على خطى المسيح نمشي،
"من هِيَ الْمُشْرِفَةُ مِثْلَ الصَّبَاحِ، جَمِيلَةٌ كَالْقَمَرِ، طَاهِرَةٌ كَالشَّمْسِ، مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍ؟ (نشيد الاناشيد ١٠/٦) .
منذ ان قالت حواء الاولى "لا" في بدء التكوين ، ارتسم مخطط الله الخلاصي ، ولبى الدعوة اليه آدم جديد وحواء جديدة بقولهما : "نعم" . نعم اولى قالتها مريم للملاك في ناصرة الجليل " ها انذا امة الرب " ، و " نعم ثانية " قالها يسوع على الصليب " لتكن مشيئتكلا مشيئتي " .
ومنذ البدء كان لبنان في ضمير الله مسرح جنة ثانية للانسان الذي رافقه كما ترافق الام الرؤوم ابنها، الى ان تمّ المخطط الالهي عندما "صار الكلمة جسدا " وتحقق ما قاله الانبياء عن مريم :
" هلمي معي من لبنان يا عروس، معي من لبنان انظري من رأس أمانة، من رأس شنير وحرمون، من خدور الأسود، من جبال النمور" ( نشيد الاناشيد ٨/٤) . "قومي استنيري فإن نورك قد وافى ، ومجد الرب اشرق عليك ... فتسير الامم في نورك .. مجد لبنان يأتي اليك " ( اشعيا ٦٠ : ١-٣)
١- قانا الجليل:
خطواته وكلماته في قانا تسألنا : عمّن نبحث لملء فراغ الاجاجين ؟ على من نتكل لملء سعادتنا في هذه الحياة ؟
- من تلك القرية اللبنانية الجنوبية التي التجأ إليها المسيحيّون الأوّلون هربًا من الإضطهادات والحروب، "قلْ للربّ: أنتَ ملجإي وحصني" (مزمور ٩١: ٢)
-من قرية أولى الآيات (يوحنّا 2/1-11) التي ملأت أجران الكون خمرًا طيّبًا فيّاضًا، قلْ للربّ صارخًا: "ليس لديّ خمر" (يوحنّا 2/3)
-من قرية الشفاء والحياة (يوحنّا 4/46-54)، قلْ للربّ: "رابوني أريد أن أبصر" (مرقس 10/51)
-من قرية نتنائيل الرسول (يوحنّا 21/2) وسمعان القانويّ (متى 10/4)، قلْ للربّ: "ها أنا أرسلْني" (أشعيا 6/8)
-من قرية الأفراح والشفاعة والتحوّلات والبدايات: قلْ للربّ صارخًا: "إلى من نذهب يا ربّ وعندك كلام الحياة الأبديّة" (يوحنّا 6/68)
٢- صور:
-أمّا أنتِ يا صور، يا بانية هيكل الله (1 ملوك 7/ 14) وقصور الملوك (2 صموئيل 5/11)، فقد جاءكِ الرّبُّ ليجود بفتات رحمته علىالجائعين والمحتاجين إليه ، ويشفي النفوس والأجساد ، ويبني له في القلوب الهيكل الموعود حيث يُعبد الله بالرّوح والحقّ.
-صور حاضنة المسيحيّين الأوائل (أعمال 11/19)، ومرافقة الرّسل بالصّلاة (أعمال 21/ 1-6) ، وصخرة القلاع والحصون، هل تكونينجديرة بالرسالة الايمانية التي دُعيت اليها ، وتقولين للسيد : "يا معلم ، تعبنا الليل كله ولم نصطد شيئا ولكن لأجل كلمتك نلقي الشبكة" ( لوقا 5:5) ؟ .
٣-صيدا:
وإلى صيدا يحملنا المسيرإلى العظيمة بين المدن وملجأ الأنبياء ، الى معيلة المرسلين ومدينة الحرف والشفاء ، صيداالتي في جوارهاأرسى الرب بركاته ففاض الخير وعادت الحياة الى المائتين ...منها تعلّمنا كيف نقدّم للربّ قليلنا ليمنحنا الكثير (1ملوك17/12). وها هيتطرح علينا السؤال : إن جاءكم الربّ في هذا اليوم هل سيجدكم حاضرين لاستقباله ولسماع كلماته ؟
٤-مغدوشة :
في جوار صيدا حيث يعلو مزارٌ مريمي عريق تدعوك فيه مريم المنتظرة والرسولة الى ملاقاة الحبيب ، والاجابة على أسئلة جوهرية في الايمان والحياة : ماذا تنتظر؟ من تنتظر؟ ماذا يشغل قلبك ومن يستثمر أشواقك؟
في مغدوشة، في سيّدة المنطرة، ها هي السيّدة المنتظرة عودةٓ ابنها ومعلمها الالهي ، الواقفة المتأمّلة دائمًا أبدًا (يوحنّا 19/25) تدعوناللوقوف بجانبها قائلةً لكلّ واحدٍ منّا: "إنتظرِ الربّ، تقوَّ وليتشجّع قلبك، وانتظر الربّ دائمًا" (مزمور 14/27)
٤-حرمون
من تلة الانتظار في مغدوشه الى جبل التجلي في حرمون ، مرورا بقانا وصور والصرفند وصيدا ،
-نسير معا على خطى المسيح الى حرمون ، الجبل المقدس حيث تطيب الاقامة في النور تحت مظال الانبياء ، كما قال عميد الرسل بطرسالصخرة ، " رب ّ حسن ان نكون ههنا " ( متى ١٧ : ٤ ) ،
-حرمون حيث نسمع صوت الله الآب من الغمام معلنآ : " هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت فله اسمعوا" ( متى ١٧ : ٦) ، كما قالتمريم في عرس قانا عندما فرغ الخمر: " افعلوا ما يأمركم به " ( يوحنا ٢ : ٦ ) ،
-حرمون حيث تم اعلان بطرس رأسا للكنيسة الجامعة" أنت الصخرة.. ". ( متى ١٦ :١٨).
هل نحن المؤمنين برسالة الانبياء وبالانسان من كل المذاهب في لبنان مصممون على ان نجعل من ارضنا ، كما شاءها الله منذ الازل ،رسالة عالمية في المحبة والرحمة والسلام والعيش معا ، على غرار ما عاشته اختنا الكنعانية بعبقريتها الامومية التي ادهشت السيدالمسيح بجوابها وحملته الى ان يقول لها : " ما اعظم ايمانك ايتها المرأة ، فليكن لك ما تريدين " ؟ ( متى ١٥ : ٢٨) ،" تسير الامم في نورك .. مجد لبنان يأتي اليك " ( اشعيا ٦٠ : ١٣)
JTK
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire