيةِ الملِك. فآمن هُو وأهلُ / قانا أرض الإيمان: اليهود- "فآمن بِهِ تلامِيذُه " )يوحنّا 1

)53/ بيتِهِ جمِيعًا" )يوحنّا 4

 )51/ قانا أرض الأمل والشفاء: "اذهب! إِنّ ابنك حيٌّ!" )يوحنّا 4

 )5/ قانا أرض الطاعة: "إِفعلوا ما يقولُهُ لكُم" )يوحنّا 1

 )53-51/ 4 و 4 / قانا أرض "الساعة": فيها حانتِ السّاعةُ الّتي لم تكُن قد أتت بعد )يوحنّا 1

 )2/ مريم حاضرةٌ في قانا: "وكانت أمّ يسوع هناك" )يوحنّا 1

-5 من الموقع إلى الواقع:

لم تعد "قانا" مجرّد موقعٍ جغرافيّ، ولا اكتفى التاريخ بما حدث فيها، بل صارت قانا أيقونة قِيمٍ تدعوك إلى

حملها واعتناقها في حياتك الشخصيّة أي في واقعك وتاريخك.

- من قانا بدأت البشارة. هل أنت ممّن قبلوا البشارة في حياتهم؟

........................................ 

.............................................وتك إلى حياة؟ شارك باختبارك الحياتيّ:

.........................................................................................................

...........................................................................................................

.....................................................................

- كيف تتعامل مع "كلمة الله"، بطاعةٍ أو بِلامُبالاة؟ وهل هناك من ثمن لكلٍّ من خياراتك؟

...........................................................................................................

...........................................................................................................

...........................................................................................................

تأمّل

يوم قال الإنسان "لا"، وابتدأ مخطّط الله الخلاصيّ لبني البشر كان الإنسان قد ابتعد عن الله، ولكنّ الله لم يقدر أن

يبتعد عن الإنسان. فرافقه كمن يُرافق طفلًا شقيًّا، لا بعينيه فقط، بل بكيانه. رافقه حتّى، في ملء الأزمنة، صاره؛ وانطلق

في مسيرة الخلاص.

كيف، والجنّة حيث الربّ! أتراه ترك الربّ جنّته وتبِع أبناء البشر؟! أتراها صارت الجنّة في حضورهم؟! أتُراهُ أنزل الربُّ

قطعةً من جنّته، لتستقبل ابنه مخلّصًا، يلهث خلف بني البشر، يدعوهم ليُشاركوه العشاء إلى مائدته؟! إلى لبنان جاء

مليك الأزل ليختم على أزليّة أرضنا وقداستها، بحلوله فيها الضيف الأغلى، فصار لبنان جنّته وهيكله وموطىء قدميه...

وتحوّلت آثار "دعساته" أسئلة موجّهة إلى قلب كلّ واحدٍ منّا تنتظر الاجابة والاستجابة...

قانا الجليل:

خطواته في قانا تسألك: عمّن تبحث لملء فراغك؟ على من تتّكل لملء سعادتك وحلمك وطموحك؟

- من تلك القرية اللبنانيّة في محافظة الجنوب التي تبعد عن بيروت 95 كلم والتي التجأ إليها المسيحيّون الأوّلون

)1/ هربًا من الاضطهادات والحروب، "قل للربّ: أنت ملجئي وحصني" )مزمور 92

- 22 ( التي ملأت أجران الكون خمرًا طيّبًا فيّاضًا، قل للربّ صارخًا: "ليس -2/ من قرية أولى الآيات )يوحنّا 1

)3/ لديّ خمر" )يوحنّا 1

- )52/ 54 ( قل للربّ: "رابوني أريد أن أبصر" )مرقس 21 -46/ من قرية الشفاء والحياة )يوحنّا 4

12

)1/ 4(، قل للربّ: "ها أنا أرسلني" )أشعيا 6 / 1( وسمعان القانويّ )متّى 21 / - من قرية نتنائيل الرسول )يوحنّا 12

- من قرية الأفراح والشفاعة والتحوّلات والبدايات: قل لل ربّ صارخًا: "إلى من نذهب يا ربّ وعندك كلام الحياة

)61/ الأبديّة" )يوحنّا 6

صلاة:

1( فتمتلئ وتفيض... / هاك أجراني يا ربّ فارغة! "قل كلمة" )لوقا 1

...)6/ هاك شباكي يا ربّ فارغة! قل كلمة فيصبح الصيد وفي رًا )لوقا 5

...)24/ 23 ( قل كلمةً فيتفجّر منها نبع الحياة )يوحنّا 4 / هاك بئري يا ربّ فارغة! )إرميا 1

13

صور: إيمانُ ابنة أرضِنا

يوم زار يسوع لُبنان

)سعيد عقل - لُبنانُ إن حكى(

لم يُرِد أن يعلم بِهِ أحدٌ مِن النّاس، يقولُ مرقس،

ولكنّ الناس قصدوا إليهِ فلم يقدِر أن يستتِر.

هؤلاءِ اللبنانيّون مُلحّون في الطلب.

إِنهُّم ليتكلّمون كأصدِقاء، كمن لهُم عليهِ دالّة.

ها هِي امرأةٌ مِنهُم تُناديه: "إرحمني أيُّها الرّبّ". فيتضايق التّلاميذ.

فتقول: "أغِثني يا ربّ".

ولكِن أنّى لها أن تحصل على شيء، والخُبزُ يكادُ لا يكفي البنين.

إلّا أنّها تُصرّ: "إنّ الكِلاب تحت المائِدة لتأكُل مِن فُتاتِ البنين".

هذه المرأة، ما حاجتها! هي، ليس لها حاجة، وإنّما لها بنتٌ.

لِسِواها، لا لها تلتمِس! إنّها تُشبِهُ الوطن الذي نمّاها. وما تُريد؟

مسّ الظلامُ عقل ابنتِها، فجاءت تطلُبُ نورًا لِهذا العقل.

لا كِساءً لِعُري، ولا مسكِنًا لِمأوى، ولا مالًا لإعالة.

كاد التلاميذُ يصيحون. ولكِنّهُ أخرسهُم، هذهِ المرّة، بِوجهِه الم تُهلِّل وعينيهِ الباسِمتين.

اللبنانيةُ تطلُبُ النور شِفاءً، كالأرضِ في كُلِّ آن.

وتطلُبُ مِنهُ، ولو فُتاتًا، مِن الذي تحت المائِدة.

"لأجلِ كلامِكِ هذا، قال، اذهبي. لقد شُفيت الفتاة".

وكان لها النّور سخيًّا كما على المأدُبة.

14

-1 الموقع الجغرافيّ:

 صور هي مدينة لُبنانيّة بحريّة على البحر المتوسّط، من مُحافظة الجنوب. تبعد 15 كلم عن بيروت.

 الطريق من بيروت إلى صور تمرّ في: بيروت - صيدا - صور

 اسمها في أكثر اللهجات الساميّة الصوّان أو الحجر الحادّ. ف "صور" تعني بالفينيقيّة الصخرة.

-2 الوقائع التاريخ يّة:

 صور الأقدم: تكوّنت جزيرة "صور" منذ حوالي مليون سنة، وسُكِن البرّ الم قُابل منذ أحد عشر ألف سنة

على الأقلّ.

 صور الأشهر: تُعتبر صور من أشهر حواضر العالم عبر التاريخ للدور الذي لعبته في الحقبة الفينيقيّة إن

كان من ناحية:

 سيطرتها على التجارة البحريّة.

 إنشاؤها المستوطنات التجاريّة حول المتوسّط.

 نشر الدّيانات في العالم القديم.

 إنشاؤها مستوطنة قرطاجة التي قارعت الدولة الرومانيّة.

 مقاومتها لزحف الاسكندر المقدونيّ.

 صور العظيمة: مهما قيل في تاريخ هذه الحاضرة العظيمة فهو قليل، إنّها المعمورة من البحر، المدينة

الشهيرة التي كانت قويّةً في البحر وسكّانها أوقعوا رعبهم على جميع جيرانهم )الكتاب المقدس: أشعيا

)31/ 3، حزقيّال 11 / 1/13 ، زكريّا 9

 صور "درّة البحر الأبيض وسيّدة الأوقيانوسات": ففي سنة 911 ق.م ت ولّى "حيرام بن أبي بعل" عرش

"صور"، ووصلت في أ يّامه إلى مركزٍ حضاريٍّ وتجاريّ لا يُجارى، فبهرت بعظمتها وتألّقها جيرانها، وأخذ

ملوك وأمراء الدويلات المجاورة يتودّدون إلى ملكها، وينشدون صداقته، وكان داود الملك أبرز هؤلاء،

فلم يبخل عليه حيرام بذلك، وأرسل له ولابنه سليمان "خشب أرزٍ وبنّائين ونجّارين" لبناء هيكل الربّ .

 قيل في صور: إنها أُمّ المدن )بلني الكبير(. إنّها سيدة البحار ومركز العالم التجاريّ لعدّة قرون )نينا

جدجيان(. إنّها مُباركة ومدفوعٌ عنها الفتن )الإمام الأوزاعيّ(. إنّها تفوق كلّ المدن بقوّة أبراجها وأسوارها

15

)تيودورش(. إنّها تمتاز عن كلّ مدن فينيقية بجمالها )فوكاس(. إنّها بطلة المدن والكلام عليها ما له

نهاية )سعيد عقل(.

-3 على وقع الكلمة:

 )11 -12/ صور أرضٌ نالت الشّفاء بالإيمان )متّى 25 1

 )6-2/ صور تُرافق الرّسل بالصّلاة )أعمال 12

 )12-11/ صور مثالٌ للتوبة )متّى 22

-4 الوقع الروحيّ:

2 - عند مشارف صور أو قري بًا من الصرفند، شفى الس يّد المسيح إبنة المرأة الكنعان يّة أو السيروفينيق يّة؛ تلك المرأة كان اسمها يوستا، أي عادلة )عدلون(، واسم ابنتها بيرينيق )راجع الميامر المنسوبة الى القديس

كليمنس من القرن الثالث(.

إيمان المرأة الكنعان يّة

ارْحَمْنِي يَاسَيِّدُ، يَا « : ثُمَّ غَادَرَ يَسُوعُ تِلْكَ الْمِنْطَقَةَ، وَذَهَبَ إِلَى نوََاحِي صُورَ وَصَيْدَا. فَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ مِنْ تِلْكَ النَّوَاحِي، قَدْ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ صَارِخَةً

اقْضِ لَهَا حَاجَتَهَا. فَهِيَ تَصْرُخُ فِي « : لكِنَّه لَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَجَاءَ تَلاَمِيذُهُ يُلِحُّونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ .» ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مُعَذَّبَةٌ جِدًّ ا، يَسْكُنُهَا شَيْطَانٌ

»! أَعِنِّي يَاسَيِّدُ « : وَلكِنَّ الْمَرْأَةَ اقْتَ رَبَتْ إِلَيْهِ، وَسَ جَدَتْ لَهُ، وَ قَالَتْ »! مَا أُرْسِلْتُ إِلّا إِلَى الْخِرَافِ الضَّالَّةِ ، إِلَى بيَْتِ إِسْرَائِيلَ « : فَأَجَابَ »! إِثْرِنَا

صَحِيحٌ يَاسَيِّدُ؛ وَلكِنَّ جِ رَاءَ الْكِلاَبِ تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ ا لَّذِي « : فَقَالَتْ »! لَيْسَ مِنَ الصَّوَابِ أَنْ يؤُْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَ يُطْرَحَ لِجِرَاءِ الْكِلاَبِ « : فَأَجَابَ

فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ »! أَيتَُّهَا الْمَرْأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ مَا تَطْلُبِينَ « : فَأَجَابَهَا يَسُوعُ »! يَسْقُطُ مِنْ مَوَائِدِ أَصْحَابِهَا .

"وأق بَلنا إِلى صور لأنَّ السّ في نَة كا نَت سَ تُف رِغ حُ مو لَ تَها هُ ناك، ف  لَمّ ا صادَ فنا ال تّلاميذ مَ كَ ثنا هُ ناكَ سَ بع ة أ يّام... ولما قَضَ ينا الأ يّام خَ رَجنا

وسِ رنا وهُ م يُش يِّعو نَنا بِ أَجمَ ع هِ م مَ عَ ال نِّساء والأ ولاد إ لَى خا رِجِ الم دَي نَة، فَجَ ثَونا ع لى الشّ اطِ ئ وصَ لَّينا. ثُمَّ و دَّعَ بَعضُ نا بَعضً ا ورَك بنا السَّ في نَة

."

الْوَيْلُ لَكِ يَاكُورَزِينُ! الْوَيْلُ لَكِ يَا بيَْتَ « : ثُمَّ بَدَأَ يَسُوعُ يوَُبِّخُ الْمُدُنَ الَّتِي جَرَتْ فِيهَا أَكْثَرُ مُعْجِزَاتِهِ، لِكَ وْنِ أَهْلِهَا لَمْ يتَُوبُوا. فَقَ الَ

صَيْدَا! فَلَوْ أُجْرِيَ فِي صُورَ وَصَيْدَا مَا أُجْرِيَ فِيكُمَا مِنَ الْمُعْجِزَاتِ، لَتَابَ أَهْلُهُمَا مُنْذُ الْقَدِيمِ مُ تَّشِحِينَ بِالْمُسُوحِ فِي وَسَطِ الرَّمَادِ.

16

 صور الوثنيّة تأتي إلى المسيح: "والذين حول صور وصيدا جمعٌ كثير، إذ سمعوا كم صنع، أتوا إليه" )مرقس

)1/3 3

 صور تُصغي إلى الكلمة: "ثُمّ نزل معهُم، ووقف فِي مكانٍ سهلٍ، هُو وجماعةٌ مِن تلامِيذِهِ، وجُمهُورٌ كبِيرٌ مِن

الشّعبِ، مِن جمِيعِ اليهُودِيّةِ وأُورُشلِيم وساحِلِ صُور وصيدا، جاءُوا لِيسمعُوهُ وينالُوا الشِّفاء مِن أمراضِ هِم. )لوقا

)21-21/6

 صور تحتضن المسيحيّين الأوائل: "أمّا المؤمنون الّذين تشتّتوا من جرّاء الضّيق الّذي حصل بسبب موت

)29/ إسطفانوس، اجتازوا إلى فينيقية..." )أعمال 22

 )11/ متّى 25 ( »! أي تُها المرأةُ، عظِيمٌ إِيمانُكِ! فليكُن لكِ ما تطلُبِين « : صور "صخرة" إيمان: فأجابها يسُوعُ

 صور من أولى الكنائس: بولس الرّسول زار صور سنة 51 م. عند عودته من رحلته الثالثة، فوجد فيها كنيسة

أنشأتها جالية المدينة، وهي من أولى الكنائس التي أُنشئت في تاريخ المسيحيّة...

 صور بانية قصور الملوك: "وأرسل حِيرامُ ملِكُ صُور وفدًا إِلى داوُد مُحمّلًا بِخشبِ أرزٍ ونجّارِين وبنّائِين، فشيّدُ وا

)22/ لِداوُد قصرًا" ) 1 صموئيل 5

 صور بانية هيكل الله: "كان ابنًا لأرملةٍ مِن سِبطِ نفتالِي، أمّا أبُوهُ المُتوفّى فكان مِن صُور يعملُ نحّاسًا، وقد

)24/ برع حِي رامُ فِي مِهنتِهِ وأتقنها، فانخرط فِي خِدمةِ سُليمان وأنجز الأعمال الّتِي عهِد بِها إِليهِ " ) 2 ملوك 1

-5 من الموقع إلى الواقع:

لم تعد "صور" مجرّد موقع جغرافيّ، ولا اكتفى التاريخ بما حدث فيها، بل صارت صور دعوةً للتأمّ ل في حياتك

الشخصيّة أي في واقعك وتاريخك.

- صور، اسمها يعني الصخرة، فيها شهدت المرأة الصوريّة لثبات الإيمان رغم الامتحان الصعب:

وفي "صورِك" أنت، ما هو الامتحان الأصعب الذي تمرّ به؟.....................................................

...........................................................................................................

...........................................................................................................

3 - أكثر من تقليدٍ متوارث )أوسّ ابيوس القيصريّ والقدّ يس جيروم وغيرهما( أفاد أنّ المسيح استراح عند "رأس العين" جنوبيّ مدينة صور وتناول طعامً ا عند ذلك الينبوع وشرب منه. وعند إحدى بوا بّات صور كانت

.)265- توجد صخرة تشهد على وقوف يسوع فوقها ليعلّم الناس )لبنان في حياة المسيح، بطرس ضو، 1891 ، ص 6

17

في "صورِك" أنت، ما هي الصخرة أو الخبرة التي تثبّت إيمانك؟....................................................

...........................................................................................................

...........................................................................................................

- ضرب الربّ يسوع المثل بتوبة أهل صور:

هل تجرؤ على التوبة؟ كيف تعبّر عنها عمليًّا؟..................................................................

...........................................................................................................

..........................................................................................................

نشاط: أهل صور إستقبلوا بولس بالفرح وودّعوه بالدموع:

- أكتب أسماء الكنائس التي وجّه إليها مار بولس رسائله:.......................................................

...........................................................................................................

...........................................................................................................

- أكتب أسماء التلاميذ الذين وجّه إليهم مار بولس رسائله:......................................................

...........................................................................................................

..........................................................................................................

تأمّل

22 (، جاءكِ الرّبُّ يجود / 24 ( وقصور الملوك) 1 صموئيل 5 / صور: أمّا أنتِ يا صور، يا بانية هيكل الله ) 2 ملوك 1

بفتات رحمته على الجائعين فيكِ، فأشبع نهم المحتاجين إليه وشفى النفوس والأجساد وبنى له في القلوب الهيكل

الموعود حيث يُعبد الله بالرّوح والحقّ.

.)11 -12/ ها أنتِ يا صور مع ابنتك المرأة الكنعانيّة ترحِّبين بحامل تباشير الملكوت شفاءً وخلاصًا )متّى 25

وها أنتِ تجمعين تاريخكِ وخبراتكِ لتسألي كلّ إنسانٍ عن إيمانه وشوقه وحدود تعلّقه بكلمة الله...

1( أصغيتِ / يا صور يا مدينة البحر المبتعدة نحو 15 كلم عن بيروت. من عالم الوثنيّة أتيتِ إلى المسيح )مرقس 3

...)12-11/ 11 ( وصرتِ مثالًا للتوبة )متّى 22 / 21 ( فنلتِ الشّفاء بالإيمان )متّى 25 -21/ إلى كلمته )لوقا 6

18

6( ويا صخرة -2/ 29 (، ويا مرافقة الرّسل بالصّلاة )أعمال 12 / يا صور يا محتضنة المسيحيّين الأوائل )أعمال 22

القلاع والحصون... علّميني الصلاة.

صلاة:

،)41/ ربّي وإلهي، يا رازقًا كلّ إنسانٍ حاجته "في حينه" )لوقا 21

،)33/ هاك فتات إيماني فهبني "خبزك النازل من السماء الواهب الحياة للعالم" )يوحنّا 6

هاك فتات حياتي، فهبني حياةً أبديّةً لا تعرف الموت...

19

يارون، عين إبل، دبل ورميش: المربّع الجنوبيّ الذهبيّ

" أَنا هُوَ البابُ. مَن دَخلَ بي يَخلُص، فيَدخل وَيَخرجُ وَيَجِدُ المَ رعَى...

أَمّ ا أَنا فَقَد أَتَيتُ لِتَكُونَ لَهُم حَيَاةٌ، بَل مِلء الحيَاةِ ! "

)11-8/ )يوحنّا 11

-1 الموقع الجغرافيّ:

 يارون: تقع في أقصى جنوب لبنان على الحدود المتاخمة لفلسطين؛ تبعد عن العاصمة بيروت حوالي

29 "يرأون" وهو اسم كنعانيّ قديم ويعني "المكان / 216 كم. أصل تسميتها ورد في سفر يشوع 31

المطلّ المرتفع".

 عين إبل: قرية في جنوب لبنان، تبعد عن العاصمة بيروت حوالي 241 كم، وتنتشر على ت لّةٍ ترتفع من

151 م وح تّى 151 م. لعين إبل تاريخٌ قديم بدأ حين سكنها الأمور يّون. أصل تسميتها: إسمٌ مركّ ب بين

إله الخصب الأموريّ "أون" والشخص يّة الآرامية التورات يّة "آبل"، ويمكن أن تعني "عين الحياة" أو "عين

العذراء"...

 دبل: قرية في جنوب الجنوب، تبعد عن العاصمة بيروت حوالي 231 كلم. معنى اسم دبل "التين

...24/ المجفّ ف" في الآرام يّة السريان يّة كما في اللغة العبر يّة. ورد هذا الاسم في سفر حزقيال 6

 رميش: تقع بلدة رميش في أقصى الجنوب اللبنانيّ ، تبعد عن العاصمة بيروت 235 كلم وهي أبعد بلدة

جنوب يّة عن العاصمة. أصل الاسم سريانيّ ويعني "غروب الشمس" لأ نّها تغيب عنها قبل غيرها من القرى

المجاورة لكونها تقع وسط سهٍ ل، محاطة بثمانية جبالٍ تحجب أشعّ ة الشمس عنها بسرعةٍ ساعة

الغروب. يرجّح البعض أنّ الاسم مشتقّ من اسم أحد الآلهة اليونان يّة هرمس (Hermes) حيث يوجد

معبد له في رميش.

-2 الوقائع التاريخيّة:

20

نستدلّ من الآثار اليونان يّة، العبر يّة، ا ولرومان يّة العديدة الموجودة في هذه البلدات أنّها كانت مأهولة في عصور ما قبل

المسيح، وأنّ تاريخها يعود إلى عهد الكنعان يّين، أي من الألف الثاني قبل الميلاد... نجد مثلًا السور الكنعانيّ المحيط

بقسمٍ من بلدة يارون لتحصينها، وعين داما أو دامو التي كانت مشهورة كمحط ةٍ على الطريق الملوك يّة التي كان يسلكها

ملوك مصر وملوك أرض الرافدَ ين للتنقّ ل، وهذه الطريق ما زالت تسمّ ى "الطريق السلطان يّة"...

-3 على إيقاع الكلمة:

يارون، عين إبل، دبل ورميش قُرى تُمثّل البوّابة اللبنانيّة: لقد أشار أحد علماء الكتاب المقدّ س "ألفرد دوران" إلى أنّ

رحلة يسوع في أرض لبنان بدأت من نقطةٍ تقع في هذا المربّع الذهبيّ قري بًا من بحيرة الحولة وبلدة الجشّ )جيسكالا(

التي هي بحسب بعض المؤ رّخين )جيروم( مسقط رأس عائلة بولس الرسول. من هناك نطلّ على مواقع غن يّةٍ بالذكريات

البيبل يّة. ثُمّ ينحدر الطريق إلى واد يَين يؤدّ ي كلّ منهما، عبر سلسلة من المرتفعات والأودية، إلى قانا وصور.

يشير النصّ الإنجيليّ إلى أنّ يسوع عندما كان يتج ول في أرض الوثن يّين، لم يكن يسلك طر قًا مألوفة ، بل كان يتج ول

متخف يًّا أكثر الأحيان عن الأنظار: "ثُمَّ تَرَكَ يَسُوعُ تِلكَ المِنطَقَةَ وَذَهَبَ إِ لَى نوََاحِي صُورَ. فَدَخَ لَ بَيتًا وَهُوَ لَا يُرِيدُ أَن

14 (. ولكن ذلك لم يكن ليمنع تقاطر الجموع إليه / يعَْلَمَ بِهِ أَحَدٌ . وَمَعَ ذَلِكَ، لَمْ يَسْتَطِع أَن يَظَلَّ مُخْتَفِيًا" )مرقس 1

طلبًا للشّ فاء:

- )12/ "ثُمَّ غَادَرَ يَسُوع تِلْكَ الْمِنْطَقَةَ، وَذَهَبَ إِلَى نوََاحِي صُورَ وَصَيْدَا" )متّى 25

- " فَانسَحَبَ يَسُوع وَتَلامِيذُه نَحوَ البُحَي رَةِ. وَتَبِعَه جَمعٌ كبِيرٌ مِن مَنَاطِقِ الجَ لِيلِ وَمِنَ الْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ وَ أَدُومِيَّة -1/ وَمَا وَرَاء الأُردُنِّ، وَجَمعٌ كبِيرٌ مِنْ نوََاحِي صُورَ وَصَيدَا، جَاءُوا إِلَيهِ إِذ كانُوا قَد سَمِع وا بِمَا فَعَلَ " )مرقس 3

)1

- ثُمَّ نزََلَ مَعَهُم، وَوَقَفَ فِي مَكَانٍ سَهلٍ، هُوَ وَجَ مَاعَة مِنْ تَلامِيذِهِ، وَجُمهُورٌ كبِيرٌ مِ نَ الشَّعبِ، مِن جَمِيعِ

اليَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ وسَاحِلِ صُورَ وَصَيدَا، جَاءُوا لِيَسمَعُوه وَينََالُوا الشِّفَاء مِنْ أ مرَاضِهِم. وَالَّذِينَ كانَت تعَُذِّبهُُمُ

)21-21/ الأَروَاحُ النَّجِسَة كانُوا يُشفَوْنَ" )لوقا 6

-4 الوقع الروحيّ:

21

† يارون، عين إبل، دبل ورميش "بوّابة لبنان" المشرّع لاستقبال يسوع الآتي، يدعيننا على مثالهنّ لتشريع الأبواب

للمسيح: "هَا أَنَا وَاقِفٌ خَارِجَ البَابِ أَقرَعُهُ. إِن سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ فَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ

)11/ مَعِي" )رؤيا 3

† يارون، عين إبل، دبل ورميش، "قرى الراحة" حيث كان يلتجئ الربّ ليرتاح بعد تعب التجوّل في ضياعنا

للبشارة، يدعيننا لنجد راحتنا في الربّ : "وَقَالَ: هَذِهِ مَقَرُّ رَاحَ تِي إِلَى الأَبَدِ، فِيهَا أ سكُنُ لأَنِّي أَحبَبتُهَا. أُبَارِكُ

)25-24/ غَلَّاتِهَا برََكَة جَزِيلَةً، وَأُشبِعُ مَسَاكِينَهَا خُبزًا" )مزمور 231

† إن كانت يارون هي "المكان المطِلّ والمرتفع"، فهلمّوا نرفع قلوبنا إلى "الرَّبِّ المُتَعَظِّمِ السَّاكِنِ في العَلَاء"

...)5/ )أشعيا 33

وإن كانت عين إبل هي "عين العذراء" أو "عين الحياة"، فهلمّ ا و نرفع قلوبنا إلى إله الحياة المتجسّ د من

...)13/ أَيِ اللهُ مَعَنَا" )متّى 2 »! العذراء مريم: "هَا إِنَّ الْعَذْرَاءَ تَحْبَلُ، وَتَلِدُ ابْ نًا، وَيُدْعَى عِمَّانُوئِيلَ

وإن كانت دبل هي "التين المجفّف"، والتينة ترمز إلى شعب الله في العهد القديم، فهلمّوا نرفع قلوبنا معلنين

...)23/ أ نّنا "نَحنُ شَعبَكَ وَغَنَمَ مَ رعَاكَ إِلَى الأَبَدِ وَنُذِيعَ تَسبِيحَكَ مِن جِيلٍ إِلَى جِيلٍ " )مزمور 19

وإن كانت رميش هي "غروب الشمس"، فهلمّوا نرفع قلوبنا إلى مدينتا السماويّة حيث لا "حَاجَة إِلَى نُورِ

...)13/ الشَّمسِ أَوِ القَمَرِ، لأَنَّ مَجدَ اللهِ يُنِيرُهَا، وَالْحَمَلَ مِصبَاحُهَا" )رؤيا 12

-5 من الموقع إلى الواقع:

لم تعد "يارون، عين إبل، دبل ورميش" مجرّد م واقع جغراف يّة، ولا اكتفى التاريخ بما حدث فيها، بل صارت محطّة راحةٍ

وهدوءٍ وتأمّل في حياتك الشخصيّة أي في واقعك وتاريخك. الربّ يريد أن يمنحك سلامًا وراحةً وأمانًا يفوق العقول؛

لتتأكّد، حاول أن تصل المرجع بالآية المناسبة:

33/ يوحنّا 26 

 تَعَالَوا إِلَيَّ يا جَمِيعَ ٱلْمُتعَبِينَ وَٱلثَّقِيلِي ٱلأَحمَ الِ، وَأَنَا أُرِيحُكُم

21-9/ عبرانيّين 4 

 إِذًا بَقِيَت رَاحَةٌ لِشَعبِ ٱللهِ! لأَنَّ ٱلَّذِي دَخَلَ رَاحَ تَهُ ٱستَرَاحَ هُوَ

أَيضًا مِن أَعمَالِهِ، كَمَا ٱللهُ مِن أَعمَالِهِ

11/ متّى 22   قَدْ كَلَّمتُكُم بِهَذَ ا لِيَكُونَ لَكُم فِيَّ سَلَامٌ. فِي ٱلعَ الَمِ سَيَكُونُ لَكُم

ضِيقٌ، وَلَكِن ثِقُوا: أَنَا قَد غَلَبتُ ٱلعَالَمَ

22

1/ يهوذا 2 

 وَرَبُّ ٱلسَّلَامِ نَفسُهُ يُعطِ يكُمُ ٱلسَّلَامَ دَائِمًا مِن كُ لِّ وَجهٍ. ٱلرَّبُّ

مَعَ جَمِيعِكُم

25/ كولسّي 3 

 وَلْيَملِك فِي قلُُوبِكُم سَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي إِلَيهِ دُعِيتُم فِي جَسَدٍ

وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ

26/ 1 تسالونيكي 3   لِتَكثُر لَكُمُ ٱلرَّحمَ ةُ وَٱلسَّلَامُ وَٱلمَحَبَّة مرقس 22:14 

 فَلْنَتَقَدَّم بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعمَةِ لِكَي ننََالَ رَحمَ ةً وَنَجِدَ نِعمَةً

عَ ونًا فِي حِينِهِ

26/ عبرانيّين 4 

 لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَطلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ

فَيَكُونَ لَكُم

31/ لوقا 22   وَاطْرَحُوا عَلَيْهِ ثِقلَ هُمُومِكُم كلِّهَا، لأَنَّهُ هُوَ يعَْ تَنِي بِكُم

1/ 2 بطرس 5   لاَ تَخَف، أَيهَُّا القَطِ يعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُم قَد سُرَّ أَن يُعطِيَكُمُ

المَلَكُوتَ .

تأمّل:

في سنة 1961 وضع الرحّالة وعالم الآثار الفرنسيّ إرنست رينان كتابه "مَ هَ م ة في فينيقيا" بعد قضائه سنتين في

ربوع لبنان، وجاء في كتابه هذا المقطع وترجَمتُه: "ساحِرٌ مذهلٌ هذا اللبنان. فيه بقايا عطرٍ يرقى إلى أ يّام المسيح. على

أرضه، أنا على ترابٍ مقدَّس. ومن أجمل الأجمل في لبنان أ نّه فريدٌ في جَمْعِه العظَمَةَ والجمالَ معًا في أَعلى مست ا وهما.

على كل قمَّةٍ تاجٌ من معابد وهياكل"...

وسنة 1933 وضع الشاعر الفرنسيّ لامرتين كتابه "رحلة إلى الشرق" وفيه صفحاتٌ أخّاذةٌ عن لبنان هنا ترجمة

مقطع منها: "جميع الصُّوَر الشاعر يّة المقدّ سة مَحفورةٌ بأحرفٍ مضيئةٍ على وجه لبنان، وعلى قِمَمِهِ المذَهَّبة ووديانه

المعطَّرة. لعلّ أرضَه هي الأقدمُ في التاريخ، أرضُ شعرٍ وصلاة، ففي كلّ ناحيةٍ مررتُ بها كدتُ أسمع بين ثناياها أدعيةَ

أنبياءٍ متصاعدةً نَحو أَعالي السماء".

صلاة: يا ربّ،

23

،)11/ 19 ( وفي قلقي أنتَ سلامي )يوحنّا 24 / في تعبي أنتَ راحتي )متّى 22

،)24/ 41 ( وفي عطشي أنتَ مائي )يوحنّا 4 / في جوعي أنتَ خبزي )يوحنّا 6

،)2/ 1(، وفي ضعفي أنتَ قوّتي )مزمور 21 / في غرقي أنت صخرتي )مزمور 62

...)35/ 5(، وفي صحرائي أنتَ واحتي )مزمور 211 / في يأسي أنتَ رجائي )مزمور 12

"الرَّبُّ راعِيَّ فَلَستُ أَحتاجُ إِلى شَيءٍ .

فِي مَراعٍ خَضراء يُربِضُنِي، وَإِلى مِياه هادِئَةٍ يَقودُنِي.

يُنعِشُ نَفسي وَيُرشِدُنِي إِلى طُرُقِ ال بِرِّ إِكرَامً ا لاِسمِهِ .

حَ تّى إِذا اجتَزتُ وَادي ظِلالِ المَ وتِ، لا أَخافُ سُوء ا لأَنَّكَ تُرافِقُني.

.)4-2/ عَصاكَ وَعُكَّازُكَ هُما مَعي يُشَدِّدانِ عَ زيمَتِي" )مزمور 13

24

صيدا والصّرفند حيث فاضت البركات

يوم زار يسوع لُبنان

)سعيد عقل - لُبنانُ إن حكى(

وعِندما خرج مِن تُخومِ صور أبى، يقولُ الإنجيل، إلاّ أن يمرّ في صيدا.

تُراهُ أراد أن يتعرّف أكثر إلى الشعبِ الذي كان أوّل من ذهب إليه!...

والذي كان أوّل من طلب منهُ النور بدل المأكلِ والمشرب؟

وأكيد أنّه ما ترك أرض لُبنان إلّا وهو يقول:

عُودوا إليّ فأعود إليكُم.

وأُفيضُ عليكُم بركة...

وتغبِطكُم كُلّ الأُمم،

لأنّكُم تكونون أرضًا شهيّة.

-1 الموقع الجغرافيّ

 هي مدينة ومرفأ على البحر الم تُوسّط. تقع على الساحل اللّبنانيّ الجنوبيّ، وتبعد عن بيروت حوالي 51 كلم.

 الطريق من بيروت إلى صيدا تمرّ بِ: بيروت - الدامور - صيدا.

 صيدا تعني بيت الصيد. وأصل اسم بلدة الصّرفند "صرفته" الفينيقيّة أو"سربتا" السريانيّة وتعني صهر المعادن

أو صرف العملة. وقد ذكُِرت في العهد القديم بإسم "صرفاد".

ملاحظة: نجمع تحت عنوان صيدا مدن صيدا وصيدون والصرفند أو ما سُمِّي قديمًا بصرفة صيدا، لوج ودها

ضمن دائرة جغرافيّة متقاربة الموقع ومتداخلة الأحداث...

25

-2 الوقائع التّاريخ يّة:

 صيدا المدينة العظيمة والقديمة: تُعتبر من أقدم المدن في العالم وأقدم المرافئ على الساحل الفينيقيّ .

 صيدا مدينة ذات شهرة تاريخيّة: يشهد عليها مرفأُها وقلعتها وما تحوي من آثار فينيق يّة ورومان يّة وصليب يّة.

 صيدا مدينة مشهود لها: ذكر هوميروس مدينة صيدا في إلياذته، وتحدّ ث أكثر من م رّة عن نتاج صيد ون وتجارتها

وغناها قائلًا: "إنّ الحذق والمهارة والشهرة التي كانت للصيدون يّين في صنائعهم والق وّة والبأس والبطش التي كانت

في جيوشهم لم تنحصر في سور يّا بل انتشرت منهم إلى أقاصي الأرض..."

 صيدا مدينة الحَ رف: تؤكّ د روايات مؤ رّخي اليونان، أنّهم عرفوا الأبجديّة عن طريق الصيدونيّين الذين جاء وا إلى

بلاد اليونان صحبة قدموس حوالي سنة 2511 ق.م. )الخوري عيسى أسعد- تاريخ حمص- ج 2، وسعيد

عقل: قدموس(.

 صيدا مدينة اللون: تُعتبر مدينة صيدون مكتشفة الصباغ الأرجوانيّ بخلاف ما ذكُر من أنّ صور هي مكتشفته

)وُجد جبل كامل من أصداف الموريكس عند مقام أبا روح على شاطئ صيدا الجنوبيّ ويعود تاريخها إلى أ وائل

الألف الثاني قبل المسيح في حين أنّ آثارات مصانع الأرجوان حول مدينة صور تعود إلى القرن الثاني عشر قبل

الميلاد فقط(.

 صيدا مدينة الشفاف يّة والدقّة: الصيدون يّون هم أ ول من صنع الزجاج ولا س يّما الشفّاف منه، وأنشأوا لصناعته

المعامل المهمّ ة، وكانت مصانعهم في صيدون والصرفند أشهر معامل من نوعها في العالم المعروف وقتئذٍ. كما

برع الصيدون يّون في صنع الأواني الخزف يّة وهم أ ول من نقل هذه الصناعة إلى بلاد اليونان، كما تف وقوا في صناعة

الحفر والنقش وصبّ الذهب والفضّ ة ومختلف المصنوعات المعدن يّة.

 صيدا مدينة تواصلٍ برًّا وبحرًا: الصيدونيّون كانوا أوّل من عُنوا بتبليط الشوارع وأحرزوا في صناعة السفن نصيبًا

وافرًا من المجد والشهرة، وكانوا أسبق الأمم إلى ركوب البحر والتوغّل فيه.

26

إقامة إيليا عند أرملة صرفة

.» قُمْ وَتَوَجَّهْ إِلَى صِرْفَةَ التَّابِعَةِ لِصِيدُونَ، وَامْكُثْ هُنَاكَ، فَقَدْ أَمَرْتُ هُنَاكَ أَرْمَلَةً أَنْ تَتَكَفَّلَ بِإِعَالَتِكَ « : فَخَاطَبَ الرَّبُّ إِيلِيَّا

.» هَاتِي لِي ب عْضَ الْمَاءِ فِي إِنَاءٍ لأَشْرَبَ « : فَذَهَبَ إِلَى صِرْفَةَ. وَعِنْدَمَا وَصَلَ إِلَى بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ شَاهَدَ امْرَأَةً تَجْمَعُ حَط بًا، فَقَالَ لَهَا

حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُكَ إِنَّهُ لَيْسَ لَدَيَّ كَعْكَةٌ، إِنَّمَا حَفْنَةُ « : فَأَجَابتَْهُ .» هَا تِي لِي كِسْرَةَ خُبْزٍ مَعَكِ « : وَفِيمَا هِيَ ذَاهِبَةٌ لِتُحْضِرَهُ نَادَاهَا ثَانِيَةً وَقَالَ

فَقَالَ لَهَا .» دَقِيقٍ فِي الْجَرَّةِ، وَقَلِيلٌ مِنَ الزَّيْتِ فِي قَارُورَةٍ. وَهَا أَنَا أَجْمَعُ بعَْضَ عِيدَانِ الْحَطَبِ لِآخُذَهَا وَأُعِدَّ لِي ولاِب نِي طَعَامً ا نَأْكُلُهُ ثُمَّ نَمُوتُ

إِيلِيَّا:

لاَ تَخَافِي. امْضِي وَاصْنَعِي كَمَا قلُْتِ، وَلَكِنْ أَعِدِّي لِي مِنْهُ كَعْكَةً صَغِيرَةً أَوَّلًا وَأَحْضِرِيهَا لِي، ثُمَّ اعْمَلِي لَكِ ولاِبْنِكِ أَخِي رًا، لأَنَّ هَذَا مَا يقَُولُهُ «

.» الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ جَرَّةَ الدَّقِيقِ لَنْ تَفْرُغَ، وَقَارُورَةَ الزَّيْتِ لَنْ تَنْقُصَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يرُْسِلُ فِيهِ الرَّبُّ مَط رًا عَ لَى وَجْهِ الأَرْضِ

فَرَاحَتْ إِلَى مَنْزِلِهَا وَنفََّذَتْ كَلاَمَ إِيلِيَّا، فَتَوَافَرَ لَهَا طَعَامٌ لِتَأْكُلَ هِيَ وَابْنُهَا وَإِيلِيَّا لِمُدَّةٍ طَوِي لَةٍ.

وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي وَصَلْنَا إِلَى صَيْدَا. وَعَامَلَ يُولِيُوسُ بُولُسَ مُعَامَلَةً طَيِّبَةً فَسَمَحَ لَهُ بِأَنْ ي زَُورَ أَصْدِقَاءَهُ فِي صَيْدَا لِيَتَلَقَّى مِنْهُمْ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ.

وَأَقْلَعْنَا مِنْ مِينَاءِ صَيْدَا...

-3 على وقع الكلمة

 )16/ 25 ؛ لوقا 4 / في صيدا والصّرفند تفيض القوارير خيرًا ) 2 ملوك 21

 )3/ في صيدا تفيض القلوب طيبة )أعمال 11

 )11-11/ في صيدا يفيض حضور الله قداسة )حز 11

-4 الوقع الروحيّ:

 صيدا والصّرفند قلبٌ يستقبل: إستقبلت إيليّا النبيّ ويسوع المخلّص وبولس الرسول 4 ...

 صيدا أحبّها الربّ فأدّبها: وقُل هذا ما يُعلِنُهُ السّيِّدُ الرّبُّ: "ها أنا أنقلِبُ عليكِ يا صيدُونُ وأتجلّى بِمجدِي فِيكِ

)11/ فيُدرِكُ سُكّانُكِ أنِّي أنا الرّبُّ حِين أُنفِّذُ فِيكِ أحكامًا وأتقدّسُ فِي وسطِكِ" )حزقيّال 11

)29/ -"إِنِّي أُوبِّخُ وأُؤدِّبُ من أُحِ بُّهُ" )رؤيا 3

4 - في القرن السابع عشر ذكر أحد الحجّاج الأوروبيّين إنّه زار كنيسة المرأة الكنعانيّة في حيّ "الكنان" في صيدا، والتي تقع قرب ما أصبح يُعرَف لاحقًا بكنيسة مار نقولا الصغيرة وكاتدرائيّة الروم الكاثوليك )مقام

.) سيّدة المنطرة، الأرشمندريت سابا داغر، ص 23 سنة 1113

يَا ابْنَ آدَمَ، الْتَفِتْ بِوَجْهِكَ نَحْوَ صَ يْدُونَ وَتَنَبَّأْ عَلَيْهَا. وقُلْ هَذَا مَا يعُْلِنُهُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا أَنَا أَنْقَلِبُ « : وَأَوْحَى إِلَيَّ الرَّبُّ بِكَلِمَتِهِ قَائِلًا

.» عَلَيْكِ يَ اَ صيْدُونُ وَأَتَجَلَّى بِمَجْدِي فِيكِ فَيُدْرِكُ سُكَّانُكِ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ حِينَ أُنفَِّذُ فِيكِ أَحْكَامً ا وَأَتَقَدَّسُ فِي وَسَطِكِ

27

 صيدا والصّرفند متّكل الربّ بإعالة خاصّته: فخاطب الرّبُّ إِيلِيّا: "قُم وتوجّه إِلى صِرفة التّابِعةِ لِصِيدُون، وامكُث

)9-1/ هُناك، فقد أمرتُ هُناك أرملةً أن تتكفّل بِإِعالتِك" ) 2 ملوك 21

 صيدا والصّرفند تقدّمان للربّ قليلهما فيمنحهما الكثير: فأجابتهُ: "حيٌّ هُو الرّبُّ إِلهُك إِنّهُ ليس لديّ كعكةٌ، إِنّما

21 (؛ هذا ما يقُولُهُ الرّبُّ إِلهُ إِسرائِيل: "إِنّ جرّة / حفنةُ دقِيقٍ فِي الجرّةِ، وقلِيلٌ مِن الزّيتِ فِي قارُورة" ) 2ملوك 21

الدّقِيقِ لن تفرُغ، وقارُورة الزّيتِ لن تنقُص، إِلى اليومِ الّذِي يُرسِلُ فِيهِ الرّبُّ مطرًا على وجهِ الأرضِ" ) 2 ملوك

)9/ 24/21 (؛ فقال لِي: "نِعمتِي تكفِيك، لأنّ قُدرتِي تُكمّلُ فِي الضّعفِ" ) 1كو رنتس 21

-5 من الموقع إلى الواقع:

لم تعد "صيدا" ولا "الصّرفند" مجرّد موقعين جغراف يّين، ولا اكتفى التاريخ بما حدث فيهما، بل صارتا دافعًا للتغيير

في حياتك الشخصيّة أي في واقعك وتاريخك.

صيدا: بيت الصيد

صيدا مصدّرة الحرف

صيدا صانعة الزجاج

صيدا مبتكرة اللون

وفي "صيداك" أنت،

هل تذكر متى اصطادك

الربّ؟ أذكر الحادثة.

وفي "صيداك" أنت، أيّة

مخاطر أنت على استعدادٍ

لتحمُّلها لإيصال

"الكلمة"؟

وفي "صيداك" أنت، كيف

تكون شفّافًا كفايةً لتسمح

للربّ بأن يظهر من خلال

أقوالك وأعمالك؟

في "صيداك" أنت،

تعيش أحيانًا خبرات حياتيّة

"رماديّة"، فكيف يلوّن

حضور الربّ حياتك.

.................................

.........الصّرفند:

إلى صيدا يحملنا المسير، إلى ملجأ الأنبياء ومعيلة المرسلين. إلى العظيمة بين المدن، إلى مدينة الحرف واللّون والدّقة،

الشّفّافة الغالية على قلب القدير حتّى أدّب بنيها. إلى الصّرفند لجأ الله بأنبيائه ورسله، وفيها أرسى بركاته ففاض طحينًا

وزيتًا وخيرات... وها هما تطرحان السؤال إن جاءك الربّ في هذا اليوم هل سيجدك حاضرًا لاستقباله ولسماع ندائه؟

25 ( )لوقا / منكِ يا صيدا يا مرفأ على البحر المُتوسّط تعلّمنا أنّه في استقبالنا للكلمة ستفيض قواريرنا خيرًا ) 2 ملوك 21

...)11-11/ 3 ( ، وحضور الله فينا قداسةً )ح زقيال 11 / 16/4 (، وقلوبنا طيبةً )أعمال 11

.)29/ 11 ( فإنّه "يوبِّخُ ويؤدِّبُ من يحِبّ" )رؤيا 3 / منكِ يا صيدا تعلّمنا قبول تأديب الربّ بتواضع )حزقيّال 11

.)9-1/ منكِ يا صرفند تعلّمنا كيف نكون مُ تّكل الربّ بإعالة خاصّته ) 2 ملوك 21

.)21/ منكِ يا صرفند تعلّمنا كيف نقدّم للربّ قليلنا ليمنحنا الكثير ) 2 ملوك 21

صلاة:

 < يا ربّ ها أنت واقفٌ على بابي تقرع تتوقّع منّي فتح الباب > < رؤيا11\ 3 >

أعطني أذنًا تصغي إليك، وفمًا ينطق بكلامك، ويدًا تعمل مشيئتك،

وقلبًا يستقبلك على الدوام آمين.

29

مغدوشة: أمٌّ وانتطار ...

 <مزمور 22>

الرّبُّ نُورِي وخلاصِي، مِمّن أخافُ؟ الرّبُّ حِصنُ حياتِي مِمّن أرتعِبُ؟...

اسمع يا ربُّ نِدائِي لأنِّي بِمِلءِ صوتِي أدعُوك! ارحمنِي واستجِب لِي.

قُلت: "اطلُبُوا وجهِي!"، فوجهك يا ربُّ أطلُبُ. لا تحجُب وجهك عنِّي...

"انتظِرِ الرّبّ. تقوّ وليتشجّع قلبُك. وانتظِرِ الرّبّ دائِمًا" .

-1 الموقع الجغرافيّ:

 هي بلدة جنوبيّة من قضاء صيدا تبعد عن بيروت نحو 51 كلم.

 الطريق من بيروت إلى مغدوشة يمرّ ب: بيروت - الدّامور - صيدا - مفرق جنوبيّ صيدا على جسر سينيق

ومنه خمسة كيلومترات شرقًا فتطلّ مغدوشة.

 إنّ كلمة "مغدوشة" سريانيّة الأصل، مُشتقّة مِن "مكدّسون" )جامعو الغلال أكداسً ا وعرمات(. والأ رجح أنّ

اسم "مغدوشة" بالسريانية تعني مقدّسة.

 لا يُمكننا التكلّم عن مغدوشة دون ذكر عبرا وطريق جزّين المكمّلتان لهذا المسار حيث تباركنا "سيّدة المعبور"

فيما نسلك إلى سيّدة المنطرة.

-2 الوقائع التّاريخيّة:

 مغدوشة منزل الإنسان الأوّل: سكنها اللبنانيّ الأوّل بعد أن حفر بيته في صخورها، ولا تزال آثار خمس من

هذه المغاور والكهوف واضحة حتّى اليوم في مشارف مغدوشة، أبرزها مغارة "سيّدة المنطرة".