المسيحيون في الحبشة والجزيرة العربية قبل الاسلام،
ودور أبناء مدينة صور اللبنانية في تبشير تلك المناطق .
دخلت المسيحية باكرا الى الجزيرة العربية ، كما تثبت الوقائع الواردة في الكتاب المقدس.
يرد اسم العرب في سفر الاعمال ( ٢ / ١١ ) وفي رسالة بولس الى غلاطية ( ١/ ١٥- ١٧ ). يرجح ان بولس الرسول لجأ الى الصحراء العربية ، وان خازن ملكة الحبشة المذكور في سفر الاعمال ( ٨/ ٢٧- ٣٨ ) بشر في اليمن قبل ان يستشهد . يذكر أوسابيوس القيصري مؤسس التاريخ الكنسي ( ٥ و ١٠ ) ان رئيس مدرسة الاسكندرية بانتينوس علّم الاحباش مبادئ المسيحية بناء على طلب من بطريرك الاسكندرية . كانت المسيحية قد وصلت الى هناك على يد الرسول برتلماوس ، حاملا معه انجيل متى بالعبرية. وردت رواية اخرى عن انتشار المسيحية في جنوب الجزيرة العربية يذكرها روفينوس مفادها انه في عهد الإمبراطور قسطنطين الكبير ( ٣١٢- ٣٣٧ ) قام بزيارة الهند ثلاثة أفراد من أبناء مدينة صور ، وهم الفيلسوف ميروبيوس واثنان من تلاميذه اسمهما فرومنتيوس وأيديسيوس، وذلك بدافع منهم الى حب الاستطلاع . وفي طريق العودة توقفوا في مرفأ حيث اقدم لصوص على قتل ميروبيوس واقتياد تلميذيه الشابين الى ملك تلك البلاد . اعتبر الباحث غلامر ان الملك المعني لم يكن سوى ملك حمير . ونظرا لمستواهما المعرفي عيٌن الاول منهما قيما على على خزانته والثاني خادما في حاشيته . ولما مات الملك طلبت الملكة إليهما ان يقوما برعاية ابنها ولي العهد آلى حين بلوغه السن القانونية وتسلمه الحكم . في هذه الأثناء قرر فرومنتيوس ان يقوم بالبحث عن بعض المسيحيين الذين بلغه عنهم انهم مشتتون في نواحي المملكة ، ولما وجدهم عاملهم بالحسنى وشيد لهم كنائس وأماكن للعبادة . بقي الصوريان على هذه الحال الى حين تسلم ولي العهد السلطة فاستأذناه للعودة الى موطنهما في فينيقيا لبنان اليوم . هناك رسم أيديسيوس كاهنا ، حوالي ستة ٣٤٠ في حين عزم فرومنتيوس على التوجه الى الاسكندرية ليطلع بطريركها، القديس اثناسيوس، على أوضاع المسيحيين في المملكة التي عاشا فيها . فما كان من امر هذا الأخير الا ان رسمه اسقفا وطلب اليه العودة الى المملكة عينها مصطحبا معه عددا من الكهنة لخدمة ابنائها المسيحيين . فشهدت كنيسة تلك البلاد ، على اثر ذلك ، نموا كبيرا .
Envoyé de mon iPhone JTK
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire