Translate

mardi 21 avril 2020

زيارة الحج الى عين ابل

   عين ابل على درب المسيح


بناء على طلب امين السر العام لجمعية " على خطى المسيح في جنوب لبنان" الاستاذ سمير سركيس ، صديق عين ابل ، وخدمة للحجاج والزائرين السائرين على دروب المسيح في جنوب لبنان كانت هذه الخلاصة التي تقدم وصفا موجزا حول المواقع التي يهم الزائرين الاطلاع عليها اثناء قيامهم بالحج الى بلدة عين ابل وجوارها.
اولا: - يمكن الوصول الى عين ابل من عدة طرق ، بالنسبة للقادمين اليها من بيروت، سواء جنوبا غربا من جهة الناقورة عبر علما ورميش،او من جهة صور وقانا وحاريص والطيري ، او شمالا شرقا من صور ، جويا ، تبنين، بيت ياحون، كونين .

ثانيا - تلة شلعبون الاثرية :
عند مدخل البلدة الشمالي الى يمين الطريق تطل على الزائر تلة شلعبون الاثرية ، وبالقرب منها تلة الدوير الاثرية ايضا. لم يبق من اثار شلعبون او شعلبيم الا القليل بسبب اعمال النهب التي تعرضت لها في السنوات الاربعين الاخيرة .
أ- ورد ذكر "شعلبيم " في سفر يشوع بن نون ( فصل ١٩) . وكان يوجد على جانبها الشمالي الشرقي حتى السنوات القليلة الماضية مدافن كان يطلق عليها اسم " جرانة الحبلى" شبيهة بقبر حيرام الذي لا يزال قسم منه قائما الى جانب الطريق بين حناويه وقانا. كما كان يوجد فوق التلة لوحات صخرية تحمل شعار الامبراطور قسطنطين ، احداها نقلها العين ابليون وادرجوها في حائط كنيسة السيدة فوق باب الكنبسة الغربي.
- من المعالم الاثرية الاخرى التي شاهدها العالم الفرنسي رينان في شلعبون قبو يصفه بأنه اقرب ما يكون الى الشكل الذي كان عليه قبر السيد المسيح ( في كتابه : "بعثة فينيقيا" Mission de Phénicie ).
- في جنوب شرقي شلعبون الى يمين الطريق العام لا تزال توجد بركة كنعانية تستخدم من اجل تجميع المياه لري البساتين المجاورة . وهي شبيهة بعدد من البرك القائمة في المنطقة ، والتي يمكن مشاهدتها في اكثر من بلدة مجاورة : كونين ،بنت جبيل ،رميش دبل.... وكلها نماذج حية باقية حول اسلوب ري الاراضي الزراعية في زمن اجدادنا الكنعانيين ( الفينيقيين) .

ثالثا- تلة الدوير الاثرية : 
 على بعد خمسماية متر من شلعبون تقريبا للجهة الجنوبية الغربية تقع تلة اثرية اخرى هي تلة الدوير . كان يوجد فوقها معبد من جملة المعابد المنتشرة قديما في الربوع اللبنانية على اسم الثنائي بعل وعشتروت. من بين بقايا هذا الموقع الاثري نقل العالم الفرنسي رينان سنة ١٨٦١ قطعة اثرية نادرة وصفها بانها تمثل نموذجا مميزا عن الفن الديني السيروفينيقي في عهد الاباطرة المحليين الذي حكموا في روما، مثل فيليبوس العربي وسبتيموس ساويروس وابنه كراكلا، ورجال القانون مثل باولينوس الصوري وغيرهم بين القرنين الثاني والثالث ب م.
- تخليدا لتراث الدوير الفينيقي الكنعاني والحفاظ على ما تبقى منه اقامت مجموعة من شبيبة عين ابل "كابلا " معبد صغير على كتف التلة الشمالي الشرقي منذ مدة قريبة.

رابعا - اللوحة التي نقلها رينان من تلة الدوير الى متحف اللوفر في باريس :
 في السنوات الاخيرة ( عام ٢٠١١ ) استطعت شخصيا بالتعاون مع ابن عمي يوسف خليل خريش المقيم في فرنسا أن نحصل بالتعاون مع اللجنة الثقافية التابعة لبلدية عين ابل على نسخة من لوحة ابولون وارتميس، التي كان العالم رينان قد نقلها الى فرنسا سنة ١٨٦١ .وهي من الاثار السيروفينيقية الاكثر تعبيرا عن النور والخصب، وحاليا النسخة معروضة في احد شوارع البلدة ، تعبيرا عن تواصل التراث بين القديم والحديث.

خامسا - مزار ام النور : 
عند مدخل البلدة يقوم حاليا بناء مزار على اسم السيدة ام النور . فوق تلة تعرف باسم ضهر العاصي ، ومنطقة عقارية تعرف ب" أم النور". يضم المزار في طابقه السفلي كابلا صغيرة وقاعة مخصصة للاجتماعات ، ويرتفع برج المزار الى حوالي ٦٥ مترا، على ان يعلوه قريبا تمثال كبير للسيدة العذراء حاملة الطفل وفقا للتقاليد السريانية الاصيلة، مكملا سلسلة المقامات المريمية في لبنان في كل من حريصا ومغدوشة وزحله وسواها.
- من مميزات برج ام النور في عين ابل أنه  من ارتفاع حوالي ٩٠٠ ( التلة ٨٣٠ م + ٧٣= ٩٠٣م ) يتيح للناظر مشهدا بانوراميا فريدا يضم مساحة واسعة من جنوبي لبنان بما فيه قانا وصور غربا ، وجبل حرمون شمالا شرقا مكللا بالثلج معظم اشهر السنة ، هناك حيث  قال السيد المسيح لبطرس رأس الرسل الاثني عشر : " انت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي" . كما يضم المنظر قسما واسعا من الاراضي المقدسة يصل بالعين المجردة او بالمناظير الى الناصرة وبحيرتي طبريا والحولة ، ناهيك عن بعض المدن والبلدات الفلسطينية القريبة من الموقع ومن بينها خصوصا بلدة الجش مسقط رأس عائلة القديس بولس.

سادسا- في داخل البلدة اربع كنائس :
- عند مدخل البلدة تقع كنيسة  حديثة على اسم مار الياس للروم الكاثوليك - وثانية يعود بناؤها الى اواخر القرن ١٩،
- كنيستان على اسم السيدة العذراء .الاولى قديمة يعود بناؤها الى ١٦٢٠ ، ويقال انها اقيمت على اثار كنيسة قديمة تعود الى زمن الصليبيين ،- و كنيسة السيدة الرعائية التي تم بناؤها على مراحل بين ١٨٦٤ الى ١٩١٧.
امام كنيسة السيدة يستوقف الزائرين ضريح كبير تخليدا لذكرى شهداء لبنان الكبير وعددهم ٩٨ بين شيخ وشاب وامرأة وطفل ممن قضوا على يد عصابات معادية لمشروع لبنان الكبير الذي كان العين ابليون من بين اكثر اللبنانيين حماسة لقيامه.
- كنيسة على اسم مار يوسف داخل دير ومدرسة راهبات القلبين. يعود بناؤها الى تأسيس الدير على يد الاباء اليسوعيين حوالي سنة ١٨٥٥


سابعا : العيون والينابيع والبرك والكهوف الاثرية :
يحيط ببلدة عين ابل من الجهة الغربية واد يمتد حوالي خمسة كيلومترات بدءا  من بركة شلعبون الى "عين حانين" مرورا "ببركة الدجاج" و"عين الحرية" ، او "عين الحورية"، والعين الرئيسية للبلدة مع بركة اخرى ملحقة بها يطلق عليها اسم "العين التحتا" ،الى "عين طربنين" او كفر بنين . وهي من مجموعة الينابيع التي كانت تحيق بكل من المسارين المؤديين بالمتنقلين بين منطقتي الجليل الادنى والجليل الاعلى في ايام المسيح ، بما فيه قانا وصور وصيدون الكبرى، وفي كل من اقاليم زبولون ونفتالي واشير، كما كانت تسمى في تقسيمات العهد القديم ( راجع سفر يشوع)، ومن بعده في ايام الرومان.
- يمكن زيارة عين البلدة وهو الينبوع الرئيسي الواقع في جهتها الغربية ، عبر الطريق التي تمر من امام كنيسة السيدة القديمة والمعروفة تحت مسمى " الكنيسة التحتا" ..


- في الاعوام القليلة الماضية بادرت بلدية عين ابل الى اعادة تأهيل موقع العين وجعله معلما سياحيا واثريا يرتدي حلة جديدة بهدف جذب السياح والحجاح اليه ، لا سيما وان اسم الموقع " عين ابل" والتصميم الهندسي لخزان ينبوعه يذكران باسم مدينة الناصرة القديم " عين آبل" وبخزانها الحالي الذي يحاكي بشكله الهندسي  شكل وتصميم رديفه العين ابلي ، وذلك كما تظهره الصور واللوحات الفنية الحالية المختلفة.على بعد امتار من العين لا يزال يوجد مدافن قديمة ظاهرة للعيان، قد تعود الى ايام المسيح وهي تنتظر علماء اثار لتحديد زمانها وقيمته الاثرية.

- المغاور والكهوف والمدافن الاثرية :الى ذلك لا بد من الاشارة الى الثروة الاثرية التي لا تقدر بثمن والتي لم تحظ بعد بالكشف الاركيولوجي اللازم عليها تمهيدا لحمايتها والحفاظ عليها. وهي كناية عن مجموعة مغاور وكهوف واجران ومدافن عديدة تقع على جانبي الوادي الممتد شمالي وعند جنوبي غربي البلدة. بعضها لا يزال ظاهرا للعيان ويحتاح الى من يحميها من الايدي العابثة.
جوزف ت خريش - جمعية على خطى المسيح في جنوب لبنان SLPDCSL
------------------------------------------------------------------------

= اليك ما كتبه العالم ارنست رينان عن اثارات شلعبون والدوير حيث عثر على عدة ابار ومدافن وأقبية، من بينها مدفن وصفه  بانه  اقرب ما يمكن ان يعطينا  فكرة عن مدفن السيد المسيح. في كتابه : -" بعثة فينيقيا ١٨٦١-  كالتالي :

« Ce caveau parait un de ceux qui peuvent le mieux donner l’idée du tombeau de Jésus. Un des traits caractéristiques de ces trois caveaux c’est une espèce de jour de souffrance, percée près de l’entrée et destinée quand la pierre était roulée à la porte, à éclairer l’intérieur ».  (Mission de Phénicie, p.676)


jeudi 9 avril 2020

الى مجموعة الشبيبة العين ابلية المتطوعة لأحياء معبد تلة الدوير الاثرية


احياء معبد تلة الدوير الاثرية  - عين ابل

جوزيف توفيق خريش = جمعيىة على خطى المسيح في جنوب لبنان- SLPDCSL 

بعد انجاز خطوة متقدمة من مشروع "معبد تلة الدوير" في عين ابل ، على يد مجموعة من الشبيبة المحلية، بدافع محض طوعي ، وحفاظا منها على تراثها الحضاري الثقافي والديني وحبها له ، ها هي تطلب اليوم التعمق ومعرفة المزيد حول المزايا التاريخية والتراثية التي احاطت مع الزمن بموقع الدوير في بلدتهم المترامية عند اقصى الحدود في جنوب لبنان، لا سيما وانها تقع ليس فقط على الحدود الجنوبية من لبنان، بل على خط المسار الذي سلكه وسار عليه السيد المسيح والرسل ، في بداية البشارة المسيحية بالذات.
من هنا كان السؤال الذي طرحه علي احد افراد هذه المجموعة من الشباب ، بغية تعميق المعرفة حول التراث العين ابلي ، ولا سيما الثقافي والاثري منه :

*ما هي اهم الخصائص التاريخية والثقافية والدينية التي يمتاز بها موقع الدوير في عين ابل، وما القيمة المضافة الحالية التي ينطوي عليها مشروع معبد تلة الدوير القائم قبالة "مقام ام النور" الذي يشارف حاليا على الاكتمال بعد مدة من اطلاقه ،مدة نتمنى الا تطول ، فوق تلة ضهر العاصي عند المدخل الشمالي من البلدة ؟. وذلك بعد ان حققت تلك المجموعة منذ زمن قريب بناء معبد صغير حديث العهد فوق التلة الاثرية في موقع الدوير في شمالي غربي البلدة . 



مع الاشارة الى ان هذه المجموعة الشبابية من احباء التراث قد حرصت على ان تأتي حيازتها للموقع بالطرق القانونية في وقت يتعرض اثناءه هذا التراث بالذات الى انتهاكات وتعديات غير مقبولة .

- امام هذا الواقع، لا بد من تهنئة مجموعة هؤلاء الافراد ومالكي العقار الذين تبرعوا به لكي يشيد فوقه المعبد المشار اليه، كما لا بد من تقدير شعورهم بالحاجة الى تعميق معاني هذا المشروع الرائد في مجال احياء التراث ، لما يحيق به من رموز تاريخية حضارية ودينية . لذلك وبناء على طلبهم احاول الاجابة على سؤالهم بما يلي:

- ١ اولا من الاهمية بمكان الادراك بأن تاريخ معبد الدوير الكنعاني الوثني في عين ابل يعود - حسب المؤرخ الفرنسي ارنست رينان- الى القرن الثاني بعد المسيح، في عهد الامبراطور سبتيموس ساويروس والد كراكلا الشهير ، وهما من اصول لبنانية تعود بهما الى بلدة عرقا الشمالية. ويرجح رينان ان بناء معبد الدوير الوثني هذا يعود الى تكريم احد افراد الجيش الروماني من فيلق الجليل المكلف يومذاك بحماية المنطقة ، وكان اسمه سليمان، كما هو مثبت في نص احد النذور والمدون على البلاطة التي نقلها العالم الفرنسي ارنست رينان من تلة الدوير الى متحف اللوفر في باريس سنة ١٨٦١ ، وذلك بعد ان قطعها حجارون مهرة من ابناء عين ابل ، كما يقول، ونقلوها له على ظهر جمل الى مرفأ صور حيث نقلت من هناك الى متحف اللوفر في باريس وحيث لا تزال هذه معروضة هناك الى ايامنا هذه، على انها من التحف الاثرية المعبرة عن مرحلة تاريخية ذات شأن على الصعيد الديني السيروفينيقي . وقد سعيت شخصيا منذ العام ٢٠٠٣ بمشاركة ابن عمي يوسف خليل الشماس آغا خريش المقيم في باريس لكي نستحصل على نسخة من هذه اللوحة من ادارة متحف اللوفر بالطرق التقنية الحديثة ، وهذا ما تحقق لنا بالفعل عام ٢٠١١، بالتعاون مع شركة برموريون للتأمين مما اتاح لنا تقديم هذه القطعة الفنية الفريدة الى لجنة الثقافة في مجلس بلدية عين ابل، والتي قامت بدورها مشكورة وبرعاية رئيس مجلسها البلدي يومذاك الاستاذ فاروق بركات بعرضها بصورة دائمة في شارع الدرج الاثري في عين ابل  والمعروف بشارع الشاعر يوسف حبوب..




٣- بالنسبة لاسماء الرموز الوثنية المرتبطة بهذا المعلم الاثري علينا ان نعلم بأنها تختلف باختلاف اللغات والثقافات في الامبراطورية الرومانية الواسعة . وبالتالي فان اسم "ابولون" في اليونانية وزوس او جوبيتر  باللاتينية يقابله ال "بعل" في الكنعانية او اللهجات والاديان الفينيقية الكنعانية المتعددة والمتداولة في البلاد المحتلة يومذاك. من هنا فان اسم :"ارتميس" في اليونانية يقابله اسم عشتروت في الكنعانية على سبيل المثال.

٤- بالنسبة للغة، ينبغي ان نعلم بان اللاتينية كانت هي لغة الروماني المحتل والمسيطر ، ومنها لاتينية الشارع او المطبخ كما يقال، ومنها ايضا لغة المقامات الرسمية المتداولة في مجالات القضاء والتعليم والاداب والفئات المثقفة، في حين ان اللغة العامة المتداولة بقيت اليونانية بصورة عامة في الاوساط الشعبية ، مثل لغة تلك المرأة الكنعانية او السيروفينيقية ، بحسب تعبير الانجيليين مرقص ومتى (راجع متى ١٥: ٢١- ٢٨ ،ومرقص ٧ : ٢٤-٣ ) والتي التقت بالسيد المسيح على الطريق بين صور وصيدا طالبة منه بالحاح شفاء ابنتها المريضة. في ضوء ذلك يمكن القول ان الكتابة التي وجدها رينان في تلة الدوير وسواها في يارون و"دبل - اميه: كانت لغة يونانية .
٥- بالنسبة لأسماء الالهة وصفاتها فانها تختلف معانيها ورموزها وفقا لكل منطقة وثقافة وعبادة محلية سواء في اليونان ام في ايطاليا ام في سواهما من مناطق الامبراطورية الرومانية الواسعة .

٦- بالنسبة للديانة المسيحية تحديدا ينبغي ان نعلم بانه بعد انتصار الامبراطور قسطنطين، بدءا من سنة ٣١١ م، تحولت بعض معاني الالهة الوثنية ورموزها الى معاني ورموز مسيحية . وكان منها بالنسبة لمنطقة صور اهمية كبرى ، لانه فيها كان قد تم بناء اول كنيسة ( بازيليك) على اسم السيدة العذراء مريم ( مار يم اي سيدة البحر ) ثم ترميمها وتكريسها بعد تعرضها للأذى ابان موجة الاضطهاد الواسعة التي شملت يومذاك كافة نواحي متروبولية ابرشية صور التي كان يمتد نطاقها الاقليمي والابرشي الى ما وراء دمشق. موجة الاضطهاد تلك شنها اكثر من امبراطور ، ولا سيما منهم داقيوس وديوقليسيانوس في اواخر القرن الثالث وبداية الرابع ب م، وقد اودت بحياة كثيرين من بينهم خمسماية شهيد لا تزال روزنامة الاعياد الدينية المارونية تحتفظ لهم بذكرى "شهداء صور الخمسماية " في ١٩ شباط من كل سنة ، الى سوى هؤلاء من الشهداء والشهيدات ومن بينهم خصوصا الشهيدتان كريستينا ( عيدها في ٢٤ تموز ) وتيودوسيا ( عيدها في ٢٩ ايار ) وغيرهما .

٧- في حوالي سنة ٣٢١، اعلن قسطنطين يوم الاحد يوم عطلة رسمية في كافة نواحي الامبراطورية - sun day - , اي يوم الشمس، او يوم النور ، وذلك تكريما للاله ابولون - البعل ، اله النور ، شفيع الاسرة القسطنطينية الحاكمة ، وعلى رأسها والدة الامبراطور (القديسة ) هيلانة، التي جاءت في تلك المرحلة التاريخية ، لتبني كنيسة القيامة في القدس، وتعتني بمعبد مغارة مغدوشة ، في وقت كان يجري عقد مجمع مسكوني في مدينة صور ، سنة ٣٣٥، تتمة لمجمع نيقيا البالغ الاهمية في التاريخ الكنسي ( سنة ٣٢٤) حيث تم تحديد العقيدة المسيحية ووضع قانون الايمان : ومنه " نؤمن باله واحد...اله من اله ، نور من نور .... الخ " ، قانون الايمان هذا يفترض ان يعرفه عن ظهر قلب كل مسيحي مؤمن.

٨- لم يكن قسطنطين في تلك الحقبة التاريخية ( ٣١١-٣٣٥) قد قبل سر العماد ، وذلك لاسباب سياسية اكثر منها دينية ولكي يبقى على مسافة واحدة من ابناء دولته المسيحيين والوثنيين على حد سواء . في تلك الحقبة من التاريخ اعلن قسطنطين يوم الاحد ، يوم اله الشمس، سانداي، Sun Day , يوم عطلة رسمية كما قلنا، ما زلنا نسير عليها الى يومنا هذا . اسم الشمس فهمه الوثنيون في حينه رمزا للاله ابولون " الاله الشمس" ، والمسيحيون فهموه من جهتهم على انه رمز للمسيح الاله ، نور العالم.
.
٩- تجدر الملاحظة هنا بان لوحة الدوير ، كما تظهر في متحف اللوفر ، تحتوي على عدة رموز تشير الى النور ، مشاعل وكواكب على جانبي اللوحة . مما يوجب الخلاصة بان لوحة الدوير المشار اليها تحمل بدرجة اولى معاني النور، وترمز الى بداية اطلاق حرية الدين والعبادة في الامبراطورية الرومانية سنة ٣١٣م. كل هذا ينطوي على معان عميقة بالنسبة لابن عين ابل ولغيره من اللبنانيين.





١٠- ومن الملاحظ ايضا في هذا السياق 
التاريخي ان راية الدولة الرومانية بعد قسطنطين كانت كناية عن ثلاثة رماح متصالبة .مع الاشارة الى ان الرمح الاوسط كان بشكل حرف P , وهو يعني paix, PAX ، peace , سلام المسيح، . وهي العلامة عينها التي رآها قسطنطين في الحلم قبل احدى حروبه الكبرى الاولى ، وحين قال له الملاك : " بهذه العلامة تنتصر" . وهي العلامة التي نجدها مرصوفة في حائط كنيسة السيدة في البلدة ، ولو مع فارق بسيط حسب الصيغة التي اقرها لاحقا الامراء الغساسنة ، وقد ادرجها اجدادنا العين ابليون هناك في الحائط الغربي لكنيسة السيدة فوق الباب المعروف بباب مدخل النساء ،وذلك بعد ان اقتلعوا تلك اللوحة من بين اكوام الحجارة الاثرية العديدة التي كانت تزخر بها الخرب المجاورة للبلدة سواء في الدوير او في شلعبون.   




١١ - لا بد هنا من التوقف عند ما جاء في مقدمة انجيل يوحنا لكي ندرك المعاني ألعميقة لرمزية معبد تلة الدوير. : "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله والكلمة كان الله ...هو الحياة لكل موجود . ..هو النور الحق الذي ينير كل انسان ." وايضا: " نور من نور" ، كما جاء في قانون الايمان. و كما جاء ايضا في "نشيد النور " الذي يُستهل به القسم الاول من القداس الماروني :
" بنورك ربنا نستنير، يا عين الانوار، يا ذات النور الحقيقي، يا شمس الاقطار ، اهلنا لنورك المضيء، وفي صباحك البهج نستنير.... "

- ١٢- لذلك وفي ضوء هذه المعطيات الاثرية والدينية الطقوسية ينبغي ان تكون كل هذه المعاني والرموز المشار اليها اعلاه حاضرة في اطار معبد تلة الدوير ، معبد ابولون ، اله النور ، الذي اصبح ، بالنسبة للتراث الشعبي رمزا للمسيح ، اله النور، "اله من اله نور من نور ". بحسب تعبير قانون نيقيا او قانون الايمان الذي هيأ له الامبراطور قسطنطين بذاته في مجمع نيقيا المسكوني (سنة ٣٢٥ ثم المجمع الاقليمي الملحق به سنة ٣٣٥ في مدينتنا وابرشيتنا اللبنانية صور بالذات ) وبعناية والدته الملكة هيلينة.

- هذه هي بعض المعاني التاريخية الوثنية منها، ثم المسيحية من بعدها، مما يشير اليها معبد تلة الدوير في عين ابل .
من هنا علينا نحن ورثة هذا التراث الحضاري والروحي ان نتابعه ونشهد لمعانيه ، وذلك بحمل الشعلة ( شعلة ابولون المحفورة على لوحة الدوير) الموصولة بشعلة المسيح ، الذي هو النور الحقيقي .

- ان "مزار ام النور" في ضهر العاصي لن يكتمل الحج اليه يوما من دون الحج الى معبد الدوير. وذلك تحقيقا لتواصل التراث الكامل في تاريخ اجدادنا بين القديم والحديث العهد  . ولذلك دعونا نتخيل ونحلم مع الاجيال العين ابلية القادمة بخاصة واللبنانية بعامة - بأن نرى ما يمكن ان يجمع بين التلتين، تلة ام النور شرقا وتلة الدوير او معبد ابولون اله النور غربا ، فيتحقق للحجاج الذين سيقصدون عين ابل من كل حدب وصوب  ان يشاهدوا في وقفة واحدة مشهدا بانوراميا رائعا يجمع بين قمم جبل حرمون شمالا شرقا حيث قال السيد المسيح الى بطرس :" انت الصخرة ،وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي" (متى ١٧ ) : والى قانا غربا حيث قال السيد لأهل العرس: "املأوا الجرار ماء" ، قبل ان تتحول الماء الى خمر في الخوابي ، والحزن الى فرح في القلوب، كما اوضح انجيل يوحنا ( يوحنا ٣) . عندئذ يمكن لجمعيتكم ان تقول : قد ساهمنا في تحقيق مشروع تاريخي وروحي لتنهل منه الاجيال معاني الايمان والحرية الحقيقية!!


Let us dream!!!
-------------------


*يمكن مراجعة الصورة والمعاني المحيطة بلوحة الدوير والتفسيرات التي قدمها لنا العالم الفرنسي رينان على موقع : albayyader.blogspot.com
- او على موقع اخر لنا حاولنا من خلاله توثيق معطيات تاريخية حول زيارات السيد المسيح ورسله الاولين الى الاراضي اللبنانية الحالية: libanius.blogspot.com وذلك بالتعاون مع جمعية " على خطى المسيح في جنوب لبنان،" التي اسسها ويديرها صديق عين ابل المهندس سمير سركيس
- راجع ما ذكرناه قبل سنوات حول اسباب اختيارنا لموقع ام النور فوق تلة ضهر العاصي من اجل تعيينه مكانا مناسبا لموقع مقام السيدة ام النور
= اليك ما كتبه العالم ارنست رينان عن اثارات شلعبون والدوير حيث عثر على عدة ابار ومدافن وأقبية، من بينها مدفن وصفه  بانه  اقرب ما يمكن ان يعطينا  فكرة عن مدفن السيد المسيح. في كتابه : -" بعثة فينيقيا ١٨٦١-  كالتالي :

« Ce caveau parait un de ceux qui peuvent le mieux donner l’idée du tombeau de Jésus. Un des traits caractéristiques de ces trois caveaux c’est une espèce de jour de souffrance, percée près de l’entrée et destinée quand la pierre était roulée à la porte, à éclairer l’intérieur ».  (Mission de Phénicie, p.676)