نوّار للعذراء لمسحنة الاعياد الوثنية
السيدة العذراء. |
خصّصت الميثولوجيا اليونانية شهر ايار (نوّار) لأرتميس، الهة الخصب، كما كرمت الميثولوجيا الرومانية في الشهر اياه، فلورا، الهة الزهور. ويرمز ايار، في حضارات عدة، الى بداية الحياة الجديدة.
ابتداء من نهاية القرن الثالث عشر، عملت الكنيسة على تخصيص نوار شهرا مريميا، بهدف مسحنة الاعياد الوثنية. ويقال ان الملك الفونس العاشر (1239 – 1284) ذكر في احدى كتاباته جمال مريم وشهر ايار.
في القرن الرابع عشر، اعتاد الطوباوي الدومينيكاني هنري سوزو ان يقدم الى السيدة اكاليل من الورد في اليوم الاول من ايار.
في العام 1549 نشر الأب سيدل كتيباً بعنوان "شهر ايار الروحي". كما أن القديس فيليب نيري كان يجمع الشبان في خلال شهر ايار للصلاة حول مذبح السيدة.
في العام 1664 رفع اليسوعيون في كولونيا الصلوات في ايار للسيدة العذراء. وفي الالزاس، كانت الفتيات يقرعن الابواب، ويقدمن زهرة لتزيين مذبح السيدة في هذا الشهر المريمي.
الانطلاقة من رومافي القرن الرابع عشر، اعتاد الطوباوي الدومينيكاني هنري سوزو ان يقدم الى السيدة اكاليل من الورد في اليوم الاول من ايار.
في العام 1549 نشر الأب سيدل كتيباً بعنوان "شهر ايار الروحي". كما أن القديس فيليب نيري كان يجمع الشبان في خلال شهر ايار للصلاة حول مذبح السيدة.
في العام 1664 رفع اليسوعيون في كولونيا الصلوات في ايار للسيدة العذراء. وفي الالزاس، كانت الفتيات يقرعن الابواب، ويقدمن زهرة لتزيين مذبح السيدة في هذا الشهر المريمي.
من المرجح ان تخصيص ايار شهرا للسيدة انطلق بداية من روما، قبل ان ينتشر في ايطاليا، ولاحقا في العالم المسيحي. ومن الواضح ان فكرة تكريس ايار شهرا مريميا تعود بالاصل الى الآباء اليسوعيين في ايطاليا، وتحديدا الى الاب جاكوليه الذي نشر كتيبا في الموضوع العام 1724، والى الأب لالوميا الذي نشر بدوره كتيبا مماثلا العام 1725. وتطورت الفكرة مع الأب اليسوعي الفونس موتزاريللي الذي نشر في العام 1785 كتيبا يحض على التأمل في حياة العذراء وفضائلها، والتأثر بها، لتقديس الحياة اليومية، فكان المؤمنون يتأملون طوال شهر نوار، بواحدة من حقائق الحياة المسيحية، ويرتلون ترتيلة مريمية. وصل كتيب الاب لالوميا الى فرنسا مع بداية الثورة، فنقلته لويز، ابنة الملك لويس الخامس عشر الى الفرنسية، وهو كتيب كرّسته روما في 21 تشرين الاول 1815، في عهد البابا بيوس السابع.
شهر الورودفي العام 1784، طبّق الآباء الكرمليون تكريس "شهر مريم" في ايطاليا، ويُروى انهم طلبوا أن يكرس مذبح للسيدة العذراء في الليلة الاولى من ايار، في كل منزل، ويزين بالزهور والاضواء، على ان تجتمع العائلة، كلا ليلة من هذا الشهر، لتلاوة الصلاة على شرف السيدة، فيرتلون لها اناشيد الفرح، وصلاة الوردية، وطلبة العذراء.
في لبنانذكر الاب هنري جالابير اليسوعي في كتابه "مريم العذراء في لبنان" ان تكريس ايار شهرا مريميا، بدأ في كنيسية سيدة النجاة للآباء اليسوعيين في بكفيا السنة 1837، وسرعان ما انتشر في سائر انحاء البلاد (ص 17).
في العام 1954، طاف تمثال السيدة ام النور، من صنع النحات اللبناني يوسف الحويك في انحاء لبنان طوال خمسة اشهر، تحمله عربة، وتواكبه مئات السيارات. وشارك اللبنانيون، مسيحيين ومسلمين، في هذا التكريم، حيث نصبت في المناطق الاسلامية اقواس نص كتبت عليها آيات من القرآن الكريم، تشيد بمريم البتول ام عيسى، عليهما السلام.
وأوردت مجلة "المسيرة" (العدد 398، الصفحة 777) أنه "في الاحد الاخير من ايار 1954، رافق عشرات الالوف تمثال "ام النور" مشيا على الاقدام من بكركي الى حريصا، في تظاهرة عارمة لا عهد للبنان بمثلها...
وفي الجنوب، كان المسلمون يشاركون بحمل التمثال، ويشتركون في شتى الاحتفالات المسيحية... وفي بعلبك، فرش المتاولة السجاد في طريق السيدة على مسافة كيلومتر تقريباً"...
تطوبها كل الاجيالفي العام 1954، طاف تمثال السيدة ام النور، من صنع النحات اللبناني يوسف الحويك في انحاء لبنان طوال خمسة اشهر، تحمله عربة، وتواكبه مئات السيارات. وشارك اللبنانيون، مسيحيين ومسلمين، في هذا التكريم، حيث نصبت في المناطق الاسلامية اقواس نص كتبت عليها آيات من القرآن الكريم، تشيد بمريم البتول ام عيسى، عليهما السلام.
وأوردت مجلة "المسيرة" (العدد 398، الصفحة 777) أنه "في الاحد الاخير من ايار 1954، رافق عشرات الالوف تمثال "ام النور" مشيا على الاقدام من بكركي الى حريصا، في تظاهرة عارمة لا عهد للبنان بمثلها...
وفي الجنوب، كان المسلمون يشاركون بحمل التمثال، ويشتركون في شتى الاحتفالات المسيحية... وفي بعلبك، فرش المتاولة السجاد في طريق السيدة على مسافة كيلومتر تقريباً"...
يرمز نوار بكل معانيه الى السيدة العذراء. فهو شهر الورود والجمال والحياة والتجدد والسلام، فكما أن الورد في نوار يملأ الدنيا عطراً وجمالاً، كذلك فان امنا مريم يفوح منها عطر القداسة والشفاعة للعالم اجمع.
ختاماً، يحضّنا شهر مريم على الصلاة لها، والحديث عنها باحترام كبير. انه شهرها في الواقع، وهو يدعونا لنفتح قلوبنا بطريقة مميزة، عبر الشركة والمحبة، للسيدة التي تطوبها كل الاجيال.
ختاماً، يحضّنا شهر مريم على الصلاة لها، والحديث عنها باحترام كبير. انه شهرها في الواقع، وهو يدعونا لنفتح قلوبنا بطريقة مميزة، عبر الشركة والمحبة، للسيدة التي تطوبها كل الاجيال.
جان م. صدقه Annahar 11-5-2011
( باحث متخصص في العلوم الدينية)
( باحث متخصص في العلوم الدينية)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire