Translate

jeudi 4 octobre 2012

Jesus Path - South Lebanon

يتمحور البحث حول الاجابة على السؤال التالي
ما كانت أبرز المحطات في رحلات المسيح الى جنوب لبنان والبقاع ، وما كانت الظروفوالأهداف التي أحاطت بها.  مقاربة يتتّبع فيها البحث المسارات التي سلكها السيد المسيح، إستناداً الى النصوص الكتابية البيبلية والى كتابات مؤرخين وباحثين وتقاليد ومرويات محلية

على دروب الإيمان مع يسوع

في جنوب لبنان والبقاع
بقلم جوزف خريش



"نحن هنا في المنطقة التي وطئتها منذ الفي سنة  قدما السيد المسيح مخلص العالم.
 يخبرنا الكتاب المقدس أن يسوع جال مبشرا في ما وراء حدود فلسطين في تلك الايام وأنه زار أيضا منطقة المدن العشر – وبالأخص صور وصيدا- مجترحا فيها المعجزات.
أيها اللبنانيون واللبنانيات إن ابن الله نفسه كان اول من بشّر أجدادكم. فإن هذا لامتياز عظيم... لا يمكننا أن ننسى أن صدى كلمات الخلاص التي نطق بها يوما في الجليل قد بلغت باكرا الى هنا ( أي بيروت).... إن كتّاب العهد القديم  غالبا ما توجهوا  في كتاباتهم نحو جبال  لبنان وحرمون الماثلة أمامهم في الأفق.فلبنان هو بلد بيبلي ..  "
 البابا يوحنا بولس الثاني أثناء زيارته التاريخية للبنان سنة   1997 ( من كتاب 32 ساعة ، ص 124)

".. إن لبنان يزخر بالمعالم الدينية وبالمزارات التاريخية والأماكن التي تكتنز قيما مقدسة لدى مسيحيي العالم أجمع،التي من شأنها أن تؤمن إليه دفقا دائما وعلى مدار السنة من الزوار الخارجيين إن أحسنت الحكومة تطويرها والترويج لها وأذكر من هذه المزارات على سبيل المثال لا الحصر،المزارات التاريخية والعجائبية للسيدة العذراءالسيدة مريم عليها السلام،التي تمثل كما تعلمون جميعا، نقطة التقاء بين الديانتين السماويتين: المسيحية والإسلام....والأهم الأهم، أن من شأن هذه السياحة،التي تثبت أبناء لبنان وبناته في أرضهم،أن تثبت أيضا لبنان الرسالة، مكانا دائما للقاء الأديان والحضارات وللحوار بينها والبحث عما يجمعها ونبذ ما يفرق بينها، على مستوى العالم، تماما كما نحن نريد للبنان أن يبقى مكانا للعيش المشترك والمناصفة الدائمة بين المسيحيين والمسلمين من أبنائه."
( من كلمات رئيس الوزراء اللبناني ٢٠٠٩)
   لبنان الغنيّ بتراثه الديني والثقافي يستحق المزيد من بذل الجهود للكشف عن معالمه العديدة والمتنوعة  ، بهدف تعميق الوعى بقيمته الدينية والجضارية ، ومن ثم أيجاد السبل  الملائمة  لأحيائها واستثمارها في مشاريع ثقافية وسياحية وإنمائية تعكس صورة لبنان الرسالة  الحقيقية والثمينة ، بما يخدم الحوار  بين الاديان والحضارات ويعزز القيم الوطنية والانسانية الشاملة والسامية.
في اطار هذا المبدأ يشكل هذا البحث محاولة متواضعة لمقاربة موضوع له أهميته، في الظروف الراهنة، يتعلّق بينابيع الإيمان، فوق الأرض اللبنانية، مستفيدا في تحليله من بعض ما  انتهت اليه دراسات وابحاث واكتشفات أثرية من نتائج في العقود الماضية ، ومن تنامي الوعي  بأهمية التراث الوطني اللبناني  لدى عدد من  المؤسسات الرسمية والاهلية ، الوطنية والعالمية ..
يتمحور البحث حول الاجابة على السؤال التالي : ما كانت أبرز المحطات في رحلات المسيح الى جنوب لبنان والبقاع ، وما كانت الظروف والأهداف التي أحاطت بها . مقاربة يتتّبع فيها البحث المسارات التي سلكها السيد المسيح، إستناداً الى النصوص الكتابية البيبلية والى كتابات مؤرخين وباحثين  وتقاليد ومرويات محلية.
 يمكن حصر هذه المسارات  في المحطات والمواقع الجغرافية التالية :

1)                       بين يارون و قانا، طلّة اولى على ربوع لبنان ووجوه العهد القديم
2)                       بين صور والصرفند ،ايمان الكنعانية العظيم
3)                       في صيدا ، بين الانتطار والعبور الى التجلي
4)                       من صيدا الى حرمون وسفوحه ،موقع التجلي وبداية درب الصليب
5)                       على طريق موطن اقرباء يسوع  وموطن احباء الله

1 -   بين يارون و قانا  ، طلّة اولى على ربوع لبنان ووجوه العهد القديم :
يشير عالم الكتاب المقدس الفرد دوران، في بداية القرن العشرين، الى ان رحلة السيد المسيح في ارض لبنان الحالية تبدأ من نقطة تقع قرب بلدة يارون، المحاذية من جانبي الحدود لمجموعة من القرى والبلدات المتعددة الأديان والمذاهب، بين مدينة صفد ومنطقة بنت جبيل، ومن بينها  بلدة الجش (جيسكالا) التي هي بحسب بعض المؤرخين (جيروم) مسقط رأس عائلة بولس الرسول، وعلى مسافة قريبة منها مدينة "قادش" القديمة (المالكية اليوم)، أولى "مدن الملجأ" التي كان يشوع بن نون (1296 ق.م ؟ )  قد دعا الى اقامتها حماية للمضطهدين في زمانه  ،الى بلدات أخرى عديدة في الجوار.
من موقعيّ يارون ومارون الراس ، حيث جرت معارك مصيرية حديثا وقديما ، يطل السائح على مواقع غنية بالذكريات البيبلية، وعلى مشاهد طبيعية جميلة، بحيث ينحدر الطريق من هناك الى واديين يؤدي كل منهما ،عبر سلسلة من المرتفعات والأودية، الى قانا وصور. ينحدر الوادي الأول غربا بإتجاه عين ابل ورميش ودبل والقوزح، ليصعد الى ياطر وكفرا وصديقين فقانا. أما الوادي الثاني فينعطف شمالاً من يارون الى عين ابل وبنت جبيل وكونين وبيت ياحون وتبنين وحريص، وقد يمّر ايضاً في دير انطار.
في قانا تشير المكتشفات الأثرية الى معالم يثبت عدد من علماء الكتاب المقدس، أنها هي قانا الجليل اللبناني حيث حوّل السيد المسيح الماء الى خمر أثناء عرس كانت السيدة العذراء مريم حاضرة فيه مع عدد من التلاميذ (يوحنا 3/1-10) بينهم سمعان القانوني ، نسبة الى قانا (؟).

في جوار تبنين حيث تقع قلعة صليبية تضم بين أسوارها كنيسة على اسم السيدة العذراء مريم، ينقل التقليد ان السيد المسيح وقف عند تلة مطلة على منظر جميل يشمل جبل حرمون شرقاً ومدينة صور غرباً، متأملاً في أمجاد ماضيها ومصيرها  كما سبق وتأمل النبي حزقيال وتنبأ لمدينة صور  بالخراب بسبب خطاياها (حز 27 و 28).
عند ذلك الموقع ، الذي قد يكون "دير انطار" ، قرب قرية "السلطانية" (التي اكتسبت اسمها الجديد منذ سنوات بعدما كانت تحمل اسم "اليهودية ") ، يمتد مشهد بانورامي جميل يضم في لوحة واحدة شبه جزيرة صور العائمة كصخرة على وجه المياه في البحر المتوسط  غربا ، من جهة ،  وجبل حرمون المنتصب شرقا مكلللا بالثلج على مدار الفصول الاربعة ،من جهة أخرى. تشير المرويات والتقاليد ( راجع الاب ضو ) الى وقفة وقفها المسيح هناك متأملا في ماضي صور وفي جذوره البشرية فيها، وهو "الكلمة  الذي صار بشرا". جذور تصله بجدّه العشرين "يورام" (متى 1\8) زوج عتليا الحفيدة المشتركة لكل من الملك العبري أخاب ( 874-853) والملك الصوري ايتوبعل الاول من خلال ابنته ايزابيل زوجة أخاب (1ملوك 16/31). الملكة  ابنة صور هذه والجدّة العليا ليسوع كانت قد انتهجت سياسة لم تخلٌ من تعصب قومي وديني عندما حاولت في القرن التاسع قبل الميلاد أن تفرض  على الشعب اليهودي طقوسا وعبادات فينيقية وثنية ، مما ادى الى نشوب ثورة بقيادة النبي ايليا  الجلعادي التشيبي (3 ملوك 17\1)  فقتلها متحمسون من أنصاره داخل الهيكل صونا لديانة الاله الواحد في وجه آلهة البعل (بعاليم) .  

يشير النص الانجيلي ان السيد المسيح كان عندما يتجول في أرض الوثنيين لم يكن يسلك طرقا مألوفة بل يتجول  متخفياً اكثر الاحيان عن الانظار (مرقس 7/24). إلا ان اسمه وعجائبه التي كانت تسبقه وتذيع صيته في كل مكان من المنطقة  لم تكن لتتيح له الاحتجاب عن أنظار الجموع التي يقول عنها النص الانجيلي  انها كانت تتقاطر اليه طلباً للشفاء والاستماع الى أقواله ،آتية اليه من كل مناطق  فلسطين وسوريا وخصوصا " من حول صور وصيدا" (مرقس 3/8، لوقا 6/17). وبعبارة " رحل الى جهات صور وصيدا "  (متى 15/21) يشير الرسول متى  الى اكثر من رحلة واحدة قام بها السيد المسيح متجولاً ومتوغلاً، للإختلاء في الجليل الاعلى ولبنان والتأمل مع عدد من تلاميذه المختارين ، تخّصا من مطاردة اعدائه له، وخاصة بعد مقتل يوحنا المعمدان.

تشكل قانا محطة رئيسة على طريق يسوع داخل جليل الامم ، كما تشكل محطة اولى في إعلانرسالته العالمية ومجده أمام الناس ، من خلال معجزة تحويل الماء الى خمر في " عرس قانا الجليل " .وقانا ، بعد شهادة كل من مؤرخ الكنيسة الاول اوسابيوس القيصري 265-340) والقديس جيروم من القرن الخامس  وفرنشيسكو سوريانو حارس الاراضي المقدسة في القرن الخامس عشر والبطريرك مكسيموس الخامس حكيم  هي  "قانا واحدة وهي الان في لبنان" (م.ب. رونكاليا ، "على خطى بسوع المسيح في فينيقيا- لبنان" 2007، ص 134). تستحق قانا  الجليل اللبنانية  هذه وقفة طويلة ومعمقة لا من السياحة الدينية فقط  بل من التاريخ الديني والثقافي بصورة عامة. فمعالمها ناطقة بأحداث منقوشة على صخور وادي عاشور وأجرانها ومغارتها التي تذكّر بقانا العرس الانجيلي، وبقانا "مدينة الملجأ" حيث كان المسيحيون الأولون يتوارون عن الأنظار هرباً من ألإضطهاد، غداة استشهاد اسطفانس طليعة الشهداء عام 34 وفق ما جاء في  كتاب  أعمال الرسل "أما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب اسطفانوس فاجتازوا الى فينيقية" ،الى الفترات الحرجة من الحرب الرومانية اليهودية والحملات التي شنتها عليهم السلطة الرومانية خلال القرون الثلاثة  الاولى بعد اعلان البشارة على الاقل.
في كتابه الموثق اثبت الباحث الايطالي مرتينيانو رونكاليا هذه الوقائع، ومن بينها ان يسوع زار قانا مرتين : الأولى في اذار عام 28 حين اجترح معجزته الأولى، والثانية في آب من السنة نفسها حين شفى ابن احد الضباط الرومان وآمن به الرسول نتنائيل. ان كتاب رونكاليا الغنيّ بالمعلومات التي يقدمها عن علاقة قانا وجنوب لبنان بالكتاب المقدس تستحق وقفة طويلة عندها ، لأنها تسلط الضؤ على احداث تستندالى  مصادر معرفية لا تعرف عنها الثقافة اللبنانية الحالية إلا النذر القليل.

     2 -  بين صور والصرفند ،ايمان الكنعانية العظيم:
لا تؤكد النصوص الكتابية ان السيد المسيح دخل مدينة صور بالدرجة عينها من تأكيد دخوله مدينة صيدا : " ثم مضى من هناك وذهب الى نواحي صور وصيدا فدخل بيتاً" (مرقس 7/24) أو " ثم خرج من تخوم صور ومرّ في صيدا " (مرقص 7/31). غير ان هناك اكثر من تقليد متوارث اثبتته كتابات المؤرخين الاولين ، مثل اوسابيوس القيصري والقديس جيروم وغيرهما، مفاده ان السيد المسيح استراح عند " رأس العين " بقرب مدينة صور وتناول طعاماً عند ذلك الينبوع وشرب منه. وعند احدى بوابات صور كان المسيحيون الاولون ، الى العهد الصليبي، يكرمون صخرة كان يقف السيد المسيح فوقها ليعلّم الناس. (لبنان في حياة المسيح، بطرس ضو، 1980، ص 6-265).
عند مشارف صور او قريبا من الصرفند ، وقد يكون الموقع الملوّح اليه هو عدلون، شفى السيد المسيح ابنة المرأة الكنعانية او السيروفينيقية، الناطقة باليونانية للدلالة على وثنيتها من جهة وعلى  انتمائها الفينيقي الصوري تمييزا له عن الفينيقي القرطاجي- من جهة اخرى-  بالنسبة لذوي الثقافة الرومانية اليونانية  ( متى15/21 –28 ومرقس 7\24-30) . كانت تلك السيدة قد سمعت ان السيد المسيح دخل هناك بيتاً، فجاءت مسرعة تستغيث به طالبة الشفاء لأبنتها. أمام اصرارها تعجّب يسوع من ايمانها فقال لها :" ما اعظم ايمانك ايتها المرأة، فليكن لك ما تريدين " (مرقس 7/21 – 28). ذٌكر في كتابات القرن الثالث ان تلك المرأة كان اسمها يوستا، اي عادلة أو عدلاء، واسم ابنتها بيرينيق  ( في الميامر المنسوبة الى القديس كليميس).

في طريقه من صور الى صيدا، مرّ السيد المسيح في الصرفند، (وهي " صارفة صيدا" وتعني مصهر الزجاج) ورد اسمها في مواعظ المعلم الالهي  اكثر من مرة في معرض ذكره للعلاقة بين  النبي ايليا وأهل الصرفند، ومعربا عن تقديره لإيمان اهل صيدا وصور ومشيدا بايمانهم عندما قال : " ان صور وصيدا تكون لهما حالة اكثر إحتمالا يوم الدين" ، مقارنة بحال بعض المدن اليهودية التي كانت قد عاينت الآيات وسمعتها ولكهنا لم تؤمن كما آمن اهل صور وصيدا (لوقا 10/13 – 14).
في عظة اخرى القاها السيد المسيح في الناصرة، ذكر أيضا  " صارفة صيدا "، مشيداً بإيمان اهلها ايضا : "ارامل كثيرات كنّا في اسرائيل في ايام ايليا حين حدث جوع عظيم... ولم يبعث ايليا الى واحدة منهن الا الى صارفة صيدا، الى امرأة ارملة "(لوقا 4/5 -26) انقذها ايليا وعائلتها من الجوع (3 ملوك 17/8 – 24).يومها تفوّهت الأم اللبنانية بكلام عبّر عن ايمان عظيم بآيات النبي إيليا، وماثل الى حد بعيد الكلام الذي نطقت به بعدها بحوالي ثمانية قرون ابنة وطنها يوستا (عادلة) الكنعانية السيروفينيقية، معلنة هي ايضا عن "ايمانها العظيم" : " الآن علمت انك رجل الله حقاً وان كلام الرب في فيك حقا" (3 ملوك 17\24).
جدير بالذكر ان التقاليد المسيحية  (والاسلامية من بعدها عبر العصور) ذكرت ايليا النبي، فشيدت في الصرفند  كنيسة تخلد ذكرى اقامة ايليا فيها واحسانه الى اهلها. وفي مدينة الصرفند لا يزال يوجد حتى اليوم مقام على اسم "الخضر"، وهو عبارة عن مزار يقصده الحجاج من مختلف المذاهب. يشير المؤرخون اليه على انه المكان الذي كان يقع فيه بيت الأرملة التي زارها النبي ايليا وشفى ابنها. (لبنان في حياة المسيح، بطرس ضو، 1980، ص 268).

3 – في صيدا ومغدوشة سيدة المنطرة وجوارها ، بين الانتطار والعبور الى التجلي:
   إن مرور السيد المسيح ورسله في صيدا ثابت في النص الانجيلي بصورة صريحة : " ثم خرج من تخوم صور ومر في صيدا " ( مرقس 7/31 ومتى 15/21 – 29 ). وكذلك يثبت النص المقدس إقامة بولس الرسول في كل من صور وصيدا بضعة أيام : " مكثنا هناك سبعة ايام " ( أعمال الرسل 21/4 ) و " أقبلنا الى صيدا فعامل يوليوس (الضابط الروماني) بولس بالرفق وأذن له ان يذهب الى اصدقائه (الصيداويين) ليحصل على عناية منهم " ( أعمال الرسل 27/3 )
الى ذلك هناك تقليد قديم اشارت اليه القديسة ميلاني من اواسط القرن الرابع ( 343-410 ) بقولها انها رأت في صيدا بيت المرأة الكنعانية التي شفى السيد المسيح ابنتها. وقد تحول هذا البيت، مع الزمن، الى كنيسة مكرّسة على اسم القديس الشهيد فوقا من بداية القرن الرابع ( 303 ) ، ( راجع حياة المسيح في لبنان ، بطرس ضو، ص 265)
في العهد الصليبي كان التقليد لا يزال يشير الى وجود حجر مرصوف في حنية كنيسة دأب المؤمنون على تكريمه، اعتقاداً منهم ان السيد المسيح كان يجلس عليه عندما كان يعلم الناس في صيدا عند تردده اليها. (المرجع نفسه، ص 268 )
تناقل الحجاج على مدى الحقب التاريخية الذكريات ومشاهد المعالم المتعلقة بزيارة السيد المسيح الى صيدا. ففي القرن السابع عشر يذكر احد الحجاج الأوروبيين، لدى مروره فيها انه زار كنيسة المرأة الكنعانية في حي " الكنان" ، " تحريفاً ربما لاسم "كنعان"، في إشارة الى الكنعانية". وكانت الكنيسة تقع قرب ما اصبح لاحقاً كنيسة مار نقولا الصغيرة وكاتدرائية الروم الكاثوليك. (راجع مقام سيدة المنطرة، الأرشمندريت سابا داغر، ص 13 سنة 2003). هذه الكنيسة هي اليوم موضع اهتمام من السياحة اللبنانية والمهتمين بالتراث اللبناني لتتحول الى متحف للإيقونات.

اليوم يرتفع فوق تلة مغدوشة الواقعة على مقربة من مدخل صيدا الجنوبي مقام عظيم يحمل اسم " سيدة المنطرة"، إحياءً لذكرى زيارة السيد المسيح وامه السيدة مريم العذراء وعدد من تلاميذه الى صيدا وجوارها. وقد سمي المقام ب " سيدة المنطرة" ( من الجذر اللغوي الارامي "نطر" ويعني انتظر راقب وتأمل )، لأن السيدة العذراء والنساء المرافقات لها "إنتظرن" فوق التلة خارج المدينة عودة السيد المسيح ، وذلك جريا على عادة كانت تحرّم على النساء اليهوديات دخول المدن الوثنية ،كما تردد منذ القديم.
مقام " سيدة المنطرة" يعود تأسيسه الى القرن الرابع، الى مناسبة زيارة قامت بها القديسة هيلانة والدة الأمبراطور قسطنطين الأول، بعد رفع الإضطهاد عن المسيحيين وإقرار صيغة جديدة من الحرية الدينية في جميع أقاليم الأمبراطورية عام 313. في تلك الحقبة قامت القديسة هيلانة بعدة مشاريع عمرانية منها تشييد كنيستي القيامة والمهد في الأراضي المقدسة، و الإهتمام بترميم مقامات عديدة اخرى في المنطقة منها على سبيل الذكر لا الحصر كاتدرائية صور التي هدمت اثناء موجة الاضهاد الديوقلايسياني وكانت اعظم كنيسة في فينيقيا   وكنيسة "ايبلا" في البقاع وغيرهما .
بين تاريخ زيارة القديسة هيلانة الى المنطقة وتاريخ اكتشاف مغارة ايقونة " العذراء حاملة الطفل"عن طريق الصدفة على يد احد الرعيان مرحلة طويلة من الزمن   (من  313 حوالي الى 1721). يروى ان الايقونة كانت هدية من والدة الامبراطور الى أبناء المنطقة. وتزامن اكتشاف المغارة مع قيام حالة من الصحوة  داخل الكنائس الشرقية بصورة عامة نجمت عن العلاقات الجديدة بين امارة لبنان  في ظل الحكم العثماني وبعض الدول الغربية ، ولا سيما منها فرنسا وايطاليا ،وخصوصا الفاتيكان.علاقات ادت بفضل سياسة الامراءالمعنيين والشهابيين المنفتحة عل المسيحية والكثلكة بخاصة، الى تأسيس جمعية الاباء المخلصيين التي منها انطلقت  سلسلة من بطاركة الروم الكاثوليك المتحدين مع روما ( 1724). فبفضل هؤلاء الرعاة الجدد ورعايتهم الحكيمة تطور مقام "سيدة المنطرة " من مزار وضيع في مظهره والمساحة الصغيرة التي كان يشغلها الى مزار واسع تجاوز صيته الرقعة المحلية الى العالمية .فهو يشمل حاليا ، فضلا عن المغارة الاثرية، بازيليك تتسع لحوالي الف مقعد ، وبرجا يرتفع الى علو 28 مترا يحمل في اعلاة تمثالا للسيدة العذراء طوله 8 أمتار .ويماثل بجماله واشعاعه الديني  مقام سيدة لبنان في حريصا.(راجع : مقام سيدة المنطرة ، الارشمندريت سابا داغر طبعة 2003)

4 – من صيدا الى حرمون وسفوحه (المدن العشر او الديكابول) موقع التجلي وبداية درب الصليب :
حول وجهة مسارالطريق التي سلكها السيد المسيح بعد مغادرته صيدا اقترح الباحثون اكثر من احتمال واحد. يوحي النص الانجيلي الذي يؤكد  : " ثم خرج من تخوم صور ومر في صيدا وجاء فيما بين تخوم المدن العشر الى بحر الجليل" ( مرقس 7\13) بأن السيد المسيح عرّج  من صيدا الى الجهة اليمنى الشرقية نحو بلاد الجولان ، قاطعا مناطق المدن العشر،ليعود منها الى طبريا، حيث كان مركز رسالته ونشاطه التبشيري.ولكن يرى المؤرخ الاب بطرس ضو  ان " المسيح اجتاز الجبل اللبناني من صيدا حتى مشغرة في سهل البقاع مرورا بجزين.واجتاز لبنان الشرقي من سهل البقاع حتى ميسلون ودمشق" .(لبنان في حياة المسيح ص 275-276) .، فيما يستبعد الباحث واستاذ تاريخ الكتاب المقدس الاب ميشال دوران  يكون المسيح قد وصل الى المسيح الى دمشق، كما يتبين من الرسم المثبت في هذا البحث.
ولكن  أيا كانت الاراء حول  مسارات رحلة المسيح من صيدا الى حرمون والعودة منها الى طبريا يبقى هناك ثلاث محطات رئيسة لا يمكن تجاهلها:  قيصرية فيليبس ، بانياس – حرمون – قسم من البقاع، ابيلينه او "ايبلا".
-          في قيصرية فيليبس وقراها، اعلان تأسيس الكنيسة على صخرة بطرس
يذكر النص الإنجيلي ان السيد المسيح " لما جاء الى نواحي قيصرية فيليبس  سأل تلاميذه :"من تقول الناس ان ابن البشر هو " (متى 16/17). وفي مكان آخر : " ثم خرج يسوع وتلاميذه الى قرى قيصرية فيليبس ..." (مرقس 8/27)،  لذلك يجمع الباحثون على ان قيصرية فيليبس ما هي الا مدينة بانياس الجنوبية التي تقع اليوم في الأراضي السورية وعلى مسافة 18 كم شرقا من مرجعيون اللبنانية. كانت بانياس تشكل حتى الماضي القريب جزءا من أبرشية صور- لبنان. وقد سميت هكذا تمييزاً لها عن قيصرية الساحل. كان يحكمها في زمن المسيح فيليبس اصغر ابناء هيرودس وله فيها قصر جميل أبيض. صنّفها الرومان في عداد "المدن الملجأ" التي كان يمنح فيها الملاحقون امام وجه العدالة والمضطهدون حق الحماية. لذلك لم يكن مستغرباً ان يقصدها السيد المسيح مع عدد من تلاميذه المختارين بهدف الإختلاء في طبيعتها البعيدة عن أنظار الأعداء، وحيث يقيم اصدقاء له منهم "المرأة النازفة" التي كان قد شفاها من مرضها في كفرناحوم (متى 9/20 – مرقس 5/25 – ولوقا 8/40)، كما اثبت ذلك المؤرخ الكنسي اوسابيوس القيصري من القرن الرابع (تاريخ الكنيسة، ك7 ف 17 )، ذاكراً ان تلك المرأة ، تعبيراً منها عن شكرها للسيد المسيح، اقامت له في بستانها تمثالاً ظل قائماً حتى القرن الرابع قبل ان يهدمه الأمبراطور جوليانوس الجاحد.(راجع بطرس ضو المرجع نفسه ص 377)
في بانياس القريبة من منطقة الينابيع التي تستقي مياهها من جبل حرمون وتغذي نهر الأردن، يوجد مغارة تعرف منذ القديم بإسم " بانيون" او بان ، اله المراعي والقطعان في المعتقدات الوثنية. كانت تلك المغارة تشكل - حسب التقليد العبري-  إحدى " عيون الغمر " التي خرجت منها مياه الطوفان. (سفر التكوين 7/11)
المكان مؤات جداً للإختلاء والصلاة على إنفراد والتأمل  (لوقا 9/18) والحوار مع التلاميذ في أعمق المواضيع وأهمها:التكوين ، البشارة ،الفداء ، تأسيس الكنيسة وعالميتها ومستقبلها.  وقد تكون أجواء المكان الطبيعية والظروف التي تحيط بالحادثة ملائِما لترنيم صلاة داوود : "لماذا تكتئبين يا نفسي وتقلقين فيّ ... الهي اذكرك من ارض الأردن وجبال حرمون، من جبل مصعر، غمر ينادي غمراً على صوت شلالاتك، جميع تياراتك وامواجك قد جازت علي..." (مزمور 41 )، وأيضاً : " انت خلقت الشمال والجنوب، لإسمك يرنم طابور وحرمون" (مزمور 88/13).
 في هذا الجو الطبيعي والنفسي سأل السيد المسيح تلاميذه : " من يقول الناس ان ابن البشر هو؟" .أجاب بطرس : "انت ابن الله الحي". أجابه يسوع بعبارته التأسيسية: "أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها... وسأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات..." (متى 16/18 – 19).عمد يسوع في كلامه الى اللعب على لفظة "صخرة" التي ترجمتها باللاتينية  بطرس Petrus  وبالارامية "كيفا " الاسم البلدي والحقيقي لعميد الرسل.
جبل حرمون يعني الجبل المقدس ( من حرم) . لكن صفة القداسة او الحرمة هذه  لا تنسحب على جبل حرمون وحده بل تشمل "جبل لبنان" كله بما فيه السلسلتان الغربية والشرقية. هذا ما تؤكده نصوص الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد، وما أعاده الى أذهان اللبنانيين والعالم  منذ سنوات قليلة   قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عندما زار لبنان (10 ايار 1997) بقوله : " لبنان هو ارض مقدسة وارض قداسة وقديسين". هذا الوصف لا ينحصر في التراث المسيحي وحده بل يمتد الى التراث الإسلامي أيضاً ، حيث نجد في حديث شريف عن ابراهيم ابي المؤمنين أنه " صعد الى جبل لبنان. فقيل له: انظر فما ادرك بصرك فهو مقدس " .(راجع : المسيح عاش ايضا في لبنان، مي والفرد المر، 2005 ص 238)

موقع التجلي وبداية درب الصليب
بصرف النظر عن مسألة أي طريق سلك السيد المسيح في رحلته من صيدا الى حرمون، يشير النص الإنجيلي الى ان المسيح وتلاميذه المرافقين له امضوا ستة ايام في الطريق قبل الوصول الى جبل التجلي ( حسب متى ومرقس) او ثمانية ايام (حسب لوقا) ، بعد توقفهم في قيصرية فيليبس. اختلف الباحثون  في أي هو جبل التجلي .فمنهم من جعلوه في "طابور" الذي لا يتجاوز ارتفاعه  ال 655 متر في الجليل الادنى ، ومنهم من رجّح جبل الارز في شمال لبنان على غيره ( الاب بطرس ضو ) ، فيما يميل باحثون معاصرون آخرون    ( مارتينيانو رونكاليا والقس غسان خلف في كتابه  "لبنان في الكتاب المقدس"،1985)  الى ترجيح جبل حرمون ليكون هو جبل التجلي لا غيره . ومنهم من يرى ان التجلي لا ينحصر في تجل واحد بل هناك تجليات. من الشواهد التي ترجح ان التجلي الرئيسي قد حصل في حرمون لا في موقعٍ آخر  ان المسيح قد اتخذ من قيصرية فيليبس نقطة انطلاقه نحو جبل حرمون جيث جرى التجلي  ، وأن الأوصاف والقرائن (الجبل العالي والمقدس في متى 17 و2 بطرس 1\16-18) الواردة في الإنجيل عن هذا الجبل تنطبق على حرمون أكثر مما تنطبق على سواه:"وبعد ستة أيام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه فأصعدهم الىجبل عالٍ على إنفراد وتجلى قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالثلج" (متى 7/1 – 26).
كان التجلي مقدمة للدخول في مرحلة جديدة وأخيرة من حياة السيد المسيح على الأرض، مرحلة الآلام التي سيتحملها لدى عودته الى الجليل الأدنى وأورشليم. "وفيما هم نازلون من الجبل اوصاهم يسوع قائلاً لا تعلموا احداً بالرؤيا حتى يقوم ابن البشر من الأموات" (متى 7/9). بهذا تنبأ أنه سيتألم على أيدي الكتبة والفريسيين بتواطؤ السلطات الرومانية الحاكمة معهم ، كما تألم قبله أيليا وقتل يوحنا المعمدان بأمر من هيرودس " الذي كان قد أرسل الى يوحنا  من أمسكه وأوثقه في السجن من أجل هيروديا امرأة أخيه فيليبس حاكم المكان . فكان يوحنا يقول لهيرودس: "لا يحل لك  أن تأخذ امرأة أخيك"، وكانت هيروديا ناقمة عليه تريد قتله" . في تلك الاجواء  كان يسوع  يعرف أن  " هكذا ابن البشر مزمع ان يتألم منهم" (متى 17/12)

بقي جبل حرمون حتى القرن الرابع موقعاً حافلاً بهياكل وثنية متجاورة مع الأديار المسيحية، تقصدها جماهير الحجاج لإقامة الإحتفالات والمواسم الدينية على أنواعها وخاصة في ايام الصيف (6 آب) (راجع بطرس ضو ، ص 410). في القرن الرابع كتب احد أباء الكنيسة، القديس جيروم،رسالة  الى "عذارى جبل حرمون"   (Aux vierges de la montagne D'Hermon)  يعرب فيها  لهن عن عاطفته مشيرا الى حالته النسكية في البرية ، مذكراً ببعض تعاليم المسيح في محبة الضعفاء والخطأة ،ومشيدا بفضائل خادمات الله ، ومما  جاء فيها بالترجمة الفرنسية :
"La brièveté de ma lettre est preuve  de ma solitude…Au reste je vous prie de pardonner a ma douleur. Je vous le dis , les larmes aux yeux, j'en suis véritablement  touché .Apres vous avoir écrit tant de fois, vous n'avez pas seulement daigné me répondre un seul mot. Je sais que  les ténèbres ne peuvent s'allier avec la lumières « , et qu'un pécheur comme moi est indigne d'avoir part a l'amitié des servantes de Dieu, mais je sais aussi qu'une femme de mauvaise vie lava de ses larmes les pieds du Seigneur, que les chiens mangent les miettes qui tombent de la table de leurs maitres…. ».Celui a qui on remet davantage aime aussi davantage     « .Les anges oubliant  tout le troupeau ne se réjouissent dans le ciel que du salut d'un brebis malade. Si quelqu'un veut condamner cette conduite , le Seigneur lui dira ; » Mon ami , si je suis bon, pourquoi votre œil est-il malade ? »
(cf : Correspondance de Saint Jérôme sur :
تجدر الإشارة الى ان تلك المنطقة المنفردة الواقعة جنوب وشرق حرمون بما فيها أجزاء من لبنان وسوريا و الأردن، شكلت في القرون المسيحية الأولى وبخاصة إبان الحرب اليهودية الرومانية، "مراكز لجوء" إتقاء من أخطار الحرب والمطاردة. في هذا الصدد يذكر العالم الفرنسي ارنست رينان في مقدمة كتابه "حياة يسوع" والذي تمّ تأليف قسم كبير منه في لبنان بين غزير وجبيل وعين إبل ان بعض اقرباء يسوع كانوا لا يزالون يقيمون في المناطق الواقعة شمالي شرقي فلسطين حيث حافظ التراث الجليلي على خطه أكثر من اي مذهب آخر، وان الانجيل برواية متى، قد تمت كتابته  في المناطق المشار اليها.
(Ernest Renan , Vie de Jésus, introduction ,note 27 sur:http://www.lexilogos.com/docuement/renan/vie_jesus_o.htm )

يذكر الأب بطرس ضو في هذا الصدد نقلاً عن جوليانوس الأفريقي من كتّاب ودبلوماسيي القرن الثاني الميلادي ان جماعة لها صلة قربى بعائلة المسيح كانت تعيش هناك. ويعتقد الأب ضو ان إقامة هؤلاء الأقارب كانت في بلدة كوكبا اللبنانية الواقعة في قضاء حاصبيا (لبنان في حياة المسيح، 1980 ، ص 331.وتاريخ سوريا للمطران يوسف الدبس ،ج4 ص 38-40( و(Dict.de la Bible ,Supplement ,t.vi,Paris1960,col 332)

5- على طريق الآباء الأولين ، موطن أقرباء يسوع واحباء الله :
اذا كان الأب بطرس ضو يرى ان التجلي أو أقله التجلي الرئيسي للرب قد جرى في جبل الأرز وذلك لإعتبارات عدة يفندها منها ان صفة الجبل المقدس التي ترد في شهادة القديس بطرس (2 بطرس 1/16-18) تنطبق  على جبل لبنان وحده ، فإنه يرى من جهة اخرى ان اللقب الابرز الذي يطلق على حرمون انما هو " بعل حرمون" (قضاة 3/3) ولكن بواسطة التجلي تحقق في المسيح ، في كل حال، وصف سفر الأناشيد عن كل لبنان  : " طلعته كلبنان وهو مختار كالأرز" (نشيد الأناشيد 5/15)، كما يصف الشاعر البيبلي " عروسه طالعة من لبنان  بانفها الشامخ "كبرج لبنان الناظر الى دمشق" ( نشيد الاناشيد 7\4). في هذه الصورة يقول غسان خلف:" لبنان في هذه القرينة ما هو الا حرمون الذي منه يمكن للناظر رؤية مدينة دمشق " .(لبنان في الكتاب المقدس ، ص 271)
-          والسؤال الأخير حول المحطات التالية من رحلة المسيح الى لبنان : هل قصد البقاع وأجزاء اخرى من جنوب لبنان ؟
يستنتج من الآية التي جاء فيها : "ثم خرج من تخوم صور ومرّ في صيدا وجاء فيما بين تخوم المدن العشر الى بحر الجليل" (مرقس 7/31)، ان السيد المسيح صعد من صيدا بإتجاه الشرق مباشرة او الى الشمالي الشرقي التفافا حول حرمون باتجاه دمشق ، ليصل في كل من المسارين الى بحيرة طبريا عبر المدن العشر ومن بينها قيصرية فيليبس وأبيلا (وادي سوق بردى) ودمشق وسواها من المدن التي يتعدى عددها العشر ليصل الى ثماني عشرة او عشرين حسب بعض الباحثين.
يمكن الاجابة على السؤال المطروح بعد معرفة  الهدف الحقيقي الذي كان حافزاً لتوجيه مسارات الرحلة. يرى عدد من الباحثين ومن بينهم الأب بطرس ضو ان "سهل البقاع ولبنان الشرقي حافلان بالتذكارات والمزارات المتعلقة بالأباء الأولين، آدم وهابيل وقايين و شيت ونوح وأولاد نوح. فهذه البقعة من الأرض التي يعتبر التقليد انها كانت جزءا من الفردوس (... ) كانت مسرحاً للوقائع التي تميزت بها حياة هؤلاء الأباء الأولين. والتقاليد المتعلقة بهذه الوقائع ومزاراتها ترقى الى اقدم العصور . وقد تناولتها الشعوب في هذا الشرق جيلاً بعد جيل. وردت في تواريخ وكتب المؤلفين العرب الذين اخذوها عن المسيحيين. وهؤلاء اخذوها عن الشعوب التي سبقتهم من عبرانيين وفينيقيين وغيرهم، ومن نصوص الكتاب المقدس والنصوص الفينيقية والتلمودية والأشورية والبابلية والمصرية وغيرها". (راجع الأب بطرس ضو ص 288 و 289 ). لذلك، وبعد الاخذ بالاعتبار لهذه الافتراضات ،لا يبدو مستبعداً ان يكون السيد المسيح قد قصد هذه المزارات العديدة ليكرم فيها أباء العهد القديم والأولياء المشهورين في كتب العهد القديم تاكيدا منه على تواصل رسالة الانبياء. " لا تظنوا اني جئت لأحل الناموس والأنبياء. ما جئت لأحل بل لأكمل" (متى 5/17)
 فكانت هذه المقامات من الأهداف الأساسية لرحلته التي قام بها بوصفه حاجاً أكثر من وصفه لاجئاً او هارباً من وجه اعدائه الذين كانوا يطاردونه في الجليل واليهودية وبعد أن جاء اكثر من صديق ينصحه   : "أخرج من هنا فإن هيرودس يريد قتلك" ، كما قتل يوحنا المعمدان (لوقا 13/31).

في سهل البقاع وجنوب لبنان تنتشر بالفعل أسماء تعود الى عدد من الانبياء والاولياء منهم:

هابيل الذي تحول اسمه أحياناً الى "آبل" أو "أبيل" او "إبل". فأطلقت هذه التسمية على عدد غير قليل من المدن والقرى أو دخلت في تركيبة اسمها: آبل القمح،إبل السقي ، عين إبل ، آبل بيت معكا، آبل السوق، وهي ابيلا التي كانت عاصمة ولاية "أبيلينا" والتي كان حاكما عليها في زمن يوحنا المعمدان ليسانياس احد ابناء هيرودس كما ورد في انجيل (لوقا 3/1) .علما أن هذه الولاية كانت تمتد الى شمال لبنان وجنوبه. فلفظة "آبل" وردت حوالي إثني عشرة مرة في الكتاب المقدس، وهي كلها تشير الى معنى من المعاني المتصلة بشخصية هابيل. لذلك وبناء على ما تقدم لا يبدو مستغرباً ان يقصد المسيح هذه المواقع، تكريماً منه لذكرى الشهيد الأول للبشرية القديمة، والرمز السابق للمسيح الشهيد الأول للبشرية الجديدة.

تخليداً لذكرى هابيل، الذي تقول عنه التقاليد المختلفة انه قتل فوق جبل قاسيون في القرب من دمشق ودفن في آبيلا (عاصمة ابيلينه المذكورة في لوقا 3/1) بنت القديسة هيلانة هناك في القرن الرابع كنيسة كان لا يزال باقيا منها في القرن السابع عشر "عمودان مرتفعان على منحدر ربوة تبعد عن دمشق ستة عشر ميلاً ... على هذين العمودين حنية تجعل ما بينهما على هيئة باب، وقريباً من هناك أخربة كثيرة يستدل منها على ان القديسة هيلانة قد بنت في ذاك الموضع كنيسة تذكاراً لهابيل البار الذي دفن هناك. اما طول مدفنه فمائة وستون شبراً" كما يذكر الأب غوجون في كتابه عن رحلته في الأرض المقدسة (J.Goujon, histoire et voyage en Terre Sainte, 1668, II, p.4) (راجع ايضا الأب ضو صفحة 293)
يقول الأب ضو : "إن ذكرى هابيل وذبيحته وإستشهاده كانت في زمن المسيح تملأ سهل البقاع ولبنان الشرقي ودمشق". ومن ذلك يفترض أن :" هذا الامر كان من دواعي زياة المسيح لهذه الأماكن في رحلته" الى مناطق في لبنان. (راجع ضو صفحة 296). كان الهدف من هذه الرحلة أذن - كما أشرنا- تأكيد السيد المسيح على تواصل الرسالات السماوية.
 في البقاع مواقع اخرى عديدة تحمل أسماء الأباء الأولين، نذكر منها موقعين بإسم "النبي شيت"، الأول في رياق والآخر قرب حاصبيا وموقع في جنوب لبنان  قرب تبنين ، "برعشيت"  وتعني "أرض شيت" . من هذه المواقع  التي تحفل بها معاجم أسماء المدن والقرى والبلدات اللبنانية  أيضاً "قبر نوح" قرب زحلة و "كرك نوح" و "هِبلا" ، "وتلفظ ايضا حبلا" ،ابنة نوح . ومن اسماء الأنبياء أيضا "حام" في لبنان الشرقي، و "حول" ثاني اولاد آرام بن نوح . لعل من هذا الاسم جاء اسم بحيرة "الحولا" ، التي كانت الى زمن قريب لبنانية، و "ميشا" الإبن الرابع لآرام . من هذا الأسم جاء اسم "ميس الجبل" حسب ما يورد الأب ضو في كتابه المشار اليه (ص 319 – 224). وغيرها العديد من اسماء المواقع.
-   حديث النبي داود في من هم احباء الله المقيمين عند العيون في جبل لبنان.
-   راجع نص ابي حامد الغزالي ( المتوفي عام 1111) في موضوع المحبة والشوق في كتابه "احياء علوم الدين" في الموقع:
-   نص من التراث الاسلامي يستند الى التراث العبري ينقل فيه الغزالي حوارا بين الله والنبي داود وفيه يطلب داود :
-   "يا رب أرني أهل محبتك".فيجيبه الله : " يا داود إئت جبل لبنان، فإن فيه اربعة عشر نفسا فيهم شبان وفيهم شيوخ وفيهم كهول  .
-   إذا أتيتهم فاقرئهم مني السلام وقل لهم:ان ربكم يقرئكم السلام ويقول لكم ألا تسألون حاجة.فإنكم أحبائي وأصفيائي وأوليائي ،أفرح لفرحكم وأسارع الى محبتكم".فأتاهم داود عليه السلام فوجدهم عند عين من العيون يتفكرون في عظمة الله عز وجل....قال: فجرت الدموع على خدودهم " ( ثم يضع الغزالي على لسان كل من هؤلاء الشيوخ (اللبنانيين) عبارة واحدة ليقول فيها ماهي حاجته أذكر منها: " لا حاجة لنا في شيء من أمورنا فأدم لنا لزوم الطريق اليك واتمم بذلك المنة علينا"
-    وقال آخر :"...أمنن علينا بحسن النظر فيما بيننا وبينك".... فأوحى الله الى داود .. قل لهم قد سمعت كلامكم وأجبتكم الى ما أحببتم فليفارق كل واحد منكم صاحبه وليتخذ لنفسه سربا فإني كاشف الحجاب فيما بيني وبينكم حتى تنظروا الى نوري وجلالي"...
-   فقال داود: يارب بم نالوا هذا منك ؟ قال: بحسن الظن والكف عن الدنيا واهلها والخلوات بي ومناجاتهم لي وإن هذا منزل لا يناله الا من رفض الدنيا وأهلها......واختارني على جميع خلقي ، فعند ذلك أعطف عليه ...وأريه كرامتي كل ساعة وأقربه من نور وجهي ، إن مرض مرضته كما تمرض الوالدة الحنون الشفيقة ولدها....اذا سمع بذكري أباهي به ملائكتي وأهل سمواتي ....يا داود لأقعدنه في الفردوس ولأشفين صدره من النظر الي حتى يرضى وفوق الرضا".
إن هذه المعاني والذكريات والصور القديمة كلها ، انما  تشكل جزءا ثميناً لا من تراث لبنان فحسب بل من تراث البشرية بكاملها.
وكم ينبغي المحافظة عليه  حيا في النفوس ، وعدم الكلل من إلقاء الضوء عليه اليوم اكثر من أي يوم آخر بعدما اصبح الوطن الصغير برقعته  لبنان  اكثر من موقع جغرافي ، بل رسالة ، كما بات القول به مأثوراً بعد البابا يوحنا بولس الثاني ، وبعد ان اصبح للبنان أيضا  اكثر من موقع عالمي على قائمة المواقع التراثية العالمية للاونيسكو: بعلبك،عنجر، وادي قاديشا ،جبيل ، صور ، وقريبا مغارة جعيتا عجيبة من عجائب الدنيا.
عسى ان يتنامى الوعي في الوجدان اللبناني باهمية هذا التراث، ومن ثم بذل كل جهد لكشفه وتخصيص ما يقتضيه من وسائل التخطيط والتنقيب وإرساء البنى السياحية، والثقافية ، وما يتطلبه دلك من مكتبات ومتاحف ومراكز ابحاث ووسائل إتصال ومواصلات، ، ورسم دروب ومسالك في الطبيعة، وتنظيم رحلات للتعرف الى جمالات البيئة اللبنانية وكنوزها الثقافية والروحية. إن مثل هذا المشروع، إذا ما أخذ على محمل من المسؤولية – كما اشار رئيس مجلس الوزراء - قد يكون له أبعاد ومردودات لا تقدر بثمن على كل الأصعدة الحضارية والدينية والإقتصادية .
إن المبادرات القليلة التي إتخذتها في هذا المجال مؤسسات رسمية وأهلية للتعرف على التراث  والبيئة والحفاظ عليها انما هي من نماذج العمل المشجع والواعد الذي من شأنه تعزيز السياحة الدينية والثقافية.هي لا تزال بحاجة الى المزيد من الوعي والإيمان المستنيرين بالحس الانساني والحضاري العميق الذي من المفترض أن تسقط معه كل المنافع والنظريات الفئوية، ليتجلّى وجه لبنان البهي والحقيقي ، كمساحة مصغرة عن عالم يمكن العيش فيه والإيمان بكل حرية ، في عصر العولمة التي تتطلب أن يكون في تطبيق مبدأ  "الوحدة في التنوع" الضمانة الحقيقية لعيش مبادىء المسيح وتحقيق الاخوة الشاملة في العائلة البشرية الواحدة.

1



https://www.akhawiyat.org/chabiba/download.php?f=JesusPath.doc


Envoyé de mon iPad jtk

lundi 24 septembre 2012

جريدة النهار- صناعة السفن في صور تواجه الاندثار




صناعة السفن في صور تواجه الاندثار
عدم الاهتمام بمطالب الصيادين ولا مبالاة تجاه المحافظة على هذا الإرث

اسماعيل صبراوي- صور

هيكل مركب للصيد.



حكاية مدينة صور ومراكبها الخشبية حكاية حب وعشق ومغامرة وتجارة عبر الزمن الغابر ومنذ العهد الفينيقي من آلاف السنين، يوم كان اهلها اسياد المغامرات يجوبون البحار لتجارتهم المختلفة على متون سفنهم الخشب من صناعة زنودهم يمخرون بها عباب البحر المتوسط وصولاً الى جزره... كانت لهم محطات عدة حتى بلغت تجارتهم بحر عمان وغيرها واقاموا محطة تجارية لهم هناك أسموها صور العمانية ما تزال حتى الآن تحمل اسمها.

تروي الكاتبة الالمانية هنكي سيدوف في كتابها بعنوان "عفوا كولومبوس قبلك بـ2000 عام وصل الفينيقيون الى اميركا"، وكانت الكاتبة الالمانية جاءت الى لبنان بزيارة رسمية بدعوة وجههتها اليها السيدة مهى الخليل الشلبي لزيارة صور حيث قامت بجولة على آثارها... وقفت الزائرة على شاطئ صور الجنوبي، واشارت بيدها الى البحر، وتلت عنوان كتابها امام الجميع من المسؤولين المرافقين... فالصوريون، اباً عن جد، صنّاع سفن. ألم تغادر ابنة صور اليسار شواطئ المدينة الى بلاد المغرب وشيدت هناك مدينة قرطاج ورافقتها حاشيتها على متن سفن من صناعة ابناء مدينتها صور؟ للأسف هذه الصناعة تواجه الاندثار اليوم لأسباب عدة، ابرزها الكلفة المالية وغلاء الخشب والمازوت وانقطاع الكهرباء، واهمها غياب الاهتمام الرسمي بمطالب الصيادين وبأوضاعهم المادية وعدم مبالاة المسؤولين للمحافظة على هذا الارث التاريخي الثمين. 

آل بربور وصناعة السفن
عائلة آل بربور ارتبط اسمها بهذه الصناعة جيلاً بعد جيل ويتوارثها افراد العائلة... المعلم ايليا بربور، الوريث الاخير (80 عاماً) هو المعلم الحصري الوحيد الآن، يساعده اولاده الذين لا يقلّون مهارة عنه. يقع محل عمله ومنشرته المكتظة بالاخشاب عند مدخل حارة المسيحيين في صور المواجهة لميناء الصيادين حيث ترسو عشرات المراكب للصيادين في حوض الميناء وكلها من صناعة آل بربور.يقول المعلم ايليا "بدأت ممارسة المهنة منذ الصغر مع والدي، وفي العام 1958 تسلمت العمل، وعندما كبر اولادي ساعدني بعضهم وتعلموا المهنة واتقنوها". وبكل حسرة يضيف "كنا نصنع في الماضي اكثر من 15 مركباً صغيراً وكبيراً في السنة للصيادين في ميناء صور وغيرهم من موانئ لبنانية عدة، الى جانب مراكب سياحية للمغتربين، وكانوا يقصدوننا من ميناء جونيه ومنياء العقبة في الاردن".ويفاخر المعلم ايليا بأن وزارة التجارة اللبنانية "طلبت منا العام 2000 صناعة مركب كبير بمواصفات فينيقية للاشتراك في معرض للسفن اقيم في البرتغال. صنعته مع اولادي، وكانت مقدمته رأس حصان وفي الخلف ذنب حورية بحر وعلى جانبيه المجاديف، ونقل الى البرتغال ورافقناه ورفعنا علم لبنان على احد سواريه ونال اعجاب كل من رآه وحصد الجائزة الثالثة بين العشرات من المراكب من دول عدة، وكانت صورنا في كل وسائل الاعلام". يقول متحسراً "كانت ايام عز، أما الآن فأصبحت صناعة المراكب الخشب "صفر" لارتفاع الكلفة واسعار الخشب والمازوت وانقطاع الكهرباء وغلاء الاجور، اضافة الى الوضع الاقتصادي الذي يتخبط به الصيادون، واكثرهم لا يجنون ثمن المازوت الذي يستعملونه، اذ يخرج معظمهم للصيد ويعودون فارغي اليدين. تعب وسهر وشباك خالية وافواه بانتظاره. والاسباب كثيرة، اولاً الصيد بالديناميت من البعض الذي يقتل السمكة وبويضاتها. كما ان البعض يستعمل الشباك الضيقة والتي تصطاد السمك الصغير من دون رقيب او حسيب، فيما يستعمل البعض الآخر السموم التي تقضي على كل شيء، الى جانب رمي الاوساخ في البحر من دون مسؤولية. كل هذه الاسباب تقضي على الثروة السمكية وتنعكس على الصيادين فقرا وتعتيراً وقد يكونوا هم الوحيدين في المجتمع من يطبق "اعطنا خبزنا كفاف يومنا".
صيادون يتذمرون
يقول احد الصيادين العتاق كل هذه المشكلات تحل بشهر واحد، بتنفيذ القانون البحري الجدي وبقبضة حديد جدية تمنع كل ما هو ممنوع، مما يحفظ للصيادين وعيالهم رغد العيش، وتعود الحركة الى الميناء، ونعود الى سماع هدير منشرة المعلم ايليا ويجدد الصيادون مراكبهم وتعود سمكة صور الى سابق شهرتها. أليس عيباً على وطن مثل لبنان يحده غرباً البحر من اقصى جنوبه الى اقصى شماله ويأكل اهله السمك المثلج ويدفع من اقتصاده الملايين ثمنه، وسمكنا يموت في البحر او ممنوع ان يصل الينا؟ حتى السمك هجر لبنان!



Envoyé de mon iPad jtk

lundi 17 septembre 2012

البابا لنبيه بري :لا تنسَ ان تحضر لي الكتاب

البابا لنبيه بري  :لا تنسَ ان تحضر لي الكتاب
"على خطى المسيح في فينيقيا لبنان"
الأحد, 16 أيلول 2012
بيروت اوبسرفور: 
http://www.beirutobserver.com/index.php?option=com_content&view=article&id=82837:2012-09-16-12-56-01&catid=41:2010-10-03-20-24-15


لم يقتصر لقاء الـ15 دقيقة بين البابا بينيديكتوس السادس عشر ورئيس مجلس النواب نبيه بري في قصر بعبدا امس على تبادل التحيات والمجاملات، بل ان ثمة مضامين وافكاراً عدة تبادلاها، واتفقا على تطويرها في المستقبل والبناء عليها. في البداية ابلغه بري انه كان له شرف المشاركة في احتفال تنصيبه في نيسان 2005 في الفاتيكان، واكتفيا بالمصافحة آنذاك

وكانت قضية فلسطين النقطة الرئيسية التي ركّز عليها بري في الجلسة السريعة. وقال "ان التطرف الحقيقي بدأ عام 1948 عندما انشئت اسرائيل فوق اراضي فلسطين". واضاف "ان هذا التطرف أخذ في التصاعد منذ ذلك الحين، وكرت سبحة المشكلات والازمات في المنطقة. وان موجات التطرف ستتصاعد ما دام ليس هناك دولة للفلسطينيين تعيد اليهم حقوقهم، ومن واجب العالم والجميع الوقوف الى جانب هذا الشعب واطلاق دولته. وان كل المحاولات الاخرى لن تنفع اذا لم يتحقق هذا الامر".

كذلك تناول بري حال المسيحيين في العراق وضرورة بذل اقصى الجهود بغية اعادة هؤلاء الى ارضهم، ولا سيما انهم يشكّلون الموطن الاول للمسيحيين في هذه المنطقة. واعاده الى زمن الغساسنة المسيحيين الاوائل في الارض العربية. وكان رد البابا على رئيس المجلس بهز رأسه، على قاعدة انه يوافق على كلامه. وعلى عادته، لم يغيّب بري الجنوب عن لقاءاته، فكيف اذا كانت مع رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم. فقال له ان السيد المسيح زار الجنوب

وقاطعه البابا: "تقصد قانا".

ثم أخذ بري الحديث: "أقصد صور يا صاحب القداسة، عندما حضر المسيح الى هذه المدينة وكانت له أعجوبة شفاء الكنعانية، ولهذه الاسباب فان ارض صور ولبنان مباركة".

وخاطبه ايضاً: لو كنت على علم اني سأتناول مع قداستك هذا الموضوع لأحضرت اليك كتاباً يروي بالتفصيل زيارة السيد المسيح لصور وبلدات اخرى في الجنوب، هو "على خطى المسيح في فينيقيا لبنان"، للكاتب الايطالي مارتينيو رونكالايا. سأحضر لك نسخة منه غداً (اليوم)". وفي الدقائق الاخيرة من هذا اللقاء الذي فتح صفحات المسيح في هذه المنطقة، قال بري ان لبنان يشكّل نموذجاً حقيقياً للحوار بين سائر الطوائف المسيحية والاسلامية ليكون مركزاً للحوار بين الاديان والتلاقي بين ابنائها، والآلية التطبيقية موجودة في هذا البلد، "ولنبدأ معاً بإعادة المسيحيين العراقيين الى بلدهم وكان الله معنا".

فأجابه البابا: "أنا مسرور بكلامك". ثم قدم اليه هدية، نسخة من الارشاد الرسولي وثلاث ايقونات

وعند مصافحته خاطبه الحبر الاعظم: "لا تنسَ ان تحضر لي الكتاب الذي حدّثتني عنه".

وبعد عودة بري الى مكتبه في عين التينة امس، أحضر نسخة من الكتاب بالطبعة الانكليزية ليسلمه اياها اليوم، وكتب على الصفحة الاولى: "كما البرق يضيء الليل الحالك السواد كانت زيارتك. مع محبتي نبيه بري".


Envoyé de mon iPad jtk

jeudi 6 septembre 2012

نصائح أرنولد توينبي للبنانيين بعد 55 عاماً


بقلم جهاد الزين

النهار - 2012-09-06

عام 1957 في الثامن من أيار ألقى المؤرخ البريطاني الشهير أرنولد توينبي محاضرةً في "الندوة اللبنانية" أمام حشد من النخبة السياسية والأكاديمية والثقافية اللبنانية كان موضوعها لبنان وتحت عنوان: "لبنان تجسيد (أو تعبير) التاريخ". كيف نقرأ الوضع الراهن بعد مرور 55 عاماً على "رؤية" أرنولد توينبي وهل تصلح مقاربتُه لقراءة الحاضر؟ 

لن أقوم هنا باختصار المحاضرة العصية على الاختصار بسبب كثافتها، لكن دعوني ألاحظ  أنها سرعان ما ستتحول إلى محاضرة عن موقع "البرزخ السوري" في تاريخ الصراع في المنطقة. فهذا "البرزخ"isthme) ) أو المضيق البري يتشكّل في نظر توينبي من "شاطئين" بحري وصحراوي، الأول هو الذي يضم منذ قرون طويلة قبل الميلاد مرافئ الساحل البحري كجبيل وصيدا وصور امتدادا نحو الشمال والجنوب والثاني يضم مرافئ "الساحل" الصحراوي كدمشق وحمص وحماه وحلب حتى بُصرى.
 وإذْ يتحدث توينبي عن انشداد قديم لمرافئ الساحل البحري إلى الغرب يشير الى انشداد مرافئ الصحراء إلى الشرق.
يقول توينبي مخاطبا النخبة اللبنانية أن شاطئي البرزخ السوري لا توحّدهما إلا قوةٌ خارجية بحيث أنهما لم يتمكّنا ذاتياً على مدى التاريخ من أنطاكيا إلى حيفا ومن حلب الى بُصرى من إقامة وحدة سياسية على الرغم من أنهما نجحا تباعاً في إقامة امبراطوريات ثقافية واقتصادية. فهما كانا دائما مجال تنافس بين غزاةِ الشمال من الحثّيّين والبيزنطيين والأتراك وغزاةِ الشرق من الفرس والأشوريين وغزاةِ الجنوب من المصريين إلى أن جاء الفرنسيون والإنكليز بعد 1920  وحوّلوهما إلى مجموعة دويلات متناحرة و"اليوم" (عام 1957) يحضر الأميركيون والروس.
كما أنهما كانا أحياناً إطارَيْن جغرافيّيْن لقوى متصارعة كما حصل في مرحلة الحروب الصليبية عندما احتضن "الشاطئ الصحراوي" الداخلي الإمارات المسلمة المواجِهة للإمارات الصليبية على "الشاطئ البحري". 
لا يتورّع مؤرخٌ جدّيٌ جداً وعالميُّ النزعةِ التحليليةِ والشهرةِ عن أن يعتبر اللبنانيين في ذلك الزمن من خمسينات القرن العشرين أصحابَ "امبراطوريةٍ" اقتصادية مُدهشةِ الإزدهار في أوروبا وأميركا اللاتينية وإفريقيا ووارثةٍ لتقاليد التوسّع التجاري الفينيقي حتى لو ربما كان يتهكّم ضمنا في مطلع المحاضرة على لبنانيي الحاضر حين قال أنهم جَبَليّون وأن فينيقيا القديمة ساحلية تجسدها "ولاية بيروت" العثمانية البحرية لا "متصرفية جبل لبنان" الجبلية التي أُنشِئت عام 1864! 
يذهب أبعد... فهو ينصح "رجال الأعمال" اللبنانيين الاستفادة بسرعة من الفرص المتاحة لهم في تلك الفترة في الخمسينات انطلاقا من توصيفٍ استخدمه الرئيس الأميركي دوايت آيزنهاور آنذاك حول الوضع في الشرق الأوسط هو "فراغ القوة".
يبني توينبي على هذا التعبير نظريته بأن ازدهار شاطئي "البرزخ السوري" المائي والصحراوي كان يحصل في مراحل "فراغ القوة" في المنطقة أي حين لا يكونان واقعَيْن تحت سيطرة محددة.
ووقتها كان يعتبر أن البريطانيين والفرنسيين خرجوا أو أخرِجوا (بضم الألف) وأن الصراع الأميركي الروسي سيعبِّئ حتما هذا الفراغ عاجلاً أم آجلا. لا مثيل لهذه المحاضرة قياساً على تُرّهات أو خرافات بعض المؤرخين الموارنة "الاستقلالية" و على تُرّهات أو خرافات بعض المؤرخين المسلمين "الوحدوية".

كيف إذن نقرأ الوضع الراهن على "الشاطئين" بعد مرور 55 عاماً على "رؤية" أرنولد توينبي وهل تصلح مقاربتُه لقراءة الحاضر؟ وأي أسئلة وأجوبة يمكن استخلاصها منها؟
بعد أشهر من المحاضرة انفجرت أول أزمة - حرب أهلية في لبنان في أجواء "فراغ القوة" الصارخ بعد الهزيمة السياسية ( لا العسكرية) للحلف الفرنسي – البريطاني - الإسرائيلي عام 1956 ضد مصر عبد الناصر بفضل تفاهم روسي - أميركي أرغم الإستعمار القديم على الإنسحاب. 
في نهاية محاضرته قدّم أرنولد توينبي للطبقة السياسية اللبنانية نصيحة ثَبُتَ لاحقا و بعد فوات الأوان أنها من ذهب: في زمن تزايد الصراع الروسي - الأميركي على العالم العربي فإن جعلَ الموضوعِ الفلسطينيِّ المهمةَ الرئيسيةَ للديبلوماسيةِ اللبنانيةِ هو "مسألة حياة أو موت بالنسبة للبنان". هكذا سيؤدي تجاهلُ حلِّ القضية الفلسطينية إلى "موتٍ" لبناني لمدة حوالى 15 عاماً بعد العام 1975  خرج منها ولكن بأضرار بنيوية لم يتجاوزها حتى الآن، وربما لن يتجاوزها بعد الآن.
الجديد النوعي في عامي 2011 - 2012 هو انهيار "الشاطئ الصحراوي" مع انفجار الثورة السورية. ها هم سكان "مرافئ" دمشق وحمص وحماه وحلب وأريافها يهاجرون ويتهجّرون إلى "الشاطئ البحري"في طرابلس وبيروت وصيدا وصور (كما إلى المخيمات المذلّة في الصحراء الأردنية و بعض المدن التركية. وحده لبنان لم يُقِمْ مخيماتٍ من هذا النوع رغم التدفّق البشري). ألا تنهار مع الانهيار السوري محاولة نظام حافظ الأسد لتوحيد شاطئي "البرزخ" او معظمهما من داخلهما... المحاولة ذات الطابعين الفئوي والاستبدادي؟ فهل تتأكد بذلك مرةً أخرى نظرية توينبي باستحالة التوحيد الداخلي لِـ"الشاطئين"؟ وهل ستستمر معادلة  الاستحالة هذه في المستقبل حتى لو انتقلت "الراية" إلى قوى ديموقراطية بعكس التجربة التاريخية في مصر التي لا تحتاج إلى غزو الخارج لتوحيد كيانها الداخلي؟ نتمنى إثبات المستقبل أن الديموقراطية يمكن ان تأتي بإرادة ذاتية لشكلٍ بنّاءٍ وتحديثيٍّ من الوحدة لا بالمزيد من التفتّت في "برزخنا" الشامي؟ 
ها هو الصراع الأميركي - الروسي ينفجر بشكل حاد على سوريا فيوقف الروسُ مؤقتا في السهول السورية "الغزوَ" الأميركي الآتي من شمال إفريقيا ومصر على أحصنة "القوة الناعمة" المطهّمةِ بالفكر الديموقراطي وبالتحالف المتجدد مع النخب العربية وعلى رأسها "الإخوانية" في مواجهة آخر قوة عسكرية متماسكة من النمط السوفياتي في العالم العربي.أصبحت حدودُ الصراعِ على سوريا العالمَ بأكمله في المواجهة بين التحالف الأميركي مع النفط وتركيا وأوروبا وبين التحالف الروسي – الصيني - الإيراني. مع فارقٍ رئيسيٍّ بين التكتّلين هو أن الأخير يخوض المواجهة من موقع دفاعي عن أوضاعه الداخلية بحيث أن المعركة هي داخل حدود بلدانه  نفسها عبر دينامية "القوة الناعمة" الهجومية التي يمتلكها التكتّلُ الأول.
لبنان المنقسم بين التحالفين العملاقين كيف يستطيع – وهل يستطيع - أن يستفيد من "فراغ القوة" الجديد في "البرزخ السوري"؟ وهل هناك صيغة واقعية تتيح للطبقة السياسية اللبنانية التابعةِ و المستتبَعةِ أن تبني سياسةَ خدماتٍ أمنية واقتصادية وسياسية للطرفين المتصارعين على "الشاطئ الصحراوي" دون تفجير الحرب الأهلية على "الشاطئ البحري"؟
هل ستتمكّن البورجوازية التجارية اللبنانية وعلى رأسها القطاع المصرفي من "إقناع" الطبقة السياسية الشديدةِ التبعيّةِ بهذه المعادلة التي يحميها حتى اليوم التوافق الدولي الإقليمي غير المضمون الثبات؟

أشكر الصديقة العزيزة الدكتورة فاديا كيوان عميدة كلية العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية التي أرسلَتْ لي نصَّ المحاضرة بعد أن طلبتُ مساعدتَها فأوعزت إلى فريق عملها الإداري بالتفتيش عنها في محفوظات الكلية.
                                                 



Envoyé de mon iPad jtk

vendredi 24 août 2012

Lebanon news - NOW Lebanon -Fourteen centuries of Lebanon


Lebanon news - NOW Lebanon -Fourteen centuries of Lebanon

William Harris, professor at the University of Otago in New Zealand and sometimes NOW Lebanon contributor, is one of the premier contemporary historians of Lebanon. Author of other highly acclaimed books on Lebanon and the Levant, his latest, Lebanon: A History, 600-2011, was published in July by Oxford University Press.

NOW spoke to Professor Harris about his book and the situation in Syria and Lebanon.

Before we discuss your book, let's start off with current events. Where do you see the Syrian revolt heading?

William Harris: The regime evidently cannot crush the uprising, and so the affair will go on until the former ultimately collapses—whatever the destruction along the way. Like Nazi Germany by late 1943, the regime retains formidable capacity but is almost certainly doomed. Too much blood has flowed in Syria for the internal opposition to accept anything less than the total reformulation of the state. Deliberate, systematic regime abuse of millions of Syrians has removed "dialogue" from the table.

In contrast, when you hear the expression "peaceful transition," you can infer the scenario that would gratify the West, satisfy Russia, and forestall potential annoyance for President Obama's election campaign. An authoritative defector would take charge of the political opposition, regime elements would depose the Assads, and parts of the security machine would be certified "clean" to offer "stability." However, the Syrian opposition is probably too pluralist to be corralled by any such scheme—political fragmentation does occasionally have its advantages.

How do you think the restructuring of Syria's sectarian balance will impact Lebanon?


Harris: If there is a new pluralist regime in Syria and a real break from the old order by early next year, the mainly Sunni new leadership in Damascus will find it difficult to forgive those in Lebanon who sided with Bashar al-Assad. This would make the Miqati government unviable and would strongly influence voting in the 2013 parliamentary elections. Christians in particular would go with the trend of events, tipping the national balance decisively against the March 8 alignment.

What about Hezbollah?

Harris: Assuming a new Syrian regime is hostile toward Iran, Hezbollah will be more constrained. If it shows imagination in its political relations and its adjustment to circumstances, it will be able to maintain its position in a large part of the Shiite community because it reflects Shiite concerns and insecurity. Even so, there will probably be erosion of Hezbollah's Shiite support base as people adapt to new realities of power, and the party's minority status in the country and location in a single community would be uncomfortably emphasized. It will face more forceful demands about its private weaponry and it will have to be careful about deflecting attention in the direction of Israel because of poor assurance of weapons resupply and the weariness of much of its constituency.

Your work on the Frankish (Crusader) period has influenced my thinking on Syria. That period had an important imprint on Syria's sectarian communities. However, unlike Lebanon, Syria did not have a history of institutionalized communal politics. The corrosion of the Assad regime today could well lead to the fragmentation of the country, which, curiously, might resemble the 12th-13th century political-sectarian map, including an Aleppan region in the north under Turkish influence, an enclave in the coastal mountains, and so on. Do you see it that way?

Harris: What you say is certainly possible, but I doubt that fragmentation of Syria could be long sustained. It would cost Iran and Russia hugely to keep an Alawite coastal mini-state afloat, and there would be zero chance of international legitimacy. Regime loss of the interior cities would also be the loss of most Christians and the Druze—more than half of the minorities. The regime will therefore exert everything to maintain itself in Damascus and Aleppo; if it slides in Damascus it may fall apart quickly with Alawites looking to make their deals with the opposition.

I am not convinced by the Lebanese analogy—Lebanon's 15 years of wars were in the different environment of the Cold War, of resource injections and Lebanese diaspora networks that do not apply to the same extent in the present Syrian situation, and multiple foreign military interventions unlikely in Syria. Turkey might conceivably get embroiled in the north, which would give Prime Minister Erdoğan an urgent interest in enabling the opposition to tip over the regime. The Iranian regime lacks access and would pay dearly for an adventure; unlike Lebanon Syria has a serious Sunni Arab majority and the bulk of this majority has come to hate Iran with a steadily deepening passion.

In your new book, you identify the Frankish period as a critical period for the consolidation of the main sectarian communities in Mount Lebanon. It is the period right before the Mamluk and then Ottoman periods when the immediate antecedent of modern Lebanon emerged. How is the Frankish period important?


Harris: If the Seljuk Turks had managed a restoration of Sunni Islamic hegemony in the Levant around 1100, pushing back the Ismaili Shiite Fatimids and not disturbed by the First Crusade, things might have gone badly for the Twelver Shiites, Druze and Alawites in particular. The creation of the Frankish principalities along the coast guaranteed a lengthy geopolitical fragmentation of the region, which allowed the sectarian communities to consolidate free of existential challenges. The Maronites received the boost of connection with Rome and the Christian West, even though some Maronites were unenthusiastic. The Twelver Shiites consolidated in Jabal Amil under the Frankish Kingdom of Jerusalem, and were largely left to their own affairs. The Druze were able to maneuver in no-man's land between Frankish and Muslim principalities, mostly but not always loyal to the latter. By the time the Mamluks finally established a firm new Sunni Muslim grip on the Levant coast by the 1290s, the sectarian communities were much more solidly entrenched than in 1100. The main Mamluk contribution was to make Tripoli and Beirut once more majority Sunni towns and to introduce Sunni Turcoman settlers, if anything diversifying the overall mix.

As you show in your book, the Lebanese sects' identities have a long history of development before the Ottoman period. What is the difference between the early communal identities and the later politicized sectarian identities? Did the early Lebanese communities think of themselves as sects and act collectively as such?

Harris: There was no concept of a sectarian community as a political stage or entity before the early 19th century. From before the Frankish period, however, there was collective identity and the sense of being distinctive in some cultural markers (festivals, famous personalities, origin stories, and suchlike). We know about the identities because both the medieval Arabic and Frankish chronicles identify the communal groups of Mount Lebanon.

Collective action did not go beyond occasional mobilization of part of a community by some chiefs—Maronites as "Marada" against the Tanukhs near Beirut in Abbasid times, the followers of the Druze Buhturs in defense against the Franks, and Shiites and Alawites in the Keserwan resisting the Mamluks.

You view the informal Ottoman principality of Mount Lebanon as a unique phenomenon, and in that you disagree with historians like Kamal Salibi, for instance, who thought it was no different from other contemporary local autonomies. Why is your view on the nature of the principality important, and what are its implications?

Harris: Mount Lebanon's administrative arrangements may not have been unusual, but the character of the mountain, its external connections, and the working-out of its local politics all were unusual. The persistence of the leading role of the Maan/Shihab emirs for a quarter millennium made it unique among such Ottoman arrangements. At the outset in the early 17th century, Fakhr al-Din Maan contributed a multi-sectarian elite interaction that gave a special flavor to Mount Lebanon's affairs. Standard tax farming framed a Maronite/Druze/Sunni/Twelver Shiite interplay that was highly distinctive—so standard packaging, unique content. I am not sure that Kamal would disagree with a nuanced formulation.

Interpreting the informal principality as unique or not bears on modern Lebanon's legitimacy as an entity with distinctive indigenous historical roots in bilad al-sham (geographical Syria). Does Lebanon have a historical basis for its existence that pre-dates the late Ottoman special province and the French interventions? It is worth noting that as early as 1519 we have a record of Druze chiefs in late Mamluk times conceiving a "principality of Mount Lebanon" (imarat jabal lubnan). This was not quite the same as Bashir II's entity and the special province more than three centuries later, but the terminology was already there. It was a Druze patent, and the Druze chiefs inaugurated an evolution that, through various contingencies and interventions, produced modern Lebanon.

While you agree that the notion of a sectarian community as a political platform arose in the mid-19th century, you nevertheless argue that modern Lebanon didn't simply emerge out of the blue, and that it has deeper historical roots. In the process, you take issue with another view in American academia on the origins of Lebanon's sectarian politics, which views it less as an indigenous evolution and more as the result of European meddling. Can you explain how your book's thesis diverges from the opposing view?
 
Harris: I think it is a matter of emphasis. I don't dispute the role of consuls and other European interventions in consolidating sectarian politics after 1840. However I believe there already was a strong momentum toward sectarian political assertion before 1840, with the Maronites as the main dynamic element. This relates in part to the relentless Maronite and Christian demographic and territorial advance in Mount Lebanon from the 16th century onward, which was bound to have destabilizing effects. It also relates to the destabilizing behavior of Bashir II Shihab, who made a real mountain principality by the 1820s. Bashir II took apart the old Druze mountain elite, promoted the Maronite Church, and provoked the Maronite peasantry into collective action. His posture encouraged Maronites to view the de facto principality as their patrimony, and avowedly sectarian Maronite/Druze friction was almost inevitable.

Lastly, you have written extensively about and in defense of the Special Tribunal for Lebanon and the importance of justice for Lebanon. How do you read the recent arrest of Michel Samaha?

Harris: For those of us who have always strongly suspected that the Syrian regime organized the 2005-2008 political murder series in Lebanon, the exposure of Michel Samaha and his Syrian regime overlords—caught "in flagrante delicto"—is vindication.



Envoyé de mon iPad jtk

mercredi 22 août 2012

Le Saint-Siège rend hommage à Michel Eddé, homme de foi et de réconciliation

Le Saint-Siège rend hommage à Michel Eddé, homme de foi et de réconciliation
Par Fady NOUN | 22/08/2012-OLJ

Mgr Raï a remis à Michel Eddé la Grand-Croix de l'ordre de Saint Grégoire le Grand, la plus haute distinction honorifique conférée par le Saint-Siège.«Axios" ! Il en est digne », a lancé le patriarche Raï, après avoir remis au président de la Fondation maronite dans le monde, Michel Eddé, la Grand-Croix de l'ordre de Saint Grégoire le Grand.

La Grand-Croix de l'ordre de Saint Grégoire le Grand, la plus haute distinction honorifique décernée par le Saint-Siège, a été remise hier par le patriarche Raï à Michel Eddé, au cours d'une cérémonie spéciale organisée dans le grand salon du siège patriarcal maronite à Bkerké.
« S'il y a aujourd'hui un homme au Liban qui mérite de recevoir cette distinction, et tous les Libanais en conviendront, c'est bien Michel Eddé », a déclaré en substance le patriarche Raï, dans une courte allocution qui a conclu le cérémonial.
« Axios! Il en est digne ! » a-t-il lancé.
Celui-ci s'est tenu en présence du chef de l'Église maronite, de son vicaire général Boulos Sayah et de plusieurs évêques, ainsi que du nonce apostolique, Gabriele Caccia, de membres de la famille, d'amis et des piliers de la Fondation maronite dans le monde, que préside Michel Eddé.
« Aujourd'hui, et du haut de son prestige, le Saint-Père exprime la reconnaissance par l'Église universelle des mérites de cet homme, dont la renommée a débordé les frontières de son pays », a affirmé en préambule de la cérémonie l'archevêque maronite de Beyrouth, Mgr Boulos Matar, à l'origine de l'initiative.
Mgr Matar a affirmé avoir cherché à rendre hommage à un homme de son diocèse que « son humanisme, son sens de la justice, ses qualités morales exceptionnelles et sa lutte acharnée pour la paix entre les hommes et les peuples ont rendu célèbre dans tout le monde arabe et dans plusieurs lieux d'Orient et d'Occident ».
Plus encore que la générosité dont Michel Eddé a su faire preuve chaque fois qu'il fallait reconstruire une église du diocèse – à commencer par la cathédrale Saint-Georges de Beyrouth, et sans oublier l'église Saint-Élie, à Bhamdoun – , c'est « l'esprit de réconciliation entre les diverses confessions » que Mgr Matar a encore dit vouloir honorer.
« C'est dans les êtres humains, de toutes les confessions, que Michel a investi autant et plus que dans les édifices, malgré toute leur importance.
Cela n'est-il pas une contribution à l'édification du Royaume de Dieu ? » a souligné l'archevêque de Beyrouth, qui a annoncé en outre que la municipalité de Beyrouth allait attribuer le nom de Michel Eddé à une place du centre de Beyrouth.

Une bouleversante profession de foi
Le nonce apostolique Gabriele Caccia, qui a endossé avec conviction l'idée de conférer à Michel Eddé la Grand-Croix de Saint Grégoire, a ensuite lu – en latin – le décret pontifical y afférent, signé par le cardinal Tarcisio Bertone, secrétaire d'État du Vatican.
L'assistance a ensuite pu écouter une bouleversante profession de foi catholique de Michel Eddé, qui a commencé par citer... Alphonse Daudet décrivant les obsèques de Victor Hugo et affirmant que « la mort en dehors de l'Église manque de majesté ».
« J'avoue que c'est la citation qui m'est spontanément venue à l'esprit, en préparant cette allocution », a dit Michel Eddé avant d'enchaîner : « Je me permets d'ajouter que la vie aussi, sans l'Église, manque de majesté et de la dignité humaine. »
« C'est à son attachement indéfectible à l'Église catholique que l'Église maronite doit la double grâce de l'enracinement et de l'ouverture qui la marquent », a enchaîné Michel Eddé.
« L'Église maronite catholique, ce roc inébranlable qui détient les secrets de l'incarnation et du renouveau, n'a pas voulu que son bien soit l'exclusivité de ses seuls fils, mais a voulu le partager avec tout son milieu et son environnement humains, a souligné l'ancien ministre. Le Sermon sur la Montagne a inspiré aux maronites à être les initiateurs d'une formule de société unique, reposant sur la diversité religieuse, et la pierre d'angle de l'édification d'un Liban, patrie privilégiée de la convivialité dans l'unité, pionnière dans l'art de rapprocher les distances séparant les religions. »
« Le sombre spectacle offert en ce moment par le Liban est un phénomène accidentel et destiné à disparaître, a poursuivi Michel Eddé, dans une allusion à l'actualité politique.
Nous sommes le peuple d'une espérance qui n'a jamais été défaite quand des circonstances adverses ont mis à l'épreuve notre formule et notre foi, aussi bien en tant qu'Église qu'en tant que société, entité et patrie.
Cette terre demeurera belle, unie et bien enracinée pour tous ceux qui ont choisi de bâtir leur vie sur l'amour et la justice, pour tout homme qui demeure attentif à garder son âme chrétienne hors d'atteinte. »

Raï : « Un modèle à suivre »
Dans un mot improvisé, prononcé en conclusion de la cérémonie, le patriarche devait affirmer que « s'il y a un Libanais aujourd'hui qui mérite la Grand-Croix de l'ordre de Saint Grégoire, et tous les Libanais en conviendront, c'est bien Michel Eddé ! »
Le patriarche a vu dans « le geste prophétique » de Benoît XVI comme un préambule à la visite qu'il doit effectuer en septembre prochain au Liban.
« Le Saint-Père a voulu présenter des hommes comme Michel Eddé comme des modèles à imiter », a-t-il affirmé.
« Cette distinction honorifique, chaque Libanais devrait en être fier », a ajouté le patriarche.
Se référant à l'affligeante actualité politique, le chef de l'Église maronite a reconnu que « notre société régresse et que l'identité libanaise subit quelque évolution ».
Mais, a-t-il dit, ce n'est pas là le véritable Liban.
Le véritable Liban est cette société que, dans un geste prophétique, le pape désigne du doigt, en attribuant à Michel Eddé, un homme qui en est digne, la plus haute distinction que le Saint-Siège puisse conférer.



Envoyé de mon iPad jtk

lundi 6 août 2012

Sur les pas de Jésus au Sud-Liban


Sur les pas du Christ  au Sud-Liban,
Les visiteurs émigrés du Liban sur les lieux de pèlerinage chrétiens.

Par Naji FARAH | 06/08/2012- OLJ

Beaucoup d’émigrés libanais et de touristes étrangers marchent sur les pas du Christ au Liban. À Cana notamment.

Le Liban est certes une destination privilégiée pour les descendants de ses émigrés dans le monde, qui s’y ressourcent en prélevant de la terre et des fruits de leur village d’origine, enrichis des photos de leur maison familiale et des sites environnants. 
Un autre aspect concerne aussi les amis du Liban venant, dans une région en effervescence, découvrir le pays du Cèdre et la richesse de sa culture aux visages multiples. En effet, dans le bus transportant nos touristes de toutes nationalités, Français, Biélorusses, Allemands, Mexicains, Argentins, Italiens, Hollandais et Espagnols, un point commun attire l’attention, à savoir la curiosité manifestée lors de la visite du sud du Liban où a séjourné Jésus-Christ : Sarafand, Sidon, Tyr, Cana, Marjeyoun et le mont Hermon (lieu de la Transfiguration). 
C’est l’occasion de faire découvrir l’un des volets les plus passionnants de l’histoire du Liban, que tous les Libanais gagneraient à connaître. En effet, Jésus a révélé sa nature divine à la demande de sa mère, en transformant l’eau en vin lors d’un mariage à Cana. Il existe une théorie selon laquelle cette localité, sacrée depuis l’époque phénicienne, se trouve au Liban, à 12 kilomètres à l’est de la ville de Tyr, dans un village appelé justement Cana. Ce n’est donc pas un hasard si le patriarche maronite Béchara Raï a tenu à y effectuer une visite symbolique il y a un an. 
Une rapide analyse permet d’obtenir les recoupements suivants, qui sont loin d’être exhaustifs :
– La tradition orale est conservée par les habitants, chrétiens comme musulmans, qui donnent à leur ville le nom de « Cana en Galilée ».
– Sur le chemin de la grotte, dans la magnifique vallée de Cana, sont scupltées dans les rochers des statues à l’effigie de Jésus et de ses disciples, datant du 1er siècle ap. J-C, preuve de la présence des premiers chrétiens dans cette région.
– Le village voisin, précédant Cana à partir de la côte méditerranéenne, est Hanaway, ou le chemin de « Hanneh » (Anne en arabe), la mère de la Sainte Vierge.
– C’est à Hanaway que se trouve le tombeau du roi Hiram de Tyr, trônant au bord de la route principale et représenté dans les gravures des orientalistes. Il démontre une étroite relation entre la religion phénicienne pacifique et le christianisme.
– À deux kilomètres à vol d’oiseau, dans le village de Qleilé, se trouve le mausolée du prophète Omran (Joachim en arabe), le père de la Sainte Vierge, à l’intérieur duquel sont présentés, près d’une photo du Christ, des versets du Coran louant le prophète Omran, en tant que père de la Vierge Marie et grand-père du prophète Issa (Jésus en arabe).
– En 1996, lors du bombardement du Liban-Sud, une bombe israélienne tombant à 10 mètres de ce mausolée musulman a permis de découvrir les vestiges chrétiens d’une église byzantine ! 
Symboles et coïncidences s’ajoutent aux études scientifiques, comme celle menée récemment par le professeur italien Martiniano Pellegrino Roncaglia, et publiée sous le titre Sur les pas de Jésus, le Messie, en Phénicie / Liban (en anglais et en arabe) par l’Institut arabe des études orientales et occidentales à Beyrouth. Ce livre de référence est doté d’une foule de notes historiques et biographiques, apportant de nouvelles preuves quant au rôle sacré du pays des cèdres millénaires.
Une excursion est d’ailleurs organisée à Cana et à Tyr, le jeudi 9 août, par l’association RJLiban. Pour tout renseignement, appeler le 03/345528

samedi 28 avril 2012

لبنان في الكتاب المقدس: الأرز (Part I)


Objet: TR : telelumiere just uploaded a video


Objet: telelumiere just uploaded a video

telelumiere just uploaded a video
YouTube

وثائقي يلقي الضوء حول ورود اسم لبنان وأرزه في الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد، مع تقديم شرح حول كل فقرة والغاية التي من أجلها ذكر اسم لبنا وأرزه.

إعداد وإخراج: جوني أنطون
© 2011 YouTube, LLC
901 Cherry Ave, San Bruno, CA 94066

لبنان في الكتاب المقدس: الأرز (Part II)


Objet: telelumiere just 
YouTube

وثائقي يلقي الضوء حول ورود اسم لبنان وأرزه في الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد، مع تقديم شرح حول كل فقرة والغاية التي من أجلها ذكر اسم لبنا وأرزه.

إعداد وإخراج: جوني أنطون
إنتاج: تيلي لوميار ونورسات 
© 2011 YouTube, LLC
901 Cherry Ave, San Bruno, CA 94066 

lundi 12 mars 2012

Sur les pas du Christ au Sud-Liban

Sur les pas du Christ  au Sud-Liban
Les visiteurs émigrés du Liban sur les lieux de pèlerinage chrétiens.

Par Naji FARAH | 06/08/2012- OLJ



Beaucoup d’émigrés libanais et de touristes étrangers marchent sur les pas du Christ au Liban. À Cana notamment.

Le Liban est certes une destination privilégiée pour les descendants de ses émigrés dans le monde, qui s’y ressourcent en prélevant de la terre et des fruits de leur village d’origine, enrichis des photos de leur maison familiale et des sites environnants. 
Un autre aspect concerne aussi les amis du Liban venant, dans une région en effervescence, découvrir le pays du Cèdre et la richesse de sa culture aux visages multiples. En effet, dans le bus transportant nos touristes de toutes nationalités, Français, Biélorusses, Allemands, Mexicains, Argentins, Italiens, Hollandais et Espagnols, un point commun attire l’attention, à savoir la curiosité manifestée lors de la visite du sud du Liban où a séjourné Jésus-Christ : Sarafand, Sidon, Tyr, Cana, Marjeyoun et le mont Hermon (lieu de la Transfiguration). 
C’est l’occasion de faire découvrir l’un des volets les plus passionnants de l’histoire du Liban, que tous les Libanais gagneraient à connaître. En effet, Jésus a révélé sa nature divine à la demande de sa mère, en transformant l’eau en vin lors d’un mariage à Cana. Il existe une théorie selon laquelle cette localité, sacrée depuis l’époque phénicienne, se trouve au Liban, à 12 kilomètres à l’est de la ville de Tyr, dans un village appelé justement Cana. Ce n’est donc pas un hasard si le patriarche maronite Béchara Raï a tenu à y effectuer une visite symbolique il y a un an. 
Une rapide analyse permet d’obtenir les recoupements suivants, qui sont loin d’être exhaustifs :
– La tradition orale est conservée par les habitants, chrétiens comme musulmans, qui donnent à leur ville le nom de « Cana en Galilée ».
– Sur le chemin de la grotte, dans la magnifique vallée de Cana, sont scupltées dans les rochers des statues à l’effigie de Jésus et de ses disciples, datant du 1er siècle ap. J-C, preuve de la présence des premiers chrétiens dans cette région.
– Le village voisin, précédant Cana à partir de la côte méditerranéenne, est Hanaway, ou le chemin de « Hanneh » (Anne en arabe), la mère de la Sainte Vierge.
– C’est à Hanaway que se trouve le tombeau du roi Hiram de Tyr, trônant au bord de la route principale et représenté dans les gravures des orientalistes. Il démontre une étroite relation entre la religion phénicienne pacifique et le christianisme.
– À deux kilomètres à vol d’oiseau, dans le village de Qleilé, se trouve le mausolée du prophète Omran (Joachim en arabe), le père de la Sainte Vierge, à l’intérieur duquel sont présentés, près d’une photo du Christ, des versets du Coran louant le prophète Omran, en tant que père de la Vierge Marie et grand-père du prophète Issa (Jésus en arabe).
En 1996, lors du bombardement du Liban-Sud, une bombe israélienne tombant à 10 mètres de ce mausolée musulman a permis de découvrir les vestiges chrétiens d’une église byzantine ! 
Symboles et coïncidences s’ajoutent aux études scientifiques, comme celle menée récemment par le professeur italien Martiniano Pellegrino Roncaglia, et publiée sous le titre Sur les pas de Jésus, le Messie, en Phénicie / Liban (en anglais et en arabe) par l’Institut arabe des études orientales et occidentales à Beyrouth. Ce livre de référence est doté d’une foule de notes historiques et biographiques, apportant de nouvelles preuves quant au rôle sacré du pays des cèdres millénaires.
Une excursion est d’ailleurs organisée à Cana et à Tyr, le jeudi 9 août, par l’association RJLiban. Pour tout renseignement, appeler le 03/345528

jeudi 1 mars 2012

Tyr et son patrimoine chretien

Tyr et son patrimoine chretien
Au service de la diversité culturelle
La Cite de Tyr, au sud du Liban actuel, a connu le message chrétien du temps même du Christ et de ses premiers Apôtres et disciples. Les écrits évangéliques et les Actes des Apôtres lui consacrent plusieurs épisodes confirmant son caractère comme berceau du Christianisme et foyer du pluriculturalisme et religieux. Elle avait occupe déjà une place cosmopolite ( on dirait globalisante ) entre les 12 eme et 4 eme siècles avant J.C, notamment par son rayonnement culturel et son influence maritime. Le livre d'Ezéchiel (7eme S. avant J.C.) nous donne une description parlante du niveau de gloire atteint par la cite de Melcart. Quand, dans le monde habité ( l'œcouméné), à l'exception de l'Egypte et de la Mésopotamie bien sur , dominait le modèle du village, Tyr offrait déjà le modèle de la Cite Démocratique avec son système gouvernemental.
L'historien Paul Morand décrit ainsi Tyr et Sidon : « ces deux villages de pécheurs furent une fois toute l'histoire du monde. L'essence de l'esprit méditerranéen, de la science venue de Chaldée, l'art décoratif, l'industrie et le commerce de la race blanche vécurent sur ces deux promontoires, deux mille ans avant le Christ »
Bien qu'elle connaisse très tôt l'enseignement du Maitre Divin, l'Eglise de Tyr ne prospère réellement qu'au 2eme siècle après J.C, quand elle aura eu ses premiers archevêques, ses illustres martyrs et personnalités des divers rangs ecclésiaux et catégories sociales, ses philosophes, ses théologiens et ses juristes, aussi bien païens que chrétiens, auxquels l'Humanité doit beaucoup .Pensons au moins au leg du célèbre jurisconsulte ulpianus fils de Tyr et à son valeureux apport au Droit Humain.
Rappelons que les martyrologes des différentes églises, tant orientales qu'occidentales, ne cessent de célébrer la mémoire des centaines de martyrs tyriens ( dont Christine, Théodosia, Tyranius, les 500 martyrs fêtés selon le calendrier maronite le 19 février, etc…
La basilique de Tyr, dédiée à la Sainte Vierge, la plus illustre dans toute la chrétienté de l'époque, se distinguait par son imposante architecture, son espace et ses admirables décorations. L'homélie de ré-inauguration prononcée alors ( autour de 316) , par l'historien et le témoin oculaire Eusèbe de Césarée, en présence de l'illustre archevêque du lieu Paulinus, nous en livre un témoignage saissant.
En plus de ses éminents pasteurs , Tyr connait aussi parmi ses enfants ou originaires des papes. [ ( deux au moins, Sissinius (708) et Constantin 1er ( 708- 715 ) ] et des patriarches ;Sur son spacieux hyppodrome olympique ont eu lieu des scènes émouvantes de martyres , survenus dans les vagues successives des persécutions romaines ; des conciles régionaux y ont été tenus , entre le 3eme et le 7 eme siècles, dans la mouvance des houleuses controverses christologiques qui ont divise le christianisme en une mosaïque de sectes et de courants de pensée.
Devenue Métropole depuis le règne de l'empereur Hadrien (+113, et située entre Antioche, Jérusalem et Alexandrie, elle en subissait les influences tout en les divulguant par la suite dans les 14 diocèses qui lui étaient affectés, parmi lesquels Sidon, Beyrouth, Byblos, Tripoli etc.
Apres près de 5 siècles de domination musulmane (634-1096) durant lesquels la présence chrétienne s'est presque totalement éclipsée, les vagues successives des croisades ont laisse des empreintes visibles a travers des édifices, des institutions et des écrits inoubliables .La figure d'un Guillaume de Tyr avec son très riche héritage historiographique ainsi que la splendide Basilique à l'intérieur de laquelle se faisaient introniser les Rois croises de Jérusalem demeurent autant de signes qui devraient enrichir les pages de l'Histoire chrétienne de Tyr et de son patrimoine culturel et religieux international.
Si vers la fin du 13eme siècle Tyr sombre dans l'obscurantisme généré par l'occupation des Mamlouks, héritiers de l'armée de Saladin vainqueur des croisades, Tyr , à l'instar des différentes régions du Liban , va s'cheminer , grâce à la politique d' Emirs convertis à ou sympathisant avec la culture chrétienne , (notamment catholique , via le patriarcat et leadership laïc maronite ) , vers un essor socio- économique et culturel qui devait atteindre progressivement ses structures modernes , avec la naissance du Grand Liban ,en 1920.
La prise de conscience de la richesse patrimoniale du sol libanais, et par conséquent de l'archéologie libanaise, dans le cadre de laquelle la ville de Tyr représente depuis toujours un site privilégié, devait amener les chercheurs à multiplier leurs activités , soit dans le cadre d'expéditions officielles et méthodiques , comme celle patronnée par Napoléon III en 1860, dirigée en l'occurrence par des académiciens comme Ernest Renan, soit dans le cadre de recherches improvisées par des antiquaires et des faussaires dont le seul but est la simple recherche de trésors. Le fruit de ces recherches demeure considérable malgré sa dispersion.
Apres l'expédition française, nommée « Expédition de Phénicie » (rapportée dans un ouvrage volumineux et publié entre 1864 et 1875), Tyr, ainsi que l'ensemble du sol libanais, fut l'objet de plusieurs fouilles archéologiques qui ont fait lumière sur les trésors précieux dont une partie fait la richesse du Musée National libanais de Beyrouth.
Malheureusement, menées avec technicité, et dirigée par l'Emir Maurice Chehab, sous la supervision de l'Etat libanais, ces fouilles furent suspendues avec l'éclatement des violences au Liban, depuis 1972.Mais malgré tout, de telles fouilles ont contribué a la découverte de l'ancienne ville de Tyr, phénicienne et gréco-romaine, dans laquelle il est fait lumière et pourra l'être davantage, sur un patrimoine chrétien dans l'un de ses berceaux les plus originaux , singuliers et cosmopolites .
Certes une bonne partie du patrimoine a été dilapidée. Mais dans des conditions favorables, il serait toujours possible de sauver le reste, grâce à la contribution d'institutions internationales comme l'Unesco, les institutions concernées par le patrimoine commun des pays méditerranéens, le Conseil des Eglises du Moyen Orient ou autres…
J'ajoute à cela que, ne se réduisant pas aux éléments enfouis dans le sol, le patrimoine englobe aussi les œuvres écrites et picturales, enfouies dans les bibliothèques, les couvents, les divers centres culturels et musées du monde. Le patrimoine de Tyr est riche sur ce plan. De nos jours il n'est plus impossible de le restituer et regrouper dans un espace déterminé sur le sol même de Tyr.
Une telle tache, aussi ambitieuse parait-elle, est énormément facilitée de nos jours par le recours aux nouveaux moyens de communication (internet et autres techniques du numérique).
La prise d'une décision claire et une bonne gestion concernant un tel projet pourrait le rendre concret.
Parmi ses avantages on peut avancer, dans le contexte de doute et d'appréhension issus du prétendu « printemps arabe », touchant actuellement la majorité des chrétiens d,Orient :
-Le christianisme est chez lui, enraciné, en Orient.
-Aucune autorité ni force ne peuvent justifier son deracinement
- Il est autant un devoir, pour la famille Internationale, qu'un droit inaliénable pour les chrétiens d'Orient de pouvoir vivre en paix et dans la dignité humaine sur le sol de leur berceau historique et géographique.
« Les chrétiens font partie de l'Histoire de l'Orient ; il ne peut être question de les arracher à cette terre." a dit le President francais .
Sans cette garantie , les principes des Droits de l'Homme, fondement de notre Civilisation, deviennent des notions vides de sens.
j.T.Khoreich , fevrier 2012


J.T.Khoreich