Translate

Affichage des articles dont le libellé est اخزيا ، اليشع ، ايزابيل ، ايليا ، عتليا ، يسوع ولبنان ، يوأش، يورام ، ايتوبعل ، تمار، أخاب ، بعل صور ، ياهو ،. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est اخزيا ، اليشع ، ايزابيل ، ايليا ، عتليا ، يسوع ولبنان ، يوأش، يورام ، ايتوبعل ، تمار، أخاب ، بعل صور ، ياهو ،. Afficher tous les articles

jeudi 15 septembre 2016

يسوع ولبنان بين الانتساب الى جذور البشر وجذور السماء


يسوع ولبنان 
بين الانتساب الى جذور البشر وجذور السماء
جوزف خريش

١ - ينتسب يسوع الى لبنان من خلا ل الملكة ايزابيل الصيدونية الصورية ونسلها ( اواسط القرن التاسع ق. م . ) بوصفها حفيدة الملك  ايتوبعل من جهة ، وزوجة أخاب ملك اسرائيل في الشمال وجدة الملك الداودي اخزيا في الجنوب من جهة اخرى، وذلك ايضا وتحديدا من خلال شخصية الملكة عتليا  التي هي  ابنة ايزابيل وزوجة يورام المذكور في مقدمة انجيل متى (١ / ٨ ) . في سرده  لأسماء سلالة  داود التي منها تحدر يسوع التاريخ قسّم الانجيلي متى في مقدمة انجيله اسماء ملوك السلالة الداودية الى ثلاثة اقسام يحتوي كل منها على اربعة عشر جيلا او اسما ، وذلك بدءا من ابراهيم الى داود اولا، ثم من داود الى سبي بابل ثانيا، ومن السبي الى المسيح ثالثا. وحفاظا على القالب او البنية الادبية  المتبعة في تدوين الانساب كان على الانجيلي متى ان يُغفل بعض الاسماء ، لذلك سقط من اللائحة ذكر ثلاثة ملوك بعد يورام (زوج عتليا) ا في القسم الثاني ( متى ١/٨) بينهم " أخزيا"  الذي يمكن اعتباره بأنه الملك الداودي الاول الذي جرى في عروقه الدم الفينيقي ، من خلال والدته عتليا التي بإسمها مهر الاديب والشاعر الكلاسيكي جان راسين مسرحيته  الشهيرة   AThalie
وما دمنا في  موضوع التمازج الحضاري الديني لا بد من الذكر بأن السلالة الداودية عرفت المصاهرة ، ولو بصورة محدودة،  مع ابناء وبنات الاثنيات والاديان الاخرى ، من ذلك على سبيل المثال زواج يهوذا ابن يعقوب من تامار الكنعانية ( تكوين ٣٨) وزواج سلمون  من راحاب في اريحا ( راعوت ١/ ٤ ؛ ٤/ ١٣) فضلا عن زواج ايزابيل من اخاب ، وزواج عتليا من يورام ...
اما ايزبيل فإنها احدى  الشخصيات  الفينيقية القوية التي طبعت البيئة التي عاشت فيها ، وخصوصا من خلال تأثيرها على مظاهر الحياة الدينية والاجتماعية في عصرها مثل  ادخالها عددا من الطقوس الوثنية على هيكل سليمان ، ووقوفها في وجه التيارات   اليهودية المتعصبة  ولا سيما  تحديها للنبي ايلي الذي قاومها مقاومة شديدة ادت الى مقتل زوجها  الملك اخاب . الا ان ذلك لم يثنها عن توسيع دائرة سيطرتها التي امتدت الى مملكة يهوذا الجنوبية ، بحيث استطاعت ان تزوج ابنتها عتليا الى يورام ابن ملك يهوذا فسار في طريقها ( الملوك الثاني ٨/ ١٨) ، فدخل معها النفوذ الفينيقي الى اورشليم والسامرة ، حيث اقامت مذبحا لملقارت بعل صور ( الملوك الاول  ١٦/ ٣١ و٣٢؛ ٢/ ٢٥) وحاولت القضاء على كهنة الهيكل لو لم يأخذ وكيل القصر الملكي عوبيديا التدابير لحمايتهم من بطشها. لم تكتف بذلك بل استدعت ٨٥٠ من كهنة بعل صور للاقامة في المملكة وهم " يأكلون على مائدتها" ( الملوك الاول ١٨/ ١٩) . كما انها لم تستسلم الى اليأس بعد فشل كهنة البعل امام ايليا فوق  جبل الكرمل عندما استجاب يهوه دعاء ايليا بنار اكلت الذبيحة التي قدمها في حين لم يستجب البعل لصلوات كهنته ، ما ادى الى انفعال ايليا واندفاعه الى ذبح كهنة البعل ( الملوك الاول  ١٨ / ١٧الى ٤٠)  . أثر هذه الواقعة المجزرة اعلنت ايزابيل تهديدها ايليا  بالقتل ( ١٩/ ١و٢) في حين اشتد ميلها  الى السيطرة ، خصوصا   بعد مقتل نابوت اليزرعيلي حيث راح النبي اليشاع يعد الشعب لثورة شاملة ضد ايزابيل من اجل استرجاع عبادة يهوه الى البلاد. فقام القائد العسكري ياهو بمباركة من اليشع النبي بتطهير البلاد من عبادة البعل وتأثير ايزابيل ونسلها. وعندما وصل  خطر الموت الى امام قصرها لم تكن جبانة بل قامت تتزين وتلبس افخر ثيابها لتموت كما يليق بملكة . ولما علمت ان قائد  الثورة الياهو قد وصل الى امام القصر استقبلته بكلام تحقيري .فلاقت  مصيرا مأسويا ( الملوك الثاني٩/ ٣٠  الى ٣٧) بسبب الظلم الذي كانت قد ارتكبته والكبرياء الذي كانت تتميز به شخصيتها . 
اما عتليا ابنة ايزابيل فلم تكن في حالة اقل عنفوانا وكبرياء من والدتها ، اذ انها عندما رأت ان جميع اتباع البعل قد هلكوا في المملكة بمن فيهم ابنها اخزيا ارادت ان تنتقم لدين امها فقامت بعمل  شبه انتحاري قضت به على جميع ورثة الملك ، وهم احفادها ، فلم ينج منهم الا الطفل يوآ ش ، من دون ان تعلم عتليا بذلك فملكت مدة ست سنوات  ، الى ان   سمعت صوت الشعب في الهيكل وهو يحتفل بتتويج حفيدها يوآش ، حيث لم تتقبل الواقع فراحت  تصرخ : خيانة، خيانة. ( الملوك الاول ، الفصل١١) . 
ان غنى عناصر هذه الرواية التي يجتمع فيها موضوع صراع الاديان والثقافات ، كما نقول اليوم ، الى مأساة النفس البشرية في كل زمان ومكان في ما يعني   السلطة والسيطرة  والشجاعة واليأس والرجاء والايمان والخلاص والعدالة والظلم ، والتعايش والعنصرية والتعصب الديني والقومي وغيرها من القضايا النفسية  والحياة الاجتماعية ، هي ما  يكون قد جذب الشاعر الفرنسي جان راسين الى تجسيدها في عمل ادبي وشعري رفيع يدعو الى تخليد القيم الانسانية التي تنطوي عليها تفاصيلها،  كما الى نبذ العيوب البشرية وكل ما يتعارض مع قيم الحياة والسلام والايمان باله المحبة والرحمة التي مثلتها تعاليم الانبياء منذ القديم وعرفت صيغتها المثلى في رسالة المسيح الذي قال: "ما جئت لاهدم بل لأكمل ... " . وقال للكنعانية او السيرو فينيقية  التي اعترضت  طريقه بين مدينتي صور وصيدا صارخة نحوه : ارحمني يا ابن داوود، : ما اعظم ايمانك يا امرأة فليكن لك ما تريدين ، يمكن القول ان بين صور وصيدا كان الموقع الأمثل لأعلان يسوع عالمية رسالته عندما لم يشأ أن يحصرها في "خراف اسرائيل اولا"، فيما اعلنت السيروفينيقية من جهتها تخليها عن عنصريتها القومية التي كانت جدّتاها ايزابيل وعتليا قد اعلنتاها حربا على الاديان والحضارات  الاخرى ، فكان اللقاء في بلاد صور وصيدا  بين المسيح ابن داود والكنعانية السيروفينيقية  النموذج الامثل في الالتقاء والمصالحة ،لا بل الانصهار  في وحدة المصدر البشري والالهي ، الاب السماوي الذي منه كل ابوة في السماء والارض




JTK