كهف "بانياس الجولان".. حيث خاطب السيد المسيح "بطرس الرسول"
«يذكر أنجيل "متى" الرسول 16/13_19 أن السيد "المسيح" توجه في إحدى جولاته مع تلاميذه إلى "قيصرية فيلبي" وهي مدينة "بانياس" في أقصى شمال الجولان، حيث وقف أمام كهف "بان" العظيم الذي يخرج منه نبع الأردن، حيث سلم "يسوع" رسوله "بطرس" مقاليد السلطة في الكنيسة، هذا الحدث المفصلي في تاريخ المسيحية حدث على أرض الجولان ومن هنا تعد أرض الجولان أرضاً مقدسة ومقصداً للحجاج المسيحيين السائرين على خطا السيد "المسيح"».
يصف الكتاب: «بأن منطقة الجولان كانت معقلاً وثنياً وكانت بانياس ويشير هنا بأن السيد "المسيح" قام بزيارة خاصة لبانياس بالغة الأهمية، حيث سلم "يسوع" رسوله "بطرس" مقاليد السلطة في الكنيسة، فقد اتخذ السيد "المسيح" من معبد "بان" الوثني في "بانياس" مثلاً محسوساً فاختار "بطرس" أمام هذا الهيكل الجبار، ليقيمه راعي رعاة الكنيسة وأساساً لها، وقد ورد في أنجيل "متى" 16/13 ـ 19 ما يلي: ولما انتهى "يسوع" إلى ضواحي قيصرية "فيليبي" سأل تلاميذه قائلاً: «من ترى ابن البشر في نظر الناس؟ قالوا: بعضهم يقول إنه "يوحنا" المعمدان، وغيرهم: انه "إيليا"، وغيرهم انه "إرميا"، أو واحد من الأنبياء. ـ فقال لهم: وفي نظركم، أنتم، من أنا؟ أجاب "سمعان بطرس"، وقال: أنت المسيح، ابن الله الحي. ـ أجاب يسوع، وقال له: طوبى لك يا سمعان باريونا، فإنه ليس اللحم والدم أعلنا لك هذا، بل أبي الذي في السماوات، وأنا أقول لك: أنت صخر، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها، وسأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السماوات، وما تحلّه على الأرض يكون محلولاً في السماوات». وقد انتشرت المسيحية ببطء في بادئ الأمر في (بانياس والجولان)، بسبب المقاومة الوثنية واضطهادات الأباطرة وولاتهم والحكام المحليين، وبدأت المسيحية تلقى تجاوباً متنامياً، منذ بدايات السلام الروماني، الذي بزغ فجره في عهد الإمبراطور "قسطنطين" الكبير، بعد أن أطلق الحرية للدين المسيحي وشجعه في عام 313، فتحولت منطقة الجولان وجدير بالذكر: «أن مدينة "بانياس" الجولانية المحتلة تقع عند الأقدام الجنوبية الغربية لجبل حرمون (الشيخ)، وفي زاوية ملتقى واديي خشبة في الشمال، وسعار في الجنوب، مع نهر بانياس، وعلى بعد (18) كم شمال غرب مدينة القنيطرة، حاضرة الجولان، و(15) كم جنوب شرق مرجعيون في لبنان، و(37) كم شمال بيت صيدا، و(6.5) كم غرب بحيرة مسعدة (رام، فيالا)، وعلى ارتفاع (320) متراً فقط، فوق سطح البحر». ملاحظة: صور الكهف من ملحق الصور لكتاب (المسيح في الجولان) تاريخ وآثار للباحثين "تيسير خلف" و"عزالدين سطاس". |
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire