جبل حرمون + Mount Hermon
جبل حرمون ( او جبل الشيخ كما يطلق عليه حاليا )
ويسمي بجبل الشيخ كناية إلى الرأس المكلل بالثلج، كما يكلل الشيب رأس الشيخ.
لانه دائما مغطى بالثلوج و مميز ببياضها الناصع
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
ترنيمة المصاعد لداود ( مزمور 133 )
هوذا ما احسن وما اجمل ان يسكن الاخوة معا.
مثل الدهن الطيب على الراس النازل على اللحية لحية هرون النازل الى طرف ثيابه.
مثل ندى حرمون النازل على جبل صهيون.لانه هناك امر الرب بالبركة حياة الى الابد
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
جبل الشيخ أو جبل حرمون هو جبل يقع في سوريا ولبنان. يمتـد من بانياس وسهل الحولة في الجنوب الغربي إلى وادي القرن ومجاز وادي الحرير في الشمال الشرقي .
وهو بذلك يشكل القسم الأكبر والأهم والأعلى من سلسلة جبال لبنان الشرقية التي تمتد بين سوريا ولبنان.
يحـدّه من الشرق والجنوب منطقة وادي العجم وإقليم البلان وهضبة الجولان في سوريا، ومن الشمال والغرب القسم الجنوبي من سهل البقاع ووادي التيم في لبنان. فيه ثلاث قمم الأولى في الشرق وتعلو 2145م والثانية في الغرب وتعلو 2294م والثالثة، تسمى شارة الحرمون وهي الأعلى وتعلو 2814م.
.ويسمي بجبل الشيخ كناية إلى الرأس المكلل بالثلج، كما يكلل الشيب رأس الشيخ
الغابات الكثيفة التي كانت منتشـرة أكسـبت هذا الجبل مسـحة رائعة الجمال ورونقاً بديعـاً ، فقممه بيضـاء ناصعة يليها زنار عريض أخضر يتدرج حتى الأودية وأهم الأشـجار كان السـنديان أو البلوط والملول والقيقب واللبنا والزعرور والبطم والفرعم وغيرها، وقد أمدت المناطق المجاورة والبعيدة بكميات ضخمة من الأخشـاب للصناعة والتدفئة ومع الأسـف فالجبل اليوم أصبح أجرداً بينما كان زاهراً يُضرب بخضرته وأشـجاره المثل.
لقد شـهدت سـفوح هذا الجبل وأوديته والسـهول المحيطة به أحداثاً تاريخية هامة جداً في الأزمنة القديمة والمتوسـطة والحديثة والحالية فكان لها التأثير الهام على العمران والسـكن وحياة الناس ، لقد جرت معارك كبيرة فانتصرت جيوش وتقهقرت أخرى وبنيت قلاع وتهدمت حصون نتيجة المعارك والصراعات والزلازل، كما أقيمت دور عبادة وصوامع للمتعبدين والزهـّاد وأختبأت جماعات كثيرة خوفاً من الغزاة أو الحكام.
تعتبر الوجهة الغربية من جبل الشيخ منطقة جبلية نائية تخلو من التواجد السكاني، خلافاً لحال السلسلة الغربية وقد يعود ذلك إلى أسباب أمنية أو جغرافية، نسبة إلى بعدها عن المدينة. وهذه المرتفعات لا تقل شأناً عن جارتها السلسلة الغربية لجهة ما تشكله من أهمية على صعيد السياحة على مدار السنة. وجبل الشيخ المرتفع 2814 متراً عن سطح البحر، كان عبر التاريخ ولا يزال موطن الثلوج طوال أيام السنة، مما يسمح بممارسة رياضة التزلج وإقامة المجمعات السياحية، في المرتفعات الجنوبية حيث تسيطر اسرائيل أقامت منذ سنوات مجمعاً سياحياً عند قمة الزلقا ومركزاً للتزلج.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
من أعظم وأبرز معالم الجولان السوري بل وغدى رمزاً يكاد لا يذكر الجولان دون ذكره، قلعة صامدة أبية كللت بالبياض الناصع عاكسة تاريخاً عريقاً.
حرمون وباسمه الحديث، جبل الشيخ، هو أعلى جبال السلسلة الشرقية، الممتدة على الطرف الشرقي لسهل البقاع، بطول 170 كم في وضع متواز تقريبا مع السلسلة الغربية. وهي تنحدر سريعا نحو الغرب باتجاه البقاع، تحت تأثير الأخدود الإنهدامي. بينما تنحدر ببطء شديد إلى الشرق حيث البادية السورية. يخترقها شق عرضي عند وادي القرم، ويقسمها إلى قسمين: القسم الشمالي: وهو الكتلة الرئيسية، ويبلغ أقصى ارتفاعه 2629 في قمة موسى القسم الجنوبي، وهو أقل اتساعا من القسم الشمالي، ولكنه أكثر ارتفاعا، وفيه جبل حرمون وارتفاعه 2816م. يقع الجبل على الحدود المشتركة لسوريا ولبنان وفلسطين، ويمتد من مدينة بانياس السورية في الجنوب، إلى جبل المازر المتاخم لقرية دير العشائر قضاء راشيا، بطول 60 كم وعرض 30 كم. يرتفع إلى أعلى بشكل هرمي، يتصاعد باضطراد من الأودية السحيقة إلى القمة الشاهقة. وبالنظر لانحرافه منفردا عن بقية الجبال من حوله، فإن في وسع من يقف على هذه القمة أن يرى الشواطئ اللبنانية والفلسطينية حتى جزيرة قبرص، وأن يشاهد القدس وجبل عجلون، وسهول سوريا حتى بادية الشام، وسهل البقاع حتى بعلبك، وجبال لبنان حتى صنين.
يتربـع هـذا الجبـل على مسـاحة واسـعـة تمتـد من بانيـاس وسـهل الحـولة في الجـنوب الغـربي إلى وادي القـرن ومجـاز وادي الحـريـر في الشـمال الشــرقي وهو بذلـك يشـكل القـسـم الأكبر والأهـم والأعـلى من سـلسـلة جبـال لبــنان الشــرقية المعـروفة بآنتي ليـبـون.
يحـدّه من الشـرق والجنـوب منـطـقة وادي العـجـم وإقليـم البـلان وهـضـبة الجـولان في ســوريا، ومن الشـمال والغـرب القـســم الجنـوبي من سـهل البقـاع ووادي التـيـم في لبــنان وفيه عـدة قمـم أعـلاها قمـة جبـل الـشـيـخ المـعـروفـة بقـصـر عنتـر أو شـبيـب وتعـلو 2816 م عن سـطح البـحـر ويبلغ امتـداده الطـولي 60 كلم.
تسميته حرمون قديمة، فقد ذكر المؤرخ فيليب حتي قوله: "إن جبل الحرمون بفضل تكوينه الطبيعي وموقعه الجغرافي، هو أجمل قمة في هذه السلسلة وأشدها روعة وجلالا، وأبرزها إلى عين الرائي من مسافات بعيدة، وقد سمّاه الأموريون "شنير" وسماه الفينيقيون "سيريون". وكان هذا الجبل مقدسا للإله بعل حرمون الذي ظلت عبادته معروفة إلى زمن طويل بعد كتابة أسفار العهد القديم. عرّفه جغرافيو العرب بجبل الثلج، وقد تكون هذه التسمية ترجمة لاسمه في الآرامية "طور تلجا". وقد تبقى الآن اسـمان فقط من هذه الأسـماء، همـا جبل الشـيخ أو حـرمــون يعرف بهما وتعتمدهما الكتب والموسـوعات الجغرافية والتاريخية وسـائر الدراسـات والابحاث والوثائق التي تتعلق بالمنطقة.
أما تسـمية جبل الشـيخ وجبل الثلج، أو الجبل الشـيخ فهي أسـماء عربيـة اعتمـدها الكتـّاب والشـعراء والجغرافيون العـرب وقد وردت في الكثير من النصـوص الأدبية والجغرافية لا سيما عند الرحـالة والجغرافيين العـرب وفي بعض الأشـعار العربية ، وقد أكـد فيليـب حـتـى ان الأسـم الأصـح هو الجبـل الشــيخ.
وفي رحـلة ابن جبير يصف مدينة دمشـق فيقول: والمدينة تشـرف على سـهل يمتد جنـوباً في غرب نحو قمة مهيبة من قمم لبـنان يسـميها العـرب جبل الشـيخ لأنها مجـللة أبـداً بالثلوج.
كما ورد في كتاب المقدسـي أحـدث التقاسـيم في معرفة الأقاليم: جبل الشـيخ أو جبل الثلج وقد أتاه سـكانه عمومـاً من شـرق سـورية.
ويصـف أبو الفداء بانيـاس بقوله: أنها في لحف جبل الثلج.
وكثير من مؤرخي الغسـاسـنة اعتمدوا أقوال شـعرائهم بتحديد ملكهم من جبل الشـيخ حتى خليج العقبة، وقد ورد ذلك في شـعر حسـان بن ثابـت إذ قال في إحـدى قصـائده.
ملكـاً من جبل الشـيخ الى جانبي أيلـة من عبـدٍ وحـرّ
وأسـماه العرب جبل الشـيخ لوجود الثلج على قممه غالبية أيام السـنة حيث يشـبه بياض العمامة على راس الشـيخ أو الجبل الشـيخ لمهابته وعظمته وكبره عما حوله لقدسـيته.
ولا غرابة إن تعددت أسـماء هذا الجبل فهو في قلب منطقة حفلت بالاحداث التاريخية منذ أقدم العصـور حتى اليوم وتعاقب فوق ثراها الكثير من الشـعوب والعديد من الامـم وشـهدت حـروبا ً ومعـارك لا تعد ولا تحصـى وإذا أتيح للمؤرخين أن يدونوا الكثير منها فلا شـك ان الكثير قد ضـاع وأغفل أيضـا ً.
لقد قامت امبراطوريات وممالـك وإمارات ثم زالت كما ازدهرت حضـارات وانتشـرت عقائد وأديان وكلها تأثرت بشـكل أو بآخر بهذا الجبـل وبموقعـه الذي أحبـه سـاكنوه وتعـّشـقوا أرضـه وذادوا عن حياضـه، هـابه جيرانه فقـدّسـوه وعبدوه آلهـة واسـتجار به آخـرون ولجأوا اليه وأقاموا معابـد لهم. كلهم زالوا وبقى بهامتـه الشـاهقة شـاهـداً على ما جـرى محـتضـناً آثارهم في الأودية وعلى جوانبـه أو على قمـمـه فهو لـدة الدهـر ورفيـق التاريـخ.
لقد عرفه الأموريون الذين سـيطروا في القرن الثالث قبل الميلاد على رؤوس التلال والمواقع الاسـتراتيجية في ســوريا الجنوبيـة باســم " شـنير" وعبـده بعض الأقدمين بأسـم بعل حـرمـون، كما أُطلق عليه اسـم سـعير.
هذا الجبل الشـامخ المهيب يطل على أماكن واسـعة جداً من البلاد السـورية، فالواقف على ذراه ولا سـيما على قمة قصـر عنترة (قصر شبيب) بإمكانه مشـاهدة مدينة دمشـق وسـهول حوران وبادية الشـام وهضبة الجولان في سـوريا وقسـماً من المناطق الشـمالية الاردنية وعلى هضـاب فلسـطين وجبال الجليل والخليل وسـهل الحولة جـورة الذهـب وبحيرة طبريا في فلسـطين، كما يطل على سـهلي البقاع ومرجعيون وجبل عامـل وجبل الريحـان وهضـاب سـلسـلة جبال لبـنان الغربية وقممها المطلة على البقاع كما يمكن رؤية البحـر الابيض المتوسـط وجزيرة قبرص.
حرمون إضافة إلى هيبته الكبيرة، يبدو للرائي الجوّال، في هضابه وأوديته وتضاريسه المدببة والمسطحة، خميلة مدهشة الألوان والانعكاسات. فأي إطلالة عليه تضفي لونا مختلفا، يتبدّل ويتنوّع في النهار الواحد بتبدل الساعات ومواقع الشمس. هذا التنوع يبلغ ذروته، عندما تميل الشمس إلى المغيب، فتتحوّل السمرة التي تغلب على الجبل إلى صفراء، وتغدو تربته بنفسجية، ينعكس عليه الشفق، فتغدو حمراء فاتحة، ثم ينمحي المشهد المزخرف عند هبوط الليل وتتوشى على تلك الكتل السامقة بالضوء الفضي تحت ضوء القمر المنسكب عليها من السماء. يقصده الزوار للاستمتاع بمشهد شروق الشمس وغروبها، والسهر مع القمر وشعشعة النجوم، التي يشعر المرء أنه قادر على التقاطها لقربها من السماء، هذه الروعة قد لا تجد لها مثيلا في العالم. وتوجد في جبل حرمون تربة خاصة بسبب التضاريس الطبيعية، وأوضاع المياه فيه، ولذلك فهو يحتوي على نباتات فريدة من نوعها. فقد كان حرمون عامرا بالأحراج في العهود السابقة، أكثر من الوقت الحاضر. وكل المصادر التاريخية كانت تتحدث عن غابة غضة كانت تغطي حرمون، تتشابك فيها جميع أنواع الشجر، الذي ما زال ينمو في محيط الجبل منها: السنديان، الملول، البلوط، الشوح، الزعرور، الشربين، البطم، البرقوق، القيقب، والعجرم. وتشير المصادر التاريخية، أن أخشاب لبنان عامة وحرمون على الخصوص، كانت تموّل دور الصناعة في العالم القديم، لا سيما صناعة السفن، وأدوات الحرب، وتزيين القصور والمعابد. وهذا ما أدّى في فترات تاريخية متعاقبة، إضافة لعوامل الطبيعة، إلى زوال هذه الغابة. وذكرت مراسلات تل العمارنة أن جالية مصرية كانت تقيم في جبيل، أوفدها الفراعنة إلى المنطقة، لتزويد مصر بالأخشاب اللبنانية. وقُدّرت شحنة الخشب الواحدة في عهد الفرعون سنفرو، بحمولة أربعين سفينة، ووُجدت بقايا أخشاب الأرز في قبور الفراعنة المكتشفة حديثا. يمتاز حرمون بغطاء عشبي كثيف متنوع، نادرا ما يعرف اليبوسة، بفعل الوشاح الثلجي الأبيض، الذي يغطي المنطقة معظم أيام السنة. ومنها ما هو صالح للأكل، كالخبازي والهندباء والرشاد والشومر والزعتر، ومنه ما هو صالح للحيوانات، وآخر يدخل في عداد الأعشاب الطبية الفريدة، حيث يمكن وصف حرمون بالصيدلية الطبية الغنية بصنوف لا تتوفر في أي مكان في العالم يقصدها العرب والأجانب من أماكن بعيدة، في سياق ما يصح تسميته بالسياحة العلاجية. ويروي المسنّون، أن المغاربة كانوا يقصدون جبل الشيخ في الخمسينات، للحصول على عشبة قاتلة للأمراض، تبعث إشارات ضوئية ويضعون عليها الرماد لتمييزها في الصباح بعد شروق الشمس. وفي المدة الأخيرة ظهر نبات الزلّوع، الذي يمتاز بخصائص طبية مميزة. وفي العالم العربي والعالم أجمع، يشتهر عسل جبل الشيخ فهو مشهور في الدول العربية.
ويقول فيليـب حتـي: كان عدد من القبائل العربية قد أوغل في هذا الجبل ولا سـيما من الجنوب ومع ذلك فقد بقيت فيه غابات كثيرة وكان المسـافر حتى أواخر القرن الرابع عشـر يصـادف الاسـود والدببة والخنازير البرية والحمير الوحشـية، ويضيف: نظراً لكثرة الفواكه البرية والبقول الصالحة للطعام وغزارة المياه العذبة غدا ملجأ ً مسـتحباً لرهبان النصـارى ومتصوفة المسـلمين مناخـه: يتميز بالاعتدال صيفاً والجفاف وطيب الهواء ورطوبة وبرودة قارسـة شـتاءً، حيث تهطل الامطـار غزيرة على الاودية والمنخـفـضـات وأما الهضـاب والسـفوح والتلال والقمم فتتسـاقط عليها الثلوج، لا سـيما في أشـهر كانون الاول وكانون الثاني وشــباط وآذار، وربمـا تتســاقط في نيسـان وحـزيران أوان الحـصـاد.
تبلغ سـماكة الثلج عدة أمتـار في بعض السـنوات وقد تصل إلى عشرة أمتار، مما يسـمح للجبل بإختزان كميـات لابأس بها من المياه التي تتفجر ينابيع على جوانبه وفي أوديته، منها ينابيع عرنـة وبيت جن وبانياس أحد روافد نهر الاردن في ســوريا ونبع اللدان في فلسـطين والحاصباني والوزاني وينابيع شــبعـا في لبــنان فضـلاً عن ينابيع وعيون كثيرة.
إن جبل الشـيخ الذي يختزن هذه الكميات الضخمة من المياه في جوفه كان يزدان بخضرة بديعة تكسـو جوانبه وسـفوحه حتى ارتفاع ما دون الألفي متر عن سـطح البحر المعروف بخط الأشـجار.
لقد شـهدت سـفوح هذا الجبل وأوديته والسـهول المحيطة به أحداثاً تاريخية هامة جداً في الأزمنة القديمة والمتوسـطة والحديثة والحالية فكان لها التأثير الهام على العمران والسـكن وحياة الناس، لقد جرت معارك كبيرة فانتصرت جيوش وتقهقرت أخرى وبنيت قلاع وتهدمت حصون نتيجة المعارك والصراعات والزلازل، كما أقيمت دور عبادة وصوامع للمتعبدين والزهـّاد وأختبأت جماعات كثيرة خوفاً من الغزاة أو الحكام، فهو موئل المضطهدين ومحط رحال الرجال الاحرار أباة الضيم
وفي فترات السـلم تطور العمران ونشـطت الزراعة وتعززت التجارة وعبرت القوافل واقيمت الأسـواق وبعض التجمعات التجارية الصغيرة فضلأً عن الصناعات النشـيطة والحرف البسـيطة
إن جبل الشـيخ يضم في حناياه وعلى منحدراته وسـفوحه وقممه كما في أوديته آثاراً مهمة فلو نطق التراب وتحدث الصخر لكان لدينا الآلاف من الروايات والأحاديث التي تروي ما جرى من أحداث ولأفصحت عن التضحيات التي بذلها الأجداد وفي ظل كل شـجرة من أشـجاره ووراء كل صخرة من صخوره وفي شـعابه آلاف من حكايات المجد وقصص البطولة تتحدث عن شـجاعة أبناء جبلنا وكفاحهم وصلابتهم
قـداســة جبـل الـشــيخ
لا شك أن هذا الجبل الضخـم المهيـب المرتفع عما حوله والذي يطل ويشـرف على أراضٍ وصحـاري شـاسـعة مترامية الاطراف لا سـيما في الشـرق والجنـوب، قد شـغل أفكـار الناس المحيطين به الاقربين والابعدين على السـواء فاختلفت نظرتهم إليه بين إعجاب ودهشـة ورهبـة وخـوف أو محبـة وعشـق وتقديـس. فمنهم من أعجب بمناظره الخلابة فتغنى به واعتبره مصدر خير وعطاء. ومنهم من هابه وخافه فعبده وقدّســه وأقام له مركز عبادة، ومنهم من التجئ إليه خوفاً من الأعداء ومهما تعـددت واختلفـت النظرات إليه فقد بقي محط أنظار الناس حوله منذ القدم فكان معبوداً لبعضهم ومقدســاً لدى البعض ومكان عبادة لآخرين. وما يؤكد ذلك إنتشــار المزارات وأماكن العبادة ســواء على الذرى ورؤوس التلال أو في الحنايا والأودية والهضاب والكثير منها ما زال قائماً حتى اليوم ومنها ما تعرض للتدمير والخراب بسـبب الحروب والزلازل فتهدم. وبقيت آثار بعضها وزال أثر البعض الآخر.
تاريخيا كان الجبل العظيم أقدس الجبال، وأهم مركز العبادات عند السوريين الأقدمين. فقد عبده الفينيقيون، وأطلقوا عليه اسم أحد آلهتهم، البعل حرمون. وقد أقاموا لبعلهم هيكلا إلى جانب الصخرة الكبيرة التي تكلل قمته، ولا تزال آثار المعبد باقية، وهو مبني بالحجر الأزرق المدقوق دقة ناعمة، وقد أحاط الفينيقيون الهيكل بسور مستدير من الحجر ذاته والدقة ذاتها في خرزات متساوية الأحجام، يبلغ طول كل واحد منها، حوالي المتر، بقيت متلاحمة في السور، بسبب دقة صنعها، وضبط بنيانها. ويطلق الأهالي على الهيكل والسور اسم"قصر شبيب" وهو أحد ملوك تُبّع، فقد ورد أن الملك شبيب، كان يأتي من اليمن ليقضي الصيف في هذا القصر. وكان الفينيقيون يحجّون إلى حرمون أواخر الصيف لتقديم القرابين. وكان من عاداتهم سكب جرار الماء التي يحملونها من البحر على أرضه، إيمانا منهم بأن فعلتهم هذه تنيلهم رضا الإله حرمون، فيستمر بتزويد الينابيع بالمياه إلى آخر الصيف. وقد لاقت المعابد في حرمون اهتماما بالغا من الرومان، الذين أعادوا تجديدها وتوّجوا أعلى الجدران بتيجان مشابهة لمعابد باخوس وجوبتار في بعلبك، وبقيت هذه المعابد تتمتع باحترام كبير، وبحركة حج تكمل زيارة بعلبك ومعابدها حتى القرن الخامس للميلاد. وقد عدّد الرحالة الانجليزي تومسون الذي زار البلاد بحدود عام 1852 أنه دار حول جبل الشيخ، وسجّل عشرين معبدا، أضخمها وأجملها تنظيما معبد هبّاريا ".
لقد اهتم الكنعانيون بجبل حرمون وأعجبوا به وهو الذي يشــرف على بلادهم بمهابة فأقاموا على قمته هياكل للعبادة ولقبوه باسـم بعل حرمون أي حرم الإله بعل، وكان لهم أماكن مقدسـة ومزارات على رؤوس التلال في الهواء الطلق.
كما ان الكثير من الاقوام الذين سـكنوا المناطق المحيطة به كانت تعبده. كذلك اقام الرومان معابد على قممه لعل أهمها المعبد المقام في أعلى قمة من الجبل والتي ترتفع 2816 م عن سـطح البحر والمعروفة بـ قصر عنترة أو شـبيب وما زال البعض يســميها المحرق الروماني.
وآثار بعض الهياكل موجودة على التلال والهضاب وأهمها الآثار الموجودة على أعلى قمة للجبل، حيث توجد أحجـار ضخمة منحوتة.
وقد نظرت بعض الاقوام إليه كمصدر عطاء وخير وبركة فكانوا يحجون اليه في نهاية الصيف، أي عند انتهاء جني المواسـم الزراعية وجمعها للشــكر وطلب المزيد وحتى لا يكون حرمان أو نقص في المواسـم خلال العام المقبل. وكانت لهم مزاراتهم حيث يقيمون الاحتفالات.
وجاء في التاريخ الكنسي المسيحي عن مسألة تجلي السيد المسيح على جبل حرمون، فقد صعد المسيح عليه السلام، وثلاثة من تلامذته من بانياس على الجبل العالي، وعاد ليشفي صبيا. وقد جاء في النص الإنجيلي: "أخذ يسوع بطرس ويعقوب وأخاه يوحنا وانفرد بهم على جبل عال، وتجلى بمشهد منهم وأشرق وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور، وبينما هو يتكلم ظللتهم سحابة مضيئة.
كما ورد في مقال الفرد دوران اليســوعي تحت عنوان هل زار الســيد المســيح مدينة بيـروت، ما يؤكد على أن الســيد المســيح تحقق أن أعداءه يكيدون له المكائد ويطلبون هلاكه، أراد ثانية الابتعاد عن الجليل. ويتابع الكاتـب حديثه عن رحلة الســيد المســيح الذي واصل طريقه الى الشــمال صاعداً على ضفة الاردن الشـمالية الى عيونه في لحف جبل الشـيخ، وفي عطف هذا الجبل مغارة تعرف باســم بانوين أي مغارة الاله بان لاختصـاصها بعبادة هذا المعبود من قديم الزمان، والتي عرفت فيما بعد بقيســارية فيليونــس وفوق بقاياها تقوم اليوم بانياس الحديثة. وتقراء هناك نقوش باليونانية ما معناه: بانياس مدينة الملجـأ.
ثم يتابع المؤلف فيقول: ولا نظن ان الســيد المســيح أطال المكث في قيســارية فلم يؤثر في قلبه شيء من محاسـنها وفخامة أبنيتها وبهجة مناظرها الطبيعية من أشـجار باسقة وآكام تتوجها الثلوج وإنما كانت نفسـه مفعمة بإكدار السـاعة تتوق إلى الوحدة والانفراد فكان تارة يصعد إلى مشـارف حرمـون وتارة يتبطن الاودية ويتـابع الكاتب: وكأني به أي الســيد المســيح يردد صـلاة لداوود توافق أحواله أي موافقة.
لماذا تكتئبين يا نفسـي وتقلقين في... إلهي أذكرك من أرض الاردن وجبال حرمون
ولما انتهى من صلاته ومن مناجاة الرب أراد أن يكشـف عن أبصـار تلاميذه شـيئاً من حجاب الغيب بإزاء تلك المحاسـن الطبيعية البديعة في لحف تلك المشـارف التي خصها البشـر بعبادة الاصنام لا سـيما بعل حرمون وفي هذه المنطقة تجلى إيمان بطرس حيث تم تطويبه.
كما ازدهرت الكنائـس والاديرة في هذه البقاع، لا سـيما في العهد البيزنطي عهد الغسـاسـنة، وما زالت آثار بعض الاديرة قائمة حتى الان فضلاً عن الكنائـس المنتشـرة في غالبية القرى والبلدات المعروفة.
واما في العهد الاسـلامي فقد انتشـرت الديانة الاسـلامية في منطقة جبل الشـيخ خلال العهد الاموي وما بعده واقيمت المســاجد ودور العبادة وهي قائمة حتى الان ولعل أهمها وأقدسـها المســجد الموجود في المشــهد والمعروف بمقام الخليل ابراهيم والذي سـبق ذكره.
وجاء في تاريخ العرب أن الكعبة المشرّفة بُنيت من حجارة أحضِرت من خمسة جبال، كان حرمون المقدس أحدها.
إن الحديث عن العبادة والمقامات والهياكل والمزارات يطول، ويطول جداً ولكن ما يمكن اسـتخلاصه وتأكيده أن جبل الشــيخ له قدسـيته لدى الجميع.
أما في عهد الرسـالات السـماوية فكان لها انتشـار واسـع لا سـيما المسـيحية والاسـلام. أضف هذا إلى كله ان جبل الشـيخ كان دائماً مقصـد النسـّـاك والمتصوفين والمتعبدين وملجـأً لهم وملهمـاً.
إعداد مهند شاهر البيضه
منقول من
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
إقامة كنيسة التجلي فوق إحدى قمم جبل حرمون
++++++++++++++++++++++++++++
سعيد معلاوي 26\6\2011 | النهار
في انتظار الاذن الرسمي من الدولة للمباشرة في البناء..
تجلّي السيد المسيح فوق احدى قمم جبل الشيخ قبل أكثر من الفي عام لا يزال يشغل العالم، ويحاكي الاجيال. وفي اشارة الى أهمية هذه المناسبة اقيم أخيراً قداس في كنيسة مار نقولا في راشيا الوادي، لوضع الحجر الأساس لاحقاً لكنيسة تقام فوق هذه التلال وتحمل اسم كنيسة التجلي، رعاه البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم ممثلا بالمطران غطاس هزيم وفي حضور مطران صيدا وصور وتوابعهما للروم الارثوذكس الياس كفوري، وحشد من المؤمنين يتقدمهم ممثل رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
عن فكرة بناء كنيسة في المكان قال المطران كفوري لـ"النهار": "أتيت مطراناً على هذه الابرشية المباركة منذ العام 1995. ومنذ وصولي وجدت ان الناس هنا ومن كل الطوائف معتادون أن يصعدوا في 5 آب من كل سنة الى جبل الشيخ، "جبل حرمون"، ويمضون الليل هناك، يتسلقون الى القمة ويصعد معهم الكهنة ليقيموا القداديس بمناسبة عيد التجلي. هذا تقليد قديم لم أخترعه أنا أو الذين معي اليوم". لكن لماذا المشروع حالياً؟
الجبل للجميع
يقول المطران كفوري "نحن نقرأ في الاناجيل الثلاثة، متى، مرقص ولوقا أن السيد المسيح أتى الى هذا الجبل وتجلى على قمته، هو وبطرس ويعقوب ويوحنا ومعه كان موسى وايليا. وهذا حدث مهم في ايماننا المسيحي، حدث التجلي كالمعمودية، والقيامة. يحب الناس هذه المناسبة، ويؤمنون بها، يأتون من كل المناطق. العام الفائت، كان هناك زوار من صور وطرابلس وبيروت ومن الجبل ومن زحلة، من أجل ذلك وبناء لإلحاح المؤمنين، وليس قراراً مني، استمررنا في هذا التقليد وعملنا على تطويره، فأخذنا نقيم الصلاة على الجبل، والبعض عمّد أولاده فوق، في ظل أجواء من الفرح، ويختلط الشباب من كل الطوائف في مشهد رائع وجميل. لذا ارتأينا أن يستمر هذا التقليد. وأثناء التداول مع أصحاب الشأن والمعنيين بهذه المناسبة، فكرنا أن نبني كنيسة صغيرة على هذا الجبل، وهذا الامر ليس تحدياً لأحد، وليس تعدياً على أحد، وليس انتقاصاً من كرامة أحد. قيل لنا ان الارض للدولة، فليأتٍ من يشاء ويبني جامعاً وحسينية وخلوة وسائر العبادات، هذا جبل مقدس واسمه هكذا حرمون من قديم الزمان، قبل حتى المسيحية، هو لكل الاديان ولكل الطوائف".
الاذن الرسمي أولاً
وعن الخطوة الاولى في هذا الاتجاه قال المطران كفوري: "نحن نسعى للحصول على اذن من الدولة، لا نريد أن نعتدي على ارض الدولة أو أية اراض خاصة، نحن ننتقد من يعتدون على اراضي الدولة، وإذا لم نُعطَ الاذن فهناك ملك خاص لأحد أبناء الرعية قريب من تلك التلة، فسنبني عليه، ولن نبدأ بالبناء قبل أن نحصل على الرخصة الرسمية من الدولة". وعن تمويل المشروع قال انه من التبرعات، "وننتظر ايفاء وعود كثيرة، وهناك اتصالات من خارج لبنان ايضاً أبدى أصحابها استعدادهم لكل ما يطلب منهم لدعم هذا المشروع الحلم". واضاف "في هذه المناسبة أتقدم بالشكر من كل الذين تبرعوا والذين أبدوا رغبة في التبرع ايضاً، لأن هذا المشروع هو للجميع، أكرر وليس لنا فقط، وخصوصاً أولئك الذين من غير أبناء الطائفة المسيحية، هؤلاء لهم أجران، أجر مضاعف ونشكرهم جداً".
في حال أذنت الدولة بالبناء، متى بدء العمل؟
يجيب المطران كفوري "ما من شك في أننا جاهزون للعمل. أما بالنسبة الى الطريق التي تربط تلك التلة براشيا الوادي والتي يبلغ طولها 12 كيلومتراً والتي لا تزال ترابية، فهل سيتم تأهيلها وتعبيدها تسهيلاً لانتقال المؤمنين الى تلة التجلي قال: "الطريق يجب تأهيلها، هناك أناس يقولون بعدم تعبيدها حرصاً على وضع الجبل الأثري، لا مشكلة المهم تأهيلها بطريقة ما. وفي نظري لا شيء يمنع أن تكون معبدة، وخصوصاً ان قمة جبل الشيخ التي تعلو 2814 متراً تبقى بعيدة عن تلة التجلي أكثر من 1400 متر، آملاً في تسهيل وصول الناس الى التلة".
ورداً عما اذا كان هذا المشروع يعزز السياحة يجيب: "طبعاً يعززها كثيراً، وأكرر انه موقع عالمي، فالناس من الخارج من كندا واميركا واوستراليا، بدأوا بالتوافد الى المنطقة بمجرد علمهم بالمشروع، اعتمر قلوبهم الفرح، لأن هذا رمز للمسيحية ولكل الناس. ان السيد المسيح تجلى على هذا الجبل، على جبلنا، هذه نعمة كبرى بالنسبة الينا. أما التسمية فستكون "كنيسة التجلي".
ويختم المطران كفوري مكرراً "محبتنا لكل الناس، وخصوصاً الذين تعاونّا معهم"، داعياً الجميع الى المشاركة في 5 و6 آب المقبل في الاحتفالات الكنسية فوق تلة التجلي.
منقول من
-----------------------
جبل حرمون ( او جبل الشيخ فى سوريا كما يطلق عليه حاليا )
ويسمي بجبل الشيخ كناية إلى الرأس المكلل بالثلج، كما يكلل الشيب رأس الشيخ.
لانه دائما مغطى بالثلوج و مميز ببياضها الناصع
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
ترنيمة المصاعد لداود ( مزمور 133 )
هوذا ما احسن وما اجمل ان يسكن الاخوة معا.
مثل الدهن الطيب على الراس النازل على اللحية لحية هرون النازل الى طرف ثيابه.
مثل ندى حرمون النازل على جبل صهيون.لانه هناك امر الرب بالبركة حياة الى الابد
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
جبل الشيخ أو جبل حرمون هو جبل يقع في سوريا ولبنان. يمتـد من بانياس وسهل الحولة في الجنوب الغربي إلى وادي القرن ومجاز وادي الحرير في الشمال الشرقي .
وهو بذلك يشكل القسم الأكبر والأهم والأعلى من سلسلة جبال لبنان الشرقية التي تمتد بين سوريا ولبنان.
يحـدّه من الشرق والجنوب منطقة وادي العجم وإقليم البلان وهضبة الجولان في سوريا، ومن الشمال والغرب القسم الجنوبي من سهل البقاع ووادي التيم في لبنان. فيه ثلاث قمم الأولى في الشرق وتعلو 2145م والثانية في الغرب وتعلو 2294م والثالثة، تسمى شارة الحرمون وهي الأعلى وتعلو 2814م.
ويسمي بجبل الشيخ كناية إلى الرأس المكلل بالثلج، كما يكلل الشيب رأس الشيخ
الغابات الكثيفة التي كانت منتشـرة أكسـبت هذا الجبل مسـحة رائعة الجمال ورونقاً بديعـاً ، فقممه بيضـاء ناصعة يليها زنار عريض أخضر يتدرج حتى الأودية وأهم الأشـجار كان السـنديان أو البلوط والملول والقيقب واللبنا والزعرور والبطم والفرعم وغيرها، وقد أمدت المناطق المجاورة والبعيدة بكميات ضخمة من الأخشـاب للصناعة والتدفئة ومع الأسـف فالجبل اليوم أصبح أجرداً بينما كان زاهراً يُضرب بخضرته وأشـجاره المثل.
لقد شـهدت سـفوح هذا الجبل وأوديته والسـهول المحيطة به أحداثاً تاريخية هامة جداً في الأزمنة القديمة والمتوسـطة والحديثة والحالية فكان لها التأثير الهام على العمران والسـكن وحياة الناس ، لقد جرت معارك كبيرة فانتصرت جيوش وتقهقرت أخرى وبنيت قلاع وتهدمت حصون نتيجة المعارك والصراعات والزلازل، كما أقيمت دور عبادة وصوامع للمتعبدين والزهـّاد وأختبأت جماعات كثيرة خوفاً من الغزاة أو الحكام.
تعتبر الوجهة الغربية من جبل الشيخ منطقة جبلية نائية تخلو من التواجد السكاني، خلافاً لحال السلسلة الغربية وقد يعود ذلك إلى أسباب أمنية أو جغرافية، نسبة إلى بعدها عن المدينة. وهذه المرتفعات لا تقل شأناً عن جارتها السلسلة الغربية لجهة ما تشكله من أهمية على صعيد السياحة على مدار السنة. وجبل الشيخ المرتفع 2814 متراً عن سطح البحر، كان عبر التاريخ ولا يزال موطن الثلوج طوال أيام السنة، مما يسمح بممارسة رياضة التزلج وإقامة المجمعات السياحية، في المرتفعات الجنوبية حيث تسيطر اسرائيل أقامت منذ سنوات مجمعاً سياحياً عند قمة الزلقا ومركزاً للتزلج.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
من أعظم وأبرز معالم الجولان السوري بل وغدى رمزاً يكاد لا يذكر الجولان دون ذكره، قلعة صامدة أبية كللت بالبياض الناصع عاكسة تاريخاً عريقاً.
حرمون وباسمه الحديث، جبل الشيخ، هو أعلى جبال السلسلة الشرقية، الممتدة على الطرف الشرقي لسهل البقاع، بطول 170 كم في وضع متواز تقريبا مع السلسلة الغربية. وهي تنحدر سريعا نحو الغرب باتجاه البقاع، تحت تأثير الأخدود الإنهدامي. بينما تنحدر ببطء شديد إلى الشرق حيث البادية السورية. يخترقها شق عرضي عند وادي القرم، ويقسمها إلى قسمين: القسم الشمالي: وهو الكتلة الرئيسية، ويبلغ أقصى ارتفاعه 2629 في قمة موسى القسم الجنوبي، وهو أقل اتساعا من القسم الشمالي، ولكنه أكثر ارتفاعا، وفيه جبل حرمون وارتفاعه 2816م. يقع الجبل على الحدود المشتركة لسوريا ولبنان وفلسطين، ويمتد من مدينة بانياس السورية في الجنوب، إلى جبل المازر المتاخم لقرية دير العشائر قضاء راشيا، بطول 60 كم وعرض 30 كم. يرتفع إلى أعلى بشكل هرمي، يتصاعد باضطراد من الأودية السحيقة إلى القمة الشاهقة. وبالنظر لانحرافه منفردا عن بقية الجبال من حوله، فإن في وسع من يقف على هذه القمة أن يرى الشواطئ اللبنانية والفلسطينية حتى جزيرة قبرص، وأن يشاهد القدس وجبل عجلون، وسهول سوريا حتى بادية الشام، وسهل البقاع حتى بعلبك، وجبال لبنان حتى صنين.
يتربـع هـذا الجبـل على مسـاحة واسـعـة تمتـد من بانيـاس وسـهل الحـولة في الجـنوب الغـربي إلى وادي القـرن ومجـاز وادي الحـريـر في الشـمال الشــرقي وهو بذلـك يشـكل القـسـم الأكبر والأهـم والأعـلى من سـلسـلة جبـال لبــنان الشــرقية المعـروفة بآنتي ليـبـون.
يحـدّه من الشـرق والجنـوب منـطـقة وادي العـجـم وإقليـم البـلان وهـضـبة الجـولان في ســوريا، ومن الشـمال والغـرب القـســم الجنـوبي من سـهل البقـاع ووادي التـيـم في لبــنان وفيه عـدة قمـم أعـلاها قمـة جبـل الـشـيـخ المـعـروفـة بقـصـر عنتـر أو شـبيـب وتعـلو 2816 م عن سـطح البـحـر ويبلغ امتـداده الطـولي 60 كلم.
تسميته حرمون قديمة، فقد ذكر المؤرخ فيليب حتي قوله: "إن جبل الحرمون بفضل تكوينه الطبيعي وموقعه الجغرافي، هو أجمل قمة في هذه السلسلة وأشدها روعة وجلالا، وأبرزها إلى عين الرائي من مسافات بعيدة، وقد سمّاه الأموريون "شنير" وسماه الفينيقيون "سيريون". وكان هذا الجبل مقدسا للإله بعل حرمون الذي ظلت عبادته معروفة إلى زمن طويل بعد كتابة أسفار العهد القديم. عرّفه جغرافيو العرب بجبل الثلج، وقد تكون هذه التسمية ترجمة لاسمه في الآرامية "طور تلجا". وقد تبقى الآن اسـمان فقط من هذه الأسـماء، همـا جبل الشـيخ أو حـرمــون يعرف بهما وتعتمدهما الكتب والموسـوعات الجغرافية والتاريخية وسـائر الدراسـات والابحاث والوثائق التي تتعلق بالمنطقة.
أما تسـمية جبل الشـيخ وجبل الثلج، أو الجبل الشـيخ فهي أسـماء عربيـة اعتمـدها الكتـّاب والشـعراء والجغرافيون العـرب وقد وردت في الكثير من النصـوص الأدبية والجغرافية لا سيما عند الرحـالة والجغرافيين العـرب وفي بعض الأشـعار العربية ، وقد أكـد فيليـب حـتـى ان الأسـم الأصـح هو الجبـل الشــيخ.
وفي رحـلة ابن جبير يصف مدينة دمشـق فيقول: والمدينة تشـرف على سـهل يمتد جنـوباً في غرب نحو قمة مهيبة من قمم لبـنان يسـميها العـرب جبل الشـيخ لأنها مجـللة أبـداً بالثلوج.
كما ورد في كتاب المقدسـي أحـدث التقاسـيم في معرفة الأقاليم: جبل الشـيخ أو جبل الثلج وقد أتاه سـكانه عمومـاً من شـرق سـورية.
ويصـف أبو الفداء بانيـاس بقوله: أنها في لحف جبل الثلج.
وكثير من مؤرخي الغسـاسـنة اعتمدوا أقوال شـعرائهم بتحديد ملكهم من جبل الشـيخ حتى خليج العقبة، وقد ورد ذلك في شـعر حسـان بن ثابـت إذ قال في إحـدى قصـائده.
ملكـاً من جبل الشـيخ الى جانبي أيلـة من عبـدٍ وحـرّ
وأسـماه العرب جبل الشـيخ لوجود الثلج على قممه غالبية أيام السـنة حيث يشـبه بياض العمامة على راس الشـيخ أو الجبل الشـيخ لمهابته وعظمته وكبره عما حوله لقدسـيته.
ولا غرابة إن تعددت أسـماء هذا الجبل فهو في قلب منطقة حفلت بالاحداث التاريخية منذ أقدم العصـور حتى اليوم وتعاقب فوق ثراها الكثير من الشـعوب والعديد من الامـم وشـهدت حـروبا ً ومعـارك لا تعد ولا تحصـى وإذا أتيح للمؤرخين أن يدونوا الكثير منها فلا شـك ان الكثير قد ضـاع وأغفل أيضـا ً.
لقد قامت امبراطوريات وممالـك وإمارات ثم زالت كما ازدهرت حضـارات وانتشـرت عقائد وأديان وكلها تأثرت بشـكل أو بآخر بهذا الجبـل وبموقعـه الذي أحبـه سـاكنوه وتعـّشـقوا أرضـه وذادوا عن حياضـه، هـابه جيرانه فقـدّسـوه وعبدوه آلهـة واسـتجار به آخـرون ولجأوا اليه وأقاموا معابـد لهم. كلهم زالوا وبقى بهامتـه الشـاهقة شـاهـداً على ما جـرى محـتضـناً آثارهم في الأودية وعلى جوانبـه أو على قمـمـه فهو لـدة الدهـر ورفيـق التاريـخ.
لقد عرفه الأموريون الذين سـيطروا في القرن الثالث قبل الميلاد على رؤوس التلال والمواقع الاسـتراتيجية في ســوريا الجنوبيـة باســم " شـنير" وعبـده بعض الأقدمين بأسـم بعل حـرمـون، كما أُطلق عليه اسـم سـعير.
هذا الجبل الشـامخ المهيب يطل على أماكن واسـعة جداً من البلاد السـورية، فالواقف على ذراه ولا سـيما على قمة قصـر عنترة (قصر شبيب) بإمكانه مشـاهدة مدينة دمشـق وسـهول حوران وبادية الشـام وهضبة الجولان في سـوريا وقسـماً من المناطق الشـمالية الاردنية وعلى هضـاب فلسـطين وجبال الجليل والخليل وسـهل الحولة جـورة الذهـب وبحيرة طبريا في فلسـطين، كما يطل على سـهلي البقاع ومرجعيون وجبل عامـل وجبل الريحـان وهضـاب سـلسـلة جبال لبـنان الغربية وقممها المطلة على البقاع كما يمكن رؤية البحـر الابيض المتوسـط وجزيرة قبرص.
حرمون إضافة إلى هيبته الكبيرة، يبدو للرائي الجوّال، في هضابه وأوديته وتضاريسه المدببة والمسطحة، خميلة مدهشة الألوان والانعكاسات. فأي إطلالة عليه تضفي لونا مختلفا، يتبدّل ويتنوّع في النهار الواحد بتبدل الساعات ومواقع الشمس. هذا التنوع يبلغ ذروته، عندما تميل الشمس إلى المغيب، فتتحوّل السمرة التي تغلب على الجبل إلى صفراء، وتغدو تربته بنفسجية، ينعكس عليه الشفق، فتغدو حمراء فاتحة، ثم ينمحي المشهد المزخرف عند هبوط الليل وتتوشى على تلك الكتل السامقة بالضوء الفضي تحت ضوء القمر المنسكب عليها من السماء. يقصده الزوار للاستمتاع بمشهد شروق الشمس وغروبها، والسهر مع القمر وشعشعة النجوم، التي يشعر المرء أنه قادر على التقاطها لقربها من السماء، هذه الروعة قد لا تجد لها مثيلا في العالم. وتوجد في جبل حرمون تربة خاصة بسبب التضاريس الطبيعية، وأوضاع المياه فيه، ولذلك فهو يحتوي على نباتات فريدة من نوعها. فقد كان حرمون عامرا بالأحراج في العهود السابقة، أكثر من الوقت الحاضر. وكل المصادر التاريخية كانت تتحدث عن غابة غضة كانت تغطي حرمون، تتشابك فيها جميع أنواع الشجر، الذي ما زال ينمو في محيط الجبل منها: السنديان، الملول، البلوط، الشوح، الزعرور، الشربين، البطم، البرقوق، القيقب، والعجرم. وتشير المصادر التاريخية، أن أخشاب لبنان عامة وحرمون على الخصوص، كانت تموّل دور الصناعة في العالم القديم، لا سيما صناعة السفن، وأدوات الحرب، وتزيين القصور والمعابد. وهذا ما أدّى في فترات تاريخية متعاقبة، إضافة لعوامل الطبيعة، إلى زوال هذه الغابة. وذكرت مراسلات تل العمارنة أن جالية مصرية كانت تقيم في جبيل، أوفدها الفراعنة إلى المنطقة، لتزويد مصر بالأخشاب اللبنانية. وقُدّرت شحنة الخشب الواحدة في عهد الفرعون سنفرو، بحمولة أربعين سفينة، ووُجدت بقايا أخشاب الأرز في قبور الفراعنة المكتشفة حديثا. يمتاز حرمون بغطاء عشبي كثيف متنوع، نادرا ما يعرف اليبوسة، بفعل الوشاح الثلجي الأبيض، الذي يغطي المنطقة معظم أيام السنة. ومنها ما هو صالح للأكل، كالخبازي والهندباء والرشاد والشومر والزعتر، ومنه ما هو صالح للحيوانات، وآخر يدخل في عداد الأعشاب الطبية الفريدة، حيث يمكن وصف حرمون بالصيدلية الطبية الغنية بصنوف لا تتوفر في أي مكان في العالم يقصدها العرب والأجانب من أماكن بعيدة، في سياق ما يصح تسميته بالسياحة العلاجية. ويروي المسنّون، أن المغاربة كانوا يقصدون جبل الشيخ في الخمسينات، للحصول على عشبة قاتلة للأمراض، تبعث إشارات ضوئية ويضعون عليها الرماد لتمييزها في الصباح بعد شروق الشمس. وفي المدة الأخيرة ظهر نبات الزلّوع، الذي يمتاز بخصائص طبية مميزة. وفي العالم العربي والعالم أجمع، يشتهر عسل جبل الشيخ فهو مشهور في الدول العربية.
ويقول فيليـب حتـي: كان عدد من القبائل العربية قد أوغل في هذا الجبل ولا سـيما من الجنوب ومع ذلك فقد بقيت فيه غابات كثيرة وكان المسـافر حتى أواخر القرن الرابع عشـر يصـادف الاسـود والدببة والخنازير البرية والحمير الوحشـية، ويضيف: نظراً لكثرة الفواكه البرية والبقول الصالحة للطعام وغزارة المياه العذبة غدا ملجأ ً مسـتحباً لرهبان النصـارى ومتصوفة المسـلمين مناخـه: يتميز بالاعتدال صيفاً والجفاف وطيب الهواء ورطوبة وبرودة قارسـة شـتاءً، حيث تهطل الامطـار غزيرة على الاودية والمنخـفـضـات وأما الهضـاب والسـفوح والتلال والقمم فتتسـاقط عليها الثلوج، لا سـيما في أشـهر كانون الاول وكانون الثاني وشــباط وآذار، وربمـا تتســاقط في نيسـان وحـزيران أوان الحـصـاد.
تبلغ سـماكة الثلج عدة أمتـار في بعض السـنوات وقد تصل إلى عشرة أمتار، مما يسـمح للجبل بإختزان كميـات لابأس بها من المياه التي تتفجر ينابيع على جوانبه وفي أوديته، منها ينابيع عرنـة وبيت جن وبانياس أحد روافد نهر الاردن في ســوريا ونبع اللدان في فلسـطين والحاصباني والوزاني وينابيع شــبعـا في لبــنان فضـلاً عن ينابيع وعيون كثيرة.
إن جبل الشـيخ الذي يختزن هذه الكميات الضخمة من المياه في جوفه كان يزدان بخضرة بديعة تكسـو جوانبه وسـفوحه حتى ارتفاع ما دون الألفي متر عن سـطح البحر المعروف بخط الأشـجار.
لقد شـهدت سـفوح هذا الجبل وأوديته والسـهول المحيطة به أحداثاً تاريخية هامة جداً في الأزمنة القديمة والمتوسـطة والحديثة والحالية فكان لها التأثير الهام على العمران والسـكن وحياة الناس، لقد جرت معارك كبيرة فانتصرت جيوش وتقهقرت أخرى وبنيت قلاع وتهدمت حصون نتيجة المعارك والصراعات والزلازل، كما أقيمت دور عبادة وصوامع للمتعبدين والزهـّاد وأختبأت جماعات كثيرة خوفاً من الغزاة أو الحكام، فهو موئل المضطهدين ومحط رحال الرجال الاحرار أباة الضيم
وفي فترات السـلم تطور العمران ونشـطت الزراعة وتعززت التجارة وعبرت القوافل واقيمت الأسـواق وبعض التجمعات التجارية الصغيرة فضلأً عن الصناعات النشـيطة والحرف البسـيطة
إن جبل الشـيخ يضم في حناياه وعلى منحدراته وسـفوحه وقممه كما في أوديته آثاراً مهمة فلو نطق التراب وتحدث الصخر لكان لدينا الآلاف من الروايات والأحاديث التي تروي ما جرى من أحداث ولأفصحت عن التضحيات التي بذلها الأجداد وفي ظل كل شـجرة من أشـجاره ووراء كل صخرة من صخوره وفي شـعابه آلاف من حكايات المجد وقصص البطولة تتحدث عن شـجاعة أبناء جبلنا وكفاحهم وصلابتهم
قـداســة جبـل الـشــيخ
لا شك أن هذا الجبل الضخـم المهيـب المرتفع عما حوله والذي يطل ويشـرف على أراضٍ وصحـاري شـاسـعة مترامية الاطراف لا سـيما في الشـرق والجنـوب، قد شـغل أفكـار الناس المحيطين به الاقربين والابعدين على السـواء فاختلفت نظرتهم إليه بين إعجاب ودهشـة ورهبـة وخـوف أو محبـة وعشـق وتقديـس. فمنهم من أعجب بمناظره الخلابة فتغنى به واعتبره مصدر خير وعطاء. ومنهم من هابه وخافه فعبده وقدّســه وأقام له مركز عبادة، ومنهم من التجئ إليه خوفاً من الأعداء ومهما تعـددت واختلفـت النظرات إليه فقد بقي محط أنظار الناس حوله منذ القدم فكان معبوداً لبعضهم ومقدســاً لدى البعض ومكان عبادة لآخرين. وما يؤكد ذلك إنتشــار المزارات وأماكن العبادة ســواء على الذرى ورؤوس التلال أو في الحنايا والأودية والهضاب والكثير منها ما زال قائماً حتى اليوم ومنها ما تعرض للتدمير والخراب بسـبب الحروب والزلازل فتهدم. وبقيت آثار بعضها وزال أثر البعض الآخر.
تاريخيا كان الجبل العظيم أقدس الجبال، وأهم مركز العبادات عند السوريين الأقدمين. فقد عبده الفينيقيون، وأطلقوا عليه اسم أحد آلهتهم، البعل حرمون. وقد أقاموا لبعلهم هيكلا إلى جانب الصخرة الكبيرة التي تكلل قمته، ولا تزال آثار المعبد باقية، وهو مبني بالحجر الأزرق المدقوق دقة ناعمة، وقد أحاط الفينيقيون الهيكل بسور مستدير من الحجر ذاته والدقة ذاتها في خرزات متساوية الأحجام، يبلغ طول كل واحد منها، حوالي المتر، بقيت متلاحمة في السور، بسبب دقة صنعها، وضبط بنيانها. ويطلق الأهالي على الهيكل والسور اسم"قصر شبيب" وهو أحد ملوك تُبّع، فقد ورد أن الملك شبيب، كان يأتي من اليمن ليقضي الصيف في هذا القصر. وكان الفينيقيون يحجّون إلى حرمون أواخر الصيف لتقديم القرابين. وكان من عاداتهم سكب جرار الماء التي يحملونها من البحر على أرضه، إيمانا منهم بأن فعلتهم هذه تنيلهم رضا الإله حرمون، فيستمر بتزويد الينابيع بالمياه إلى آخر الصيف. وقد لاقت المعابد في حرمون اهتماما بالغا من الرومان، الذين أعادوا تجديدها وتوّجوا أعلى الجدران بتيجان مشابهة لمعابد باخوس وجوبتار في بعلبك، وبقيت هذه المعابد تتمتع باحترام كبير، وبحركة حج تكمل زيارة بعلبك ومعابدها حتى القرن الخامس للميلاد. وقد عدّد الرحالة الانجليزي تومسون الذي زار البلاد بحدود عام 1852 أنه دار حول جبل الشيخ، وسجّل عشرين معبدا، أضخمها وأجملها تنظيما معبد هبّاريا ".
لقد اهتم الكنعانيون بجبل حرمون وأعجبوا به وهو الذي يشــرف على بلادهم بمهابة فأقاموا على قمته هياكل للعبادة ولقبوه باسـم بعل حرمون أي حرم الإله بعل، وكان لهم أماكن مقدسـة ومزارات على رؤوس التلال في الهواء الطلق.
كما ان الكثير من الاقوام الذين سـكنوا المناطق المحيطة به كانت تعبده. كذلك اقام الرومان معابد على قممه لعل أهمها المعبد المقام في أعلى قمة من الجبل والتي ترتفع 2816 م عن سـطح البحر والمعروفة بـ قصر عنترة أو شـبيب وما زال البعض يســميها المحرق الروماني.
وآثار بعض الهياكل موجودة على التلال والهضاب وأهمها الآثار الموجودة على أعلى قمة للجبل، حيث توجد أحجـار ضخمة منحوتة.
وقد نظرت بعض الاقوام إليه كمصدر عطاء وخير وبركة فكانوا يحجون اليه في نهاية الصيف، أي عند انتهاء جني المواسـم الزراعية وجمعها للشــكر وطلب المزيد وحتى لا يكون حرمان أو نقص في المواسـم خلال العام المقبل. وكانت لهم مزاراتهم حيث يقيمون الاحتفالات.
وجاء في التاريخ الكنسي المسيحي عن مسألة تجلي السيد المسيح على جبل حرمون، فقد صعد المسيح عليه السلام، وثلاثة من تلامذته من بانياس على الجبل العالي، وعاد ليشفي صبيا. وقد جاء في النص الإنجيلي: "أخذ يسوع بطرس ويعقوب وأخاه يوحنا وانفرد بهم على جبل عال، وتجلى بمشهد منهم وأشرق وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور، وبينما هو يتكلم ظللتهم سحابة مضيئة.كما ورد في مقال الفرد دوران اليســوعي تحت عنوان هل زار الســيد المســيح مدينة بيـروت، ما يؤكد على أن الســيد المســيح تحقق أن أعداءه يكيدون له المكائد ويطلبون هلاكه، أراد ثانية الابتعاد عن الجليل. ويتابع الكاتـب حديثه عن رحلة الســيد المســيح الذي واصل طريقه الى الشــمال صاعداً على ضفة الاردن الشـمالية الى عيونه في لحف جبل الشـيخ، وفي عطف هذا الجبل مغارة تعرف باســم بانوين أي مغارة الاله بان لاختصـاصها بعبادة هذا المعبود من قديم الزمان،