Translate

Affichage des articles dont le libellé est جوزف خريش ، معلمي الاول ،Article. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est جوزف خريش ، معلمي الاول ،Article. Afficher tous les articles

samedi 10 septembre 2016

Fwd: لماذا يبقى يسوع معلمي الاول

شهادة حياة يعود تاريخ تحريرها الى سنوات مضت تم نشرها في نشرة "فريق مشاركات حول الانجيل " ، اردت ان  اثبتها على صفحات هذه المدونة للذكرى :  

jtk


بمناسبة ذكرى 10 سنوات على تأسيس فريق مشاركات حول الانجيل سنصدر عدد خاصا  من النشرة يحمل الرقم 120 وهو يتضمن مقالات شخصية كتبت خصيصا لهذا العدد وسنرسلها لكم تباعا  وفي النهاية سنجمعها  ضمن نشرة واحدة

وفي ما يلي المقالة التي كتبها الاستاذ جوزيف خريش

لماذا يبقى يسوع معلمي الاول ؟
ليس من السهل ان تتكلم في القرن الحادي والعشرين عن " ابن الانسان" و" ابن الله " في زمن تسوده التقنيات والمادة على حساب الروح ، وتسيطر الايديولوجيات والانظمة التي يدعي بعضها الديمقراطية ، ويقترح بعضها الاخر العودة الى غياهب  الماضي  ، بحثا عن الينابيع والاصالة ، فيما اصحاب تلك النظريات ينتهجون سياسات وأنظمة  بعيدة  كل البعد عن القيم التي تفترضها الديمقراطية والأصالة 
لقد تكلم يسوع في زمانه لغة البساطة ، وتصرف بما ينسجم مع تعاليمه . عاش ما علم ، وعلم ما عاشه ، مختارا له من بين الناس عددا قليلا من التلاميذ ، لم يكن من بينهم ذوو حسب وجاه ، بل أناس من الطبقات الاجتماعية الفقيرة . وكانت ساحة مدرسته متمثلة  بالامكنة العامة  والطبيعة . اسلوبه قائم على  الحوار مع الجميع من دون تمييز . يعلم بسلطان وهو ضعيف ، يواجه  السلطات ولا يملك ما يدافع به عن نفسه . أحباؤه المستضعفون او المستصغرون : المرضى ، الاطفال، العجزة والمسنون ، الخطاة ، لا من يدعون البر والعدالة وتطبيق الشريعة . 
منطق جديد ومختلف عن منطق الفلاسفة وعلماء الشريعة  والانقلابيين ، المقاومين للاحتلال الروماني . ملك هو. لا ينكر هذه الصفة. لكن ملكوته مختلف عن ممالك البشر. إنه يبدأ هنا ومن هنا ، لكنه ليس ههنا. مرّات عديدة نطق بلغة لم يفهمها تلاميذه ومعاصروه، لانها لغة جديدة ، تحتاج عقلية جديدة ومنهجا جديدا لم يألفه بنو جيله .
كان يقال : العين بالعين والسن بالسن ، أحبوا ذويكم وبني قومكم، وأبغضوا الأباعد الغرباء . واذا به يقلب هذه التعاليم : أحبوا اعداءكم ، باركوا لاعنيكم ، من سخّركم ميلا فامشوا معه ميلين ، ومن حاول أن ينتزع منكم رداءكم فاعطوه اياه . 
إنه منطق الضعفاء في ذلك العصر وفي كل عصر ، في مقابل منطق هذا العالم القائم على الاستكبار والعنجهية . منطق غالبا ما يدعو الى الاستهزاء لا بل الاحتقار لدى امراء هذا العالم وابنائه .الامر الذي التبست معه صورة المسيحي في القرون الاولى مع صورة حثالة  المجتمع، العبيد ، الفئات المحرومة والمعدومة . اصبحت التسمية  والهوية المسيحيتان رديفا  للعار ، ومدعاة للذل .
أولم يكن  المسيحيون يعاملون  في العصور الاولى ، ثم في ظل الدول والانظمة المستبدة ، الغربية والشرقية ، بمثل هذه المعاملة ؟ 
واليوم ، في ظل تصاعد الانظمة الاصولية ، والعلمانية الملحدة ، والعنصرية  ، الا نشهد عودة تلك المعاملة؟ اكثر الناس عرضة للاضطهاد بين ابناء الديانات  المختلفة في العالم هم من المسيحيين ، وفقا للتقارير الدولية . مع ذلك لم يكن القنوط والاحباط يوما من شيم المسيحية . ثالوث الايمان والمحبة والرجاء ثابت في العقيدة والممارسة لديها .
ان يسوع ابن الانسان وابن الله قدم المثال الحي على ترابط هذا الثالوث ، من دون ان يعمد الى العنف وسيلة للتغيير ، كما درج عليه بنو البشر في تبديل أحوالهم وأنظمتهم . 
قوته التغييرية كانت أكثر فعالية وأثبت في النفوس والانظمة : لا تبادلوا الشر بالشر ، لا تقاوموا الشرير باساليبه الشريرة . معظم الفلسفات والسياسات اخفقت في استعمال العنف ، وان هي نجحت الى حين .
معظم سلاطين العالم اخفقوا كل مرة التمسوا العنف والقوة المادية وسيلة للتغيير . وحده يسوع المعلم العادل والصالح ، ومدرسته السلامية ،المتمثلة بفئات المؤمنين والقديسين والمعلمين الشهود نجحت في عملية التغيير، ولو بعد زمن من المعاناة ، لان  الصليب  وما يرمز اليه انما هو جزء أساس من الايمان المسيحي. وعليه يبنى كل انتصار حقيقي  وقيامة ومجد . 
لذلك ، من بين كل المعلمين والمفكرين وقادة الراي في كل مجالات الحياة ، بقي يسوع الانسان ويسوع صورة الاب الالهية معلمي الاول . لا بعده ولا قبله . حتى ولو كان سلوك بعض رجال الكنيسة ، احيانا سبب عثرة وشك بالنسبة لي . كان يخيل الي ان يسوع يقول لي: يا بني لكي تبقى تلميذا  صادقا ومخلصا لي ، لا عليك ان تخليت عن بعض القشور التي يعتبرها معلموك البشريون من جوهر تعاليمي .
 ان فرحي هو بتلاميذي الذين يشهدون لي بحرية ، لان الحرية هي ابنة المسيحية الاولى بعد المحبة .
فلا خوف على رسالة  المسيحية طالما بقيت شاهدة  للحرية في الحق  والعدالة ، وفي رؤية وجه الله في وجه اي من هؤلاء: الفقراء ، الاطفال، المرضى ... لأنني لمثل هؤلاء جئت .
جوزيف خريش



Accéder au site Web du groupe