Translate

jeudi 21 septembre 2017

- على خطى المسيح في جنوب لبنان والبقاع - نص معدل في 19-9-2017

- على خطى المسيح في جنوب لبنان والبقاع -  نص معدل في 19-9-2017 
بقلم جوزف خريش

في اثناء زيارته التاريخية الى لبنان في ايار 1997 خاطب البابا القديس يوحنا بولس الثاني مئات الالوف من اللبنانيين المتحلقين حوله في ساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت بقوله : " نحن هنا في المنطقة التي وطئتها منذ الفي سنة قدما السيد المسيح مخلص العالم ... أيها اللبنانيون واللبنانيات إن ابن الله نفسه كان اول من بشّر أجدادكم. فإن هذا لامتياز عظيم... لا يمكننا أن ننسى أن صدى كلمات الخلاص التي نطق بها يوما في الجليل قد بلغت باكرا الى هنا.....فلبنان هو بلد بيبلي " ، مكررا في اطار الزيارة عينها أن " لبنان هو ارض مقدسة وأرض قداسة وقديسين ".
في غضون ال 20 سنة من بعد تلك الزيارة التاريخية – وكنا فيها من الشهود العيان - تعددت الاصوات والابحاث والمشاريع السياحية ، في مختلف الاوساط الثقافية وحتى السياسية منها ، داعية الى تعزيز السياحة الدينية ، كجزء من تعزيز الحوار بين الاديان والعيش المشترك في لبنان الذي باتت مقولة البابا القديس بشأنه  " لبنان الرسالة " على كل شفة .
من هنا كانت انطلاقة مشروع " على خطى المسيح في جنوب لبنان " .وكان هذا البحث محاولة لمقاربة موضوع له أهميته، في الظروف الراهنة، يتعلّق بينابيع الإيمان، فوق الأرض اللبنانية . يتمحور البحث حول الاجابة على سؤالين أساسيين  : ما هي أبرز المواقع والمحطات في رحلات المسيح الى جنوب لبنان ، وما هي الظروف والأهداف التي أحاطت بها ؟  مقاربة نتتّبع فيها المسارات التي سلكها السيد المسيح ورسله ، إستناداً الى نصوص كتابية بيبلية وكتابات مؤرخين وباحثين وتقاليد ومرويات محلية وفق المحاور الست التالية :

أولا : بين يارون و قانا ، طلّة اولى على ربوع لبنان ووجوه العهد القديم

1- يشير احد علماء  الكتاب المقدس ( الفرد دوران في بداية القرن العشرين)،في الخريطة المرفقة ( المشرق 11 ، 1908 ، ص 81-92)  الى ان رحلة السيد المسيح في ارض لبنان بدأت من عند نقطة تقع قرب بلدتي يارون ومارون الراس الحدوديتين . هناك كان نظام " المدن الملجأ" معروفا  منذ الالف الثاني قبل المسيح. ومن بين بلدات تلك المنطقة الحدودية القريبة من بحيرة الحوله  تقع بلدة الجش (جيسكالا) التي هي بحسب بعض المؤرخين (القديس جيروم) مسقط رأس عائلة بولس الرسول ( لبنان في حياة المسيح بطرس ضو ، 1980  ص 262) . من هناك  - وعلى جانبي الحدود الدولية يطل السائح على مواقع غنية بالذكريات البيبلية، وعلى مشاهد طبيعية جميلة . منها ينحدر الطريق الى واديين يؤدي كل منهما ،عبر سلسلة من المرتفعات والأودية، الى قانا وصور عبر مجموعة من القرى والبلدات اللبنانية . ينحدر الوادي الأول غربا بإتجاه عين ابل ورميش ودبل والقوزح، ليصعد الى ياطر وكفرا وصديقين فقانا. فيما  ينعطف الوادي الثاني شمالاً من يارون الى عين ابل وبنت جبيل وكونين وبيت ياحون وتبنين وحاريص ودير عامص ودير انطار ودير كيفا و غيرها...
يشير النص الانجيلي الى ان السيد المسيح كان عندما يتجول في أرض الوثنيين لم يكن يسلك طرقا مألوفة بل يتجول متخفياً اكثر الاحيان عن الانظار (مرقس 7/24). وكان اسمه وعجائبه تسبقه وتذيع صيته في كل مكان من المنطقة فتتقاطر اليه الجموع من مناطق صور وصيدا طلباً للشفاء والاستماع الى أقواله  (مرقس 3/8، لوقا 6/17؛ متى 15/21) .لذلك قد يكون هناك اكثر من  رحلة واحدة قام بها السيد المسيح متجولاً ومتوغلاً، سواء للإختلاء في الجليل الاعلى ولبنان ،ولا سيما بعد اسشهاد يوحنا المعمدان على يد هيرودس ،  أم للتأمل وطلب الهدوء في طبيعة لبنان ( منطقة حرمون ) مع عدد من تلاميذه المختارين ، ام للتخّلص من مطاردة اعدائه له، بعدما سمع كلام من جاء يقول له محذرا : " أخرج واذهب من هنا فإن هيرودس يريد قتلك " ( يوحنا : 13 : 31 ) .
بعد بضعة كيلومترات من الجش باتجاه قانا وصور في جوار تبنين ، حيث تقع قلعة صليبية تضم بين أسوارها كنيسة على اسم السيدة العذراء مريم، ينقل التقليد ( راجع بطرس ضو  ص 263 ) : ان السيد المسيح وقف عند تلة مطلة ( لعلها مفرق  دير انطار في السلطانية ، بعد ان كان اسمها "اليهودية" في اواسط القرن الماضي  )  على منظر جميل يشمل جبل حرمون شرقاً ووساحل مدينتي  صور وصيدا غرباً وشمالا ، متأملاً في أمجاد ماضيها ومصيرها كما جاء على لسان  حزقيال وأشعيا اللذين تنبأا  لمدينة صور بالخراب بسبب خطاياها . (حزقيال 27، 26،  و 28) . تشير المرويات والتقاليد ( راجع الاب ضو ) الى وقفة وقفها المسيح هناك متأملا في ماضي صور وفي جذور المسيح البشرية فيها، جذور ترقى  الى جدّه العشرين "يورام" (راجع متى 1\8) زوج عتليا الحفيدة المشتركة لكل من الملك العبري أخاب ( 874-853) والملك الصوري ايتوبعل الاول من خلال ابنته ايزابيل زوجة الملك أخاب (1ملوك 16/31). هذه الملكة الجدة التي كانت قد انتهجت في ايامها سياسة مشحونة بالعصبية  القومية والدينية عندما حاولت أن تفرض على الشعب اليهودي طقوسا وعبادات فينيقية وثنية ، مما ادى الى نشوب ثورة ضدها (3 ملوك 17\1) فقتلها متطرفون صونا لديانة الاله الواحد في وجه آلهة البعل .

قانا الجليل : تشكل محطة رئيسة على طريق يسوع داخل جليل الامم ، كما تشكل محطة اولى في إعلان رسالته العالمية ومجده أمام الناس ، من خلال معجزة تحويل الماء الى خمر أثناء عرس كانت حاضره فيه أمه مريم  . وقانا ، وفقا لشهادة كل من مؤرخ الكنيسة الاول اوسابيوس القيصري (265-340) والقديس جيروم من القرن الخامس وفرنشيسكو سوريانو حارس الاراضي المقدسة في القرن الخامس عشر ،  والبطريرك الطيب الذكر مكسيموس الخامس حكيم ، والمنسنيور بولس فغالي والعالم رونكاليا وغيرهم من الباحثين والمؤرخين اللبنانيين وغير اللبنانينن ، هي على الارجح "قانا واحدة وهي الان في لبنان" . (راجع : مرتينيانو .ب. رونكاليا ، "على خطى يسوع المسيح في فينيقيا- لبنان" 2007، ص 134) .
قانا الجليل اللبنانية هي اليوم على الرغم من انها موضع جدل بين المؤرخين . جديرة بوقفة طويلة ومعمقة عند معالمها  وتاريخها ، لا من ناحية السياحة الدينية وحسب ،  بل من ناحية  ماضيها الديني والثقافي بصورة عامة ايضا . فمعالمها ( أجران ورسوم ) ناطقة بأحداث تنطق بها  صخور  وديانها. وتذكّر أجرانها ومغاراتها ب "قانا العرس" ، وبقانا "مدينة الملجأ" ، حيث كان المسيحيون الأولون يتوارون عن الأنظار هرباً من ألإضطهاد، غداة استشهاد اسطفانس طليعة الشهداء المسيحيين  . جاء في كتاب أعمال الرسل " أما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب اسطفانوس فاجتازوا الى فينيقية" .(11: 19  )
في كتابه الموثق يثبت الباحث الايطالي رونكاليا هذه الوقائع مبينا  ان يسوع زار قانا مرتين : الأولى في اذار عام 28 حين اجترح معجزته الأولى، والثانية في آب من السنة نفسها حين شفى عن بعد ابن احد الضباط الرومان وآمن به الرسول نتنائيل . يسلط كتاب رونكاليا الضوء على احداث لا تعرف عنها الثقافة اللبنانية الحالية إلا النذر القليل.

ثانيا : -بين صور والصرفند ، ايمان الكنعانية العظيم
تؤكد النصوص الكتابية بصورة لا تقبل الشك ان السيد المسيح جال في نواحي صور ومر في مدينة صيدا : " ثم مضى من هناك وذهب الى نواحي صور وصيدا فدخل بيتاً" (مرقس 7/24) . وايضا : " ثم خرج من تخوم صور ومرّ في صيدا " (مرقس 7/31). الى ذلك  هناك اكثر من تقليد متوارث اثبتته كتابات المؤرخين الاولين ، مثل اوسابيوس القيصري والقديس جيروم وغيرهما، مفاده ان السيد المسيح استراح عند   " رأس العين " جنوبي مدينة صور وتناول طعاماً عند ذلك الينبوع وشرب منه. وعند احدى بوابات صور كان المسيحيون الاولون ، الى العهد الصليبي، يكرمون صخرة كان يقف السيد المسيح فوقها ليعلّم الناس. (لبنان في حياة المسيح، بطرس ضو، 1980، ص 6-265 )
- عند مشارف صور او قريبا من الصرفند ، شفى السيد المسيح ابنة المرأة الكنعانية او السيروفينيقية ( متى15/21 –28 ومرقس 7\24-30) . بعد ان سمعت بان السيد المسيح دخل هناك بيتاً، فجاءت مسرعة تستغيث به طالبة الشفاء لأبنتها. أمام اصرارها تعجّب يسوع من ايمانها ، على الرغم من اللهجة القاسية التي خاطبها بها اولا ثم ما لبث ان بدّ من قساوة  لهجته امام قوة ذكائها وايمانها العظيم  :" ما اعظم ايمانك ايتها المرأة، فليكن لك ما تريدين " (مرقس 7/21 – 28؛ متى : 15: 21-28 ) ). جاء في كتابات القرن الثالث ان تلك المرأة كان اسمها يوستا، اي عادلة أو عدلاء،عدلون . واسم ابنتها بيرينيق (راجع الميامر المنسوبة الى القديس كليميس، ضو ، ص 264 ).

- في طريقه من صور الى صيدا، مرّ السيد المسيح في الصرفند، (وهي " صارفة صيدا" وتعني مصهر الزجاج) . ورد اسمها في مواعظ المعلم الالهي في معرض ذكره للعلاقة بين النبي ايليا وأهل الصرفند، معربا عن تقديره لإيمان اهل صيدا وصور ومشيدا بايمانهم كما فعل مع الكنعانية . قال : " ان صور وصيدا تكون لهما حالة اكثر إحتمالا يوم الدين" ، مقارنة بحال بعض المدن اليهودية التي كانت قد عاينت الآيات وسمعتها ولكهنا لم تؤمن كما آمن اهل صور وصيدا (لوقا 10/13 – 14)
 في عظة اخرى القاها السيد المسيح في الناصرة، ذكر أيضا " صارفة صيدا "، مشيداً بإيمان اهلها : "ارامل كثيرات كنّا في اسرائيل في ايام ايليا حين حدث جوع عظيم... ولم يبعث ايليا الى واحدة منهن الا الى صارفة صيدا، الى امرأة ارملة (لوقا 4/5 -26) انقذها ايليا وعائلتها من الجوع (3 ملوك 17/8 – 24) . يومها تفوّهت الأم اللبنانية بكلام عبّر عن ايمان عظيم بآيات النبي إيليا، مماثلا الى حد بعيد الكلام الذي نطقت به بعدها بحوالي ثمانية قرون ابنة وطنها يوستا (عادلة) الكنعانية السيروفينيقية، معلنة هي ايضا عن "ايمانها العظيم" : " الآن علمت انك رجل الله حقاً وان كلام الرب في فيك حقا " (3 ملوك 17\24)
التقاليد المسيحية (والاسلامية من بعدها عبر العصور) ذكرت ايليا النبي، فشيدت في الصرفند كنيسة تخلد ذكرى اقامته فيها واحسانه الى اهلها. لا يزال يوجد حتى اليوم مقام على اسم "الخضر"، وهو عبارة عن مزار يقصده الحجاج من مختلف المذاهب. يشير اليه المؤرخون والحجاج منذ القرن الرابع على انه المكان الذي كان فيه بيت الأرملة التي زارها النبي ايليا وشفى ابنها. (لبنان في حياة المسيح، بطرس ضو، 1980، ص 268 )

ثالثا : في صيدا ومغدوشة سيدة المنطرة وجوارها ، بين الانتطار والعبور الى التجلي
 " ثم خرج من تخوم صور ومر في صيدا "   ، ( مرقس 7/31 ومتى 15/21 – 29 ). الى هذه الحقيقة يثبت النص المقدس إقامة بولس الرسول في كل من صور وصيدا بضعة أيام : " مكثنا هناك سبعة ايام " ( أعمال الرسل 21/4 ) و " أقبلنا الى صيدا فعامل يوليوس (الضابط الروماني) بولس بالرفق وأذن له ان يذهب الى اصدقائه (الصيداويين) ليحصل على عناية منهم " ( أعمال الرسل 27/3 )
هناك تقليد قديم اشارت اليه القديسة ميلاني من اواسط القرن الرابع ( 343-410 ) بانها رأت في صيدا بيت المرأة الكنعانية التي شفى السيد المسيح ابنتها. وقد تحول هذا البيت، مع الزمن،الى كنيسة مكرّسة على اسم القديس الشهيد فوقا من بداية القرن الرابع ( 303 ) ، (راجع حياة المسيح في لبنان ، بطرس ضو، ص 265 )
في العهد الصليبي كان التقليد لا يزال يشير الى وجود حجر مرصوف في حنية كنيسة دأب المؤمنون على تكريمه، اعتقاداً منهم ان السيد المسيح كان يجلس عليه عندما كان يأتي الى صيدا ويعلم اهلها. (المرجع نفسه، ص 268 )
تناقل الحجاج على مدى الحقب التاريخية الذكريات ومشاهد المعالم المتعلقة بزيارة السيد المسيح الى صيدا . ففي القرن السابع عشر يذكر احد الحجاج الأوروبيين، لدى مروره فيها انه زار كنيسة المرأة الكنعانية في حي " الكنان" ، " تحريفاً ربما لاسم "كنعان"، في إشارة الى الكنعانية. كانت تلك الكنيسة تقع قرب ما اصبح يعرف لاحقاً بكنيسة مار نقولا الصغيرة وكاتدرائية الروم الكاثوليك. (راجع مقام سيدة المنطرة، الأرشمندريت سابا داغر، ص 13 سنة 2003). هذه الكنيسة هي اليوم موضع اهتمام من السياحة اللبنانية والمهتمين بالتراث اللبناني لتتحول الى متحف للإيقونات.
رابعا: سيدة المنطرة – مغدوشة : اليوم يرتفع فوق تلة مغدوشة الواقعة على مقربة من مدخل صيدا الجنوبي مقام عظيم يحمل اسم " سيدة المنطرة"، إحياءً لذكرى زيارة السيد المسيح وامه السيدة مريم العذراء وعدد من تلاميذه الى صيدا وجوارها. وقد سُمي المقام ب " سيدة المنطرة" ( في الارامية فعل"نطر" يعني انتظر راقب وتأمل )، لأن السيدة العذراء والنساء المرافقات لها "إنتظرن" فوق التلة خارج المدينة عودة السيد المسيح ، وذلك جريا على عادة كان يُحرّم بموجبها على النساء اليهوديات دخول المدن الوثنية ،كما تردد منذ القديم.
مقام " سيدة المنطرة" يعود تأسيسه الى القرن الرابع، الى مناسبة زيارة قامت بها القديسة هيلانة والدة الأمبراطور قسطنطين الأول، بعد رفع الإضطهاد عن المسيحيين وإقرار صيغة جديدة من الحرية الدينية في جميع أقاليم الأمبراطورية عام 313 في " اعلان ميلانو ". في ذلك الزمن قامت القديسة هيلانة بعدة مشاريع عمرانية منها تشييد كنيستي القيامة والمهد في الأراضي المقدسة، و الإهتمام بترميم مقامات عديدة اخرى في المنطقة منها على سبيل الذكر لا الحصر ترميم واعادة تدشين كاتدرائية  صور (بين 316-320) بعد تدميرها  اثناء موجة الاضهاد الديوقلييسياني ، وكانت اعظم كنيسة في فينيقيا وربما في العالم ، وكنيسة "ابيلا" الواقعة في منطقة  السلسلة الشرقية من جبال لبنان ، شمالي غربي دمشق،   والمشيدة تكريما لذكرى  هابيل  ، وغيرهما من الكنائس  .
بين تاريخ زيارة القديسة هيلانة الى المنطقة وتاريخ اكتشاف مغارة ايقونة " العذراء حاملة الطفل" في مغدوشة عن طريق الصدفة على يد احد الرعيان،  مرحلة طويلة من الزمن (من 313 حوالي الى 1721). من مزار وضيع في مظهره ومساحته  الى مزار واسع تجاوز صيته الرقعة المحلية الى العالمية .ووضع خلال العام 2016 على لائحة المقامات الدينية العالمية .  يشمل ، فضلا عن المغارة الاثرية، بازيليك تتسع لحوالي الف مقعد ، وبرجا يرتفع الى علو 28 مترا يحمل في اعلاه تمثالا للسيدة العذراء طوله 8 أمتار . ويماثل بجماله واشعاعه الديني مقام سيدة لبنان في حريصا. (راجع : مقام سيدة المنطرة ، الارشمندريت سابا داغر طبعة 2003  )

خامسا  : من صيدا الى حرمون وسفوحه (المدن العشر او الديكابول) موقع التجلي وبداية درب الصليب

حول وجهة مسار الطريق التي سلكها السيد المسيح بعد مغادرته صيدا اقترح الباحثون اكثر من احتمال واحد . يوحي النص الانجيلي : " ثم خرج من تخوم صور ومر في صيدا وجاء فيما بين تخوم المدن العشر الى بحر الجليل" ( مرقس 7\13) بأن السيد المسيح عرّج من صيدا الى الجهة اليمنى الشرقية نحو بلاد الجولان ، قاطعا مناطق المدن العشر،ليعود منها الى طبريا، حيث كان مركز رسالته ونشاطه التبشيري. يرى الاب بطرس ضو  ان " المسيح اجتاز الجبل اللبناني من صيدا حتى مشغرة في سهل البقاع مرورا بجزين . واجتاز لبنان الشرقي من سهل البقاع حتى ميسلون ودمشق" .(لبنان في حياة المسيح ص 275-276) .
أيا كانت الاراء حول مسارات رحلة المسيح من صيدا الى حرمون والعودة منها الى طبريا يبقى هناك ثلاث محطات رئيسة لا يمكن تجاهلها: قيصرية فيليبس ، بانياس – حرمون – قسم من البقاع، ابيلينه او "ابيلا".
- في قيصرية فيليبس وقراها، اعلان تأسيس الكنيسة على صخرة بطرس :
يذكر النص الإنجيلي ان السيد المسيح " لما جاء الى نواحي قيصرية فيليبس سأل تلاميذه:"من تقول الناس ان ابن البشر هو “(متى 16/17). وفي مكان آخر : " ثم خرج يسوع وتلاميذه الى قرى قيصرية فيليبس ..." (مرقس 8/27)، لذلك يجمع الباحثون على ان قيصرية فيليبس هي مدينة بانياس  التي تقع اليوم في الأراضي السورية المحتلة وعلى مسافة 18 كم شرقا من مرجعيون اللبنانية. وقد سميت هكذا تمييزاً لها عن قيصرية الساحل. في زمن المسيح كان يحكمها فيليبس اصغر ابناء هيرودس وله فيها قصر جميل أبيض. صنّفها الرومان في عداد "المدن الملجأ" . رسالة لبنانية مستمرة عبر ما يستقبله لبنان اليوم من مختلف فئات اللاجئين والنازحين . لذلك لم يكن مستغرباً ان يقصدها السيد المسيح مع عدد من تلاميذه المختارين بهدف الإختلاء في طبيعتها البعيدة عن أنظار الأعداء، وحيث يقيم اصدقاء له منهم "المرأة النازفة" التي كان قد شفاها من مرضها في كفرناحوم (متى 9/20 – مرقس 5/25 – ولوقا 8/40), اثبت المؤرخ الكنسي اوسابيوس القيصري من القرن الرابع (تاريخ الكنيسة، ك7 ف 17 )، ان تلك المرأة ، تعبيراً منها عن شكرها للسيد المسيح، اقامت له في بستانها تمثالاً ظل قائماً حتى القرن الرابع قبل ان يهدمه الأمبراطور جوليانوس الجاحد .

المكان مؤات جداً للإختلاء والصلاة على إنفراد والتأمل (لوقا 9/18) والحوار مع التلاميذ في أعمق المواضيع وأهمها:التكوين ، البشارة ،الفداء ، تأسيس الكنيسة وعالميتها ومستقبلها. وقد تكون أجواء المكان الطبيعية والظروف التي تحيط بالحادثة ملائِمة لترنيم صلاة داوود : "لماذا تكتئبين يا نفسي وتقلقين فيّ ... الهي اذكرك من ارض الأردن وجبال حرمون، من جبل مصعر، غمر ينادي غمراً على صوت شلالاتك، جميع تياراتك وامواجك قد جازت علي..." (مزمور 41 )، وأيضاً : " انت خلقت الشمال والجنوب، لإسمك يرنم طابور وحرمون".
في ذلك الجو الطبيعي والنفسي الواقع قرب الحدود اللبنانية الحالية سأل السيد المسيح تلاميذه : " من يقول الناس ان ابن البشر هو؟" .أجاب بطرس : "انت ابن الله الحي". أجابه يسوع بعبارته التأسيسية: "أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها... وسأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات..." (متى 16/18 – 19).تعمد يسوع في كلامه من خلال استعماله للفظة  "صخرة" -التي ترجمتها باللاتينية بطرس Petrus وبالارامية "كيفا " الاسم البلدي والحقيقي لعميد الرسل الى تأكيد رسالة القديس بطرس بوصفه رأسا ورئيسا للكنيسة .
جبل حرمون يعني الجبل المقدس ( من حرم) . صفة القداسة او الحرمة هذه تنسحب ايضا على غيره من الجبال ، منها "جبل لبنان" كله بما فيه السلسلتان الغربية والشرقية. صفة  تؤكدها نصوص الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد، وما أعاده الى أذهان اللبنانيين والعالم منذ سنوات قليلة كلام قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عندما زار لبنان (10 ايار 1997) عندما قال  : " لبنان هو ارض مقدسة وارض قداسة وقديسين". هذا الوصف لا ينحصر في التراث المسيحي وحده بل يمتد الى التراث الإسلامي أيضاً ، حيث نجد في حديث شريف عن ابراهيم ابي المؤمنين أنه " صعد الى جبل لبنان. فقيل له: انظر فما ادرك بصرك فهو مقدس " .(راجع : المسيح عاش ايضا في لبنان، مي والفرد المر، 2005 ص 238 )
موقع التجلي وبداية درب الصليب :
من الشواهد التي ترجح ان التجلي قد حصل في حرمون لا في موقعٍ آخر :
 - اتخاذ المسيح من قيصرية فيليبس نقطة انطلاقه نحو جبل حرمون جيث جرى التجلي
_  مطابقة  الأوصاف والقرائن على حرمون ( العلو  وبعد  المسافة  وصفة القداسة للجبل )  الواردة في متى 17 و2 بطرس 1\16-18)  عن هذا الجبل هي أكثر مما تنطبق على سواه من المواقع الاخرى :"وبعد ستة أيام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه فأصعدهم الى جبل عالٍ على إنفراد وتجلى قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالثلج" (متى 7/1 – 26)
_ بقاء جبل حرمون حتى القرن الرابع موقعاً حافلاً بهياكل وثنية متجاورة مع الأديار المسيحية، تقصدها جماهير الحجاج لإقامة الإحتفالات والمواسم الدينية على أنواعها وخاصة في ايام الصيف (6 آب) . في هذا الاطار كتب  القديس جيروم رسالة الى "عذارى جبل حرمون " يعرب فيها لهن عن عاطفته مشيرا الى حالته النسكية في البرية ، مذكراً ببعض تعاليم المسيح في محبة الضعفاء والخطأة ،ومشيدا بفضائل خادمات الله".  شكلت تلك المنطقة في القرون المسيحية الأولى وبخاصة إبان الحرب اليهودية الرومانية، "مراكز لجوء" . في هذا الصدد يذكر العالم الفرنسي ارنست رينان في مقدمة كتابه "حياة يسوع" ان بعض اقرباء يسوع كانوا لا يزالون يقيمون في المناطق الواقعة شمالي شرقي فلسطين حيث حافظ التراث الجليلي على خطه أكثر من اي مذهب آخر، وان الانجيل برواية متى، قد تمت كتابته في المناطق المشار اليها . نقلاً عن جوليانوس الأفريقي من كتّاب ودبلوماسيي القرن الثاني الميلادي ان جماعة لها صلة قربى بعائلة المسيح كانت تعيش هناك. ويعتقد بعض الباحثين  ان إقامة هؤلاء الأقارب كانت في بلدة كوكبا اللبنانية الواقعة في قضاء حاصبيا (بطرس ضو ،لبنان في حياة المسيح، 1980 ، ص 331.وتاريخ سوريا للمطران يوسف الدبس ،ج4 ص 38-40) و(Dict.de la Bible ,Supplement ,t.vi,Paris1960,col 332)

سادسا  : على طريق الآباء الأولين ، موطن أقرباء يسوع واحباء الله :

 -  هل قصد المسيح منطقة البقاع وأجزاء اخرى من جنوب لبنان ؟
يستنتج من الآية التي جاء فيها : "ثم خرج من تخوم صور ومرّ في صيدا وجاء فيما بين تخوم المدن العشر الى بحر الجليل" (مرقس 7/31)، ان السيد المسيح صعد من صيدا بإتجاه الشرق مباشرة او الى الشمال الشرقي التفافا حول حرمون باتجاه دمشق ، ليصل في كل من المسارين الى بحيرة طبريا عبر المدن العشر ومن بينها قيصرية فيليبس وأبيلا (وادي سوق بردى) ودمشق وسواها من المدن التي يتعدى عددها العشر ليصل الى ثماني عشرة او عشرين حسب بعض الباحثين . يرى بعض الباحثين أن سهل البقاع ولبنان الشرقي كانا حافلين بالتذكارات والمزارات المتعلقة بالأباء الأولين، آدم وهابيل وقايين و شيت ونوح وأولاد نوح. هذه البقعة من الأرض ارتبطت بسيرة  هؤلاء الأباء الأولين .لذلك لا يبدو مستبعداً ان يكون السيد المسيح قد قصد هذه المزارات العديدة ليكرم فيها أباء العهد القديم والأولياء المشهورين في كتب العهد القديم تاكيدا منه على تواصل رسالة الانبياء. " لا تظنوا اني جئت لأحل الناموس والأنبياء. ما جئت لأحل بل لأكمل" (متى 5/17 ) .لذلك كانت هذه المقامات من الأهداف الأساسية لرحلة السيد المسيح  التي قام بها بوصفه حاجاً أكثر من وصفه لاجئاً او هارباً من وجه اعدائه الذين كانوا يطاردونه في الجليل واليهودية بعد أن جاء اكثر من صديق ينصحه : "أخرج من هنا فإن هيرودس يريد قتلك" ، كما قتل يوحنا المعمدان (لوقا 13/31 )

في سهل البقاع وجنوب لبنان تنتشر بالفعل أسماء تعود الى عدد من الانبياء والاولياء
في زياراته الى اراضي لبنان فينيقيا  اراد المسيح ان يسير بدوره على خطى من سبقوه من الانبياء ومنهم  :
- هابيل الذي تحول اسمه أحياناً الى "آبل" أو "أبيل" او "إبل". فأطلقت هذه التسمية على عدد غير قليل من المدن والقرى أو دخلت في تركيبة اسمائها: آبل القمح،إبل السقي ، عين إبل ، آبل بيت معكا، آبل السوق، وهي ابيلا (لوقا 3/1) . فلفظة "آبل" وردت حوالي إثنتي عشرة مرة في الكتاب المقدس، وهي كلها تشير الى معنى من المعاني المتصلة بشخصية هابيل. لذلك وبناء على ما تقدم لا يبدو مستغرباً ان يقصد المسيح هذه المواقع، تكريماً منه لذكرى الشهيد الأول للبشرية القديمة، والرمز السابق للمسيح الشهيد الأول للبشرية الجديدة. تخليداً لذكرى هابيل، الذي تقول عنه التقاليد المختلفة انه قتل فوق جبل قاسيون في القرب من دمشق ودفن في آبيلا (عاصمة ابيلينه المذكورة في لوقا 3/1) بنت القديسة هيلانة هناك في القرن الرابع كنيسة كان لا يزال باقيا منها في القرن السابع عشر "عمودان مرتفعان على منحدر ربوة تبعد عن دمشق ستة عشر ميلاً ... على هذين العمودين حنية تجعل ما بينهما على هيئة باب، وقريباً من هناك أخربة كثيرة يستدل منها على ان القديسة هيلانة قد بنت في ذاك الموضع كنيسة تذكاراً لهابيل البار الذي دفن هناك.
في البقاع مواقع اخرى عديدة تحمل أسماء الأباء الأولين، نذكر منها موقعين بإسم "النبي شيت"، الأول في رياق والآخر قرب حاصبيا وموقع في جنوب لبنان قرب تبنين ، "برعشيت" وتعني "أرض شيت" . من هذه المواقع التي تحفل بها معاجم أسماء المدن والقرى والبلدات اللبنانية أيضاً "قبر نوح" قرب زحلة و "كرك نوح" و "هِبلا" ، "وتلفظ ايضا حبلا" ،ابنة نوح . ومن اسماء الأنبياء أيضا "حام" في لبنان الشرقي، و "حول" ثاني اولاد آرام بن نوح . لعل من هذا الاسم جاء اسم بحيرة "الحولا" ، التي كانت الى زمن قريب لبنانية، و "ميشا" الإبن الرابع لآرام . من هذا الأسم جاء اسم "ميس الجبل" . (الأب ضو في كتابه المشار اليه (ص 319 – 224). وغيرها العديد من اسماء المواقع.)

-
أحباء الله المقيمون عند العيون في جبل لبنان.
-
 ختاما وتأكيدا على الطابع التعددي والمسكوني بين الاديان نورد نصا من التراث الديني المشترك بين الاديان التوحيدية الثلاثة ينقل فيه الفيلسوف والفقيه ابو حامد الغزالي  حوارا بين الله والنبي داود وفيه يطلب داود :
- "
يا رب أرني أهل محبتك".فيجيبه الله : " يا داود إئت جبل لبنان، فإن فيه اربعة عشر نفسا فيهم شبان وفيهم شيوخ وفيهم كهول .إذا أتيتهم فاقرئهم مني السلام وقل لهم:ان ربكم يقرئكم السلام ويقول لكم ألا تسألون حاجة.فإنكم أحبائي وأصفيائي وأوليائي ،أفرح لفرحكم وأسارع الى محبتكم".فأتاهم داود عليه السلام فوجدهم عند عين من العيون يتفكرون في عظمة الله عز وجل....قال: فجرت الدموع على خدودهم " . على لسان كل واحد من هؤلاء الشيوخ (اللبنانيين) يضع الغزالي عبارة واحدة ليقول فيها ماهي حاجته. : " لا حاجة لنا في شيء من أمورنا فأدم لنا لزوم الطريق اليك واتمم بذلك المنة علينا". قال آخر :"...أمنن علينا بحسن النظر فيما بيننا وبينك".... فأوحى الله الى داود .. قل لهم قد سمعت كلامكم وأجبتكم الى ما أحببتم فليفارق كل واحد منكم صاحبه وليتخذ لنفسه سربا فإني كاشف الحجاب فيما بيني وبينكم حتى تنظروا الى نوري وجلالي... فقال داود: يارب بم نالوا هذا منك ؟ قال: بحسن الظن والكف عن الدنيا واهلها والخلوات بي ومناجاتهم لي وإن هذا منزل لا يناله الا من رفض الدنيا وأهلها......واختارني على جميع خلقي ، فعند ذلك أعطف عليه ...وأريه كرامتي كل ساعة وأقربه من نور وجهي ، إن مرض مرضته كما تمرض الوالدة الحنون الشفيقة ولدها....اذا سمع بذكري أباهي به ملائكتي وأهل سمواتي ....يا داود لأقعدنه في الفردوس ولأشفين صدره من النظر الي حتى يرضى وفوق الرضا".    
هذه المعالم والمعاني والذكريات  التي يطول البحث فيها تشكل تراثا حسيا وروحيا ثمينا لا للبنان فحسب بل للبشرية جمعاء . كم ينبغي المحافظة عليه حيا في النفوس ، وعدم الكلل من إلقاء الضوء عليه اليوم اكثر من أي يوم آخر بعدما اصبح الوطن الصغير برقعته اكثر من موقع جغرافي ، بل رسالة ، كما بات القول به مأثوراً بعد البابا القديس يوحنا بولس الثاني ، وبعد ان اصبح للبنان أيضا اكثر من موقع وصفة على الساحة العالمية  .

lundi 18 septembre 2017

Maqam Nabi Omrane - Qleileh -Liban

Ajouter une légende
Sur les pas du christ au Sud-Liban
Article par Nour Farra dans " Le Monde de la Bible N' 222

mercredi 30 août 2017

مشروع "وحدة السياحة الثقافية الدينية"

16-5-2017-وطنية - أطلقت "وحدة السياحة الثقافية الدينية" في رئاسة مجلس الوزراء اليوم المرحلة الأولى من
 مشروع "السياحة الثقافية الدينية"، خلال حفل اقيم في السراي الكبير تحت عنوان "احتفاء بتنوعنا"، برعاية رئيس مجلس الوزراء .

كما حضر الحفل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وزير السياحة اواديس كيدانيان، سفير إيطاليا ماسيمو ماروتي، مطران بيروت للموارنة المطران بولس مطر، الشيخ غالب عسيلي والشيخ سامي ابي المنى وعدد من السفراء العرب والاجانب ورجال دين ورؤساء جمعيات وممثلون عن "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" والبنك الدولي واختصاصيون في القطاع السياحي والسياحة الدينية وإعلاميون. 

استهل الحفل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والايطالي أنشدهما أطفال جوقة "بيروت ترنم" من مدرستي "الأنطونية" و"الحريري الثالثة" كما ادوا أبياتا مختارة من قصيدة "أخوة أمام الله" للشيخ أبي المنى لحنها الموسيقي لوكاس صقر.

العجوز
بعد ذلك القت منسقة المشروع رلى العجوز صيداني كلمة شرحت فيها مراحل استكمال المرحلة الأولى من المشروع والنتائج التي حققتها، وقالت: "لم يدرج عبثا بند دعم السياحة الدينية في البيان الوزاري لحكومة دولة الرئيس سعد الحريري عام 2009. فالرئيس يؤمن بأن لبنان المنفتح على العالم، الغني بتنوع شعبه ومعالمه الأثرية والثقافية والدينية. فلا بد أن يأخذ حقه ويحجز مكانا له على الخارطة العالمية للسياحة الدينية".

اضافت: "من هنا... كانت وحدة "السياحة الثقافية الدينية" في رئاسة مجلس الوزراء عام 2010 التي نظمت المؤتمر التمهيدي الأول لإطلاق هذه المبادرة... مبادرة بحجم وطن وأكثر. ثم تشكلت لجنة توجيهية للمشروع Steering Committee برئاسة معالي وزير السياحة كممثل دائم لدولة رئيس الحكومة".

واوضحت ان "مشروع السياحة الثقافية الدينية" اتخذ من رئاسة مجلس الوزراء مقرا له، للدور التنسيقي الذي يلعبه هذا الصرح مع كافة الوزارات والإدارات الرسمية التي يحتاج المشروع إلى دعمها من جهة، والدور التنفيذي الذي يساهم في تحقيق الأهداف التي يطمح إليها المشروع من جهة أخرى. على سبيل المثال لا الحصر، يحتاج المشروع إلى دعم:

- وزارة الثقافة بالدراسات والمعلومات القيمة المتعلقة بالأماكن الأثرية ولا سيما الدينية منها.
- وزارة الشؤون الإجتماعية من أجل تشجيع الصناعات الحرفية والإنتاج المحلي.

- وزارة الداخلية والبلديات من أجل التعاون مع البلديات لتعزيز التنمية المستدامة في المناطق.
وزارة الأشغال العامة والنقل من أجل تأهيل وتحسين الطرقات في المناطق ووضع خطة إستراتيجية تسهل على المواطن والسائح على حد سواء زيارة الأماكن الدينية في لبنان.

وزارة التربية لتفعيل الزيارات المشتركة لطلاب المدارس في المناطق كي يتعرفوا من خلال الإختلاط على التنوع والإرث الذي يتمتع به لبنان.

- وزارة الإقتصاد لتحفيز الاستثمار.

-وزارة الخارجية لدورها الفعال والمهم في إبراز الكنز اللبناني في الخارج، وتعريف المغتربين على كنوز وطنهم الأم وتشجيعهم على الإستثمار فيه والعودة إليه".

وقالت: "لا بد من الإشارة إلى أن الجمهورية الإيطالية رافقتنا في هذه الرحلة فكانت داعمة أولى لهذا المشروع منذ يومه الأول من خلال "وكالة التعاون الإيطالي في لبنان". فشكرا جزيلا للثقة والمتابعة الحثيثة والدعم".

اضافت: "نجتمع بكم اليوم وفي جعبتنا أكثر من 250 موقعا تراثيا دينيا، أردناها عينة من أصل أكثر من ألفي موقع أثري تتوزع على مختلف الأراضي اللبنانية، نقدمها لكم كي تكتشفوا ويكتشف العالم لبنان، هذا البلد النموذج الذي يتغنى بتنوعه الطائفي وبتراكم إرثه التاريخي".

وأعلنت انه "في المرحلة الأولى من المشروع أنجزت "وحدة السياحة الثقافية الدينية" بالتعاون مع فريق عمل متخصص ما يلي:

1. قاعدة بيانات حول 250 موقع ديني أثري بلغة مبسطة وموحدة ترجمت إلى اللغة الإنكليزية، وتم الإستعانة بخبيرين أساسيين الدكتورة نور فرا والدكتور الشيخ محمد النقري، بالإضافة إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وطائفة الموحدين الدروز وجمعية قبس لحفظ الآثار الدينية.

2. صور للأماكن الثقافية الدينية لأكثر من مئة موقع شملت كل الأراضي اللبنانية ندعوكم من خلالها إلى رحلة إستثنائية في أرجاء هذا الوطن الحبيب.

3. شعار المشروع Lebanone. لم نرتكب خطأ مطبعيا في كتابة إسم لبنان بالأحرف اللاتينية بل قصدنا القول إن لبنان: تعددية، شعب واحد، ووطن واحد.

4. رزمة من الخرائط المبسطة والقريبة من القلب لمسارات أولية مقترحة يتمتع بها الكبير والصغير، تسلط الضوء على جزء من المعالم الدينية والثقافية، وستضم مستقبلا عددا أكبر من بيوت الضيافة والمساكن السياحية والمعالم الثقافية.

5. موقع إلكتروني خاص بالمشروع www.sacredlebanon.com في الإمكان زيارته لاحقا من خلال موقع وزارة السياحة. يقدم الموقع إمكانية نسج المستخدم مساره الخاص واستخراج خريطته أو إكتشاف مسار مقترح. كما في إمكان المستخدم العبور بالزمن من خلال صور ومعلومات توثق تاريخ هذه الأرض والحقبات التي مرت عليها. إلى ذلك يقدم الموقع رزمة KMZ الرائجة في دول العالم المتقدمة التي يمكن تحميلها ثم استخدامها من دون الحاجة إلى إنترنت للوصول إلى المواقع التي تقصدونها.

6. أغنية خاصة بالمشروع من كلمات فضيلة الشيخ سامي أبي المنى وألحان الموسيقي لوكاس صقر وأداء جوقة "بيروت ترنم" الذين نتقدم منهم بجزيل الشكر على العمل الراقي الذي قدموه للمشروع.

7.أعددنا فيلما ترويجيا وآخر دعائيا.

8. كتاب يضم بين دفتيه عينة من كنوز لبنان المخفية التي ما زالت تنبض بالحياة متحدية مرور الزمن.

9. نتوج كل ما سبق بدراسة أعددناها حول واقع السياحة الدينية في لبنان ستقدم إلى المعنيين لاحقا. وتشكل توصيات الدراسة في حال أقرت مدماكا أساسيا للمشروع في مرحلته المقبلة يستند إليها لتحقيق أهدافه المرجوة.

وقالت: "ومن النقاط التي نرغب مشاركتكم إياها أن عدد الزيارات إلى نحو ثلاثين موقعا دينيا تنتمي إلى طوائف عدة في لبنان، وصلت إلى أكثر من خمسة ملايين زيارة سنويا. فهل في الإمكان تخيل الثروة التي بين أيدينا لو سلطنا الضوء على عدد أكبر من المواقع الدينية؟".

وعن الخطوات اللاحقة، قالت: "قدر هذا المشروع أن يكبر ككرة ثلج ليشمل معظم الأماكن التراثية والثقافية والدينية في لبنان التي تتجاوز الألفي موقع. اليوم وضعنا حجر الأساس، وعملنا يبدأ غدا استكمالا لبنود الخطة العامة للمشروع التي تشمل:

1. التنسيق مع الجامعات في لبنان بهدف إشراك الطلاب في العمل.

2. تقديم دراسات لوزارة السياحة حول واقع القطاع الخاص في لبنان وكيفية تطويره.

3. التواصل مع البلديات وتنظيم زيارات لها من أجل تعزيز التنمية المستدامة في المناطق.

وقالت: "في النهاية، لا بد أن نشكر وزارة السياحة ممثلة بالوزراء الذين تعاقبوا عليها وتعاونوا معنا وأشرفوا على إنجاح هذا المشروع، بدءا بمعالي الوزير فادي عبود، ومعالي الوزير ميشال فرعون الذي تابع المشروع عن قرب وأعطاه الزخم الكبير ووضعه على سكة سريعة، وصولا إلى معالي الوزير أفيديس غيدانيان الذي أبدى إعجابه بما أنجز لغاية تسلمه حقيبة وزارة السياحة وأولى المشروع كل الإهتمام والدعم والتشجيع مطلقا يد وحدة السياحة الثقافية الدينية على نحو غير مسبوق فتمكنت من تحقيق ما وصلنا إليه اليوم".

اضافت: "طبعا، لن ننسى الدور الذي لعبته سعادة مدير عام وزارة السياحة السيدة ندى سردوك من خلال دعمها وتوجيهاتها القيمة وباب مكتبها المفتوح دائما. فشكرا لها".

وتخلل كلمة العجوز عرض لرسوم بيانية تظهر بعض المواقع الدينية التي تشهد زيارات سنوية تفوق الـ20 ألف زيارة حاليا، ثم كان عرض لفيلم وثائقي عن المشروع وكيفية استخدام الموقع الإلكتروني والخرائط ورزمة KMZ ثم للفيلم الترويجي.

السفير الايطالي
كذلك تحدث السفير الايطالي ماروتي عن المشروع، فقال: "منذ اشهر احتفل لبنان وايطاليا بافتتاح الطابق السفلي من المتحف الوطني وجاء ذلك بمبادرة من مجموعة لبنانية - ايطالية حولت هذا القسم من المتحف لعرض عدد كبير من القطع الفريدة التي يملكها لبنان، والقاسم المشترك لهذه المجموعة الفريدة من نوعها في العالم هو الفن الجنائزي الذي فيه الكثير من المعاني الدينية التي تعبر التاريخ منذ الجاهلية الى وقتنا المعاصر هذا مع كل نواحيه الانسانية. وكان ذلك مشروعا ثقافيا جعل من المتحف مقاما ومركزا سياحيا ومنارة للثقافة والسياحة، وقد جاء نتيجة تضافر للجهود ادت بنا للوصول الى هذه المبادرة الناجحة".

اضاف: "نحن اليوم نحتفل بعمل مشترك آخر بين لبنان وايطاليا شاركت فيه مجموعة خبراء من البلدين عملوا على اطلاق فكرة جديدة وهي "السياحة الثقافية الدينية في لبنان"، وهذا العمل هو رسالة تقول ان هذا البلد هو معلم سياحي لا بد ان يتم التعرف اليه وزيارته، وقد تمكن من تحويل السياحة الثقافية الدينية فيه الى مصدر للمعارف ودولة غنية بالتراث الثقافي وهو بحاجة الى استكشافه والتعرف اليه وزيارته. ان هذا المشروع هو رسالة وشعار ويمثل ايضا الصداقة العريقة بين الايطاليين ولبنان واللبنانيين الذين يعملون بجهد كبير جدا لارساء الاستقرار يوما بعد يوم، وآمل ان يصلوا الى النجاح الذي يستحقونه".

وزير السياحة
ثم كانت كلمة وزير السياحة، فقال: "لبنان الرسالة" كما قال البابا يوحنا بولس الثاني، هو أيضا أرض قداسة وتفاعل حضاري بين مختلف أديانه وطوائفه. لبنان، هذا البلد الصغير بجغرافيته تزخر أرضه بمعالم دينية تراثية شهدت على نشوء الأديان السماوية فيها ويفوق عددها الثلاثة آلاف. وكانت وزارة السياحة قد وضعت، في خطوة أولى العام الفائت، مزار "سيدة المنطرة" على الخارطة السياحية الدينية العالمية ليكون وجهة أولى للحجاح".

اضاف: "يتمتع هذا البلد الصغير بميزات سياحية طبيعية وتراثية لا يقع عليها السائح في دول أخرى. وعليه، تبذل الوزارة جهدا كبيرا للترويج لمختلف أنواع السياحة التي يتغنى بها لبنان، مسلطة الضوء على السياحة الدينية لوفرة المعالم الدينية الإسلامية والمسيحية المنتشرة وسط طبيعة خلابة".

وتابع: "لبنان، يؤكد مرة بعد أخرى أنه رمز للتعايش القائم على احترام معتقدات الآخر وتراثه وثقافته، وأنه قدوة لدول أخرى بتناغم طوائفه ومذاهبه المتنوعة وبعده الحضاري. لذا وضعت وزارة السياحة يدها بيد "وحدة السياحة الثقافية الدينية" في رئاسة مجلس الوزراء و"وكالة التعاون الإيطالية" التابعة للحكومة الإيطالية من أجل تنفيذ مشروع "السياحة الثقافية الدينية". ويتوافق الأخير والإستراتيجية التي وضعتها "الوزارة" لتطوير البنى التحتية للمواقع الدينية في لبنان وتأهيل مسارات عدة تضم عددا من المعالم الدينية من مختلف المناطق والطوائف، على أن يكبر المشروع ويشمل كل المعالم الدينية المنتشرة في لبنان".

وقال: "ننطلق اليوم من بضعة مسارات دينية، لكننا متأكدون من أن لبنان، وهو جزء من الأرض المقدسة، والسياحة الدينية فيه ستحظى بإهتمام دولي كون لبنان الشاهد على نشوء الأديان، يزخر بالمعالم الدينية الأثرية التي توثق التاريخ والمنتشرة من شماله إلى جنوبه وعمق بقاعه، تؤهله ليكون على الخارطة السياحية الدينية العالمية".

فواز
بعد ذلك، القى مستشار الرئيس الحريري الانمائي فادي فواز كلمة مقتضبة جاء فيها:
"نحن في رئاسة مجلس الوزراء نشكل فريق عمل من كل الطوائف والمذاهب والقرى، وهذا المشروع نحن مؤتمنون عليه لانه يمثل ما نحب ان نمثله اي التعددية، وهذا يجسد ديننا وثقافتنا وكنائسنا وجوامعنا وتربيتنا وايماننا وصلاتنا وهذا ما نمثله ونفكر به".

واكد "ان الرئيس سعد الحريري مؤتمن على اللاطائفية والتعددية والوطنية والاعتدال، واللاطائفية بالنسبة له هي عمل مستمر واللامذهبية بالنسبة له هي وفاء مستمر".

الحريري 
وفي ختام الاحتفال، تحدث الرئيس الحريري فقال: "فرحتي كبيرة اليوم، أن أشارك معكم في إطلاق مشروع "السياحة الثقافية الدينية" في لبنان. هذا المشروع، بدأ بفكرة، خرجت من نقاش خلال إفطار رمضاني سنة 2009 مع رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية في لبنان. وخلال النقاش، وبعضكم كان حاضرا، قلت: إذا صرت رئيس حكومة، سأسجل هذه المبادرة في البيان الوزاري وأعمل عليها. وبالفعل، بعد أقل من سنة، في العام 2010 هذا ما حصل. وكلنا نعلم الظروف التي وقعت بعدها ووضع هذا المشروع، كما البلد ككل تقريبا، في الثلاجة. وعندما أعدنا إخراج البلد من الثلاجة وانتخبنا فخامة الرئيس ميشال عون رئيسا، وشكلنا حكومة "استعادة الثقة" كان من أوائل قراراتي أن نسير مجددا بمشروع "السياحة الثقافية الدينية".

اضاف: "طبعا، اليوم بداية، وهناك عمل كثير يجب أن يحصل مع كل الوزارات المعنية ومع جميع المعنيين، لكن دعوني أحدثكم قليلا عن سبب تعلقي بهذا المشروع وتمسكي بإنجازه.
إن الزيارات الدينية، إذا فكرتم في الموضوع، هي عمليا من أول النشاطات السياحية التي عرفتها البشرية، بمعنى أن الانتقال من منطقة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر لزيارة مواقع معينة كان سببه الأول زيارة الأماكن الدينية، حتى ما قبل الأديان السماوية الموحدة. هذا النوع من السياحة تطور عبر العصور، وصار يشمل زيارة المحجات والمقامات وأماكن العبادة حتى بات اليوم نشاطا سياحيا قائما بحد ذاته. وكنت دائما أفكر أن لبنان، المعروف بأنه أرض قداسة وأرض التقاء الأديان، يجب أن يعرف كيف يأخذ حصته من هذه السياحة في العالم، والتي تساهم في زيادة النمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل للشباب خاصة".

وتابع: "وبالفعل، لبنان فيه أكثر من 5 آلاف سنة من العلاقة بين الأرض والسماء. بلدنا فيه أنهار مقدسة وجبال مقدسة ووديان مقدسة. حتى مواقعنا الأثرية القديمة كانت كلها بالأساس معابد. بعلبك بدأت كمعبد وتطورت إلى معابد، وأفقا فيها معبد عشتروت، وصيدا فيها معبد أشمون، وبيت مري، وحرمون، وغيرها وغيرها. واليوم، هذا الفريق النشيط، الذي أوجه له التحية بقيادة العزيزة رولا العجوز، وضع أمامنا خارطة لـ 230 موقعا إسلاميا ومسيحيا في لبنان، ما هي إلا بداية لمئات المواقع الأخرى التي يجب أن تضاف لتكتمل خارطة السياحة الثقافية الدينية في لبنان".

وقال: "وهذه مناسبة لأشكر باسمكم جميعا الحكومة الإيطالية، ومكتب التعاون التابع لها والسفير ماسيمو ماروتي، وطبعا وزارة السياحة اللبنانية والوزراء المتعاقبين وكل الوزارات، وكل واحد وواحدة آمنوا بهذا المشروع وعملوا وما زالوا يعملون ليصبح حقيقة وإنجازا".

واكد الحريري "ان "أهمية هذا النوع من السياحة أنه يساهم في السياحة المستدامة وعلى مدار السنة. لأنه لا ينتظر لا الثلج ولا البحر ولا الفرص ولا الأعياد، بل يستقطب سياحا من كل العالم على مدار السنة. والسبب الثاني لتعلقي بهذا المشروع، هو أكثر من اقتصادي، وقد تصح تسميته وطني وإنساني، لبناني وعابر للحدود. فالسائح العادي ينتقل أفقيا على مساحة الجغرافيا من موقع لموقع، من معلم لمعلم، من بلدة لمدينة. السائح الديني، يقوم بالأمر نفسه، ولكن أيضا هو يبحث عن رحلة عمودية، من الأرض نحو السماء، نحو الخالق، نحو القيم السامية. وهذا المشروع، يضع لبنان على خارطة السياحة الدينية في العالم، من دون شك".

وقال: "لكن أيضا، هذا المشروع، يلفت نظر العالم، في وقت كل العالم يفكر ويعمل على إطلاق الحوار بين الأديان، أن لبنان تخطى الحوار بين الأديان، ولبنان مكان العيش الواحد بين الأديان، والتقاء الأديان، وأن كل الأديان اعترفت بهذا الدور وهذه الفضيلة، وتركت في لبنان آثارا ومقامات ومعابد. وفي وقت الموضة في العالم وبعض المنطقة هي التركيز على الصراع المزعوم بين المسلمين والمسيحيين، والصدام الموهوم بين المسيحية والإسلام، هذا المشروع يقول بكل اختصار، للبنانيين وللعالم: لبنان هو الدليل على أنه ليس هناك من صراع ولا صدام، وأننا جميعا بشر ومؤمنون، وأننا جميعا متمسكون بإنسانيتنا وبإرثنا وتراثنا وببلدنا، أرض للقداسة وللأخوة والإنسانية الواحدة".

معلومات عن المشروع
تجدر الاشارة الى انه في العام 2009، أدرج بند في البيان الوزاري لحكومة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، يتضمن دعم السياحة الدينية في لبنان. وعليه، تشكلت "وحدة السياحة الثقافية الدينية" في رئاسة مجلس الوزراء بهدف تنفيذ الخطة العامة للمشروع بإشراف وزارة السياحة والتعاون معها ووضع لبنان على الخارطة العالمية للسياحة الدينية. وكانت الجمهورية الإيطالية داعمة أولى لهذا المشروع منذ يومه الأول من خلال "وكالة التعاون الإيطالي في لبنان". 

كما ان شعار المشروع Lebanone يقصد به القول إن في لبنان تعددية، لكنه شعب واحد ووطن واحد كما تم انشاء موقع إلكتروني خاص بالمشروع www.sacredlebanon.com في الإمكان زيارته من خلال موقع وزارة السياحة أيضا كما تم تصوير فيلمين واحد ترويجي وآخر دعائي للمشروع ووضع كتاب يضم عينة من كنوز لبنان المخفية التي ما زالت تنبض بالحياة متحدية مرور الزمن؛ وصولا إلى دراسة حول واقع السياحة الدينية في لبنان ستقدم إلى المعنيين لاحقا.

أما المرحلة التالية من المشروع فتشمل التنسيق مع الجامعات في لبنان بهدف إشراك الطلاب في العمل؛ وتقديم دراسات لوزارة السياحة حول واقع القطاع الخاص في لبنان وكيفية تطويره؛ والتواصل مع البلديات وتنظيم زيارات لها من أجل تعزيز التنمية المستدامة في المناطق". 


============= ن.م

mercredi 26 juillet 2017

ذكرى الشهيدة القديسة اللبنانية كريستينا - صور

في الرابع والعشرين من تموز : 





Envoyé de mon iPhone JTKhoreich

vendredi 30 juin 2017

تذكار الشهيد دوروتاوس اسقف صور ٦ حزيران

6 juin commémoration du martyr Dorothée évêque de Tyr sous Diocletien vers 305 ?

dimanche 25 juin 2017

مار سمعان القانوي الذي من قانا الجليل

تذكاره في ١٠ ايار في السنكسار الماروني



Envoyé de mon iPhone JTKhoreich

jeudi 18 mai 2017

Chemin de la Sainte Famille comme patrimoine mondial de l’humanité de la part de l’UNESCO


Newsletter Fides del 17-05-2017

AFRIQUE/EGYPTE - Vers la proclamation du Chemin de la Sainte Famille comme patrimoine mondial de l'humanité de la part de l'UNESCO

Le Caire (Agence Fides) – L'UNESCO se prépare à reconnaître comme patrimoine mondial de l'humanité le Chemin de la Sainte Famille, l'itinéraire qui unit les lieux traversés, selon des traditions millénaires, par la Très Sainte Vierge Marie, Saint Joseph et l'Enfant Jésus lorsqu'ils se trouvaient en Egypte pour fuir la violence d'Hérode. La nouvelle a été référée aux moyens de communication nationaux par Adel al Gindy, Directeur général des relations internationales de l'Autorité pour le développement du tourisme égyptien.
Les responsables des politiques publiques égyptiennes pour le tourisme comptent depuis longtemps que le Chemin de la Sainte Famille en tant qu'itinéraire à proposer aux agences spécialisées dans l'organisation des pèlerinages chrétiens et ils estiment que la reconnaissance de l'UNESCO pourra également favoriser l'augmentation des flux de pèlerins.
La récente visite du Pape François en Egypte, les 28 et 29 avril derniers, a été accueillie par les responsables politiques du tourisme égyptien comme une occasion pour proposer à nouveau leur pays parmi les possibles buts de pèlerinage de chrétiens du monde entier, sur les traces de la Sainte Famille. Le Pape François, dans les discours prononcés au cours de sa visite, a fait à plusieurs reprises référence à l'hospitalité offerte par l'Egypte à l'Enfant Jésus, à Saint Joseph et à la Très Sainte Vierge Marie, contraints à l'exil. Avant la visite du Pape, Nader Guirguis, membre d'une Commission ministérielle constituée ad hoc pour la relance du Chemin de la Sainte Famille, avait fait également référence à des hypothèses historiques basées sur le récit des Evangiles, selon lesquelles le séjour en Egypte de la Sainte Famille pourrait avoir duré plusieurs années. Le 9 mai dernier, moins de deux semaines après la visite du Pape, le Minis tre du Tourisme égyptien, Yahiya Rashid, s'est rendu au Vatican pour présenter le programme intitulé Le voyage de la Sainte Famille. A cet égard, les moyens de communication égyptiens font état de contacts entre les organismes du tourisme égyptien et l'œuvre romaine des pèlerinages (ORP).
Les responsables du tourisme égyptien visent de cette manière à compenser au moins partiellement les fortes pertes de l'industrie touristique nationale provoquées par le terrorisme et par l'instabilité qui caractérise l'ensemble de la région. Le but est d'insérer également les pèlerinages sur les lieux traditionnellement liés au passage de la Sainte Famille au sein des paquets touristiques en valorisant le patrimoine historique et archéologique laissé en héritage par la civilisation égyptienne.
La relance du Chemin de la Sainte Famille est depuis longtemps au centre de propositions et de débats vivaces impliquant hommes politiques et opérateurs égyptiens du secteur touristique. Les premières propositions de valorisation du Chemin de la Sainte Famille, y compris dans une perspective touristique, remontent à une vingtaine d'années en arrière. (GV) (Agence Fides 17/05/2017)

Le Liban sur la carte du tourisme religieux mondial - Gaby ASSAKER - L'Orient-Le Jour

Le Liban sur la carte du tourisme religieux mondial - Gaby ASSAKER - L'Orient-Le Jour

Le Liban sur la carte du tourisme religieux mondial

Au Grand Sérail, le coup d'envoi d'un projet de tourisme culturel religieux. Photo Dalati et Nohra

Le Premier ministre Saad Hariri a donné hier matin, au cours d'une cérémonie au Grand Sérail, le coup d'envoi d'un projet de tourisme culturel religieux qui mûrit dans son esprit depuis 2009. La finalité de cette initiative est de prôner l'idée « d'un Liban où règnent l'unité, le pluralisme, la tolérance et le respect ».

La cérémonie s'est déroulée dans la grande salle des fêtes du Grand Sérail, avec la participation des différents partenaires du projet, dont notamment le ministre du Tourisme Avédis Guidanian, l'ambassadeur d'Italie au Liban, Massimo Marotti, ainsi que la coordinatrice du projet, Roula Ajouz Sidani.
C'est « le service du tourisme culturel et religieux », relevant de la présidence du Conseil, qui a lancé la première phase du projet ayant pour thème « Célébrer notre diversité ».

Le ton est donné dès le début de la cérémonie avec les hymnes nationaux libanais et italien chantés par la chorale « Beyrouth chante » formée des élèves des écoles des Sœurs antonines et de Hariri 3. Les écoliers à la voix angélique, vêtus de blanc, ont envoûté la salle par une harmonie islamo-chrétienne.

Dans son discours, M. Hariri a mis en exergue les deux objectifs qui l'ont poussé à mettre en œuvre ce projet. Le premier est économique, puisque le tourisme religieux permettrait, selon le Premier ministre, la création d'emplois et mènerait à un progrès économique notable. « Ce genre d'activité contribue au tourisme durable et attire des touristes tout au long de l'année », a ajouté M. Hariri. Le second objectif serait plutôt « patriotique », voire « humain » : « Alors que le touriste habituel se déplace horizontalement en surface, le touriste religieux, lui, recherche un voyage vertical, qui va de la terre vers le ciel, vers le Créateur et les bonnes valeurs. »

Pour sa part, Mme Ajouz Sidani a explicité les grandes mesures prises dans le cadre de ce projet ambitieux. Les plus importantes sont : une base de données qui regroupe environ 250 sites touristiques religieux ; les photographies de ces lieux ; l'élaboration du slogan « Lebanone » qui insiste sur l'idée d'unité ; des cartes géographiques simplifiées ; un site internet comportant diverses facilités ; une chanson propre au projet ; deux films, l'un commercial et l'autre publicitaire ; un livre ainsi que des études relatives au sujet en question.
Mme Ajouz a par ailleurs annoncé certains plans futurs dont notamment la prochaine coopération avec les municipalités, d'une part, et les universités, de l'autre, afin d'impliquer les étudiants dans les travaux à venir. Dans sa deuxième phase, le projet s'étendrait par ailleurs sur plus de 2 000 sites religieux sur tout le territoire libanais.

Le Premier ministre ainsi que la coordonnatrice du projet ont par ailleurs remercié l'ambassadeur italien pour tous les efforts qu'il a déployés en faveur de ce projet et ont appelé à une coopération entre tous les ministères concernés, pour parvenir à « mettre le Liban sur la carte du tourisme religieux ».

Prenant la parole à son tour, M. Marotti a rappelé la coopération réussie entre l'Italie et le Liban pour l'inauguration de la section italo-libanaise du musée national de Beyrouth. « Aujourd'hui, nous célébrons le "fruit" d'un nouveau travail commun entre le Liban et l'Italie », a-t-il noté. Ce projet, a-t-il poursuivi, est une représentation de l'amitié profonde entre les deux pays.

En fin de cérémonie, les personnalités présentes ont reçu les premiers fruits de cette phase : un livre avec des illustrations de qualité et des cartes géographiques ludiques.

À signaler que le mufti, le cheikh Abdellatif Deriane, l'archevêque maronite de Beyrouth, Mgr Boulos Matar, d'autres dignitaires ainsi qu'un nombre d'ambassadeurs, de représentants de l'ONU et de la Banque mondiale, ainsi que des personnalités religieuses et d'experts en matière de tourisme ont assisté à cette cérémonie.

Pour mémoire

Maghdouché au Liban-Sud a rejoint le cercle de Lourdes, de Fatima et de Medugorje

La Jordanie veut promouvoir son patrimoine biblique et chrétien

Contribuer à l'essor du tourisme religieux au Liban-Sud...


Envoyé de mon iPhone JTK 

samedi 22 avril 2017

AFRIQUE/EGYPTE - Relance des pèlerinages sur le Chemin de la Sainte Famille et prochaine visite apostolique du Pape François

Newsletter Fides del 22-04-2017

EGYPTE - Relance des pèlerinages sur le Chemin de la Sainte Famille et prochaine visite apostolique du Pape François

Le Caire (Agence Fides) – L'imminente visite apostolique du Pape François en Egypte constitue une occasion pour proposer le grand pays du Machreck comme but de pèlerinages à l'ensemble des chrétiens du monde, sur les traces de la Sainte Famille qui, selon le récit évangélique, s'y réfugia pour sauver l'Enfant Jésus de la violence d'Hérode. Les responsables des politiques égyptiennes pour le tourisme en sont convaincus et tentent depuis longtemps de faire rentrer l'Egypte dans les circuits du tourisme religieux chrétien afin de contrebalancer au moins en partie les fortes pertes de l'industrie touristique égyptienne provoquées par le terrorisme et l'instabilité de l'ensemble de la région. Celui qui a le plus récemment valorisé dans cette perspective la prochaine visite du Pape François a été Nader Guirguis, membre de la Commission ministérielle pour la relance du Chemin de la Sainte Famille, qui, ces jours derniers, en intervenant sur la question, a fait également référence à des hypothèses historiques basées sur les Evangiles, selon lesquelles le séjour en Egypte de Jésus et de la Sainte Famille pourrait d'être prolongé pendant plusieurs années.
Les attentats perpétrés contre les églises n'ont évidemment pas bloqué l'élan visant à proposer l'Egypte à tous les chrétiens du monde comme but de pèlerinage, à la découverte des lieux liés au passage de Jésus et de la Sainte Famille, à la première prédication de l'époque apostolique et aux premières expériences de monachisme chrétien. Surtout, la relance du Chemin de la Sainte Famille – itinéraire de pèlerinage à accomplir sur les lieux qui, selon des traditions locales millénaires, ont été traversés par la Sainte Famille au cours de son exil en Egypte – se trouve depuis longtemps au centre de propositions et de vifs débats qui impliquent hommes politiques et opérateurs touristiques égyptiens. 
Au début de cette année, Al Abdel Aal, Président de la Chambre des représentants égyptienne, au cours d'une visite dans les bureaux du Patriarcat copte orthodoxe, a réaffirmé que la valorisation du projet touristique à définir en suivant les parcours suivis en Egypte par Saint Joseph, la Très Sainte Vierge Marie et l'Enfant Jésus, intéresse et implique tous les égyptiens et non pas seulement les chrétiens.
Les premières propositions de valorisation, y compris dans une perspective touristique, du Chemin de la Sainte Famille remontent à vingt ans en arrière. A la fin de 2016 – ont indiqué des sources locales consultées par l'Agence Fides – la Commission ministérielle pour la relance du Chemin de la Sainte Famille a été constituée justement auprès du Ministère du Tourisme sous la présidence de Hisham el Demeiri. Voici plus de deux ans (voir Fides 21/10/2014), le parcours idéal du pèlerinage sur les traces de la Sainte Famille en Egypte avait été déterminé. Il devrait partir d'Al-Arish, ville du nord du Sinaï devenue récemment théâtre de violences ciblées à l'encontre des coptes de la part de groupes djihadistes, pour se diriger ensuite vers le delta et Wadi Natrum, pour atteindre Assiout et le Monastère de la Vierge Marie, connu aussi sous le nom de Monastère Al-Muharraq. (GV) (Agence Fides 22/04/2017)

jeudi 6 avril 2017

المزارات أمكنة رحمة وأنجلة: نقل للكفاءات رسالة بابوية جديدة

“إنّ المزارات هي أمكنة لنشر تعاليم الإنجيل، حيث يمكننا أن نختبر الرحمة. لذا، ستكون تابعة من الآن فصاعداً للمجلس الحبري لتعزيز الأنجلة الجديدة، والذي كان يسهر على يوبيل الرحمة”.
هذا ما أعلنه البابا فرنسيس في رسالة بابوية حول “المزارات في الكنيسة”، حرّرها بتاريخ 11 شباط ونشرها الكرسي الرسولي يوم السبت في الأول من نيسان، بحسب ما كتبته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ المزارات كانت تتبع لغاية الآن لمجمع الكهنة.
أمكنة للأنجلة
بالنسبة إلى الحبر الأعظم، “إنّ السير نحو مزار والمشاركة في الروحانيّة التي تظهرها هذه الأمكنة هما عمل أنجلة يستحقّ أن يكون بارزاً، نظراً إلى قيمته الراعويّة الكبيرة”. وهكذا، تكون المزارات “التي هي مقدّسة وحيث يتمّ الإعلان عن كلمة الله والاحتفال بالأسرار والشهادة على المحبّة”، تعبّر عن التزام الكنيسة بالأنجلة، وتظهر كيف تعمل رحمة الله في حياة الأفراد.
كما وتطرّق الأب الأقدس في الرسالة إلى “علم الأنجلة” الخاصّ بكلّ مزار، والقاضي بفتح الأبواب أمام المرضى والفقراء والمهمّشين واللاجئين والمهاجرين كما الحجّاج. ومن الواضح أنّ هذه الرسالة البابوية يمكن أن تُعتبر من ثمار السنة المقدّسة، إذا أقرنّا الأنجلة مع الرحمة.
كفاءات المجلس الحبري
وبعد ما تقدّم، نفهم لما أصبح الاهتمام بالمزارات منوطاً بالمجلس الحبري المذكور، بالإضافة إلى اتّخاذ تدابير تسمح للمزارات بتعزيز التقوى الشعبيّة وبتجديد الراعويّة وباقتراح طرق أصيلة على الحجّاج، خاصّة وأنّ هؤلاء الحجّاج هم من لفتوا (على مرّ العصور) انتباه المؤمنين إلى جذور إيمانهم، كما حصل مع قبر المسيح في القدس، وقبر الرسل في روما، والأمكنة الخاصّة بظهورات والدة الإله. حتّى وأنّ بعض المزارات “قولبت هويّة أجيال بأكملها، لا بل أمم”.
ويختم البابا الرسالة قائلاً: “إلّا أنّ المزارات هي أيضاً أمكنة تجذب أشخاصاً يبحثون عن استراحة أو صمت أو تأمّل لأنّهم يفتقدون لله. وقد تكون المزارات أيضاً ملاذاً حقيقياً لإعادة اكتشاف الذات وإعادة اكتشاف القوّة الضروريّة للتوبة”.

https://ar.zenit.org/articles/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%85%D9%83%D9%86%D8%A9-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%A3%D9%86%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D9%86%D9%82%D9%84-%D9%84%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1/

jeudi 23 mars 2017

En images, le tombeau du Christ restauré - La Croix

En images, le tombeau du Christ restauré - La Croix
En images, le tombeau du Christ restauré
La basilique du Saint-Sépulcre, aussi surnommée « Église de la Résurrection », a d'abord été édifiée par Constantin au IVe siècle, puis reconstruite par les Croisés. C'est là, au coeur de Jérusalem, que le Christ a été crucifié puis mis au tombeau.
L'édicule du Saint-Sépulcre a fait peau neuve. L'édicule, c'est cette structure de marbre qui abrite le tombeau du Christ et trône au cœur d'une vaste rotonde, dans la basilique du Saint-Sépulcre, à Jérusalem. Lieu de l'ensevelissement du corps de Jésus, il est aussi pour les chrétiens le lieu de sa résurrection.
À lire : Au Saint Sépulcre, le tombeau du Christ fin prêt pour Pâques
Après plus de dix mois de travaux menés par une équipe de l'École polytechnique d'Athènes, l'édicule a retrouvé sa couleur rose d'origine et révélé des inscriptions grecques sur ses parois. Il a aussi été considérablement consolidé, alors qu'il avait été endommagé par les ravages du temps, des intempéries et de l'intense fréquentation de ce haut lieu de pèlerinage.
Les visiteurs (environ un million par an) sont déjà nombreux à avoir approché la tombe du Christ ainsi restaurée. Une grande cérémonie œcuménique a eu lieu le mercredi 22 mars pour marquer la fin du chantier.

mercredi 22 mars 2017

EGYPTE - Le Chemin de la Sainte Famille et la future visite apostolique du Pape

EGYPTE - Le Chemin de la Sainte Famille et la future visite apostolique du Pape
 
Le Caire (Agence Fides) – La visite du Pape François constituera une occasion propice pour valoriser l’Egypte comme but de pèlerinages chrétiens et pour dans le cadre du tourisme religieux, faisant connaître au monde en particulier les initiatives et les interventions mises en place également par les politiques nationales du tourisme afin de relancer les itinéraires liés au Chemin de la Sainte Famille. La suggestion est adressée aux autorités égyptiennes par les entrepreneurs du secteur du tourisme tels que Dina Tadros, spécialisée dans l’organisation de pèlerinages dans les lieux chrétiens de l’Egypte. Dans le cadre de ses interventions dans les moyens de communication égyptiens, l’entrepreneuse conseille de tenir compte de cette perspective notamment dans la définition du programme du voyage pontifical, faisant rentrer dans celui-ci une brève visite du Pape dans un lieu touché par les itinéraires de pèlerinage sponsorisés également par le Ministère du Tourisme qui, récemment, sous la coordination de Hisham el Demeiri – ancien chef de l’Autorité égyptienne pour la promotion du tourisme – a soutenu au Caire la restauration de l’église de la grotte Abu Sarga, remontant au V° siècle, construite, selon la tradition locale, sur le lieu où la Sainte Famille se reposa avant de débuter le voyage de retour en Palestine.
La relance du Chemin de la Sainte Famille – itinéraire de pèlerinages à accomplir sur les lieux qui, selon des traditions locales millénaires, ont été traversés par la Sainte Famille au cours de son exil en Egypte – est depuis longtemps au centre de propositions et de débats animés qui impliquent des hommes politiques et des opérateurs égyptiens du secteur du tourisme. Au début de cette année, le Président de la Chambre des représentants égyptienne, Al Abdel Aal, au cours d’une visite dans les bureaux du Patriarcat copte (orthodoxe NDT), a réaffirmé que la valorisation du projet touristique à définir suivant les parcours accomplis en Egypte par Saint Joseph, la Très Sainte Vierge Marie et l’Enfant Jésus, intéresse et implique tous les égyptiens et non seulement les chrétiens.
Aux déclarations d’intention du Président du Parlement égyptien avait répondu rapidement le Vice-président de l’Association des guides touristiques d’Egypte, Moataz Sayed, en faisant remarquer que, jusqu’à présent les promesses faites par les hommes politiques à propos de la valorisation du Chemin n’ont pas eu d’effets concrets malgré les engagements pris par le passé, y compris par des Ministres et des Premiers Ministres, à commencer par Ibrahim Mahalab, Premier Ministre de mars 2014 à septembre 2015.
Les premières propositions de valorisation, y compris en clef touristique, du Chemin de la Sainte Famille, remontent à quelques vingt années en arrière. A la fin de 2016 – ont indiqué des sources locales consultées par l’Agence Fides – un Comité pour la relance du Chemin de la Sainte Famille avait été constitué auprès du Ministère égyptien du Tourisme sous la présidence d’Hisham el Demeiri
Selon les partisans de l’initiative, la valorisation touristique du Chemin de la Sainte Famille pourrait augmenter le nombre de touristes en Egypte d’au moins un million par an, avec des pèlerinages concentrés surtout durant le temps de Noël. Voici deux ans (voir Fides 21/10/2014), avait été identifié le parcours idéal du pèlerinage sur les traces de la Sainte Famille en Egypte, qui devrait partir de la ville d’Al-Arish – la ville du nord du Sinaï devenue récemment le théâtre de violences ciblées contre les coptes de la part de groupes djihadistes – pour se diriger ensuite en direction du delta et de Wadi Natrun, et arriver à Assiout et au Monastère de la Vierge Marie, connu sous le nom de Monastère d’Al-Muharraq. (GV) (Agence Fides 21/03/2017)
https://mail.google.com/mail/ca/u/0/#all/15af4eef12cc888b

vendredi 17 mars 2017

Compte rendu de l’ouvrage Le Cèdre et le chêne. De Gaulle et le Liban, les Libanais et de Gaulle, sous la direction de Clotilde de Fouchécour et Karim Émile Bitar - Les clés du Moyen-Orient

Compte rendu de l'ouvrage Le Cèdre et le chêne. De Gaulle et le Liban, les Libanais et de Gaulle, sous la direction de Clotilde de Fouchécour et Karim Émile Bitar - Les clés du Moyen-Orient


COMPTE RENDU DE L'OUVRAGE LE CÈDRE ET LE CHÊNE. DE GAULLE ET LE LIBAN, LES LIBANAIS ET DE GAULLE, SOUS LA DIRECTION DE CLOTILDE DE FOUCHÉCOUR ET KARIM ÉMILE BITAR ARTICLE PUBLIÉ LE 15/03/2017

D'une densité aussi imposante que sa richesse documentaire, l'ouvrage dirigé par Clotilde de Fouchécour et Karim Émile Bitar, Le Cèdre et le chêne. De Gaulle et le Liban, les Libanais et de Gaulle publié aux éditions Geuthner, livre les analyses des plus grands spécialistes de la question pour discuter des relations diplomatiques qui ont lié de Gaulle et le Liban durant plus de quarante ans, de 1929 à 1970. À travers près d'une trentaine d'articles d'universitaires ou d'anciens ministres ainsi que de nombreux documents annexes (chronologies, témoignages, reproduction d'archives), cet ouvrage apparaît comme une somme importante pour penser la complexité de la question orientale durant cette période historique charnière, qui voit se succéder le mandat, l'indépendance et la poursuite de liens diplomatiques privilégiés entre la France et le Liban après 1946. Illustrée, cette somme permet par ailleurs une contextualisation picturale féconde à la lecture de l'ouvrage.