Translate

mardi 5 avril 2011

تنقيبات بحرية للعثور على مرفأ جبيل الفينيقي


النهار 5-4-2011
اين يوجد مرفأ جبيل الكنعاني - الفينيقي؟
هذا السؤال الذي يحير خبراء الآثار وعلماء التاريخ منذ فترة طويلة، ستحاول بعثة لبنانية – فرنسية الاجابة عنه في اطار مهمة علمية تحت المياه قبالة ساحل جبيل وبلاط، تبدأ في ايار المقبل وتنتهي في تشرين الاول 2012. وقد وضع اخيرا اتفاق رباعي بين وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار و"الكوليج دو فرانس" وبلدية جبيل و"مؤسسة طلال المقدسي الاجتماعية " من اجل "وضع مشروع استكشافات اثرية عند ساحل جبيل يهدف الى اعادة تكوين تاريخ موقع مرفأ جبيل موضع التنفيذ " على ما اعلنه وزير الثقافة سليم وردة. ويشمل المشروع ثلاث نقاط:
-
اجراء تنظيف سطحي وتنقيب في منطقة عصر البرونز عند رأس جبيل مع دراسة المقلع البحري في منطقة اسفل التل.
-
اجراء اسبارات في خليج السخينة وخليج نهر الفيدار، في المنطقة الواقعة الى الجنوب من موقع جبيل الاثري.
-
رفع المراسي الحجرية الموجودة تحت المياه في قعر المحلة المعروفة بـ"دارة مارتين".
وستنفذه بعثة لبنانية - فرنسية مشتركة برئاسة البروفسور نيكولا غريمال من "الكوليج دو فرانس" وخبيرة الآثار مارتين فرنسيس، وتضم خبراء آثار وغطاسين لبنانيين، بالتعاون مع وزارة الثقافة - المديرية العامة للآثار التي ستقوم بالاعمال الطوبوغرافية والجيوفيزيائية، في حين ستقدم بلدية جبيل التسهيلات اللوجستية والميدانية الضرورية لحسن سير تنفيذ هذه الاعمال، بتمويل من "مؤسسة طلال المقدسي الاجتماعية " بمبلغ قيمته 50 ألف دولار للمرحلة الاولى.
ابحاث بحرية
بيبلوس المدينة المأهولة الاقدم في العالم والتي يعود عمرها الى 8 آلاف سنة، مدرجة في " لائحة التراث العالمي" للأونيسكو منذ عام 1984. المرفأ القائم حاليا والمعروف بمرفأ الصيادين يعود الى القرون الوسطى، اما المرفأ القديم الذي شهد على ازدهار تجارتها مع مصر وتصدير خشب الارز اليها مغمور اليوم تحت المياه، وموقعه غير محدد بعد ويحاول الباحثون العثور عليه، وهو يعود الى عصر البرونز الذي يمتد بين 3500 و 800 ق.م، ويعرف بالمرفأ الكنعاني.
وفي لقاء مع "النهار" تشير الرئيسة التنفيذية للبعثة مارتين ألوش الى انه " تم التنقيب سابقا على اليابسة في جبيل اي في الموقع الاثري وليس في البحر، على يد العالم الفرنسي موريس دونان، رغم انه موقع بحري بامتياز منذ العصر النيوليتي اي منذ 8 آلاف سنة. وبدءا من عام 1998 اجرت خبيرة الآثار البريطانية المعروفة بالتنقيب تحت المياه اونور فروست، سلسلة ابحاث اثرية على طول شاطىء جبيل في الاماكن الناتئة منه والمغمورة، وأعطت بعض المؤشرات التي سننطلق منها ومن نتائجها في بعثاتنا المقبلة ".
مراحل التنقيب
وتشير ألوش الى أن "المشروع الجديد للتنقيب البحري يهدف الى العثور على المرفأ الكنعاني، وسيتم على ثلاث مراحل:
المرحلة الاولى تمتد بين ايار وحزيران 2011، وهي بدورها ستقوم على 3 مراحل:
-
وضع بيان طوبوغرافي عن المقلع البحري الذي كان يستخرج منه الحجر الرملي الذي بنيت منه المعابد في عصر البرونز والقائمة حاليا في الموقع الاثري، واستكمال الدراسة التي سبق ان اجرتها الدكتورة جانين عبد المسيح عن استخدام هذه المقالع البحرية.
-
تنظيف منطقة رأس جبيل والتنقيب فيها لدرس المدافن وحدودها وعلاقتها بالموقع الاثري، وتعد 20 مدفنا كانت موجودة في تجويفات المقالع الحجرية وتم رفعها وتفكيكها اثر الاعمال الطوبوغرافية التي قامت في ايلول 2001.
-
دراسة منطقة رأس جبيل المغمورة بالمياه والواقعة جنوب المرفأ الحالي.
ووضع كل النتائج على خريطة طوبوغرافية تربط كل مناطق جبيل الاثرية.
وهذه المرحلة ستمولها "مؤسسة طلال المقدسي الاجتماعية "بقيمة 50 ألف دولار.
المرحلة الثانية تمتد بين ايلول وتشرين الاول 2011، وسيتم خلالها اجراء اسبارات جيوفيزيائية وفحص عينات من التربة في خليجي السخينة ونهر الفيدار جنوب الموقع الاثري، بهدف العثور على الصخرة الاساسية المغطاة بالرمل على عمق امتار في المياه، والتي يمكن ان تكون قد استعملت كانشاءات مرفئية في عصر البرونز وتكون تاليا المرفأ القديم الذي منه كان ملوك بيبلوس يصدرون خشب الارز. وتشكل هذه المرحلة استكمالا لما سبق ان قامت به اونور فروست والبروفسور كريستوف مورانج والدكتورة منتهى صاغية بيضون من اسبارات في عام 2000، في اطار مشروع "سيدر" والمجلس الوطني للبحوث العلمية. وفي البعثات السابقة، ظهر في المناطق المجاورة لخليج السخينة تباين في المستويات المهمة تراوح بين متر وثمانية امتار بالنسبة الى المستوى الحالي للبحر. هذه الخسوفات المتنوعة سببها، في جزء منها، التآكل او الانجراف والتغيرات التي حصلت نتيجة الهزات الارضية والزلزال الذي وقع في المنطقة في القرن السادس. وتعتبر ألوش انه مهما كان التفسير العلمي لهذا التفاوت في المستويات، من الضروري اعادة الربط بينها وبين مختلف مناطق الموقع الساحلي القديم، لاعادة تكوين مجموعة الانشاءات المرفئية من عصر البرونز، انطلاقا من العناصر التي تم العثور عليها ومن نتائج هاتين المرحلتين.
كذلك تستند ألوش الى دراسة قام بها الاثري انيس شعيا ستنشر لاحقا، تفيد ان الخشب كان يأتي من تنورين عن طريق نهر الفيدار الى الساحل، للعثور على المستودعات التي كانت توضع فيها اخشاب الارز تمهيدا لنقلها الى مصر.
المرحلة الثالثة تمتد بين ايلول وتشرين الاول 2012، سيتم فيها رفع المراسي التي يعتقد انها تعود الى عهد البرونز، من صخرة كبيرة تحت المياه موجودة على عمق 30 مترا في منطقة "ضهرمارتين" المغمورة، على بعد كيلومترين في عرض بحر جبيل، ووجد منها 7 حتى الآن عثر عليها فريق فروست عام 2003. هذه المراسي التي يراوح طولها بين 50 و80 سنتيمترا، وعرضها بين 30 و40 سنتيمترا، سترفع الى الشاطئ وتنظيفها ودراستها والمحافظة على وضعها. وستدرج في فهرس عن المراسي البحرية باشرت فيه فروست منذ عام 1969 لوضع قاموس مقارنة بمختلف انواع المراسي التي وجدت في بيبلوس.
وستشكل هذه المراسي مؤشرا لا نقاش فيه عن التجارة البحرية القديمة لبيبلوس: فمن يقُل مراسي من الحجر يقُل سفنا قديمة ومن يقُل سفنا يقُل تجارة فينيقية.
بيبلوس ومصر
ما صلة الوصل بين مصر وجبيل؟ وما الرابط مع المرفأ الكنعاني؟
تجيب مارتين ان "العلاقات التجارية بين جبيل ومصر كانت دائما مميّزة ومزدهرة، واظهرت التنقيبات الساحلية في منطقة السخنة على البحر الاحمر وفي وادي الجرف في مصر وجود انشاءات مرفئية من ميناء كامل ومرساة وسفن كان المصريون يصفونها بأنها على النسق الجبيلي، وتبنوا تقنيات بناء المرافىء على الطريقة الجبيلية. وكل ذلك موجود في الكتابات القديمة التي تحدثت ايضا عن التجار الكنعانيين الذين كانوا يتبادلون التجارة مع المصريين ايام الفراعنة مثل خشب الارز والصنوبر لاستعماله في صناعة السفن والابواب والنواويس، وكذلك اللزاب وصمغه الذي كان يستخدم في تحنيط المومياءات.
كذلك تدل الكتابات القديمة على ورق البردى ان التجارة بين جبيل ومصر كانت مزدهرة في الحقبة الكنعانية الممتدة بين الالف الثالث والالف الثاني والالف الاول ق. م.، وابرزها لتحوتمس الثالث، التي تتحدث عن مواد مستوردة من مصر وطرق نقلها والرحلات لاستقدامها. كذلك الرسوم على جدار معبد الكرنك التي تصور سفنا محملة بالخشب ورجالا من جبيل يقطعون الاشجار، تدل ايضا على مبادلات تجارية كانت قائمة بين بيبلوس ومصر.
وفي جبيل تظهر الادلة من قطع اثرية مصرية منحوتة بالكتابة الهيروغليفية والرموز الفرعونية المهداة الى ملوك جبيل، ان التجارة كانت مهمة للمصريين وأنهم كانوا في حاجة الى جبيل والخشب المستورد منها، وثمة نصوص تدل انه عندما كانت مصر في حال انحدار كانت جبيل في الوضع ذاته". وتخلص ألوش الى ان " الوثائق التي تصف الحركة التجارية لجبيل في عصري البرونز والحديد كثيرة، ولا ينقص سوى المرفأ!".
والسؤال الكبير: هل سيتم العثور على هذا المرفأ الفينيقي؟ وأين؟
مي عبود أبي عقل     
http://www.annahar.com/images/dek.gif

Aucun commentaire: