Translate

Affichage des articles dont le libellé est Doueir. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est Doueir. Afficher tous les articles

jeudi 9 avril 2020

الى مجموعة الشبيبة العين ابلية المتطوعة لأحياء معبد تلة الدوير الاثرية


احياء معبد تلة الدوير الاثرية  - عين ابل

جوزيف توفيق خريش = جمعيىة على خطى المسيح في جنوب لبنان- SLPDCSL 

بعد انجاز خطوة متقدمة من مشروع "معبد تلة الدوير" في عين ابل ، على يد مجموعة من الشبيبة المحلية، بدافع محض طوعي ، وحفاظا منها على تراثها الحضاري الثقافي والديني وحبها له ، ها هي تطلب اليوم التعمق ومعرفة المزيد حول المزايا التاريخية والتراثية التي احاطت مع الزمن بموقع الدوير في بلدتهم المترامية عند اقصى الحدود في جنوب لبنان، لا سيما وانها تقع ليس فقط على الحدود الجنوبية من لبنان، بل على خط المسار الذي سلكه وسار عليه السيد المسيح والرسل ، في بداية البشارة المسيحية بالذات.
من هنا كان السؤال الذي طرحه علي احد افراد هذه المجموعة من الشباب ، بغية تعميق المعرفة حول التراث العين ابلي ، ولا سيما الثقافي والاثري منه :

*ما هي اهم الخصائص التاريخية والثقافية والدينية التي يمتاز بها موقع الدوير في عين ابل، وما القيمة المضافة الحالية التي ينطوي عليها مشروع معبد تلة الدوير القائم قبالة "مقام ام النور" الذي يشارف حاليا على الاكتمال بعد مدة من اطلاقه ،مدة نتمنى الا تطول ، فوق تلة ضهر العاصي عند المدخل الشمالي من البلدة ؟. وذلك بعد ان حققت تلك المجموعة منذ زمن قريب بناء معبد صغير حديث العهد فوق التلة الاثرية في موقع الدوير في شمالي غربي البلدة . 



مع الاشارة الى ان هذه المجموعة الشبابية من احباء التراث قد حرصت على ان تأتي حيازتها للموقع بالطرق القانونية في وقت يتعرض اثناءه هذا التراث بالذات الى انتهاكات وتعديات غير مقبولة .

- امام هذا الواقع، لا بد من تهنئة مجموعة هؤلاء الافراد ومالكي العقار الذين تبرعوا به لكي يشيد فوقه المعبد المشار اليه، كما لا بد من تقدير شعورهم بالحاجة الى تعميق معاني هذا المشروع الرائد في مجال احياء التراث ، لما يحيق به من رموز تاريخية حضارية ودينية . لذلك وبناء على طلبهم احاول الاجابة على سؤالهم بما يلي:

- ١ اولا من الاهمية بمكان الادراك بأن تاريخ معبد الدوير الكنعاني الوثني في عين ابل يعود - حسب المؤرخ الفرنسي ارنست رينان- الى القرن الثاني بعد المسيح، في عهد الامبراطور سبتيموس ساويروس والد كراكلا الشهير ، وهما من اصول لبنانية تعود بهما الى بلدة عرقا الشمالية. ويرجح رينان ان بناء معبد الدوير الوثني هذا يعود الى تكريم احد افراد الجيش الروماني من فيلق الجليل المكلف يومذاك بحماية المنطقة ، وكان اسمه سليمان، كما هو مثبت في نص احد النذور والمدون على البلاطة التي نقلها العالم الفرنسي ارنست رينان من تلة الدوير الى متحف اللوفر في باريس سنة ١٨٦١ ، وذلك بعد ان قطعها حجارون مهرة من ابناء عين ابل ، كما يقول، ونقلوها له على ظهر جمل الى مرفأ صور حيث نقلت من هناك الى متحف اللوفر في باريس وحيث لا تزال هذه معروضة هناك الى ايامنا هذه، على انها من التحف الاثرية المعبرة عن مرحلة تاريخية ذات شأن على الصعيد الديني السيروفينيقي . وقد سعيت شخصيا منذ العام ٢٠٠٣ بمشاركة ابن عمي يوسف خليل الشماس آغا خريش المقيم في باريس لكي نستحصل على نسخة من هذه اللوحة من ادارة متحف اللوفر بالطرق التقنية الحديثة ، وهذا ما تحقق لنا بالفعل عام ٢٠١١، بالتعاون مع شركة برموريون للتأمين مما اتاح لنا تقديم هذه القطعة الفنية الفريدة الى لجنة الثقافة في مجلس بلدية عين ابل، والتي قامت بدورها مشكورة وبرعاية رئيس مجلسها البلدي يومذاك الاستاذ فاروق بركات بعرضها بصورة دائمة في شارع الدرج الاثري في عين ابل  والمعروف بشارع الشاعر يوسف حبوب..




٣- بالنسبة لاسماء الرموز الوثنية المرتبطة بهذا المعلم الاثري علينا ان نعلم بأنها تختلف باختلاف اللغات والثقافات في الامبراطورية الرومانية الواسعة . وبالتالي فان اسم "ابولون" في اليونانية وزوس او جوبيتر  باللاتينية يقابله ال "بعل" في الكنعانية او اللهجات والاديان الفينيقية الكنعانية المتعددة والمتداولة في البلاد المحتلة يومذاك. من هنا فان اسم :"ارتميس" في اليونانية يقابله اسم عشتروت في الكنعانية على سبيل المثال.

٤- بالنسبة للغة، ينبغي ان نعلم بان اللاتينية كانت هي لغة الروماني المحتل والمسيطر ، ومنها لاتينية الشارع او المطبخ كما يقال، ومنها ايضا لغة المقامات الرسمية المتداولة في مجالات القضاء والتعليم والاداب والفئات المثقفة، في حين ان اللغة العامة المتداولة بقيت اليونانية بصورة عامة في الاوساط الشعبية ، مثل لغة تلك المرأة الكنعانية او السيروفينيقية ، بحسب تعبير الانجيليين مرقص ومتى (راجع متى ١٥: ٢١- ٢٨ ،ومرقص ٧ : ٢٤-٣ ) والتي التقت بالسيد المسيح على الطريق بين صور وصيدا طالبة منه بالحاح شفاء ابنتها المريضة. في ضوء ذلك يمكن القول ان الكتابة التي وجدها رينان في تلة الدوير وسواها في يارون و"دبل - اميه: كانت لغة يونانية .
٥- بالنسبة لأسماء الالهة وصفاتها فانها تختلف معانيها ورموزها وفقا لكل منطقة وثقافة وعبادة محلية سواء في اليونان ام في ايطاليا ام في سواهما من مناطق الامبراطورية الرومانية الواسعة .

٦- بالنسبة للديانة المسيحية تحديدا ينبغي ان نعلم بانه بعد انتصار الامبراطور قسطنطين، بدءا من سنة ٣١١ م، تحولت بعض معاني الالهة الوثنية ورموزها الى معاني ورموز مسيحية . وكان منها بالنسبة لمنطقة صور اهمية كبرى ، لانه فيها كان قد تم بناء اول كنيسة ( بازيليك) على اسم السيدة العذراء مريم ( مار يم اي سيدة البحر ) ثم ترميمها وتكريسها بعد تعرضها للأذى ابان موجة الاضطهاد الواسعة التي شملت يومذاك كافة نواحي متروبولية ابرشية صور التي كان يمتد نطاقها الاقليمي والابرشي الى ما وراء دمشق. موجة الاضطهاد تلك شنها اكثر من امبراطور ، ولا سيما منهم داقيوس وديوقليسيانوس في اواخر القرن الثالث وبداية الرابع ب م، وقد اودت بحياة كثيرين من بينهم خمسماية شهيد لا تزال روزنامة الاعياد الدينية المارونية تحتفظ لهم بذكرى "شهداء صور الخمسماية " في ١٩ شباط من كل سنة ، الى سوى هؤلاء من الشهداء والشهيدات ومن بينهم خصوصا الشهيدتان كريستينا ( عيدها في ٢٤ تموز ) وتيودوسيا ( عيدها في ٢٩ ايار ) وغيرهما .

٧- في حوالي سنة ٣٢١، اعلن قسطنطين يوم الاحد يوم عطلة رسمية في كافة نواحي الامبراطورية - sun day - , اي يوم الشمس، او يوم النور ، وذلك تكريما للاله ابولون - البعل ، اله النور ، شفيع الاسرة القسطنطينية الحاكمة ، وعلى رأسها والدة الامبراطور (القديسة ) هيلانة، التي جاءت في تلك المرحلة التاريخية ، لتبني كنيسة القيامة في القدس، وتعتني بمعبد مغارة مغدوشة ، في وقت كان يجري عقد مجمع مسكوني في مدينة صور ، سنة ٣٣٥، تتمة لمجمع نيقيا البالغ الاهمية في التاريخ الكنسي ( سنة ٣٢٤) حيث تم تحديد العقيدة المسيحية ووضع قانون الايمان : ومنه " نؤمن باله واحد...اله من اله ، نور من نور .... الخ " ، قانون الايمان هذا يفترض ان يعرفه عن ظهر قلب كل مسيحي مؤمن.

٨- لم يكن قسطنطين في تلك الحقبة التاريخية ( ٣١١-٣٣٥) قد قبل سر العماد ، وذلك لاسباب سياسية اكثر منها دينية ولكي يبقى على مسافة واحدة من ابناء دولته المسيحيين والوثنيين على حد سواء . في تلك الحقبة من التاريخ اعلن قسطنطين يوم الاحد ، يوم اله الشمس، سانداي، Sun Day , يوم عطلة رسمية كما قلنا، ما زلنا نسير عليها الى يومنا هذا . اسم الشمس فهمه الوثنيون في حينه رمزا للاله ابولون " الاله الشمس" ، والمسيحيون فهموه من جهتهم على انه رمز للمسيح الاله ، نور العالم.
.
٩- تجدر الملاحظة هنا بان لوحة الدوير ، كما تظهر في متحف اللوفر ، تحتوي على عدة رموز تشير الى النور ، مشاعل وكواكب على جانبي اللوحة . مما يوجب الخلاصة بان لوحة الدوير المشار اليها تحمل بدرجة اولى معاني النور، وترمز الى بداية اطلاق حرية الدين والعبادة في الامبراطورية الرومانية سنة ٣١٣م. كل هذا ينطوي على معان عميقة بالنسبة لابن عين ابل ولغيره من اللبنانيين.





١٠- ومن الملاحظ ايضا في هذا السياق 
التاريخي ان راية الدولة الرومانية بعد قسطنطين كانت كناية عن ثلاثة رماح متصالبة .مع الاشارة الى ان الرمح الاوسط كان بشكل حرف P , وهو يعني paix, PAX ، peace , سلام المسيح، . وهي العلامة عينها التي رآها قسطنطين في الحلم قبل احدى حروبه الكبرى الاولى ، وحين قال له الملاك : " بهذه العلامة تنتصر" . وهي العلامة التي نجدها مرصوفة في حائط كنيسة السيدة في البلدة ، ولو مع فارق بسيط حسب الصيغة التي اقرها لاحقا الامراء الغساسنة ، وقد ادرجها اجدادنا العين ابليون هناك في الحائط الغربي لكنيسة السيدة فوق الباب المعروف بباب مدخل النساء ،وذلك بعد ان اقتلعوا تلك اللوحة من بين اكوام الحجارة الاثرية العديدة التي كانت تزخر بها الخرب المجاورة للبلدة سواء في الدوير او في شلعبون.   




١١ - لا بد هنا من التوقف عند ما جاء في مقدمة انجيل يوحنا لكي ندرك المعاني ألعميقة لرمزية معبد تلة الدوير. : "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله والكلمة كان الله ...هو الحياة لكل موجود . ..هو النور الحق الذي ينير كل انسان ." وايضا: " نور من نور" ، كما جاء في قانون الايمان. و كما جاء ايضا في "نشيد النور " الذي يُستهل به القسم الاول من القداس الماروني :
" بنورك ربنا نستنير، يا عين الانوار، يا ذات النور الحقيقي، يا شمس الاقطار ، اهلنا لنورك المضيء، وفي صباحك البهج نستنير.... "

- ١٢- لذلك وفي ضوء هذه المعطيات الاثرية والدينية الطقوسية ينبغي ان تكون كل هذه المعاني والرموز المشار اليها اعلاه حاضرة في اطار معبد تلة الدوير ، معبد ابولون ، اله النور ، الذي اصبح ، بالنسبة للتراث الشعبي رمزا للمسيح ، اله النور، "اله من اله نور من نور ". بحسب تعبير قانون نيقيا او قانون الايمان الذي هيأ له الامبراطور قسطنطين بذاته في مجمع نيقيا المسكوني (سنة ٣٢٥ ثم المجمع الاقليمي الملحق به سنة ٣٣٥ في مدينتنا وابرشيتنا اللبنانية صور بالذات ) وبعناية والدته الملكة هيلينة.

- هذه هي بعض المعاني التاريخية الوثنية منها، ثم المسيحية من بعدها، مما يشير اليها معبد تلة الدوير في عين ابل .
من هنا علينا نحن ورثة هذا التراث الحضاري والروحي ان نتابعه ونشهد لمعانيه ، وذلك بحمل الشعلة ( شعلة ابولون المحفورة على لوحة الدوير) الموصولة بشعلة المسيح ، الذي هو النور الحقيقي .

- ان "مزار ام النور" في ضهر العاصي لن يكتمل الحج اليه يوما من دون الحج الى معبد الدوير. وذلك تحقيقا لتواصل التراث الكامل في تاريخ اجدادنا بين القديم والحديث العهد  . ولذلك دعونا نتخيل ونحلم مع الاجيال العين ابلية القادمة بخاصة واللبنانية بعامة - بأن نرى ما يمكن ان يجمع بين التلتين، تلة ام النور شرقا وتلة الدوير او معبد ابولون اله النور غربا ، فيتحقق للحجاج الذين سيقصدون عين ابل من كل حدب وصوب  ان يشاهدوا في وقفة واحدة مشهدا بانوراميا رائعا يجمع بين قمم جبل حرمون شمالا شرقا حيث قال السيد المسيح الى بطرس :" انت الصخرة ،وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي" (متى ١٧ ) : والى قانا غربا حيث قال السيد لأهل العرس: "املأوا الجرار ماء" ، قبل ان تتحول الماء الى خمر في الخوابي ، والحزن الى فرح في القلوب، كما اوضح انجيل يوحنا ( يوحنا ٣) . عندئذ يمكن لجمعيتكم ان تقول : قد ساهمنا في تحقيق مشروع تاريخي وروحي لتنهل منه الاجيال معاني الايمان والحرية الحقيقية!!


Let us dream!!!
-------------------


*يمكن مراجعة الصورة والمعاني المحيطة بلوحة الدوير والتفسيرات التي قدمها لنا العالم الفرنسي رينان على موقع : albayyader.blogspot.com
- او على موقع اخر لنا حاولنا من خلاله توثيق معطيات تاريخية حول زيارات السيد المسيح ورسله الاولين الى الاراضي اللبنانية الحالية: libanius.blogspot.com وذلك بالتعاون مع جمعية " على خطى المسيح في جنوب لبنان،" التي اسسها ويديرها صديق عين ابل المهندس سمير سركيس
- راجع ما ذكرناه قبل سنوات حول اسباب اختيارنا لموقع ام النور فوق تلة ضهر العاصي من اجل تعيينه مكانا مناسبا لموقع مقام السيدة ام النور
= اليك ما كتبه العالم ارنست رينان عن اثارات شلعبون والدوير حيث عثر على عدة ابار ومدافن وأقبية، من بينها مدفن وصفه  بانه  اقرب ما يمكن ان يعطينا  فكرة عن مدفن السيد المسيح. في كتابه : -" بعثة فينيقيا ١٨٦١-  كالتالي :

« Ce caveau parait un de ceux qui peuvent le mieux donner l’idée du tombeau de Jésus. Un des traits caractéristiques de ces trois caveaux c’est une espèce de jour de souffrance, percée près de l’entrée et destinée quand la pierre était roulée à la porte, à éclairer l’intérieur ».  (Mission de Phénicie, p.676)