Translate

mercredi 13 avril 2016

بحث عن مزار سيدة المنطرة


مزار سيدة المنطرة - مغدوشة- صيدا

على دروب الايمان مع يسوع وأمه مريم في جنوب لبنان  
جوزف خريش - ك٢- ٢٠١٦

تحتل بلدة مغدوشة في جنوب لبنان ، وفيها مقام  "سيدة المنطرة" ، مكانة مرموقة في مسار  الرحلات التي  قام بها السيد المسيح خلال حياته على الارض ، في  السنوات الثلاث الاولى من البشارة المسيحية .
كما تبدو الزيارة التي قام بها السيد المسيح الى منطقة صيدا ، مصطحبا معه عددا من الرسل وامه السيدة العذراء مريم ، من بين  اكثر المحطات التي تدعم حدوثها التاريخي نصوص انجيلية ومرويات وتقاليد  عبر القرون. 
لذلك  فإن هذا المقام يستحق من الجميع كل الاهتمام الكنسي والثقافي ،الوطني منه والعالمي، ليكون في طليعة المواقع السياحة الدينية في لبنان والاراضي المقدسة ، ومنها بنوع خاص ما يعنينا في  جنوب لبنان .

تحاول هذه الورقة وضع  خطوط اولى ترمي الى :

١- تأكيد الاساس  التاريخي والبيبلي للموقع  
٢- التعريف بواقع المزار والمراحل التي مر بها   
٣- الرسالة المريمية الروحية  للمزار
٤- الخدمات الدينية التي يقدمها المزار الى المؤمنين 

١-  الاساس  التاريخي والبيبلي للموقع :
- إن  مرور السيد المسيح ورسله في صيدا وجوارها ثابت في النص الانجيلي بدليل ما جاء فيه : " ثم خرج من تخوم صور ومر في صيدا " (مرقس  ٧/ ٣١  ومتى ٢١/١٥- ٢٩ )  كما هي ثابتة ايضا إقامة بولس الرسول في كل من صور وصيدا بضعة أيام : " مكثنا هناك سبعة ايام "( اعمال الرسل ٢١ / ١-٧ )  و "أقبلنا الى صيدا فعامل يوليوس (الضابط الروماني) بولس بالرفق وأذن له ان يذهب الى اصدقائه (الصيداويين) ليحصل على عناية منهم " ( أعمال الرسل ٢٧/ ٣ ).

  - الى النص الانجيلي الذي يشير الى صيدا وجوارها يضاف تقليد قديم اشارت اليه القديسة ميلاني منذ القرن الرابع ( 343-410 ) بقولها انها رأت في صيدا بيت المرأة الكنعانية  التي شفى السيد المسيح ابنتها  ( مرقس  ٧/ ٢٤ ؛ متى١٥/ ٢١) ، وقد تحول هذا البيت، مع الزمن، الى كنيسة مكرّسة على اسم القديس الشهيد فوقا من بداية القرن الرابع (٣٠٣) . ( راجع حياة المسيح في لبنان ، بطرس ضو، ص ٢٦٥)

- في العهد الصليبي كان التقليد لا يزال يشير الى وجود حجر مرصوف في حنية كنيسة دأب المؤمنون على تكريمه، اعتقاداً منهم ان السيد المسيح كان يجلس عليه عندما كان يعلم الناس في صيدا في كل مرة كان يتردد اليها . (المرجع نفسه، ص ٢٦٨)  

- تناقل الكثير من الحجاج بعد الحروب الافرنجية ، ارتقاءًٍ في الزمن الى حقب  تاريخية سابقة، ذكرياتهم ومشاهداتهم حول المعالم الاثرية المتعلقة بزيارة السيد المسيح الى صيدا وجوارها . ففي القرن السابع عشر يذكر احد الحجاج الأوروبيين، لدى مروره فيها انه زار كنيسة المرأة الكنعانية في حي " الكنان" . قد تكون هذه التسمية  تحريفا لكلمة "كنعان"، في إشارة الى المرأة  "الكنعانية" التي شفى المسبح ابنتها وامتدح  ايمانها العظيم (متى ١٥/ ٢١-٢٢)   . الكنيسة المشار اليها كانت  تقع قرب الموقع الذي اصبح لاحقاً كنيسة مار نقولا الصغيرة وكاتدرائية الروم الكاثوليك. (راجع مقام سيدة المنطرة، الأرشمندريت سابا داغر، ص ١٣ سنة ٢٠٠٣ ). هذه الكنيسة هي اليوم موضع اهتمام من السياحة اللبنانية ومحبّي التراث  اللبناني لتتحول الى متحف للإيقونات.


٢- التعريف بواقع المزار  ومحطات من تاريخه واعادة ترميمه 

يقع مزار سيّدة المنطرة في بلدة مغدوشة ، على تلة ترتفع ١٥٠ مترا عن سطح البحر  بعد  ٥ كلم جنوبي شرقي مدينة صيدا. يمكن الوصول اليه من مدخل صيدا الشمالي عبر الطريق البحرية ثم الإلتفاف شرقا جنوبي صيدا عبر جسر سينيق ، او من مدخل صيدا الشمالي ومن ثم سلوك  البولفار الشرقي، الى مفرق  صغير يقع على بعد ٧٥ متراً من جنوبي سوق الخضار  (الحسبة)
 
* في المرويات حول تاريخ الموقع أنه في  سنة ١٧٢١،  وفيما كان أحد الرعاة يسهر على قطيعه فوق هضبة مغدوشة، سقط جَدْيٌ في حفرة عميقة. حاول انقاذه و لكنه واجه صعوبة للوصول  إليه  . وبعد عناء طويل، وجد في الموقع باباً ضيقاً فدخل منه زاحفاً أوصله إلى مكان حيث رأى صورة للعذراء موضوعة على مذبح صخري محفور داخل المغارة. أسرع الراعي وأخبر أهل البلدة وكاهن الرعية، الذي أخبر بدوره المطران اغناطيوس البيروتي، راعي أبرشية صيدا للروم الكاثوليك. حينها تمَّ التحقّق من المكان، وتبيّن أن أيقونة السيدة العذراء الموجودة في المكان تعود للقرون الأولى للمسيحية . وثبُتَ أنَّ جذور هذا المكان تمتد إلى بدايات ظهور المسيحية. لم يكن خافيا عليهم  أن المسيح قد بشّر في نواحي صور وصيدا ، وأن مريم كانت رفيقة درب البشارة . في  تلك  الظروف كانت مريم تنتظر يسوع في أماكن معزولة نسبياً عن المدن، لأن التقاليد كانت تفرض على  المرأة اليهودية ان لا  تختلط  بسهولة بمجتمع الرجال الوثنيين . لذلك يرجّح التقليد أن تكون العذراء قد انتظرت يسوع هناك ، وتحديدًا في مغارة بالقرب من صيدا حيث كانت تمر الطريق الرومانية المؤدية إلى المدينة. لكن بمرور الزمن  وتعاقب الحروب  اختفت معالم المغارة . وحين عاد المسيحيون إلى المنطقة في القرن السابع عشر في ظل الامارة اللبنانية  ، كانت المغارة لا تزال في ذاكرة المسيحيين. لذا، وعند اكتشاف المغارة، تعرّفت السلطة الكنسية إليها كمغارة "المنطرة"، أي الموقع الذي كانت  مريم ام يسوع  قد انتظرته هناك وواكبته بصلاتها، فعاد المكان إلى دوره ورسالته محجا للمؤمنين. 
* في سنة ١٨٦٠، تملّكت المكان كنيسة  الروم الملكيين الكاثوليك، وجددته  مزارًا يليق بالسيدة العذراء. وقد رافق  تكريس المكان مزاراً توافد المؤمنين  اليه بأعداد كبيرة  وحدوث ظواهر  عجائبية ، فعرفت بعد ذلك ب "مغارة سيدة المنطرة العجائبية".
*  في سنة ١٨٦٨ ، وعلى أثر شفاء قنصل بريطانيا في صيدا السيد جاك أبيلا من داء عضال  بعد زيارة حج قام بها الى المكان طالبا شفاعة العذراء مريم  ، بنى في الموقع قناطر فنية على مدخل المغارة ، شكراً منه للسيدة العذراء على نعمة الشفاء التي نالها بشفاعتها  .
* بين عامي  ١٩٤٧ و١٩٦٣ ، ومع انتشار  شهرة المزار ، انطلق مشروع  توسيعه مع المطران باسيليوس خوري الذي خطط لبناء برج عال قرب المغارة العجائبية بارتفاع ٢٩ مترا . واستقدم له  تمثالا برونزيا من ايطاليا يزن ٦ طن ويرتفع ٨ أمتار. ورُفع التمثال على البرج وسط احتفالات دينية وشعبية.
* بين الاعوام  ١٩٧٥ و١٩٨٦ ، خلال الحرب اللبنانية، تَعَرَّضَ التمثال إلى تشوُّهات كثيرة ، جرّاء المعارك التي شهدتها المنطقة، فشرع المطران جورج كويتر بترميمه وبترميم الكابيلا في أسفل البرج أيضاً حيث وضعت لوحة زيتية تمثّل العذراء الجالسة عند مدخل المغارة، وفي الأسفل لوحة للسيد المسيح يظهر فيها وهو يضع يده على رأس ابنة الكنعانية  ( مرقس  ٧/ ٢٤ ؛ متى١٥/ ٢١)   . وفي الجانب الأيمن، صورة يظهر فيها الراعي الذي اكتشف المغارة  وهو يحمل على كتفيه الجدي الذي كان قد سقط فيها .
ً* عام  ١٩٩٩أنشئ  في قطعة الارض المحيطة بالمقام "درب المزار" ، وهو كناية عن ١٠ محطّات موزعة  على مسافة ٣٠٠ متر ، يزيّن كل منها مشهد منحوت على لوحة حجرية يمثل حدثاً من احداث  الكتاب المقدس التي جرت  في لبنان.   
* في تاريخ لاحق أضيفت  إلى هذه المحطات محطتان . الأولى منها تحمل رسوم بعض القديسين اللبنانيين المعاصرين ،  تأكيدا على  أنّ لبنان هو "أرض مقدسة  وارض قداسة وقديسين" ، كما قال البابا القديس يوحنا بولس الثاني اثناء زيارته الى لبنان في ايار ١٩٩٧ . والمحطة الثانية، تحمل خريطة لبنان وصورة البابا يوحنا بولس الثاني مع كلمته الشهيرة  التي أطلقها سنة 1989: "لبنان هو أكثر من بلد، لبنان رسالة".
وإلى جانب هذا الدرب، فرضت ظروف المقام  إنشاء بازيليك كبيرة  تتسع لـ1200 مقعد . بوشر العمل بإنشائها منذ سنوات .وهي  لا تزال قيد الإنجاز. يعمل  راعي الأبرشية الحالي  المطران إيلي بشارة الحداد بغيرة متّقدة على إكمال هذا المشروع ببركة العذراء وسخاء المتبرعين . تشكل  هذه البازيليك تحفة جميلة بموقعها وهندستها وأيقوناتها المصنوعة من الموزاييك في إيطاليا . وفي أسفل البازيليك  ثلاثة طوابق  تضم  موتيل ومكاتب وقاعات ستكون مجهزة  لخدمة الزوار ، مسيحيين وغير مسيحيين ممن يقصدون مزار   "سيدة المنطرة" من لبنان ومن مختلف البلدان  المجاورة  ومن كل أنحاء العالم، ملتمسين شفاعة " سيدة الانتظار" وبركاتها .

٣-  الرسالة المريمية الروحية  للمزار
ينقلنا مزار "سيّدة المنطرة" إلى شخصيّة مريم المتواضعة والمنتظرة، كما الى شخصيّة الأمّ المرافقة لابنها والمعتنية به. كانت مريم الرفيق الدائم ليسوع في رحلاته التبشيريّة مع تلاميذه الذين تركوا عائلاتهم  متخلّين عن  كل شيء ليتبعوه . كانت مريم ترافقهم وتساعدهم في الحاجات اليومية  . ومن يهتم بيسوع أكثر من أمه؟ هي التي قالت منذ البدء: "ها أنا أمة الرب" . همها الاول  أن ترى الملكوت ينمو يوماً بعد يوم، وان تتحقق  مشيئة  الآب السماوي " كما في  السماء كذلك على الارض" . 
تمثّل مغارة المنطرة علامة واقعية  على أن مريم رافقت يسوع في أسفاره، فشاركته حمل البشارة وخدمته ، على غرار  "النسوة الحكيمات"  اللواتي رافقن العريس  في المثل الانجيلي ( متى ١٨ / ٢٣- ٣٥ ) وسهرن  على أن تبقى مصابيحهن مضاءة   . الى ذلك تكشف  "المنطرة"  عن وجه مريمي آخر يبحث عن يسوع في كل شيء. إنها العذراء التي تبذل  نفسها لمجد الرب في كل حين . انها الحبيبة الدائمة  الحضور حتى عند أقدام الصليب. انها الجندية المجهولة التي تصفها المدائح في الطقس البيزنطي بالقائدة القاهرة ، المرافقة  للمعلم ورسله في الظل ، خادمة للبشارة ، مقدمة  نفسها المتواضعة  بخوراً مرضياً لدى الآب، ومقدمة ذاتها سندا  لمن "ليس له موقع يسند اليه رأسه" (لو ٩/ ٥٨) . إنها مريم المباركة التي تطوبها جميع الاجيال ، المبتهجة بالمخلص  ،  ( لوقا  : ١/ ٤٦-٥٤ ) ، الوسيطة  التي طلبت إلى يسوع في عرس قانا الجليل  أن يعطي أهل العرس خمراً بعد أن لاحظت نفاذه على مائدتهم ، فبادرت بالطلب  إلى الخدم قائلة  : "مهما قال لكم فافعلوه" (يو ٢ / ٥ ) . كأننا بها  في خلال فترة انتظارها في المغارة تواكب عمل الرب بطريقتين : من جهة، تتوسل مريم لله أن يمنح بني البشر  الفرح الذي ينقصهم . ومن جهة أخرى، ترفع صلاتها لأجل الناس كي لا يُصدوا اذانهم عن سماع  البشارة فيعملوا ما يأمر به السيد. ها هي وساطة مريم، في اطار تلة مغدوشة ومغارتها ، تختزن  سرّها ، كما اختزنته من قبل في  مغارة بيت لحم . تستذكر مريم بداية حكاية الخلاص يوم الميلاد،  وتصلي  لكي تتم الولادة الثانية الروحية للجميع ، بقبولهم البشارة  الجديدة .
 تلك هي مريم الأمَةُ  ( الخادمة ) والأم ورمز الأمّة ( الكنيسة الجامعة)   ، المنتظرة ، التي تغنى بها الانبياء برموز متنوعة ."قومي استنيري فان نورك قد وافى، ومجد الرب اشرق عليك. .. عليك يشرق الرب ويتراءى عليك مجده. فتسير الأمم في نورك ... كلهم قد اجتمعوا واتوا اليك.. مجد لبنان يأتي اليك " اشعيا ٦٠ / ١ - ١٣ ) . ها هي ترتفع  بأمر من الله فوق سماء جنوب لبنان، فلم تعد متوارية ضمن جدران مغارة  ، بل اصبحت منارة تضيئ دروب كل من يبحثون  عن بر الامان . منارة على رأس برج مغدوشة، تضيء درب الرب فوق صيدا ونواحيها. 
بتسليطه الضوء على وجه مريم المنتظرة، يعلّمنا  مزار سيدة المنطرة ايضا معنى الانتظار الذي تكلم عنه المزمور: "انتظار الرقباء للصبح والحراس للفجر ... " (مز ١٢٩ /٦ )  ، فكما أن الحارس ينتظر الفجر بفارغ الصبر فيبقى، من دون أن ينام، متيقظا  لئلاّ يأتي السارق في ساعة متقدمة من الليل فيستبيح أملاكه وعرضه، كذلك المؤمن ينتظر خلاص الرب من دون أن يستسلم لنعاس الروح، فيبقى متنبهاً لئلاّ تأخذه مغريات العالم فتسلبه نصيبه الأعظم، يسوع المسيح. 
هذا ما تعلمنا إياه سيدة المنطرة: انتظار الملكوت بفرح وسلام، وانتظار مرور عواصف هذا الدهر بهدوء وطمأنينة. هذا الانتظار يعيشه كل مؤمن خصوصاً في زمن المحنة.  ونعمة الانتصار في الانتظار تعطيها سيدة المنطرة لكل زوارها الذين يسألونها التدخل في حياتهم، عبر تضرّعها إلى ابنها لكي يجترح المعجزات ويحوّل الماء خمراً، فتتحول حياتهم في وادي الدموع إلى فرحٍ يتّسم به أهل الملكوت. هذا الوجه من حياة المسيحي الحق تعكسه سيدة المنطرة بعلاقتها مع زوارها.
يظهر  هذا الوجه جلياً في تميز هذا المكان بنعمة انجاب البنين، لمن وجد صعوبة في هذا المجال. وكم من كلمات شكر مدونة في كتاب الزوار على نعمة البنين الذين ولدوا بمعونة سيدة مغدوشة بعد أن عجز الطب عن المساعدة . وكم من معجزات وشفاءات روحية وجسدية  مرفقة بالشكر لوالدة الاله يدونها  في سجل خاص   مؤمنون  من مختلف الاديان والمذاهب  . "سيدة المنطرة"  علامة في الأرض على دور مريم من السماء، وعلى تدخلها  في حياة البشر لكي بشفاعتها نبصر النور وننال الحياة. 

٤- الخدمات الدينية التي يقدمها المزار الى المؤمنين 
- في فترة الصيف، يُقام كل يوم  قداس مسائي في المزار عند الساعة السادسة مساء . أما في الآحاد والأعياد، فتُقام قداديس في الصباح والمساء، ويؤمّن كاهن المزار للزوار القداسات خلال النهار للراغبين . كما ويؤمّن لهم الاعترافات للتوبة  عن خطاياهم. علماً ان في المزار نعمةًًِ خاصة لمن يطلب التوبة حيث يختبر التائب ليس فقط سلامه الداخلي ، بل أيضاً فرح مريم الأم ، لأن البشارة التي حملها يسوع وانتظرته مريم  خلال ايصالها للناس تكون قد أثمرت فعلاً، وتفرح معها السماء والأرض . كما أنّ المزار يؤمّن للمؤمنين سائر الخدم الروحية من صلوات وإرشادات ولقاءات ، والرتب المقدسة لا سيما منها العماد والزواج . 
- أما عيد ميلاد السيدة العذراء في ٨ أيلول، فله طابع خاص في سيدة المنطرة،كما في بلدة مغدوشة التي يقام فيها التراث التقليدي في كل  سنة والمعروف ب"كروم الشمس" . ويدوم أياماً عديدة يقصده الناس من كل الأنحاء .  في المزار  تتواصل  الاحتفالات الروحية المتنوعة  على مدى 8 أيام متتالية ، يشارك فيها جمهور المؤمنين من كل المناطق اللبنانية،  وهي تتّسم بالخشوع والصلاة، للتذكير بأن المنطرة تقودنا إلى يسوع . أما مساء العيد  ٧ ايلول ، فتصل الإحتفالات الى ذروتها ، حيث تقام صلاة الغروب في كنيسة رعية السيدة في مغدوشة لينطلق منها موكب المؤمنين بالمشاعل في زياح حاشد أشبه بالمهرجان الكبير الى مزار السيدة ، و يترأّس راعي الأبرشية القداس الاحتفا . تستمر  الصلوت طوال الليل بحضور عدد كبير من الكهنة يؤمّنون الاعترافات والقداديس. 
وفي يوم العيد  تستمر القداديس  طوال النهار. درجت العادة أن تلي القداس المسائي رتبة مسحة الزيت على نية المرضى، مع زياح ايقونة  السيدة  العذراء.

اخيرا لا بد من الاشارة الى تعاظم رسالة مزار "سيدة  المنطرة" ، في موازاة تنامي الوعي لدى جميع العائلات الروحية اللبنانية بالقيم الوطنية المشتركة في ما بينهم  ، خصوصا بعد ان اعلنت الدولة اللبنانية يوم الخامس والعشرين من اذار عيدا وطنيا جامعا ، تحت عنوان " بشارة السيدة مريم العذراء "،  (المرسوم الحكومي اللبناني رقم ١٥٢١٥ الصادر بتاريخ  ١٥/٩/٢٠٠٥) ،  ما يعزز ضمنا ذكرى  زيارة السيد المسيح الى منطقة صور وصيدا برفقة عدد من الرسل والتلاميذ  وامه السيدة  مريم  العذراء التي هي موضع تكريم خاص ومميز لدى أبناء الديانتين التوحيديتين  المسيحية والاسلام ،  كما أكدت ذلك تعاليم المجمع المسكوني  الفاتيكاني الثاني [وثيقة "في عصرنا" : Nostra  Aetate  ] ، وحيث من المتوقع ان يكون عيد البشارة مناسبة مميزة  للقاءات حوارية متنوعة  بين جميع اهل البيت  اللبناني الواحد حول كل ما يجمع بينهم ومما هو اعمق من الشؤون الدنيوية وحسب ، عنينا القيم الروحية والانسانية المشتركة  التي تمثلها شخصية " مريم المنتظرة " ، المؤمنة والخادمة والمباركة  "والممتلئة نعمة" .


JTK

mardi 12 avril 2016

Si le Liban est un mensonge, la Bible l’est aussi - L'Orient-Le Jour

Si le Liban est un mensonge, la Bible l'est aussi - L'Orient-Le Jour

Si le Liban est un mensonge, la Bible l'est aussi

Pour ceux qui par ignorance ou par haine dénigrent le Liban et son cèdre, ils n'ont qu'à se référer à la Bible car c'est bien le commencement de tout. Je ne pense pas que leurs pays aient été mentionnés une seule fois, que ce soit dans la Bible ou dans les récits antiques. S'ils lisent, ce que je doute qu'ils le fassent, car leur chemin ne croise certainement pas la culture, ils pourront compter le nombre de fois où le Liban a été mentionné dans ce Livre saint qui est vénéré par les trois religions monothéistes. Mais pour leur rendre la tâche plus facile, car il est certain qu'ils ne sont pas assez cultivés pour le faire, le Liban, avec ou sans le cèdre, a été mentionné 70 fois dans ce Livre saint. Il n'est pas nécessaire d'alourdir le texte pour tout citer car ils peuvent bien faire la recherche eux-mêmes, ils pourront alors élargir leur savoir et dégager les œillères de leur champ de vision, mais nous donnerons quelques exemples.
Pour leur faciliter la tâche, l'un des plus beaux textes de la Bible est le Cantique des cantiques de Salomon où les deux fiancés ont donné le Liban en exemple pour se décrire. Les cantiques 3, 4, 5 et 7 en sont un exemple. L'un des plus beaux est mentionné dans le cantique 4 verset 15 « 4.15 » : « Une fontaine des jardins, une source d'eaux vives, des ruisseaux du Liban » ou le « 5.15 » : « Ses jambes sont des colonnes de marbre blanc, posées sur des bases d'or pur. Son aspect est comme le Liban, distingué comme les cèdres. » Nous pouvons encore citer le livre de Jérémie 18,14 : « La neige du Liban abandonne-t-elle le rocher des champs, ou voit-on tarir les eaux qui viennent de loin, fraîches et courantes ? », ou dans le Deutéronome « 1,7 » (où Moïse exhorte son peuple au départ en lui rappelant les paroles du Seigneur à l'Horeb) : « Tournez-vous et partez, allez à la montagne des Amoriens et dans tout le voisinage, dans la plaine, sur la montagne, dans la vallée, dans le midi, sur la côte de la mer, au pays des Cananéens et au Liban, jusqu'au grand fleuve, au fleuve d'Euphrate. » Citons aussi les paroles du grand prophète Isaïe « 35, 2 » : « La gloire du Liban lui sera donnée, la magnificence du Carmel et de Sarron, ils verront la gloire de l'Éternel. »
Un autre exemple est cité dans le Deutéronome, par la bouche de Moïse, œuvre écrite du temps du roi David qui relate des événements du temps de l'Exode et de la traversée du désert du peuple juif, conduit par Moïse, vers la terre de Canaan : « En ce temps-là, j'implorai la miséricorde de l'Éternel, en disant : Seigneur Éternel, Tu as commencé à montrer à Ton serviteur Ta grandeur et Ta main puissante ; car quel dieu y a-t-il, au Ciel et sur la Terre, qui puisse imiter Tes œuvres et Tes hauts faits ? Laisse-moi passer, je Te prie, laisse-moi voir ce bon pays de l'autre côté du Jourdain, ces belles montagnes et le Liban » (Deutéronome, 3, 23-25).
Il est certain que dans l'Ancien Testament, le Liban est cité plus de fois que Jérusalem, Damas, Canaan, l'Égypte, l'Euphrate ou le Tigre réunis !
Nous pouvons aussi citer Ézéchiel, le troisième des quatre grands prophètes, environ six siècles av. J.-C., donnant une vision inhabituelle du Liban :
« La parole de l'Éternel me fut adressée en ces termes : Fils de l'homme, propose une énigme, dis une parole à la maison d'Israël. Tu diras : Ainsi parle le Seigneur : Un grand aigle, aux longues ailes, aux ailes déployées, couvert de plumes de toutes couleurs, vint sur le Liban, et enleva la cime d'un cèdre. Il arracha le plus élevé de ses rameaux, l'emporta dans un pays de commerce, et le déposa dans une ville de marchands. Et il prit un rejeton du pays, et le plaça dans un sol fertile ; il le mit près d'une eau abondante, et le planta comme un saule. Ce rejeton poussa, et devint un cep de vigne étendu, mais de peu d'élévation ; ses rameaux étaient tournés vers l'aigle, et ses racines étaient sous lui ; il devint un cep de vigne, donna des jets, et produisit des branches. Il y avait un autre aigle, grand, aux longues ailes, au plumage épais... » (Ezéchiel, 17, 1-10).
On peut multiplier les exemples citant la Bible sans même en référer à d'autres textes profanes depuis l'Antiquité jusqu'à l'époque moderne... alors que les pays du sable qui critiquent notre pays jusqu'à l'insulter n'ont même pas été cités une fois dans ce Livre saint et peu de fois par les grands auteurs de l'Antiquité, ce qui prouve leur manque d'importance durant la période qui a façonné le monde et était à la base de la civilisation.
Cependant notre but n'est pas de dénigrer les autres, car si on se sent agressés et humiliés quand on touche à notre pays et à nos symboles, nous n'aimerons pas faire la même chose à leur égard.
Sans justifier nos racines et notre histoire car, comme nous avons commencé à le voir ci-dessus, elles n'ont pas besoin de justifications, nous voulions simplement les informer, s'ils ne le savent pas encore, que notre histoire et nos symboles sont à l'échelle de l'histoire de l'humanité tout entière ; toucher à ces symboles et à notre pays est d'une ignorance totale de l'histoire du monde et un déni de l'histoire glorieuse d'un pays qui est à la base de la civilisation puisqu'il a inventé l'alphabet qu'ils utilisent aujourd'hui, et qu'ils lui doivent reconnaissance d'avoir contribué à leur culture, tout au long de l'histoire jusqu'à l'époque moderne où il a contribué grandement à la renaissance et à l'émancipation du monde arabe.
Nous invitons tous les Libanais à prendre conscience du passé glorieux de notre pays et à ne laisser quiconque souiller ses symboles et surtout pas par des brebis galeuses issues de nos rangs, que ce soit par des justifications foireuses de « la caricature de l'ignorance et de la haine » ou par leur inaction pour appliquer la loi en vigueur dans notre pays.
Peut-être faudrait-il faire une « marche du drapeau » où grands et petits le porteront haut avec respect.


JTK

jeudi 7 avril 2016

المسيح في لبنان

المسيح في لبنان
لقد اصبح من المؤكد والمحقّق اليوم ان المسيح اقام وتجوّل وبشّر في لبنان اكثر بكثير مما يظنّ او ممّا قيل وكتب ... ولقد طمست ايضا" هذه الحقائق عن قصد او عن جهل! فكل ما له علاقة بلبنان ذكر لماما"، هامشيا"، وبسرعة خاطفة . أمّا اليوم فقد «فك الرصد عن لبنان ...»! وأخذ «حجاب إيزيس» ينزاح، شيئا" فشيئا"، عن وجه «الوطن - الرسالة» المشعّ كالشمس .
لقد اتفقت روايات الاناجيل جميعا" على ان يسوع كان يعرف جيّدا" ضواحي صور وصيدا . فهو حين كان يريد الاختفاء كان يذهب دوما" الى هناك . وعندما ندّد بخطايا صور وصيدا عند انذاره ل"كورزين وبيت صيدا "(لوقا 10 : 13 – 14)، انما كان يندّد ببلدين يعرفهما تماما" . ولم تكن هذه الخطايا، كما يبدو، الاّ الازدهار وحياة الرفاه التي كانت تنعم بها صور وصيدا، مع ما يتبع ذلك من ترف وبذخ ...
وعندما نعرف ان المسيح كان غائبا"، اكثر الأحيان، عن الناصرة، الى حدّ ان اهل قريته تساءلوا عنه لما شاهدوه يقرأ في مجمعهم، فلا نجد تفسيرا" لهذا الغياب الاّ أنه كان في مناطق صيدا وصور وقانا وغيرها من قرى «جليل الامم» ...
في لبنان باشر المسيح رسالته الخلاصية . فأول معجزة قام بها «في قانا الجليل» قرب صور، حيث حوّل الماء خمرا" في عرس أنسبائه . والانجيل نفسه يقول : «... هذه الآية الاولى صنعها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه». (يوحنا 2: 11). في لبنان بدأ اذا" الايمان المسيحي، وفي لبنان تأسست المسيحية والكنيسة .
بعد عرس «قانا الجليل»، حيث اقام المسيح فترة من الزمن، «انحدر الى كفرناحوم هو وأمه وأخوته وتلاميذه ولبثوا هناك أياما" غير كثيرة (يوحنا 2 : 21) وكان سبب تركه الجليل حضور عيد الفصح في اورشليم . «وبعد العيد ترك المسيح اورشليم ومضى الى الجليل ... فلما أتى الى الجليل قبله الجليليّون لانهم عينوا كل ما صنعه في اورشليم في العيد، لانهم هم أيضا" جاؤوا الى العيد. فأتى ايضا" الى قانا الجليل حيث حوّ الماء خمرا"...» (يوحنا 4 : 46 -54). وبعد آيته الثانية هذه مكث المسيح في الجليل اكثر من شهرين. واستقبله اخوته الجليليون بالتكريم والحفاوة «لانهم عاينوا ما صنعه في اورشليم ...». وعند اقتراب عيد العنصرة عاد يسوع من الجليل الى اليهوديّة للاشتراك بالعيد في أورشليم .
وبعد عيد العنصرة «خرج يسوع من هناك (أي من اليهوديّة) وأتى الى تخوم صور وصيدا ... (متّى 15: 21- 28)، حيث شفي ابنة المرأة الكنعانيّة- الفينيقيّة . ويؤكّد مرقس (27: 26): «وكانت المرأة فينيقية ...». أمضى المسيح فترة طويلة في مناطق صور وصيدا، «ثم خرج من تخوم صور ومرّ في صيدا وجاء فيما بين تخوم المدن العشر الى بحر الجليل». (مرقس 7 :31).
ثورة النقمة والحقد التي تأججت في صدور زعماء اليهود وشيوخهم وكهنتهم وفرّيسيهم ضد يوحنا المعمدان، اصبح هدفها الوحيد يسوع بعد استشهاد المعمدان. وظل هذا التيّار المتعصّب في تصاعد مستمر ضد يسوع. وخوفهم من الانهيار جعلهم في صراع شديد مع يسوع اذ كانت القضيّة بنظرهم مسألة حياة او موت. «لذلك خرج يسوع من هناك» أي من مناطق نفوذ الكتبة والفرّيسيين وكهنة اليهود، وأتى الى تخوم صور وصيدا اي الى لبنان ...
وخلال رحلته الطويلة من صور الى صيدا الى تخوم المدن العشر الى بحر الجليل مرّ المسيح بمزارات يكرّم فيها العديد من آباء العهد القديم واجداد البشر والأنبياء والصدّيقين. فالبلدان التي اجتازها حافلة بذكريات هؤلاء الآباء والاولياء المشهورين. ومهمة هؤلاء تمهيد الطريق امام المسيح، وجاء هو ليتمم ويكمّل ما بدأوه. «ما جئت لانقض بل لأكمل ...». وكانت العادة عهد ذاك ان يزور الناس مقامات الانبياء والاولياء. وخلال خروج المسيح من تخوم صيدا الى تخوم المدن العشر كان لا بد له – وهذا مثبت ومحقّق- من أن يمرّ ببعض نواحي لبنان الغربيّ والبقاع الغربي ولبنان الشرقي. وكانت هذه المناطق اللبنانيّة بالذات عابقة، عهد ذاك، بتذكارات الآباء الاولين من آدم الى هابيل وشيت واحنوح ونوح واولادهم وأحفادهم... وكانت مقاماتهم ومزاراتهم مقصد الحجّاج والاتقياء من كل صوب. هذا كان من دواعي زيارة المسيح لهذه المقامات في رحلته. وقد حفظ المؤرخون العرب تقليدا" يؤكد ذلك اي زيارة المسيح لمقامات الآباء في هذه المناطق اللبنانيّة، كياقوت الحمويّ (78)، وابن عساكر (79)، وابن شداد (80)، وابن جبير (81) ، وشهاب الدين العمريّ (82)، والقزويني (83)، والطبري (84)، وغيرهم كثيرين... بالاضافة الى التقاليد المحلية المتواصلة والمستمرة في تلك المناطق اللبنانيّة عند المسيحيين والمسلمين... وفضلا" عن مقامات الآباء الاولين المارّ ذكرهم، هناك أيضا" مزارات الاولياء والأنبياء امثال أيّوب، وطوبيا البار وايليا وباراق والنبي عوبديا وغيرهم ... (85) .
وزيارة المسيح لهذه المقامات والاماكن المقدّسة جاءت تكريسا" وتتويجا"لقدسية هذه المزارات وتذكار اوليائها الذين مهدوا السبيل امام المسيح وجاؤوا كرموز مسبقة له ولعمله الخلاصيّ، وذلك منذ أقدم العصور الكنعانيّة...
وحتى بعد موته، وقبل صعوده الى السماء، ظلّ المسيح جليليا". تراءى لهم في الجليل، ومن جبل في الجليل صعد امام تلاميذه الى السماء. فيوحنّا يقول: « وتراءى يسوع بعدئذ للتلاميذ مرة أخرى. وكان ذلك على شاطئ بحيرة طبريّا في الجليل (يوحنا 21 : 1). ومتّى بدوره يقول بعد القيامة وبلسان الملاك الى مريم المجدلية ومريم الأخرى: «أسرعا في الذهاب الى تلاميذه وقولا لهم: إنه قام من بين الأموات، وها هوذا يتقدّمكم الى الجليل، غهناك ترونه... ها اني قد بلّغتكما...(متّى 28 :7). ويتابع متى، ولكن هذه المرّة على لسان يسوع نفسه فيقول:« وقال لهما يسوع (اي لمريم المجدلية ومريم الاخرى): لا تخافا إذهبا فقولا لاخوتي ان يمضوا الى الجليل فهناك يرونني...» (متى 28: 10) .
وحتى الصعود نفسه، صعود المسيح الى السماء بنفسه وجسده، حصل ايضا" في الجليل! ولماذا حصل الصعود في الجليل، في أرض «إيل»، ولم يحصل في ارض اليهود اي في اليهودية؟ اليس لان المسيح كان- في الحقيقة- منذ الحبل به وولادته ... الى صعوده، كان جليليا"؟ اليس لأنه هو «عمانوئيل»- أي «إيل معنا»، او «الله معنا» كما يقول الوحي الالهي والانجيل المقدس نفسه، بالوضوح التام والاسم والحرف الواحد؟!
يقول الانجيل: «واما التلاميذ الأحد عشر، فذهبوا الى الجليل، الى الجبل الذي امرهم يسوع ان يذهبوا اليه. فلما رأوه سجدوا له، ولكن بعضهم ارتابوا. فدنا يسوع وكلّمهم قال: إني اوليت كل سلطان في السماوات والارض. فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم، وعمّدوهم ان باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم ان يحفظوا كل ما اوصيتكم به. وهائنذا معكم كل الايام الى نهاية العالم...» (متى 28: 16- 20). ويزيد مرقس، خاتما" انجيله، فيقول: «... وبعد ان كلّمهم الرب يسوع صعد الى السماء، وجلس عن يمين الله. فذهب اولئك يبشّرون في كل مكان، والرب يعمل معهم ويؤيد كلمته بما يصحبها من الآيات...» (مرقس 16: 19- 20) .
والحقيقة التي بدأت تسطع- من جديد-هي ان العلاقة بين الله ولبنان علاقة سريّة، قوية، وطيدة، راسخة تمتد جذورها من سحيق المواضي، وتينع ثمارها في اعالي الآتيات والمستقبل البعيد. قلنا: «من جديد»، لان لبنان كان في القديم، وطوال قرون عديدة، أرض «إيل» الإله الكنعاني العالمي الكوني الأول والاوحد، ومن ارض لبنان_ المهد الموئل- انطلقت الديانة التوحيديّة الاولى مع الحضارة العالمية الاولى الى كل أصقاع الأرض... واليوم وفي عهد «إيل المتجسّد»- «عمانوئيل»- «إيل معنا»- اي المسيح، وبعد الفي سنة، بدأت العلاقة السريّة بين المسيح ولبنان تسطع من جديد: انطلاقا" من «قانا الجليل» !! وسوف تسطع اكثر فأكثر في الالف الثالث، فيلعب لبنان دوره الحضاري ويقوم برسالته الانسانية في اطار اكثر عالميّة وكونية...

mercredi 23 mars 2016

الخيام | القرى اللبنانية السبع المحتلة: القصة الكاملة من العام 1920 إلى اليوم

الخيام | القرى اللبنانية السبع المحتلة: القصة الكاملة من العام 1920 إلى اليوم

القرى اللبنانية السبع المحتلة: القصة الكاملة من العام 1920 إلى اليوم


صبحي منذر ياغي 17\7\2009 | النهار | قراءة:7569 | تعليقات:0
تمتد القرى السبع من الشرق الى الغرب، بشكل سلسلة مترابطة من الاراضي الجبلية والهضبية المنتظمة على شكل قوس، يبدأ من إبل القمح القريبة من الخيام في شرق لبنان وينتهي بطيربيخا في الغرب في محاذاة عيتا الشعب.
منذ الحاقها بفلسطين عام 1923 باتت هذه القرى الجنوبية تابعة لاراضي منطقة جبل الجليل الاعلى في اقصى شمال فلسطين المحاذية للحدود اللبنانية. ويعتبر محمد جابر آل صفا" ان جبال الجليل هي امتداد طبيعي لسلسلة جبال لبنان الغربية التي ترتبط بها من طريق كتلة عامل (عاملة)، ولعل هذا الالتحام هو الذي حدا بياقوت الحموي الى اطلاق تسمية الجليل على كامل السلسة الجبلية الغربية المسايرة لساحل بلاد الشام".
واضاف: "... سميت بلادنا جبل عامل في الكتب القديمة او في الدور الاول، واطلق عليها اسم بلاد بشارة في الكتب الحديثة. ودعيت بجبل الخليل في ما سبق، كما ورد في تاريخ "الكامل" لابن الأثير وتاريخ ابي الفداء، واليعقوبي، و"معجم البلدان" لياقوت وغيرهم".
وفي دراسة قانونية اجتماعية بعنوان "القرى السبع اللبنانية المحتلة" وضعتها "الجمعية الاجتماعية الثقافية لابناء القرى السبع" قدر اجمالي عدد ابناء القرى السبع في نهاية العام 2001 بحوالى 4500 نسمة تقريباً، ويعتبر جميع ابناء القرى السبع من المسلمين الشيعة، باستثناء قرية ابل القمح التي يتوزع سكانها بين مسلمين شيعة ومسيحيين، وقد بلغت نسبة المسلمين فيها وفق احصاء العام 1944 - 1945 حوالى 66,7 في المئة، اي ان ثلث سكان القرية كانوا من المسيحيين.
تبلغ مساحة الارض الاجمالية التابعة للقرى السبع بما فيها الداخلة في الاراضي اللبنانية المحررة حوالى 103740 دونماً. اما المساحة الاجمالية لاراضي هذه القرى التي فقدها لبنان منذ العام 1923 بالحاقها بفلسطين، ومن ثم باحتلال الاسرائيليين لها في العام 1948 فتقدر بحوالى 74221 دونماً. ويبدو جلياً ان ملكية الاراضي تعود في غالبيتها العظمى الى ابناء القرى السبع اللبنانيين، اذ تبلغ هذه المساحة حوالى 68917 دونما، اي ما نسبته 92,8 %، وهي عبارة عن مجموع مساحة الاراضي المملوكة من ابناء القرى السبع، واراضي المشاع التابعة لهذه القرى، والتي تعود ملكيتها بطبيعة الحال الى لبنان. اما اليهود فلم تكن نسبة الاراضي التي يملكونها في العام 1944 - 1945 تتجاوز الـ 7,2% من اجمالي مساحة هذه القرى، حيث تتركز ملكيتهم في ثلاث قرى فقط هي: ابل القمح (1327 دونماً)، قدس ( 3491 دونماً) وهونين (486 دونماً). يذكر ان امتلاك اليهود لهذه المساحات من اراضي القرى السبع جاء في سياق صفقات شراء اراض في فلسطين والمناطق المجاورة لها، عبر وسطاء من الزعامات المحلية او كبار الملاّك.
القصةالتاريخية
اما الزميل حسين سعد فيروي القصة التاريخية لخسارة لبنان هذه القرى السبع بقوله: "في أيلول سنة 1920 أعلن الجنرال الفرنسي غورو قيام دولة لبنان الكبير بموجب القرار 318، الذي عيّن حدود هذه الدولة الجديدة الواقعة ضمن المنطقة الزرقاء الخاضعة بموجب اتفاق سايكس - بيكو للنفوذ الفرنسي. وهذه الحدود حينها كانت تشمل 31 قرية لبنانية جرى سلخها عن لبنان في ما بعد لمصلحة فلسطين، من ضمنها القرى السبع التي لا يزال في حوزة عدد من أهلها هوياتهم اللبنانية الصادرة باسم حكومة لبنان الكبير، وايصالات مالية كانوا بموجبها يدفعون الضرائب للجباة لولاية بيروت. وتشير الوثائق المنشورة في كتاب من اعداد المركز الاستشاري للدراسات حول القرى السبع يتضمن النواحي القانونية والاجتماعية الى عدد من المحطات سبقت ضم هذه القرى الى فلسطين المحتلة. وتقول في معرض تنفيذ أحد بنود معاهدة سان ريمو لترسيم الحدود: جرى وضع خطوط موقتة في أواخر تشرين الأول العام 1920 ريثما يتم الاتفاق النهائي.
عندها حصلت فضيحة كبرى تمثلت باستيلاء مكتب الوكالة اليهودية الذي كانت من خلاله تجرى عمليات الاستيلاء والصفقات العقارية على منطقة مستنقعات "الحولة"، وكانت حينها احدى الشركات الفرنسية التزمت تجفيف هذه المستنقعات، فاشترط هذا المكتب على الفرنسيين التنازل عن 23 قرية لبنانية واقعة ضمن منطقة النفوذ الفرنسي وضمها الى فلسطين مقابل تجديد عقد امتياز الشركة الفرنسية في تجفيف المستنقعات، وهذا ما حصل حيث جرى ضم 23 قرية لبنانية الى المنطقة الواقعة تحت الاحتلال الانكليزي.
وفي 23 كانون الأول 1920 توافق الفرنسيون والبريطانيون بموجب معاهدة باريس على مسألة تنظيم شؤون الحدود والمياه وسكك الحديد وغيرها. وفي أوائل حزيران عام 1921 بدأت أعمال ترسيم الحدود على الأرض من خلال اللجنة التي جرى الاتفاق على تشكيلها، ومثّل الجانب البريطاني الكولونيل نيوكومب ومثل الجانب الفرنسي الكولونيل بوليه. وفي الثالث من شباط عام 1922 وقّع الكولونيل بوليه والكولونيل نيوكومب وثيقة عرفت بالتقرير الختامي لتثبيت الحدود بين لبنان الكبير وسوريا من جهة وفلسطين من جهة أخرى. عدلت بموجبها "لجنة نيوكومب - بوليه" الحدود بازاحة الخط المتفق عليه في اتفاقية 1920 حوالى كيلومترين الى الشمال، لتبدأ من رأس الناقورة وتسير الى الجنوب قليلاً من قرية علما الشعب ثم تنحرف شمالاً على حساب لبنان عند حدود رميش ويارون، ويستمر الانحراف حتى شمال غرب المطلة. ثم تنحرف مجدداً على حساب لبنان فتمر بجسر البراغيث وجسر الحاصباني بدلاً من مرورها بتل القاضي وتل دان بهدف تأمين المياه لمنطقة الانتداب البريطاني. وبموجب هذا الترسيم خسر لبنان عدداً من القرى ومنها طربيخا، تشحل، النبي روبين، سروج، المالكية، قدس، النبي يوشع، صلحا هونين، ابل القمح".
ورغم ان القرى الجنوبية السبع المحتلة لا تجرى فيها انهار كبيرة، فان لهذه القرى اهميتها من نواحي وضعها الطبوغرافي – التضريسي في منطقة الجليل الاعلى الذي يميز المنطقة عن غيرها من بقية المناطق الفلسطينية. وقد ورد في "الموسوعة الفلسطينية" (المجلد الثاني - ط1 - بيروت 1984): "تركزت شبكة تصريف المياه في الجليل الاعلى في الاودية المنحدرة عنه الى السهل الساحلي فالبحر غرباً وشمالاً غربياً حيث الاودية اكبر واكثر طولاً من مثيلاتها في الشرق والجنوب الشرقي... وهكذا فان الانحدارات العامة لكتل الجليل هي ذات محور شمالي غربي - غربي سائد، ويساعد هذا الانحدار الشمالي الغربي وانخفاض الجبال باتجاه لبنان على تشكل عدد من الاودية الرافدة لنهر الليطاني في لبنان".
قرى زراعية بامتياز
وتمتاز القرى السبع بخصوبة اراضيها ومروجها الواسعة، وتبلغ نسبة الاراضي المزروعة حوالى 90% من مساحة هذه القرى الاجمالية. فمن اصل 74221 دونماً (مساحة القرى السبع الاجمالية الخاضعة للاحتلال) هناك 37767 دونماً من مساحة الاراضي تعتبر أراضي مزروعة (اي 5,9% تقريباً) باستثناء الاراضي الزراعية الاخرى داخل الاراضي اللبنانية التي لم يشملها ترسيم الحدود عام 1923 وتخضع لسيطرة الاحتلال الاسرائيلي عام 1948.
ويشير بعض اهالي القرى السبع الى ان المحاصيل الزراعية لقراهم كان يتم تصريفها في السوق الفلسطينية، وفي اسواق منطقة جبل عامل، لأن ابناء تلك المناطق كانوا يرتادون المدن الفلسطينية لقربها منهم اكثر من ارتيادهم المدن اللبنانية. ويقول الكاتب سليمان تقي الدين في هذا المجال: "كانوا يعرفون حيفا اكثر من بيروت، وكانت الليرة الفلسطينية متداولة في الايدي اكثر من الليرة اللبنانية، وكانت فلسطين وثيقة الاتصال، ليس بجبل عامل وحسب بل بالحياة الاقتصادية اللبنانية عامة". اما فايز الريّس فيؤكد "ان علاقات القرى السبع مع اسواق بنت جبيل وصور معروفة تماماً، وشكّلت بعض مدن الداخل نقطة التوسط التجاري مع الاسواق الاخرى البعيدة داخل لبنان وفي فلسطين وسوريا، فان محاصيل القمح في ابل القمح مثلاً قد بيعت في اسواق الخالصة، كما ان (المكارية) كانوا يأتونها من الخيام، وراشيا، ومرجعيون، والنبطية لشراء القمح".
والقرى السبع المحتلة تحتل من الناحية الجيوستراتيجية اماكن مهمة في المنطقة التي تقع على الحدود اللبنانية – الفلسطينية، لما تتمتع به من مزايا جغرافية – تضاريسية واثرية، ويقول الكاتب فايز الريّس "لا يخفى ما لآثار قدس ومرجها المعروف كأحد اهم مروج جبل عامل من قيمة، ثم قلعة هونين ومسجدها وموقعها الاستراتيجي الذي يطل على سهل الحولة، وجبل هونين الذي ورد على السنة الكثير من المؤرخين والادباء بأنه كان احد المقاطعات الجنوبية الاربع في جبل عامل، وآثار طيربيخا الرومانية والفينيقية اكثر من ان تحصى ايضاً".
ووفق "المركز الاستشاري للدراسات" فان "القيمة الاستراتيجية لهذه القرى لم تكن لتغيب بالتأكيد عن ذهن اصحاب المشروع الصهيوني الاستيطاني، وبالتالي السيطرة عليها لئلا تبقى مراكز تهديد للمستعمرات التي تطل عليها، ولكي تتحول مراكز بيد العدو الصهيوني يتحرك من خلالها ساعة يشاء لتهديد المناطق المقابلة في جبل عامل".
وحتى تتغير معالم القرى السبع وتتبدل هويتها فقد لجأت اسرائيل الى تغيير اسمائها، وبات لكل قرية اسمها الجديد باللغة العبرية، اما "السيرة الذاتية" الموجزة لكل قرية فهي كالآتي:
طيربيخا
وهي كانت من قرى الساحل اللبناني، وتقع في الطرف الجنوبي لمنطقة جبل عامل من الجهة الغربية. ويؤكد السيد محسن الامين أن هذه القرية كانت تشرف على قريتين تابعتين لها، الى الشرق منها، هما سروح والنبي روبين، وكانت شبكة من الطرق الفرعية تربطها برأس الناقورة وببعض القرى الحدودية في لبنان".
وطيربيخا سميت بـ "حوران الثانية"، لما كانت تنتجه من حبوب من سهلها. واراضي طيربيخا تتشابك مع اراضي قرى عيتا الشعب، ومروحين، ويارين، ورامية. و"أقام الاحتلال الإسرائيلي مكانها ثلاث مستعمرات هي: شوفرة ومزرعيت وشتولا. مساحتها 35000 دونم، منها 5000 دونم داخل الأرض اللبنانية. ازدهرت في الثلاثينات بمساعدة أبنائها المغتربين في البرازيل ودول أميركا اللاتينية. شيدت منازلها بالأسمنت عام 1936 وشهدت أول مدرسة في المنطقة. يحدها من الشمال رميش ومن الغرب خربة جلين.
اما الصفحات السود في تاريخ هذه القرية فتحمل ذكريات مريرة عن الهجوم الذي قامت به جحافل الصهاينة عليها لتدمير منازلها، وفي 27 ايار 1949 استوطن المهاجون من اليهود القرية واطلقوا عليها اسم "موشاف شومرا".
صلحا
تقع جنوب بنت جبيل، يحدها من الشمال مارون الراس ومن الجنوب قرية فارة، ومن الشرق عيترون وعلما وغرباً يارون، وهي كناية عن اراض سهلية تمتد من يارون حتى علما شرقاً، ويشكل وادي نهر عوبة الحد الفاصل بينها وبين قرية المالكية، ويوجد في صلحا آثارا قديمة تعود الى عصور ما قبل التاريخ.
وارتكب الصهاينة في صلحا مجزرة لم تزل ذكرياتها المريرة حاضرة في اذهان كثيرين، اذ ذهب ضحية هذه المجزرة حوالى 105 اشخاص من ابناء صلحا. ويؤكد المؤرخ الاسرائيلي بني موريس انه بتاريخ 30/10/1948، ارتكبت في صلحا مجزرة عند نهاية عملية حيرام، كما ان رئيس اركان الهاغاناه السابق يسرائيل غاليلي يشير الى المجزرة خلال اجتماع مع مسؤولي حزب مبام، مؤكداً ان اللواء الاسرائيلي السابع شيفي ارتكب الفظائع والمجازر في هذه البلدة التي قضى فيها حوالى 94 شخصاً قتلوا داخل احد المنازل بعد نسفه".
عام 1949 انشا الصهاينة مستعمرة يرؤون مكان القرية او بيرون. مساحتها 1700 دونم، منها 450 دونما داخل الأراضي اللبنانية. ووفق وليد الخالدي "ان المعلم الوحيد الباقي من القرية هو بناء طويل (ربما كان مدرسة)، ذو نوافذ كثيرة عالية، اما الموقع نفسه فبات ارضاً مستوية محروثة في معظمها، وقد غرس المزارعون الصهاينة شجر التفاح في معظم الاراضي المجاورة".
قَدَس
يذكر تاريخ هذه البلدة ان معظم اراضيها كانت اميرية او شمسية، اي انها كانت من املاك الدولة، واشترى بعض المتمولين الدمشقيين نصفها، والنصف الآخر اثرياء من آل البزري وفرحات، وتقع القرية في الطرف الجنوبي الشرقي من جبل عامل يحدها من الشمال بليدا، ومن الجنوب ديشوم، ومن الشرق النبي يوشع، ومن الغرب المالكية وعيترون، وكانت تدعى قديما قادس وقادش أي المقدسة. فيها بقايا سور مدمر له حجارة ضخمة من زمن الرومان. وكانت تعتبر مدينة دينية مقدسة. ويحوط ببلدة قدس واديان من الجهة الغربية والشرقية وهما وادي جهنم ووادي عروس، وهي ترتفع حوالى 475 متراً عن سطح البحر. سقطت قدس بيد الاسرائيليين في اواخر تشرين الاول من العام 1948 الذين دمروها وشردوا اهلها، واقاموا مكانها مستعمرة يفتاح قدش، وتبلغ مساحتها 14200 دونم.
المالكية
مجرد لفظ كلمة المالكية يتذكر كثيرون تلك المعركة البطولية الشهيرة التي جرت فيها بين الجيش اللبناني والعصابات الصهيونية (تفاصيل المعركة في مكان آخر).
والمالكية تقع على السفح الشمالي لاحدى التلال المطلة على الغرب في الطرف الجنوبي الشرقي لجبل عامل، مساحتها 7300 دونم منها 35 دونما في لبنان. يحدها شمالا بليدا، وجنوبا صلحا، وشرقا قدس، وغربا عيترون.
سيطر الاسرائيليون على قرية المالكية في اواخر تشرين الاول 1948. وفي العام
1949 انشئت مستعمرة ملكياه على اراضي البلدة الى الجنوب الشرقي من موقعها، وصار موقع القرية منطقة عسكرية اسرائيلية.
النبي يوشع
سميت بهذا الاسم لوجود مزار في البلدة عائد ليوشع بن نون وصي موسى، وتقع البلدة على تلال شديدة الانحدار، وعلى ارتفاع 375 متراً فوق سطح البحر، تحوطها أراضي قدس من ثلاث جهات من الشمال والجنوب والغرب ومن الشرق سهل الحولة. وكانت النبي يوشع كناية عن قرية صغيرة عدد سكانها حوالى 85 شخصاً، وخلال فترة الانتداب البريطاني اقام فيها البريطانيون مركزاً عسكرياً عرف باسم "كامب النبي يوشع". وكان مقام النبي يوشع يشهد زيارات واحتفالات يقوم بها المسلمون والمسيحيون. في نيسان من العام 1948 انسحب البريطانيون من "كمب النبي يوشع" الذي سيطرت عليه فرق من "جيش الانقاذ العربي" الذي كان يقوده فوزي القاوقجي، وفي 17 آيار 1948 شنت فرق "الهاغاناه" الصهيونية هجوماً على البلدة واحتلتها، وصارت بلدة النبي يوشع مستعمرة حتسودت يوشع. مساحتها 3600 دونم، منها ألف دونم صالحة للزراعة.
هونين
وهي الآن مستعمرة موشاف مرغليوت، حدودها شمالا مسكاف عام وعديسة وجنوبا ميس الجبل والبويزية، وشرقا الخالصة، وغربا حولا ومركبا، ومساحتها 14300 دونم.
انشئت هونين في الطرف الجنوبي الشرقي من جبل عامل على ارتفاع 660م عن سطح البحر، على تل يمتد من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي، وترتفع الجبال في غرب القرية لتصل الى اقصى ارتفاع لها في قمة الشيخ عباد التي يبلغ ارتفاعها 902 أمتار عن سطح البحر، وتقع على بعد 1,5 كلم جنوب شرق القرية. وتجد الى جانب هونين عددا من المواقع الاثرية، منها تل عين السابور، وفيه عدد من المدافن الرومانية، وتل المبروم او خربة سقور المليء بالفخاريات "أساسات" عائد لجدران قديمة.
في نيسان 1948 سقطت البلدة في ايدي رجال العصابات الاسرائيليين، وفر ابناؤها الى لبنان، وانشأ الاسرائيليون على اراضي القرية عام 1951 مستعمرة موشاف مرغيلوت، ولم تزل مدرسة هونين الابتدائية وقلعتها الصليبية ماثلتين للعيان حتى اليوم، والقلعة هي من المواقع الاثرية التي يقصدها السياح والزائرون.
إبل القمح
مساحتها 17 الف دونم، منها عشرة آلاف دونم داخل الأراضي اللبنانية. 65 في المئة من سكانها مسلمون شيعة، و35 في المئة مسيحيون. وتقع في الطرف الجنوبي الشرقي من جبل عامل، يحدها من الشمال بلدة الخيام، ومن الجنوب مستعمرة كفار جلعادي والزوق الفوقاني، ومن الشرق مجرى الحاصباني، ومن الغرب سهل مرجعيون.
يقول وليد الخالدي: "ان ابل القمح الحقت في العام 1923 بفلسطين، وفي العام 1948 قام الصهاينة بعملية عدوانية بهدف الاستيلاء على الجبل الشرقي قبل نهاية الانتداب البريطاني في 15 ايار في سياق ما يسمى بخطة "دالت"، كان نظّمها وهندسها قائد البلماخ يغال الون، فشنّت قوات البلماخ عملية يفتاح بين اواسط نيسان واواخر ايار 1948 ونجحت في احتلال المنطقة كلها "وتطهيرها" من سكانها، ودمر الكثير منها. ويزعم تقرير للاستخبارات الاسرائيلية صدر في اواخر حزيران 1948 ان القرية اخليت من سكانها في 10 ايار 1948، وفي عام 1952 انشأ الصهاينة مستمعرة يوفال على اراضي القرية، وهي تبعد حوالى 1,5 كلم عن الموقع، في حين تغلب الحشائش والنباتات البرية موقع القرية، حيث تتناثر في ارجائها حجارة المنازل المدمرة وتستعمل الاراضي المحيطة مرعى للمواشي.
إبل القمح أو مرج القمح اسمها اليوم مستعمرة يوشاف يوفال. ويقول احد مخاتير بلدة الوزاني "إن القرية هي جارة الوزاني منذ القدم، حين لم تكن حدود فاصلة بينهما. لكن الاحتلال دمرها عام 1948، وأقام شريطا شائكا وضمها إلى بقية الأرض الفلسطينية المحتلة".
واضاف: "الأرض الواقعة جنوب الوزاني وغربه معظمها لأهالي آبل القمح، وتمتد جنوبا حتى جسر الغجر. ومن عائلاتها: الشوفاني وعبد الله وإبرهيم. وكان فيها مختاران مسيحي ومسلم شيعي. وخراج آبل القمح من أكبر وأوسع الأراضي الزراعية على الحدود"

مقالات أخرى للكاتب(ة) صبحي منذر ياغي



JTK

mardi 22 mars 2016

Chrétiens et musulmans font revivre Burqin - La Croix

Chrétiens et musulmans font revivre Burqin - La Croix

Chrétiens et musulmans font revivre Burqin

1/3 VILLAGES DE TERRE SAINTE À l'occasion de la Semaine sainte, la Croix s'est rendue à Burqin, en Cisjordanie, où le Christ aurait guéri dix lépreux et qui abrite l'une des plus anciennes églises du monde. Qu'ils soient chrétiens ou musulmans, ses habitants s'emploient à le sortir de l'oubli.

Datant du IVe siècle, l'église grecque-orthodoxe Saint-Georges a été érigée à l'emplacement d'une citerne accessible par un trou étroit où, à l'époque romaine, on isolait les lépreux .
ZOOM
Datant du IVe siècle, l'église grecque-orthodoxe Saint-Georges a été érigée à l'emplacement d'une citerne accessible par un trou étroit où, à l'époque romaine, on isolait les lépreux . / Mélinée le Priol
Silhouette chétive et sourire timide, Mueen Jabbour arbore sur sa poitrine une discrète croix dorée. Ce père de famille palestinien ne se lasse pas de faire visiter la petite église grecque-orthodoxe de Burqin, Saint-Georges, plantée sur les reliefs du nord de la Cisjordanie. Elle fut construite au IVe siècle byzantin par sainte Hélène, la mère de l'empereur Constantin. « C'est la quatrième plus ancienne église du monde, rappelle volontiers le guide. Regardez, la cathèdre date du IVe siècle et elle est en pierre, ce qui est très rare ! » Si Mueen aime tant Burqin et son église, c'est parce qu'il y est né. Mais aussi, surtout, parce que « le Christ est passé par là ».

72 chrétiens sur 7000 habitants

LC160321-Israel_0 ZOOM
Datant du IVe siècle, l'église grecque-orthodoxe Saint-Georges a été érigée à l'emplacement d'une citerne accessible par un trou étroit où, à l'époque romaine, on isolait les lépreux .
À la place de cette église aux dimensions de chapelle, à la pierre claire et au clocher élancé dans l'azur du ciel, il faut imaginer, à l'époque romaine, une simple citerne accessible par un trou étroit. Selon la tradition, on y isolait les lépreux de ce village, qu'aurait un jour traversé Jésus en allant à Jérusalem depuis la Galilée. Peu après la guérison miraculeuse de dix d'entre eux (Luc 17, 12-19), le village serait devenu chrétien. « Les premiers fidèles descendaient prier dans la grotte pour se cacher des Romains », raconte Mueen Jabbour. Puis, à l'époque byzantine, sainte Hélène fit ouvrir la citerne sur le côté pour en faire une église.
> A lire : Tatouages : Jérusalem dans la peau
Aujourd'hui, les chrétiens ne sont que 72 dans ce village à grande majorité musulmane de 7 000 habitants. Au début du XXe siècle, les proportions étaient inversées, mais les guerres successives ont poussé de nombreux chrétiens à l'exil.
Avec son environnement parsemé d'oliviers et son dédale de ruelles en pente, ce village rural rappellerait presque la haute Provence. Pourtant, il figure rarement sur les circuits de pèlerinage. « Beaucoup de cars traversent la Samarie entre Nazareth et Jérusalem, mais peu s'y arrêtent », déplore Khoussam Salameh, un guide palestinien. Burqin (de l'arabe « burce », qui signifie lèpre) est situé à l'extrême nord de la Cisjordanie, tout près de la ville palestinienne de Jénine et de la frontière israélienne.
Or dans les années 2000, en réaction aux violences de la seconde Intifada, l'armée israélienne avait interdit aux pèlerins l'accès à cette région de Samarie. Depuis que c'est de nouveau autorisé, les visiteurs privilégient la grande ville de Naplouse : elle abrite des sites bibliques plus incontournables que Burqin, comme le puits de Jacob (où a eu lieu le dialogue avec la Samaritaine) ou encore le mont Garizim (où vivent les derniers Samaritains).

Travaux dans l'église de Burquin

Les choses pourraient néanmoins être en train de changer. Entre 2007 et 2011, d'importants travaux ont été menés dans l'église de Burqin. Grâce aux financements du Patriarcat orthodoxe de Jérusalem et de l'Autorité palestinienne, l'édifice délabré (les derniers travaux notables remontaient à l'époque ottomane) a été réparé et son accès dégagé. La décoration est aujourd'hui soignée, les icônes nombreuses, l'ambiance recueillie. À l'extérieur, un jardin luxuriant voit pousser des arbres fruitiers.
« Beaucoup de volontaires ont participé à ce chantier, affirme Mohammad Sabah, le maire du village. Et pas seulement des chrétiens ! Les musulmans s'occupent de cette église avec le même soin que si c'était une mosquée. » Parmi eux, il y a Firas Khloof. Cet étudiant affable de 18 ans se sent particulièrement responsable de l'entretien de l'édifice et du rayonnement de Burqin à l'extérieur. « Quelle que soit notre religion, cette église fait partie de notre histoire », assure le jeune musulman, qui vient souvent donner un coup de main pour les visites ou la décoration de l'arbre de Noël.
Avec une poignée de voisins, Firas s'est mis en tête de développer le tourisme dans ce coin reculé de la Palestine. Ils entendent valoriser ainsi un patrimoine d'exception, mais aussi redresser l'économie locale : elle ne repose aujourd'hui que sur une modeste agriculture familiale (culture de l'olivier et de légumes divers).

Visites de pèlerins orthodoxes

Ce choix du tourisme s'est traduit par l'ouverture, à l'automne, d'un centre d'accueil de visiteurs dans une ancienne résidence ottomane rénovée. Le « Khokha palace » abrite désormais un restaurant et quelques boutiques d'artisanat. Un parking devrait aussi sortir de terre d'ici l'été pour accueillir des cars de pèlerins. « Le Patriarcat orthodoxe de Jérusalem devrait mieux communiquer sur ce village, encore très peu connu », suggère de son côté le guide Khoussam Salameh, qui doute que l'aménagement de boutiques et de parkings de bus soit la plus efficace des publicités.
La rénovation de l'église, en tout cas, semble avoir permis d'attirer davantage de visiteurs ces dernières années. Parmi eux, il y a surtout des pèlerins orthodoxes, notamment de Russie – « une dizaine de groupes par semaine », soutient Mueen Jabbour – ainsi que des touristes palestiniens, chrétiens et musulmans confondus.
Même sans être du village, certains Palestiniens chrétiens sont très attachés à l'église de Burqin. Walid Basha, qui vit à Jénine, vient ici chaque vendredi pour assister à la messe. Il parle avec enthousiasme de cette église exceptionnelle et de la nature qui l'environne.
En 2010, ce scientifique de profession avait participé à la découverte, sous le sol de l'église, de cinq corps datant d'au moins 300 ans : un évêque, trois prêtres et un enfant. « Cela nous a fait prendre conscience qu'il y a encore quelques siècles, toute une communauté de croyants vivait ici. Et dire qu'aujourd'hui, un prêtre orthodoxe doit venir spécialement de Ramallah, chaque semaine, pour célébrer la messe ! »
Walid en est convaincu : si plus de pèlerins s'intéressaient à ce village, ses habitants chrétiens cesseraient peut-être de le déserter pour aller ailleurs, que ce soit en Europe, en Amérique, ou dans le sud de la Cisjordanie, où leurs coreligionnaires sont plus nombreux. Cet homme jovial envisage même d'acquérir un pied-à-terre ici. Sa manière à lui de participer à l'effort collectif, pour tirer Burqin de l'oubli.
Mélinée Le Priol, à BURQIN (Cisjordanie)


JTK