عين ابل على درب المسيح
بناء على طلب امين السر العام لجمعية " على خطى المسيح في جنوب لبنان" الاستاذ سمير سركيس ، صديق عين ابل ، وخدمة للحجاج والزائرين السائرين على دروب المسيح في جنوب لبنان كانت هذه الخلاصة التي تقدم وصفا موجزا حول المواقع التي يهم الزائرين الاطلاع عليها اثناء قيامهم بالحج الى بلدة عين ابل وجوارها.
اولا: - يمكن الوصول الى عين ابل من عدة طرق ، بالنسبة للقادمين اليها من بيروت، سواء جنوبا غربا من جهة الناقورة عبر علما ورميش،او من جهة صور وقانا وحاريص والطيري ، او شمالا شرقا من صور ، جويا ، تبنين، بيت ياحون، كونين .
ثانيا - تلة شلعبون الاثرية :
عند مدخل البلدة الشمالي الى يمين الطريق تطل على الزائر تلة شلعبون الاثرية ، وبالقرب منها تلة الدوير الاثرية ايضا. لم يبق من اثار شلعبون او شعلبيم الا القليل بسبب اعمال النهب التي تعرضت لها في السنوات الاربعين الاخيرة .
أ- ورد ذكر "شعلبيم " في سفر يشوع بن نون ( فصل ١٩) . وكان يوجد على جانبها الشمالي الشرقي حتى السنوات القليلة الماضية مدافن كان يطلق عليها اسم " جرانة الحبلى" شبيهة بقبر حيرام الذي لا يزال قسم منه قائما الى جانب الطريق بين حناويه وقانا. كما كان يوجد فوق التلة لوحات صخرية تحمل شعار الامبراطور قسطنطين ، احداها نقلها العين ابليون وادرجوها في حائط كنيسة السيدة فوق باب الكنبسة الغربي.
- من المعالم الاثرية الاخرى التي شاهدها العالم الفرنسي رينان في شلعبون قبو يصفه بأنه اقرب ما يكون الى الشكل الذي كان عليه قبر السيد المسيح ( في كتابه : "بعثة فينيقيا" Mission de Phénicie ).
- في جنوب شرقي شلعبون الى يمين الطريق العام لا تزال توجد بركة كنعانية تستخدم من اجل تجميع المياه لري البساتين المجاورة . وهي شبيهة بعدد من البرك القائمة في المنطقة ، والتي يمكن مشاهدتها في اكثر من بلدة مجاورة : كونين ،بنت جبيل ،رميش دبل.... وكلها نماذج حية باقية حول اسلوب ري الاراضي الزراعية في زمن اجدادنا الكنعانيين ( الفينيقيين) .
ثالثا- تلة الدوير الاثرية :
على بعد خمسماية متر من شلعبون تقريبا للجهة الجنوبية الغربية تقع تلة اثرية اخرى هي تلة الدوير . كان يوجد فوقها معبد من جملة المعابد المنتشرة قديما في الربوع اللبنانية على اسم الثنائي بعل وعشتروت. من بين بقايا هذا الموقع الاثري نقل العالم الفرنسي رينان سنة ١٨٦١ قطعة اثرية نادرة وصفها بانها تمثل نموذجا مميزا عن الفن الديني السيروفينيقي في عهد الاباطرة المحليين الذي حكموا في روما، مثل فيليبوس العربي وسبتيموس ساويروس وابنه كراكلا، ورجال القانون مثل باولينوس الصوري وغيرهم بين القرنين الثاني والثالث ب م.
- تخليدا لتراث الدوير الفينيقي الكنعاني والحفاظ على ما تبقى منه اقامت مجموعة من شبيبة عين ابل "كابلا " معبد صغير على كتف التلة الشمالي الشرقي منذ مدة قريبة.
رابعا - اللوحة التي نقلها رينان من تلة الدوير الى متحف اللوفر في باريس :
في السنوات الاخيرة ( عام ٢٠١١ ) استطعت شخصيا بالتعاون مع ابن عمي يوسف خليل خريش المقيم في فرنسا أن نحصل بالتعاون مع اللجنة الثقافية التابعة لبلدية عين ابل على نسخة من لوحة ابولون وارتميس، التي كان العالم رينان قد نقلها الى فرنسا سنة ١٨٦١ .وهي من الاثار السيروفينيقية الاكثر تعبيرا عن النور والخصب، وحاليا النسخة معروضة في احد شوارع البلدة ، تعبيرا عن تواصل التراث بين القديم والحديث.
خامسا - مزار ام النور :
عند مدخل البلدة يقوم حاليا بناء مزار على اسم السيدة ام النور . فوق تلة تعرف باسم ضهر العاصي ، ومنطقة عقارية تعرف ب" أم النور". يضم المزار في طابقه السفلي كابلا صغيرة وقاعة مخصصة للاجتماعات ، ويرتفع برج المزار الى حوالي ٦٥ مترا، على ان يعلوه قريبا تمثال كبير للسيدة العذراء حاملة الطفل وفقا للتقاليد السريانية الاصيلة، مكملا سلسلة المقامات المريمية في لبنان في كل من حريصا ومغدوشة وزحله وسواها.
- من مميزات برج ام النور في عين ابل أنه من ارتفاع حوالي ٩٠٠ ( التلة ٨٣٠ م + ٧٣= ٩٠٣م ) يتيح للناظر مشهدا بانوراميا فريدا يضم مساحة واسعة من جنوبي لبنان بما فيه قانا وصور غربا ، وجبل حرمون شمالا شرقا مكللا بالثلج معظم اشهر السنة ، هناك حيث قال السيد المسيح لبطرس رأس الرسل الاثني عشر : " انت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي" . كما يضم المنظر قسما واسعا من الاراضي المقدسة يصل بالعين المجردة او بالمناظير الى الناصرة وبحيرتي طبريا والحولة ، ناهيك عن بعض المدن والبلدات الفلسطينية القريبة من الموقع ومن بينها خصوصا بلدة الجش مسقط رأس عائلة القديس بولس.
سادسا- في داخل البلدة اربع كنائس :
- عند مدخل البلدة تقع كنيسة حديثة على اسم مار الياس للروم الكاثوليك - وثانية يعود بناؤها الى اواخر القرن ١٩،
- كنيستان على اسم السيدة العذراء .الاولى قديمة يعود بناؤها الى ١٦٢٠ ، ويقال انها اقيمت على اثار كنيسة قديمة تعود الى زمن الصليبيين ،- و كنيسة السيدة الرعائية التي تم بناؤها على مراحل بين ١٨٦٤ الى ١٩١٧.
امام كنيسة السيدة يستوقف الزائرين ضريح كبير تخليدا لذكرى شهداء لبنان الكبير وعددهم ٩٨ بين شيخ وشاب وامرأة وطفل ممن قضوا على يد عصابات معادية لمشروع لبنان الكبير الذي كان العين ابليون من بين اكثر اللبنانيين حماسة لقيامه.
- كنيسة على اسم مار يوسف داخل دير ومدرسة راهبات القلبين. يعود بناؤها الى تأسيس الدير على يد الاباء اليسوعيين حوالي سنة ١٨٥٥
سابعا : العيون والينابيع والبرك والكهوف الاثرية :
يحيط ببلدة عين ابل من الجهة الغربية واد يمتد حوالي خمسة كيلومترات بدءا من بركة شلعبون الى "عين حانين" مرورا "ببركة الدجاج" و"عين الحرية" ، او "عين الحورية"، والعين الرئيسية للبلدة مع بركة اخرى ملحقة بها يطلق عليها اسم "العين التحتا" ،الى "عين طربنين" او كفر بنين . وهي من مجموعة الينابيع التي كانت تحيق بكل من المسارين المؤديين بالمتنقلين بين منطقتي الجليل الادنى والجليل الاعلى في ايام المسيح ، بما فيه قانا وصور وصيدون الكبرى، وفي كل من اقاليم زبولون ونفتالي واشير، كما كانت تسمى في تقسيمات العهد القديم ( راجع سفر يشوع)، ومن بعده في ايام الرومان.
- يمكن زيارة عين البلدة وهو الينبوع الرئيسي الواقع في جهتها الغربية ، عبر الطريق التي تمر من امام كنيسة السيدة القديمة والمعروفة تحت مسمى " الكنيسة التحتا" ..
- في الاعوام القليلة الماضية بادرت بلدية عين ابل الى اعادة تأهيل موقع العين وجعله معلما سياحيا واثريا يرتدي حلة جديدة بهدف جذب السياح والحجاح اليه ، لا سيما وان اسم الموقع " عين ابل" والتصميم الهندسي لخزان ينبوعه يذكران باسم مدينة الناصرة القديم " عين آبل" وبخزانها الحالي الذي يحاكي بشكله الهندسي شكل وتصميم رديفه العين ابلي ، وذلك كما تظهره الصور واللوحات الفنية الحالية المختلفة.على بعد امتار من العين لا يزال يوجد مدافن قديمة ظاهرة للعيان، قد تعود الى ايام المسيح وهي تنتظر علماء اثار لتحديد زمانها وقيمته الاثرية.
- المغاور والكهوف والمدافن الاثرية :الى ذلك لا بد من الاشارة الى الثروة الاثرية التي لا تقدر بثمن والتي لم تحظ بعد بالكشف الاركيولوجي اللازم عليها تمهيدا لحمايتها والحفاظ عليها. وهي كناية عن مجموعة مغاور وكهوف واجران ومدافن عديدة تقع على جانبي الوادي الممتد شمالي وعند جنوبي غربي البلدة. بعضها لا يزال ظاهرا للعيان ويحتاح الى من يحميها من الايدي العابثة.
جوزف ت خريش - جمعية على خطى المسيح في جنوب لبنان SLPDCSL
------------------------------------------------------------------------
= اليك ما كتبه العالم ارنست رينان عن اثارات شلعبون والدوير حيث عثر على عدة ابار ومدافن وأقبية، من بينها مدفن وصفه بانه اقرب ما يمكن ان يعطينا فكرة عن مدفن السيد المسيح. في كتابه : -" بعثة فينيقيا ١٨٦١- كالتالي :
------------------------------------------------------------------------
= اليك ما كتبه العالم ارنست رينان عن اثارات شلعبون والدوير حيث عثر على عدة ابار ومدافن وأقبية، من بينها مدفن وصفه بانه اقرب ما يمكن ان يعطينا فكرة عن مدفن السيد المسيح. في كتابه : -" بعثة فينيقيا ١٨٦١- كالتالي :
« Ce caveau parait un de ceux qui peuvent le mieux donner l’idée du tombeau de Jésus. Un des traits caractéristiques de ces trois caveaux c’est une espèce de jour de souffrance, percée près de l’entrée et destinée quand la pierre était roulée à la porte, à éclairer l’intérieur ». (Mission de Phénicie, p.676)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire