Translate

mercredi 2 octobre 2019

محطات على خطى المسيح في جبل عامل
جوزف ت. خريش
مؤتمر جبل عامل مهد المسيح
قانا في 4-5-6 تشرين الأول 2019


1-    في مقدمة هذه المداخلة أود أن أذكّر بما قاله لنا البابا يوحنا بولس الثاني منذ 22 سنة أثناء زيارته إلى لبنان في أيار 1997 عندما خاطب مئات الألوف (حوالي خمسمائة ألف) من اللبنانيين الذين تجمعوا حوله في ساحة الحرية من العاصمة بيروت بقوله : “ نحن هنا في المنطقة التي وطئتها منذ ألفي سنة قدما السيد المسيح “. وأضاف : “ أيها اللبنانيون واللبنانيات إن ابن الله بذاته كان اول من بشر أجدادكم. هذا امتياز عظيم.... فلا يمكننا ان ننسى أن صدى كلمات الخلاص التي نطق بها يوماً في الجليل قد بلغت باكراً إلى هنا”.(1)
2-    في غضون السنوات التي أعقبت تلك الزيارة التاريخية شهد لبنان اهتماماً  ملفتا بالسياحة الدينية ، كما حظيت مقولة " لبنان أكثر من وطن. أنه رسالة " للبابا يوحنا بولس الثاني بتداول واسع.
-      واليوم ليس أدل على الاعتراف بعالمية هذه الرسالة من تصويت الأمم المتحدة في 16 الشهر الماضي (أيلول 2019) وبشبه إجماع على قرار تأسيس  أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار في بيروت  والاعتراف ضمناً بما للبنان الرسالة من دور في وضع الشرعة العالمية لحقوق الانسان ولكونه نموذجا في الحوار بين الأديان والثقافات رغم ما يعتريه من مصائب في الأوضاع المعروفة الراهنة. (2)
-   نعم “ لبنان هوأكثر من وطن . إنه رسالة “. “ قيمة حضارية ثمانية” و” ضرورة للعالم”.(3)    
مثل هذه العبارات وردت في أكثر من رسالة حبرية فاتيكانية ، أملاها اختبار حضاري وروحي من  تاريخ  عاشه عندنا أكثر من نبي وولي ومعلم حكمة وفلسفة.
أولم يعبر عنهم جميعا الفيلسوف الرواقي زينون الصوري في القرن الرابع قبل المسيح عندما عرضت عليه المواطنية الاثينية اليونانية ولم يقبلها لأنه كان يعتبر نفسه “ مواطنا عالميا”.؟

-     كان لا بد من هذه المقدمة من أجل أن نفهم أبعاد رسالة السيد المسيح الكونية وسبب اختياره قانا صور أرضاً وتراثاً ومنبراً من أجل اعلان انجيل الفرح والمحبة والسلام إلى العالم كله.
من وحي هذه العناوين كانت انطلاقة مشروع "على خطى المسيح في جنوب لبنان" عام 2012 على يد مجموعة من محبي التراث اللبناني الذي في إطاره يشكل جبل عامل، وحرمون والباروك والأرز.... رموزاً وإطارا جغرافيا لموضوعنا. من هنا أيضاً كان السؤال : ما هي أهم المحطات التي تكوّن منها المسار العام لرحلات السيد المسيح فوق ارض لبنان؟ وما هي أهم الظروف والأهداف التي أحاطت بها ؟

-  إن معالجة هذا الموضوع الذي تناوله أكثر من مؤرخ وباحث تستند إلى نصوص بيبلية وكتابات مؤرخين وباحثين وإلى مرويات وتقاليد محلية عديدة أحاول ان اعرض بعضاً منها.

(1) راجع “ 32 ساعة تاريخ “ كتاب يوثق لزيارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إلى لبنان في 9-11/5/1997 ، تحقيق جوزف خريش عاونه الأب جان لوي لانغو. منشورات اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام – جل الديب لبنان – ص 124.
     (2)  رسالة إلى جميع اللبنانيين ، البابا يوحنا بولس الثاني الفاتيكان، أول أيار 1984 وندوة عين سعادة 20/10/1984
          (3) “رسالة إلى جميع اللبنانيين” بتاريخ 1/9/1984 ، ندوة حول رسائل قداسة البابا عن القضية اللبنانية ، حيثياتها وأبعادها الروحية والتاريخية، عين سعادة 20/10/1984 ص 12.             

-1-

         أولاً: من يارون إلى قانا:


·         بصورة عامة يلحظ معظم الباحثين أن السيد المسيح في رحلته من كفرناحوم، مركز بشارته عند شاطئ بحيرة طبريا في فلسطين وموطن أول مجموعة من رسله ، نحو" بلاد صور وصيدا" سلك طريقاً كانت تمر بعدة بلدات تمثل موطنا لأكثر من نبيّ ووليّ من وجوه العهد القديم. ومن هناك توجه إلى قانا صور وصيدا ومنها إلى المدن العشر أوالديكابول وفيها قيصرية فيليبوس (بانياس) عند سفوح جبل حرمون.
·         وُجد من بين الباحثين من ذهبت به مخيلته إلى ما هواوسع من تلك الرقعة الجغرافية.   
·          ينبغي أن نشير إلى أكثر من رحلة واحدة قام بها السيد المسيح ، لأن النصوص الانجيلية توحي بأنه  كان يتجوّل احيانا طلبا للجوء والسكينة ، لاسيما وأن في المنطقة مدناً خاصة باللجوء، وفقا لتقليد قديم يرقى إلى عهد خليفة النبي موسى يشوع بن نون (14 ق.م) .من دواعي اللجوء ينبغي ذكر محاولات التهديد والترصد التي كانت توجه إلى السيد المسيح ، من قبل السلطتين السياسية (هيرودس) والدينية (الفريسيين). الأمر الذي حمل السيد المسيح إلى أن يجيب فريقاً منهم جاء يقول له " إذهب من هنا فإن هيرودس يريد أن يقتلك. قائلا لهم: " إذهبوا وقولوا لهذا الثعلب ها أنا أخرج الشياطين وأجري الشفاء اليوم وغداً وفي اليوم الثالث أكمل" (لوقا 13/31)
·         ولما لم يكن له مكان ثابت للاقامة كان يردّد : " للثعالب أوجره ولطيور السماء أوكار اما ابن الإنسان فليس له موضع يسند إليه رأسه" (متى8/20) و(لوقا9/58)
·         المرحلة الأولى من رحلات السيد المسيح كانت داخل ما يطلق عليه اليوم جبل عامل، بلاد بشاره. فبعد أن مرّ في صفد حيث ذكرى طوبيا البار مكرّمة ثم جش موطن بولس الرسول، وفقاً للقديس جيبروم، وكفربرعم مدفن القاضي باراق والنبي عوبديا، توجه إلى قانا، انطلاقاً من المثلث الجغرافي العاملي اللبناني الحالي: يارون– رميش – عين إبل – دبل. أوعلى مسار آخر يبدأ من يارون (وادي يارون) بين مارون الراس وبنت جبيل وعين إبل ليمتد إلى قانا.
الارجح  عندنا – يقول الأب بطرس ضو– أن المسيح وتلاميذه اتجهوا إلى صور على خط مستقيم فقطعوا بلاد الجليل العليا على سكة كان الرومان اصطنعوها هناك وكان يسكن تلك الجهات الوثنيون واليهود معاً. ولذلك كان يدعى بجليل الأمم"(4)
·         على الرغم من العلاقات المتوترة التي كانت قائمة مع السلطة لم يكن هناك ما يحول دون تقاطر الجموع  بالآلاف وراء المعلم الالهي طلباً للشفاء أوالاستماع إلى تعاليمه الجديدة. أتت جموع من مختلف المناطق : الجليل، أورشليم، أدوم – عبر الأردن – سوريا – نواحي صور وصيدا وسواحلهما..( مرقس 8/3 ، متى 21/1). (5)   
·         من المثلث يارون رميش عين ابل باتجاه بنت جبيل تتفرع الطريق إلى عدة مسالك ووديان يؤدي كل منها إلى قانا ثم صور.
·      شلعبون – عيناتا – بيت ياحون – حداثا – تبنين – حاريص – كفرا.
·      من دبل – أميه – ياطر – صدّيقين – قانا حناويه ..
  
(4)  لبنان في حياة المسيح 1985 ص 262
(5)  راجع خريطة الغرد دوران – مجلة المشرق عدد 11 ص 81 -92 – 1908.   

-2-


-      إشارة هنا إلى قطعة فسيفساء كانت موجودة في أرضية كنيسة القديس كريستوف، قرب قبر حيرام نقلها ارنست رينان عام 1861 إلى متحف اللوفر في باريس، بعد أن وجد في المنطقة عدة مواقع أثرية القى عليها الضوء في كتابه " بعثة فينيقيا".(Mission ΔE PHENICIE) ومن بين هذه المواقع شلعبون، الدوير ، وغيرهما. في شلعبون عثر على مدافن وأقبية، من بينها مدفن وصفه كالتالي:

« Ce caveau parait un de ceux qui peuvent le mieux donner l’idée du tombeau de Jésus. Un des traits caractéristiques de ces trois caveaux c’est une espèce de jour de souffrance, percée près de l’entrée et destinée quand la pierre était roulée à la porte, à éclairer l’intérieur ».  (Mission de Phénicie, p.676)

-     قريباً من شلعبون في كونين، تحفظ لنا الذاكرة الشعبية ذكرى النبي دانيال.
-     يلاحظ من مجمل أسماء البلدات في هذه المنطقة أنها لا تزال تحتفظ بأسمائها القديمة الوارد بعضها في سفر يشوع  ( الفصل 19).   
-      في وقفة تأمل يمكن أن نتخيلها في جوار تبنين، عند مفرق السلطانية ( واسمها اليهودية قبل الستينات من القرن الماضي) دير انطار ، تطل أمام الناظر لوحة بانورامية جميلة تضم إلى الشرق والشمال جبلي حرمون والباروك، وغرباً مدينة صور. هناك تقليد شعبي يتخيل المسيح واقفاً عند صخرة متأملاً بأمجاد مدينة صور وبمصيرها، كما سبق للنبي حزقيال أن تأمل بها ورثاها. (حزقيال 227 – 228- 229 ). يتأمل بماضي مدينة صور من جهة وبجذوره البشرية المتحدر هومنها من جهة أخرى. جذور ترقى وفقاً لانجيل متى (1/8) إلى جدّه الأعلى العشرين يورام. وما تربطه بالتالي من علاقة  نسب بشرية (Généalogique) بملوك صور، وخاصةً من خلال شخصيتين كان لهما دور كبير في تاريخ المنطقة، هما ايزابيل وعثليه (ِAthalie بطلة مسرحية الكاتب الفرنسي الكلاسيكي  راسين ). وكلتاهما ، الأم والابنة، من السلالة المشتركة لكل من الملك العبري آخاب (850 -875) والملك الصوري إيتوبعل.
-      يعرف عن ايزابيل أنها كانت قد انتهجت في أيام عزها سياسة تميزت بالتعصب، لدين آبائها الصوريين، مما ادى إلى مصرعها على يد متطرفين (3 ملوك 17/11) بتوجيه من النبي إيليا دفاعاً عن ديانة الاله الواحد في وجه آلهة البعل. (6) 

بقيت صورة ايزابيل سلبية في ذاكرة الأجيال اللاحقة حتى إن الانجيلي يوحنا بذاته رأى فيها في كتاب الرؤيا رمزاً للفساد ( رؤيا 2/18-29).

(6) ( راجع نشيد عرس الملك آخاب والأميرة الصورية إيزابيل في( المزمور 44/11-16)
" اسمعي يا بنت وانظري وأميلي أذنك، إنسي شعبك وبيت أبيك فيصبو الملك إلى جمالك.. بنت صور اغنياء الشعب تستعطف وجهك بالهدايا، بنت الملك جميع مجدها في الداخل ولبوسها من نسائج الذهب.."
راجع : لبنان في الكتاب المقدس – غسان خلف – ص10-110-150، ملوك 16/29-34.. (3ملوك/1-30،متى1/1-17) راجع أيضاً (ملوك 16/31). لبنان في الكتاب المقدس، غسان خلف دار المنهل – 1985 ص 110-150-282-243. 

-3-


ثانياً : قانا الجليل

·     تشكل قانا الجليل محطة رئيسية على طريق يسوع داخل جليل الأمم. فهي المحطة الأولى لإعلان رسالته الكونية وظهور مجده. وذلك من خلال معجزته الأولى وتحويل الماء إلى خمر أثناء عرس كانت حاضرة فيه أمه السيدة مريم العذراء. (يوحنا 2 و4)
·     من البراهين التي يحسبها عدد من الباحثين انها داعمة للنظرية التي ترجح قانا بلدة للمعجزة أنها الوحيدة التي حملت هذا الاسم من دون انقطاع. تدعم هذه النظرية شهادات  مؤرخين كبار كان في طليعتهم مؤسس التأريخ الكنسي أوسابيوس (حوشب) القيصري (265-340 م) ومعاصره القديس جيروم (ايرونيموس 347-420م)، وسواهما من المؤرخين والباحثين عبر القرون. (فرنشيسكو سوريانو حارس الأراضي المقدسة من القرن الخامس عشر،الى معاصرين مثل  مارتينيانو رونكاليا، الأب يوسف يمين، يوسف حوراني – انطوان الخوري حرب، مي وألفرد المر – المونسينيور بولس فغالي – جمعية على خطى المسيح في جنوب لبنان – وغيرهم....
·     قانا الانجيل وتأكيد تعيين موقعها وهويتها :
"إن قانا هي واحدة وهي الآن في لبنان " . بهذه العبارة اختصر مارتينيانو رونكاليا تعيين موقع قانا وهويتها. خصوصا بعد أن اختبر قياس الفرق في المسافة بينها وبين المواقع الأخرى المنافسة لها على الهوية والموقع : كفركنا ، خربة قانا.9 إلى ذلك أثبت رونكاليا ان المسيح  زار قانا مرتين. الأولى في آذار عام 28 عند اجتراح المعجزة. والثانية في آب من السنة نفسها عندما جرى شفاء عن بعد لابن وكيل الملك وآمن  به الرسول نثنائيل الذي يعتبره البعض هونفسه برثلماوس الذي هومن قانا نفسها (يوحنا 1/45-46) لا بل عريس عرس قانا (وفقاً للقاموس البيبلي) (7) 
·     في دراسة هي قيد الطباعة للدكتور ناجي كرم من  "جمعية على خطى المسيح " يرى ان هناك حقيقة من الصعب على الباحثين المرور عليها مرور الكرام، وهي تتمثل بالشهادتين التاريخيتين الموثقتين الأقرب بالزمن إلى واقعة المعجزة في قانا الجليل على طريق صيدون الكبرى في ارض أشير عنينا بها شهادة كل من اوزيب القيصري والقديس جيروم  اللذين عاشا في المنطقة وأرّخا لأحداثها، وتركا لنا حولها دليلاً جغرافياً مفصلاً Onomasticon
·     ولكن على الرغم من جميع الأدلة المتوفرة والمثبتة لهوية قانا الانجيل اللبنانية في مختلف الحقول: تاريخ وجغرافيا وعلوم آثار وطبوغرافيا ومنها خصوصاً:
·     وجود نقوش على صخور واديها ومغارتها
·     أجران (أجاجين) تذكّر بقانا الانجيل
·     اعتبار قانا مدينة ملجأ من بين مدن أخرى في نطاق المنطقة :
" اما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب اسطفانوس (الشهيد المسيحي الأول) فاجتازوا إلى فينيقيا " كما جاء في كتاب أعمال الرسل (15/3).
على الرغم من كل  ذلك ما زالت السلطات الكنسية تتريث في اتخاذ موقف مؤيد لهوية قانا الانجيل وتعيين موقعها. وأمام هذه الصعوبة يبقى الموقف الرسمي من هذه المسألة الشائكة قيد الانتظار من أجل توفر المزيد من الأدلة، وتجنباً للوقوع في حكم ناقص اوخاطئ.
وبانتظار جلاء الحقيقة الكاملة حول هذه المسألة، يتوقع حصول المزيد من الأبحاث، (أو ربما صدور علامة من السماء!)  تتواصل المبادرات التقوية لدى المؤمنين من كل الطوائف من أجل تعزيز مكانة قانا كمقام للحج والصلاة والتلاقي بين الجميع.


(7) (على خطى المسيح في فينيقيا لبنان 2007 ، ص134).
  Dictionnaire de la Bible article Nathanaël. Vol.4 t.2 page 1484 ;Migne T.III col.659                              
يوحنا 1/45-46 ، 21/2

-4-

ثالثاً : بين صور والصرفند، إيمان الكنعانية العظيم:

النصوص الانجيلية تؤكد على ان السيد المسيح تجول في نواحي صور ومرّ في صيدا (مرقس 7/31). وهناك اكثر من تقليد ونصّ أشار إلى السيد المسيح متنقلا في ضواحي صور، مستريحاً أو شارباً من ينبوع رأس العين ، أو واقفاً فوق صخرة عند إحدى بوابات صور وهو يعلم . وقد بنيت مع الزمن كنيسة في ذلك المكان. ولكن وان يكن  لا يوجد نصّ صريح حول دخول السيد المسيح إلى صور، فذلك لا يعني أنه لم يدخلها. لأنه كما يوضح النّص الانجيلي كان  يسير أحياناً متخفياً ولا يريد أن يعلم به أحد (مرقس7/24) . ولكنّ أخباره كانت ذائعة في جميع سوريا (متى 4/24). فلا عجب اذن  ان تتقاطر إليه الجموع في سواحل صور وصيدا. كما جاء في النصوص الانجيلية : " كثير ممن حول صور وصيدا قد سمعوا بما صنع فأتوا إليه" (مرقس 3/8 ولوقا 6/17)


بين صور وصيدا كان شفاء ابنة الكنعانية، أوالسيروفينيقية، حسب تعبير مرقس والذي  لا يحدّد المكان بالضبط  . (مرقس7/24-30 ، متى 15/21- 28)(8) 

أعجب المسيح  بإيمان هذه المرأة  وامتدحها بقوله لها : " ما أعظم ايمانك ايتها المرأة. فليكن لك ما تريدين " (مرقس7/28).
وقد جاء حول هذه الواقعة في إحدى الكتابات المسيحية الأولى المعروفة بالميامر الكليمانتينية من القرن الثالث ان تلك المرأة كان اسمها يوستا واسم ابنتها بيرينيق (Bérénice).
فاذا كانت ترجمة يوستا إلى العربية تعني عادلة أوعدلاء، وفي الكنعانية " عدلون ". فهل يحق لنا أن نستنتج بأن مكان الشفاء كان بلدة عدلون الحالية؟ هذا مجرد سؤال.

 رابعاً - في الصرفند: في طريقه من صور إلى صيدا مرّ السيد المسيح ب " صارفة صيدا" أي مصهر الزجاج:

قبل أن يمر بها أتى على ذكرها في مناسبة سابقة، معربًا عن إعجابه بإيمان أهلها، كما فعل تجاه المرأة الكنعانية،  وأعرب عن إعجابه بإيمان أهل صور وصيدا، بقوله: إن صور وصيدا تكون لهما حالة أكثر احتمالاً يوم الدين (لوقا 13/10-14) مقارنة بحال بعض المدن اليهودية التي كانت قد عاينت الآيات وسمعتها ولكنها لم تؤمن.
وفي مناسبة أخرى حيث كان يسوع في الناصرة يلقي عظه أشاد بايمان أهل صارفة صيدا بقوله :
" أرامل كثيرات كنّا في اسرائيل في أيام ايليا ولم يرسل إلى واحدة منهن إلا إلى صارفة صيدا، إلى امرأة أرملة" (لوقا 4/24-28) كان النبي ايليا - قبل مئات السنين من ذلك - قد أقام ابنها من الموت بعد أن استقبلته ضيفاً لاجئاً في بيتها (3 ملوك 8/17-24) . 
هذه الحادثة حفظتها الذاكرة المسيحية والاسلامية على حد سواء ،مخلدة اياها  من خلال بناء كنيسة ثم مقام ديني تحت اسم الخضر لا يزال قائماً. وذلك  تكريما  لذكرى ذلك الضيف. والمقام، كما هومعلوم، عبارة عن مزار يقصده الحجاج من مختلف الاديان والمذاهب.

(8) (لبنان في حياة المسيح ، بطرس ضو، 1980 ص264).  

-5-

خامساً في صيدا ومغدوشة :


بين الانتظار والعبور إلى التّجلي فوق جبل حرمون.

النص الانجيلي صريح في ما يتعلق بمرور السيد المسيح في صيدا. نقرأ في انجيل مرقس (7/31) وانجيل متى (15/21-29): " ثم خرج من تخوم صور ومرّ في صيدا". يقابله نص صريح آخر تُذكر فيه زيارة القديس بولس إلى صيدا، حيث جاء في كتاب أعمال الرسل :
" وأقبلنا إلى صيدا فعامل يوليوس (الضابط الروماني) بولس بالرفق واذن له أن يذهب إلى أصدقائه ليحصل منهم على عناية "( اعمال الرسل 27/1-4).
كما سبق لبولس أن أقام في صور مدة أسبوع وفقاً لما جاء في كتاب أعمال الرسل أيضاً : (أعمال الرسل 17/21).
وفي روايات الحجاج العائدة إلى القرون الأولى ورد ان القديسة ميلاني، من أواسط القرن الرابع (343-410) زارت صيدا وشاهدت بيت المرأة الكنعانية التي شفى السيد المسيح ابنتها، وقد تحول مع الزمن إلى كنيسة مكرّسة على اسم القديس فوقا من القرن الرابع (303). (9) 

على مدى مختلف الحقب التاريخية تناقل الحجاج الذكريات والمشاهدات المتعلقة بزيارة المسيح إلى صيدا. نذكر منها على سبيل المثال أن أحد الحجاج يذكر كنيسة المرأة الكنعانية في حي "الكنان"، وكانت تقع قرب ما اصبح لاحقاً كنيسة مارنقولا الصغيرة وكاتدرائية الروم الكاثوليك.

وادي بسري وثروة الأمة:

إن قول الانجيلي مرقس بتعبيره " ثم خرج من تخوم صور ومر في صيدا وجاء فيما بين تخوم المدن العشر الى بحر الجليل "  (مرقس 7-31) يمكن تفسيره جغرافيا بان السيد المسيح ورفاقه عبروا من صيدا نحو ممر إلزامي هو وادي بوسترينوس (بسري) للوصول إلى أحد منعطفات جبل لبنان شرقاً أو إلى البقاع شمالاً.
وهنا لا بد من السؤال حيال ما يجري هناك من استخفاف  بحق البيئة والتراث اللذين لا حياة لأي امة من دونهما . فكما ان الانسان لا يحيا بالخبز وحده كذلك الامم لا تحيا من دون التراث والثقافة ولاجل التراث و الثقافة ؟
مقام سيدة مغدوشة – المنطرة:

في جوار صيدا لا يمكن إغفال مقام سيدة المنطرة - مغدوشة، الذي أصبح مقاماً معترفاً به على خريطة السياحة الدينية العالمية. وهو يرتفع فوق تلة على مقربة من مدخل صيدا الجنوبي. يوحي اسمه بأن السيدة العذراء والنساء المرافقات لها كنّ بانتظار السيد المسيح هناك. كما تشير اليه كلمة " نطار " الآرامية التي تعني الانتظار ، اوالمراقبة. وهناك من يرى أن الكلمة قد تكون تحريفًا لكلمة "مونستير" Monastere، التي تعني الدير.
يرجع بعض الباحثين هذا المقام إلى القرن الرابع، أثناء زيارة قامت بها القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الأول. وكان مشروعًا  للترميم والبناء من بين مشاريع أخرى إثر موجة الإضطهاد الروماني

 (9) ( لبنان في حياة المسيح، بطرس ضو ص265)

-6-

الكبير ,بالاضافة الى بناء أوإعادة بناء  كان من بينه كنيستا القيامة والمهد، وترميم كنيسة صور، وربّما أيضًا كنيسة أبيله عاصمة ولاية ابيلينه (سوق وادي بردى) في منطقة السلسلة الشرقية من جبال لبنان، والمشيّدة تكريمًا لذكرى هابيل شقيق قايين (أوقابيل) إبني آدم وحواء. ثم الحاق هذه المدينة بسوريا في الفترة التي حكمها ليسانياس الوارد ذكره في الإنجيل:
 " في السنة الخامسة عشرة من ملك القيصر طيباريوس إذ كان بيلاطس حاكم اليهودية وهيرودس أمير الربع على الجليل وفيليبوس أخوه أمير الربع على أيطورية وبلاد تراخونيتس، وليسانياس أمير الربع على أبيلينه وحنان وقيافا عظيمي الأحبار نزل وحي الله على يوحنا بن زكريا في البريّة، فجاء إلى ناحية الأردن كلها يدعو إلى معمودية التوبة"(لوقا 3/1-4)
أهمية هذا النص الإنجيلي أنه يشير إلى الاطار السياسي والديني الذي رافق بداية بشارة السيد المسيح، وتعيين مقام ديني متعلق بشهيد البشرية الأول"هابيل" الذي يمثل الصورة السابقة للمسيح على صعيد التضحية والشهادة اللّتين جاء لكي يكملهما في رسالته الجديدة. ويمكن أن يكون ذلك المقام  قد شكّل للمسيح هدفًا من أهداف تجوّله وبشارته في المناطق التي يتكوّن منها لبنان الحالي.

سادساً: من صيدا نحو حرمون، موقع التجليّ،

وإعلان الكنيسة الشّاملة على صخرة بطرس:

·   حول وجهة مسار الرحلة التي قام بها السيد المسيح بعد مغادرته أرض صيدا اقترح الباحثون أكثر من فرضيّة:
يوحي النص الإنجيلي (مرقس 7/31) بأن السيد المسيح انتقل من صيدا إلى مناطق المدن العشر، الديكابول أي المناطق التي تقع اليوم في أجزاء من شرقي لبنان ومن سوريا والأردن، وتشمل بنوع خاص منطقة جبل حرمون وعاصمتها يوم ذلك قيصرية فيليبس.
يقول الأب بطرس ضو في هذا الصدد أن "السيد المسيح اجتاز الجبل اللبناني من صيدا حتى مشغره في سهل البقاع مرورًا بجزين. واجتاز لبنان الشّرقي من سهل البقاع حتى ميسلون ودمشق". (10) 

بالنسبة لنا، أيًا كانت الأراء حول مسارات رحلة المسيح في الجنوب ولبنان الشّرقي والبقاع وغيرها من المناطق تبقى هناك محطات رئيسية لا يمكن تجاهلها:
في قيصرية فيليبس، بانياس، عند السفح الجنوبي من حرمون وقراه، وقمة جبله مسرح لأحداث أساسية:
 الإعتراف البطرسي بمسيحانية يسوع، إعلان تأسيس الكنيسة الجامعة على صخرة بطرس، أو كيفا، رئيس الرسل.

يلاحظ أن السيد المسيح قصد تلك المنطقة برفقة نخبة قليلة من تلاميذه (بطرس- يوحنا- يعقوب)، من أجل الإختلاء وكشف حقائق جوهرية في الإيمان المسيحي.
فوق جبل حرمون يبدو المكان مؤاتيًا للتأمل والصلاة والترنيم، والحوار في مواضيع جوهرية: التكوين- الأنبياء - تأسيس الكنيسة؛ ومواصلة رسالة الأنبياء.

(10)  (لبنان في حياة المسيح  ، بطرس ضو،ص 275-276)

-7-

في ذلك الجو سأل السيد المسيح التلاميذ الثلاثة : " من يقول الناس ان ابن البشر هو؟ - أجاب بطرس انت ابن الله الحي. فاجابه المعلم بعبارته المعروفة : " أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها... وسأعطيك مفاتيح ملكوت السموات"" (متى 16/18-19).
بهذه العبارة يعيّن السيد المسيح المسؤوليات التي يعهد بها الى سمعان بطرس وهي بأن يكون الأساس المتين للكنيسة ومرجعاً وراعياً  . (11)
 من القرائن التي تثبت حدوث التجلي فوق حرمون لا فوق جبل آخر (جبل طابور أوجبل الأرز) (متى 17/1-9 ومرقس 9/2-9 ؛ لوقا 9/28-36؛ 2 بطرس 1/16-18): ارتفاع الجبل، بالمقارنة مع جبل طابور ، واستبعاد جبل الأرز  نظرا إلى بعده عن مركز البشاره في طبريا.
بيئة جبل حرمون وقربها من السيد المسيح :
·         بقي جبل حرمون حتى القرن الرابع حافلًا بالهياكل الوثنية والمجاورة لأماكن عبادة مسيحية.
منها على سبيل المثال رسالة بعث بها القديس جيروم إلى راهبات يقمن في حرمون، وفيها يطلب منهنّ الصلاة لأجله.
·         في المناطق اللبنانية الحالية المحيطة بسفح الجبل ومنها على سبيل المثال كوكبا وراشيا، اصبح يوجد هناك تقليد سنوي يتضمن مسيرة في مناسبة عيد التجلي في 6 آب، كما لا يزال يوجد هناك معالم و بعض التقاليد التي تشير إلى علاقة قرابة مع السيد المسيح والأجيال المسيحية الأولى .
·         أكتفي بالإشارة منها إلى نقطتين:

·         يذكر بعض الباحثين شهادة تعود إلى يوليوس الأفريقي من كتّاب القرن الثاني يشير فيها إلى وجود أقرباء للسيد المسيح في منطقة كوكبا.كما يروي أوزيب القيصري مؤلف كتاب تاريخ الكنيسة، من القرن الرابع، أنه لما كان مقيماً في مدينة بانياس الواقعة عند سفح جبل حرمون رأى في بيت - قيل له أنه يعود إلى المرأة النازفة التي شفاها السيد المسيح (متى5/25-34، ولوقا 8/42-48) - تمثالين من النحاس يمثّل أحدهما السيد المسيح، وعلى مقربة منه تمثال اخر  يمثل امرأة جاثيّة أمامه ويداها مبسوطتان كأنّها تصلّي. وقد أقيم التمثال الأول على حجر مرتفع بباب بيتها. و"تجاه هذا تمثال من نفس المادة لرجل أنيق مرتد عبادةً أنيقة مادّاً يده نحوالمرأة...ويقولون أن هذا النصب تمثال ليسوع وقد بقي إلى يومنا هذا، حتى إننا نحن أنفسنا أيضًا رأيناه عندما كنّا مقيمين في المدينة، أي بانياس "، حسب تعبيره. (12)
سابعاً: على طريق الآباء الأولين- موطن أقرباء يسوع وأحباء الله.

·         يرى باحثون أن رحلة السيد المسيح في ربوع لبنان، يمكن أن تكون قد شملت أيضًا مناطق أوسع من تلك التي أتينا على ذكرها أعلاه. خصوصًا إذا افترضنا أن من بين أهداف تلك الرحلات كانت زيارة مقامات الأنبياء والأولياء السابقين، الذين تحفل بأسمائهم مواقع عديدة في سفوح جبل حرمون وسهل البقاع .
وزيارة تلك المنطقة  لو جرت لكانت بالفعل تأكيدا على تواصل رسالة الرسل والانبياء السابقين – لا سيما و أن والسيد المسيح هو  القائل:
"لا تظنّوا أني جئت لأنقض الناموس أوالأنبياء، ما جئت لانقض بل لأكمّل" (متى 5/17

(11)   حول دور بطرس ورسالته، في ضوء زيارة قداسة البابا إلى لبنان، راجع: "البابا ولبنان"، عناصر حوار 23، 1998 غريغوار حداد، صفحة 25-35.
(12)  (راجع: تاريخ الكنيسة، أوسابيوس القيصري، ترجمة القمص مرقص داود، القاهرة، 1960 ص 364-365)
-8-
  بمثابة خاتمة :أحبّاء الله المقيمون عند العيون في جبل لبنان.

ختاماً وتأكيداً على الطابع المسكوني التعدّدي بين الأديان في كل من جبل عامل وسهل البقاع، أريد أن أختم بمشهد من التقليد الإسلامي أستقيه من كتاب إحياء علوم الدين للفقيه والفيلسوف ابي حامد الغزالي، لأعود فأضيء على ما ذكرته في المقدّمة حول رسالة لبنان الحضارية.

·         في باب المحبة من الكتاب المشار إليه نصّ يذكر فيه الكاتب أن النبيّ داود يطلب من الله تعالى أن يريه "أهل محبته " فيجيبه تعالى :
·         " يا داود إئت جبل لبنان. فإن فيه أربعة عشر نفساً فيهم شبّان وفيهم شيوخ وفيهم كهول. إذا أتيتهم فأقرئهم منّي السلام وقل لهم : إن ربّكم يقرئكم السلام ويقول لكم ألا تسألون حاجة؟ فإنكم أحبائي وأصفيائي وأوليائي. أفرح لفرحكم وأسارع إلى محبّتكم". يتابع النص ليقول : " فأتاهم داود عليه السلام فوجدهم عند عين من العيون يتفكرون في عظمة الله عزّ وجلّ... فجرت الدموع على خدودهم".
ثم على لسان كل واحد من هؤلاء الشيوخ اللبنانيين الاربعة عشر يضع ابوحامد الغزالي عبارة واحدة يعرب فيها عن حاجته.  
·         تتلخص اجاباتهم بقول احدهم: " لا حاجة لنا في شيء من أمورنا. فأدم لنا لزوم الطريق اليك..."
·         وبعد أن سمع الله الى إجابة كل من هؤلاء الشيوخ يوحي إلى داود ليقول:
" قد سمعت كلامكم وأجبتكم إلى ما أحببتم. فليفارق كل واحد منكم صاحبه، وليتخذ لنفسه سربًا، فإني كاشف الحجاب فيما بيني وبينكم حتى تنظروا إلى نوري وجلالي".
·         وفي نهاية الحوار يسأل داود: " يا ربّ بم نالوا هذا منك".
 قال:" بحسن الظن والكف عن الدنيا وأهلها والخلوات بي ومناجاتهم لي، وإن هذا منزل لا يناله إلا من رفض الدنيا وأهلها واختارني على جميع خلقي فمنذ ذلك أعطف عليه...وأريه كرامتي كل ساعة وأقرّبه من نور وجهي. إن مرض مرضته كما تمرض الوالدة الحنون الشفيقة ولدها...إذا سمع بذكري أباهي به ملائكتي وأهل سمواتي"...
ويختم بالقول: "يا داود لأقعدنّه في الفردوس ولأشفينّ صدره من النظر إليّ حتى يرضى وفوق الرضا".
من كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي. عن موقع إلكتروني :



من خلال هذه الرؤية واللمحة التاريخية اللتين حاولت أن أقدّم في هذه المداخلة، أردت أن اختم بالتمنّي , وبمعيّة الأصدقاء والمعدّين لهذا المؤتمر والمشاركين فيه ، من اجل الاستمرار  برفد التراث الوطني
الثقافي والروحي العام بما يتطلب ، مردّدين مع الجليلي بطرس، شمعون الصفا، الملقّب بالصخرة – كيفا:

"يا ربّ يطيب لنا ان نقيم ههنا ". (متى 4/17)

-9-

mercredi 25 septembre 2019

يا داود أئت جبل لبنان فإن فيه أربعة عشر نفسا فيهم شبان وفيهم شيوخ

من كتاب احياء علوم الدين لابي حامد الغزالي 
"قال داود يا رب أرنى أهل محبتك 
فقال يا داود أئت جبل لبنان 
فإن فيه أربعة عشر نفسا فيهم شبان وفيهم شيوخ وفيهم كهول فإذا أتيتهم فأقرئهم منى السلام وقل لهم إن ربكم يقرئكم السلام ويقول لكم ألا تسألون حاجة فإنكم أحبائى وأصفيائى وأوليائى أفرح لفرحكم وأسارع إلى محبتكم فأتاهم داود عليه السلام فوجدهم عند عين من العيون يتفكرون في عظمة الله عز وجل فلما نظروا إلى داود عليه السلام نهضوا ليتفرقوا عنه فقال داود إنى رسول الله إليكم جئتكم لأبلغكم رسالة ربكم فأقبلوا نحوه وألقوا أسماعهم نحو قوله وألقوا أبصارهم إلى الارض فقال داود إنى رسول الله إليكم يقرئكم السلام ويقول لكم ألا تسألون حاجة ألا تنادونى أسمع صوتكم وكلامكم فإنكم أحبائى وأصفيائى وأوليائى أفرح لفرحكم وأسارع إلى محبتكم وأنظر إليكم في كل ساعة نظر الوالدة الشفيقة الرفيقة قال فجرت الدموع على خدودهم فقال شيخهم سبحانك سبحانك نحن عبيدك وبنو عبيدك فاغفر لنا ما قطع قلوبنا عن ذكرك فيما مضى من أعمارنا وقال الآخر سبحانك سبحانك نحن عبيدك وبنو عبيدك فامنن علينا بحسن النظر فيما بيننا وبينك وقال الآخر سبحانك سبحانك نحن عبيدك وبنو عبيد أفنجترىء على الدعاء وقد علمت أنه لا حاجة لنا في شيء من أمورنا فأدم لنا لزوم الطريق إليك وأتمم بذلك المنة علينا وقال الآخر نحن مقصرون في طلب رضاك فأعنا علينا بجودك وقال الآخر من نطفة خلقتنا ومننت علينا بالتفكر في عظمتك أفيجترىء على الكلام من هو مشتغل بعظمتك متفكر في جلالك وطلبتنا الدنو من نورك وقال الآخر كلت ألسنتنا عن دعائك لعظم شأنك وقربك من أوليائك وكثرة منتك على أهل محبتك وقال الآخر أنت هديت قلوبنا لذكرك فرغتنا للاشتغال بك فاغفر لنا تقصيرنا في شكرك وقال الآخر قد عرفت حاجتنا إنما هى النظر إلى وجهك وقال الآخر كيف يجترىء العبد على سيده إذ أمرتنا بالدعاء بجودك فهب لنا نورا نهتدى به في الظلمات من أطباق السموات وقال آخر ندعوك أن تقبل علينا وتديمه عندنا وقال الآخر نسألك تمام نعمتك فيما وهبت لنا وتفضلت به علينا وقال الآخر لا حاجة لنا في شيء من خلقك فامنن علينا بالنظر إلى جمال وجهك وقال الآخر أسألك من بينهم أن تعمى عينى عن النظر إلى الدنيا وأهلها وقلبى عن الإشتغال بالآخرة وقال الآخر قد عرفت تباركت وتعاليت أنك تحب أولياءك فامنن علينا باشتغال القلب بك عن كل شيء دونك فأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام قل لهم قد سمعت كلامكم وأجبتكم إلى ما أحببتم فليفارق كل واحد منكم صاحبه وليتخذ لنفسه سربا فإنى كاشف الحجاب فيما بينى وبينكم حتى تنظروا إلى نورى وجلالى فقال داود يارب بم نالوا هذا منك قال بحسن الظن والكف عن الدنيا وأهلها والخلوات بي ومناجاتهم لى وإن هذا منزل لا يناله إلى من رفض الدنيا وأهلها ولم يشتغل بشيء من ذكرها وفرغ قلبه لي واختارنى على جميع خلقى فعند ذلك أعطف عليه وأفرغ نفسه وأكشف الحجاب فيما بينى وبينه حتى ينظر إلى نظر الناظر بعينه إلى الشيء وأريه كرامتى في كل ساعة وأقربه من نور وجهى إن مرض مرضته كما تمرض الوالدة الشفيقة ولدها وإن عطش أرويته وأذيقه طعم ذكرى فإذا فعلت ذلك به يا داود عميت نفسه عن الدنيا وأهلها ولم أحببها إليه لا يفتر عن الاشتغال بي يستعجلنى القدوم وأنا أكره أن أميته لأنه موضع نظرى من بين خلقي لا يرى غيرى ولا أرى غيره فلو رأيته يا داود وقد ذابت نفسه ونحل جسمه وتهشمت أعضاؤه وانخلع قلبه إذا سمع بذكرى أباهى به ملائكتى وأهل سمواتى يزداد خوفا وعبادة وعزتي وجلالى يا داود لأقعدنه في الفردوس ولأشفين صدره من النظر إلى حتى يرضى وفوق الرضا وفي أخبار داود أيضا قل لعبادى المتوجهين إلى محبتى ما ضركم إذا احتجبت عن خلقى ورفعت الحجاب فيما بينى وبينكم حتى تنظروا إلى بعيون قلوبكم وما ضركم ما زويت عنكم من الدنيا إذا بسطت دينى لكم وما ضركم مسخطة الخلق إذا التمستم رضائى"

https://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:o4H4atwsBckJ:https://www.ghazali.org/ihya/arabic/j4-k06.doc+&cd=1&hl=fr&ct=clnk&gl=lb

jeudi 27 juin 2019

Maghdoucheh

  بلدة لبنانية قصدتها السيدة العذراء وجاءها يسوع لاصطحاب أمّه | أبريل 08, 2019 ل)

Aleteia  ترتفع عن سطح البحر حوالي 250 مترا وتمتاز بموقع جميل فريد. ينبسط البحر أمامها غربا، ويرنو إليها الجبل شرقا، وشمالا تبدو قرى ومدن لبنانية متناثرة مدروزة واحدة تجاور الأخرى وصولا إلى العاصمة بيروت، وجنوبا تطل منها مدينتا صيدا وصور وقرى جنوب لبنان.  تبعد بلدة مغدوشة عن بيروت حوالي 50 كلم، وتتربع على تلة تشرف على مدينة صيدا. وتعتبر مغدوشة بلدة قديمة، حيث تشير بعض الدراسات أنها كانت مسكونة من الإنسان الأول الذي حفر بيته في الصخر، ولا تزال المغاور والكهوف موجودة حتى اليوم، أبرزها مغارة سيدة المنطرة. وفي مقال نشر على “القدس العربي” كتب “عبد معروف”، يعود اسم مغدوشة حسب رأي المؤرخ اللبناني أنيس فريحة إلى الأصل السرياني، وتعني مكدسو الاغلال، ويعتقد بعض المؤرخين أن اسم مغدوشة يعود إلى تحريف كلمة قدش السريانية والتي تعني “المقدس” ويرد البعض قدسية المكان إلى زيارة السيدة مريم العذراء إلى البلدة وتحديدا إلى المغارة. وتتمتع البلدة بجمال فريد جعلها مسرحا للعديد من الأساطير القديمة ومنها أن عشتروت آلهة الحب والجمال عند الفينيقيين اختارت مغدوشة وسكنت فيها ضمن بيئة طبيعية محاطة بأشجار الصنوبر والزيتون وكروم العنب التي اشتهرت بها البلدة. وازدهرت مغدوشة في عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني 1683 وتوافد إليها في تلك الفترة العديد من العائلات التي أصبحت من أهل البلد. وعن روايات متداولة منذ القرن الثامن عشر ان السيدة العذراءﺀ جاءت إلى مغارة مغدوشة مع التلميذ يوحنا الحبيب، ما يوضح القصد من تأكيد قداسة المكان. وتشير الروايات إلى أن السيد المسيح جاء ذاك المقام لاصطحاب والدته ومن معها في طريق عودته إلى فلسطين. ومن هنا تسمية “الدرب” (الطريق الطويل والبعيد) لبلدة درب السين (أو درب السيم) الاسم الأول يعني بالسريانية الطريق المؤدي إلى مطلع الشمس والقمر، والآخر يعني باللاتينية الطريق المؤدي إلى القمة والمعنيان واحد. اقترن اسم مغدوشة باسم مريم العذراء فعرفت ببلدة العذراء وعرفت المغارة بـ”سيدة المنطرة في مغدوشة” كما يشير النص على مدخل المغارة: “مقام سيدة المنطرة العجائبي في خراج مغدوشة، اكتشفه سكان القرية سنة 1721 واستخدموه كنيسة لهم ومدفنا لكهنتهم وموردا لرزقهم”. ويشيع أن راعيا اكتشفها عرضاً في القرن السابع عشر فوجد فيها مذبحا عليه صورة خشبية للعذراﺀ. واكتشف علماﺀ الآثار قرب موقع المغارة بقايا قلعة صليبية “فرانش غارد” وكتابة فينيقية محفورة في الصخر. يقع مقام سيدة المنطرة في مغارة طبيعية، على مشارف بلدة مغدوشة، وهو عبارة عن مغارة صغيرة يبلغ أقصى طولها حوالي خمس عشرة متراً، وهي تجويف صخري كلسي كانت له فتحة علوية سمحت باكتشافه في مطلع القرن الثامن عشر من قبل أحد الرعاة في المنطقة، ثم حولت المغارة إلى مزار تقام فيه الصلوات والقداديس، خاصة وإن حفرة في جداره الشرقي قد جهزت لتصيرَ شبه مذبح يحمل الأسرار المقدسة. وإلى جانب هذه المغارة الرئيسية، يقع تجويف أصغر حجمًا وعمقا يستعمل لمراسم العماد المقدس. أما مدخل المغارة فقد أعد لاستقبال الزائرين ببناء رواق صغير بقناطر ثلاثة، تبرعَ بها أحد أثرياء صيدا من آل أبيلا، جاك أبيلا قنصل انكلترا في صيدا، سنة 1868 وفاء لنذر قطعه للعذراء على شفائه من فالج. تحيط بالمقام ساحة واسعة تسمح بتجمعات بشرية كبيرة وتستعمل في المناسبات الدينية السنوية، وخاصة في الاحتفالات المقامة بمناسبة عيد ميلاد السيدة العذراء. ودخلت بلدة مغدوشة رسميا خريطة السياحة الدينية العالمية في أيار 2016 من بوابة مزار “سيدة المنطرة” بعدما قررت “منظمة السياحة العالمية” التابعة للأمم المتحدة الموافقة عليه. وتشير أمل حليس مسؤولة لجنة الاستقبال في مزار مغدوشة إلى أن هناك سببين دفعا منظمة السياحة العالمية إلى هذه الموافقة، أولهما لأن “سيدة المنطرة” أصبح متفقا عليه علميا انه من الأمكنة التي وطأها السيد المسيح، وانه كان يأتي إلى ساحل صور وصيدا ومعه أمه السيدة العذراء فكان يتركها وينزل ليبشر في المدن الساحلية، فكانت تنتظره في مغارة مغدوشة التي أصبح اسمها مغارة سيّدة المنطرة، وثانيها لأن عدة بعثات ايطالية ثم بولونية وعلماء آثار لبنانيون، حسموا بان هذا الموقع أثري يعود إلى ما قبل 2000 سنة أي انها منطقة أثرية ببعديها التاريخي والروحي وامتداد للأرض المقدسة من القدس مرورًا بالجليل إلى لبنان. وتجمع بلدة مغدوشة، جمال الطبيعة وكهوفا حفرها الإنسان الأول ومعالم دينية ما حولها إلى معلم سياحي بارز.     العودة إلى الصفحة الرئيسية Tags: مغدوشة أليتيا Top 10 الأكثر قراءة   أليتيا قامت القيامة على البابا…شاهدوا قبل أن تحكموا واقرأوا قبل أن تلعنوا   أليتيا رمزي…ضيعان شبابك يا عريس   أليتيا صوت ارتطام جسده بالأرض دفع عائلته والسكّان إلى البحث لمعرفة ما جرى وإذا بالحقيقة …   هيثم الشاعر/أليتيا بعد شتم صليب مايا دياب ومسيحها…إليكم كيف شتموا صليب فنانين آخرين   جورج كنعان هل كذب الشيخ محمد الحاج حسن؟ وهل شفى مار شربل فعلاً والدته؟ المزيد تابعوا القراءة   أليتيا عزيزي المسلّح …رسالة من الشاعر نزار قبّاني على الجميع قراءتها   أليتيا/جون بورغر أين تقع أقدم كنائس آسيا؟   أليتيا ابنة فيروز تحّذّر   ج.ب. ماورو/أليتيا اكتشاف مدينة مذكورة في الكتاب المقدس   جيلسومينو ديل غويرشو خاص أليتيا: خطّ خيالي غامض يربط سبعة أديرة للملاك ميخائيل ابتداءً من إيرلندا وصولاً إلى الأراضي المقدسة… فهل هذه مجرد صدفة؟! النشرة تسلم Aleteia يومياً أريد الحصول على المعلومات من شركاء أليتيا 4 من أكثر المقالات مشاركة على أليتي ريتا الخوري/أليتيا الأب مجدي علاوي يترشّح للانتخابات ليصبح نائباً…هذا ما كتبه موقع القوات اللبنانية يا أيها الذين انتقدتم رفع تمثال جديد ليسوع في لبنان…اقرأوا جيداً ريتا الخوري ليس صحيحا أبداً ن الدم تدفق على قبر المسيح ! إليكم التفاصيل تانيا قسطنطين/أليتيا أم مصابة بالسرطان فقدت أمتعتها على متن الطائرة وفيها أدويتها ومسبحتها…ما حصل بعدها جعلها تغرق بالدموع أرسل التعليق © حقوق النشر, SAS Aleteia جميع حقوق النشر محفوظة 2019 . Powered by WordPress.com VIP       RSS اتصل بنا فريق التحرير إعلانات أليتيا النواحي القضائية من نحن؟ تبرع  

jeudi 25 avril 2019

Le Cana du Liban est-il le lieu du premier miracle du Christ?

Cana du Liban - Lieu du premier miracle du Christ
article de Janvier 2012

par =http://www.discoverlebanon.com/en/forum/viewtopic_t_304.html

Tristement célèbre pour les massacres qui y ont été perpétrés à deux reprises par l'armée israélienne, le village de Cana au Liban l'est aussi pour des stèles gravées dans l'une de ses grottes et qui représenteraient le premier miracle du Christ, la transformation de l'eau en vin lors d'un mariage. Des urnes ont également été trouvées sur place. D'autres preuves sont à chercher dans les écrits de grands historiens de l'Eglise. Est-ce suffisant pour dire qu'il s'agit la du Cana de l'Evangile? Enquête.

Le village libanais de Cana n'est pas consacrée comme étant celui du premier miracle du Christ, le seul qu'Il ait fait à la demande de la Vierge, présente à ce mariage et qui semblait lui tenir à cœur. Traditionnellement, on pense que c'est l'un des deux villages en Palestine, Kfarkana ou Kherbet Cana, qui est le lieu de ce miracle. Mais un courant de pensée fait son chemin au Liban, considérant le village libanais comme le candidat le plus plausible en raison d'un faisceau de preuves. Les habitants de Cana, toutes confessions confondues, ainsi que des personnalités comme Joyce Gemayel, épouse de l'ancien chef d'Etat Amine Gemayel, et le président du Parlement Nabih Berry, l'un des leaders de la région, font partie de ceux qui y croient fermement. Mais qu'en est-il de la réalité de cette thèse?

Noun a interrogé le professeur Antoine Khoury Harb, archéologue et spécialiste de l'histoire ancienne, à propos de Cana. Le chercheur s'est intéressé à Cana en tant qu'archéologue, mais aussi en tant qu'historien du patrimoine chrétien du Liban, et lui a consacré un chapitre de son livre Racines chrétiennes du Liban. « Je pars du principe qu'il ya une prédisposition, dans cette terre, à embrasser le christianisme, dit-il. Est-ce une coïncidence si les églises sont souvent construites sur d'anciens temples? Ou que les habitants de Tyr et de Sidon aient été les premiers à accueillir les disciples du christ après leur fuite de Palestine? »

Pour le chercheur, la thèse selon laquelle Cana serait le village de l'Evangile repose principalement sur une étude de son emplacement géographique, les distances avec d'autres localités (en suivant les citations de la Bible) et les témoignages des premiers historiens de l'Eglise.

Il commence par faire remarquer que le Cana du Liban est le seul à porter le nom de Cana el-Jalil, alors que les deux autres villages qui pourraient être ceux de la Bible, et qui se trouvent en Palestine, s'appellent Kfarkana et Kherbet Cana.

Néanmoins, la plus grande référence que cite le Pr Khoury Harb est le premier grand historien de l'Eglise, Eusèbe de Césarée (265-vers 340 A. C.), qui était évêque de Césarée en Palestine. "Celui-ci situe le Cana du premier miracle du Christ dans le territoire d’Asher, qui est en Haute Galilée, allant du fleuve Litani au mont Carmel, c'est- à-dire dans le cadre du Liban actuel, explique-t-il. Les deux autres Cana possibles se trouvent dans ce qui était connu comme le territoire de Zebulon. Saint Jérôme, un autre grand historien de l'Eglise, a repris cet argument. De plus, Eusèbe de Césarée assure que le Cana de l'Evangile est sur la route de Sidon, ce qui est le cas du village libanais et non des deux autres. »

Les stèles, peuvent-elles constituer une preuve également? « Pour ma part, je considère que les vestiges archéologiques sont l'élément le moins important de l'argumentation en faveur de la consécration de Cana comme le lieu du premier miracle, dit-il. Leur datation remonte au premier ou deuxième siècle, selon les spécialistes. La principale stèle où figurent treize personnages avec l'un d'eux, au centre, plus proéminent que les autres, pourrait représenter le Christ et ses apôtres, mais ce n'est pas totalement prouvé. Les urnes en pierre trouvées sur place peuvent plaider en faveur de cette thèse, étant des objets très utilisés à l'époque. Ces urnes étaient généralement laissées sur la place du village, car trop volumineuses pour être intégrées dans une maison, et faisaient partie d'un complexe de pressoir. Mais dans ce cas, ce n'est pas un facteur déterminant. »

L'historien évoque un autre facteur intéressant: dans son livre, il utilise les cartes qui figurent dans la Bible de Jérusalem. « Or à l'emplacement des deux autres villages qui pourraient être le Cana de l'Evangile, on trouve deux points d'interrogation, ce qui veut dire qu'il n'y a pas de certitude à ce niveau », ajoute-t-il.

Pourquoi, alors, cette réticence de l'Eglise à considérer Cana comme un candidat potentiel? " Tout cela est assez récent et tout le monde n'est pas assez bien informé, répond M. Khoury Harb. Beaucoup en ont parlé avec une emphase toute subjective, or mon approche est celle de la science. Il faut accepter l'idée que le Liban fait partie de la Terre sainte, or les Libanais ne donnent pas, selon moi, assez d'importance à cette vérité ».

Pourquoi, à la base, les deux autres villages qui ne portent pas le nom de Cana ont-ils été considérés comme les meilleurs candidats? « Pour les pèlerins chrétiens à travers les siècles, ces villages se trouvent à proximité de Nazareth, estime-t-il. Avec la similitude dans les noms, ils ont fait le rapprochement et la tradition est restée. »

Et l'Eglise?

L'Eglise du Liban ne s'est pas encore prononcée sur la possibilité que Cana soit le village du premier miracle du Christ. L'un des ecclésiastiques les plus concernés par cette région est le métropolite grec-catholique de Tyr, Mgr Georges Bacouni. Il confirme que l'Eglise au Liban n'a pas encore pris de décision à ce sujet. « J'en parlais récemment au patriarche maronite, en tant que président de la conférence épiscopale, dit-il. Je crois que les évêques vont commencer à étudier la question. Jusque-là, je ne peux prendre la responsabilité d'affirmer ou d'infirmer quoi que ce soit aux pèlerins. Pour conserver notre crédibilité, il faut qu'il y ait une confirmation par une autorité quelconque. »

Mgr Bacouni refuse de livrer son sentiment sur la question. Il dit connaître les facteurs qui plaident en faveur du Cana de l'Evangile, notamment les écrits d'Eusèbe de Césarée, mais rappelle qu'il ya des arguments qui appuient la thèse contraire. « Depuis les premiers siècles de l'ère chrétienne, personne ne s'est intéressé au Cana libanais, affirme-t-il.

Ni la mère de l'empereur Constantin, ni les croisés, ni tous les hommes d'église ne l'ont considéré comme le possible lieu du premier miracle. Or la présence chrétienne à toujours été très forte dans cette région. Pourquoi alors aucune église ou aucun lieu de pèlerinage n'ont été érigés en mémoire de ce miracle? Enfin, il existe un facteur social non négligeable: si la Vierge Marie se sentait tellement chez elle en ce lieu, c'est qu'il est proche de là ou elle résidait, soit Nazareth. »

Mgr Bacouni en déduit que « la question est très épineuse, il faut former un comité d'experts pour trancher le débat ». Considérer Cana comme un candidat possible du lieu du premier miracle ferait assurément du bien à la région. « Sans nul doute, mais il faut être sur de ce fait pour ne pas tromper les fidèles », répond-il.

Une statue de la Vierge Marie

Si les historiens n'ont pas encore tranché le débat, et si l'Eglise hésite à se prononcer, beaucoup de fidèles ont décidé de considérer Cana comme un lieu de pèlerinage. A leur tète, depuis quelque temps, Joyce Gemayel. « Ma mère a quitté ce monde en me faisant promettre de poursuivre sa lutte pour faire reconnaître Cana comme le lieu du premier miracle, dit-elle. Au début, je n'y connaissais pas grand-chose. Et puis je me suis informée auprès des spécialistes comme Antoine Khoury Harb. Je suis aujourd'hui convaincue que Cana est véritablement le Cana de l'Evangile. »

Face à des preuves qu'elle trouve si décisives, Joyce Gemayel se dit « révoltée ». « J'ai décidé qu'il ne fallait attendre personne, et que c'est à la société civil d'agir, dit-elle. Il nous fallait promouvoir cette région comme une terre sainte au Sud, d'autant plus que nous savons combien le président Berry est attaché à cette idée. »

Elle pense alors, avec le groupe qui œuvre pour cet objectif, ériger une statue de la Vierge à Cana, en hommage au rôle joué par la mère de Jésus dans ce premier miracle. Avec l'appui du président Berry, la municipalité de Cana met à la disposition du groupe un terrain derrière l'église du village, l'église Saint-Joseph des grecs-catholiques. «C'est avec le concours de la Sainte Vierge que nous avons pu mener ce projet à bout, dit-elle. Nous avons aménagé la place avec l'aide de l'architecte Abboud Homsi. Cette place est aujourd'hui appelée Saydet Cana. »

Sur cette place trône une statue de deux mètres trente, placée sur un rocher d'un mètre et demi, réalisée par Fadi Rahbani, un élève de Homsi. « Nous cherchions juste une date pour inaugurer la statue, poursuit Joyce Gemayel. C'est le père Nasser Gemayel qui me l'a suggérée, le 8 septembre, anniversaire de la naissance de la Vierge. »

Effectivement, le 8 septembre dernier, Cana a célébré cette statue avec tous ses fils et beaucoup d'autres fidèles. Quelle est la prochaine étape? « Je suis arrivée à une seule conclusion, qu'il faut une présence religieuse fixe à Cana afin d'en faire un site de référence et de pèlerinage », répond Joyce Gemayel.

http://www.discoverlebanon.com/en/forum/viewtopic_t_304.html

mercredi 17 avril 2019

على خطى المسيح-فيلم

"على خطى المسيح" لفيليب عرقتنجي: يسوع الذي مرّ في هذه الأرض

16 نيسان 2019 | 12:00النهار

مشهد من الفيلم.

تنطلق في صالات سينما "أبراج" في فرن الشباك في 16 نيسان الجاري عروض فيلم "على خطى المسيح"، وهو عمل اقترحته جمعية "على خطى المسيح في جنوب لبنان" وأنتجته "المؤسسة المارونية للانتشار" مع Fantascope production للمخرج فيليب عرقتنجي، ليكون فيلماً وثائقياً سياحياً دينياً، حوّله عرقتنجي الذي تولى إخراجه بتكليف من الجمعية، إلى فيلم بمواصفات سينمائية فنيّة، يحقق الهدفين التسويقيّ والتوثيقيّ، ويصلح في الوقت عينه ليكون فيلماً للعائلة.




وأدخل عرقتنجي إلى المضمون الوثائقي رابطاً روائياً يجمع مختلف فقراته، يتمثل في رحلة بالباص لتسعة تلامذة في صفّ المسرح مع ثلاثة من معلّميهم، يتبعون فيها مسار المسيح في جنوب لبنان، والمحطات التي مرّ فيها، على نمط الـRoad movie الذي سبق أن اعتمده عرقتنجي في فيلميه "بوسطة" و"تحت القصف".

وعلى مدى ساعة و17 دقيقة، يأخذ عرقتنجي المُشاهِد وركّاب الباص الإثني عشر، على عدد تلاميذ المسيح، في مشوار استكشافي يبدأ في قانا، ثم تتوالى محطاته، من القلَيلِة حيث مقام النبي عمران، إلى صور ومواقعها الاثرية وبقايا مرفأها القديم وكنيسة سيدة البحار، ثم قرى رأس العين ومارون الراس وتبنين. وبعد وقفة في عين إبل مع ترتيلة "أبانا الذي في السماوات" بالسريانية من الفنانة باسكال صقر، تكمل الرحلة إلى دير انطار ثم كرخا، وصولاً إلى صيدا، وتتوقف مطوّلاً في مغدوشة حيث سيدة المنطرة. وينتقل الباص إلى مرجعيون، ومنها إلى عين قصَير حيث بقايا دير القديسة حنة والدة مريم، فكوكبا، وبعدها راشيا الوادي. وينتهي الفيلم بمشهد تمثيليّ قبالة جبل حرمون أو جبل التجلي.

فيليب عرقتنجي ضد غوليات

اسمعوا فيليب عرقتنجي يروي التاريخ لأولاده "ميراث" كتاب بعدسة لبناني اختبر الاغتراب

"ميراث" فيليب عرقتنجي: وطن في سيرة




وقال عرقتنجي: "اكتشفتُ جزءاً من لبنان لم أكن أعرفه، غنيّ بالتاريخ في كل بلدة من بلداته، وهو تاريخ بعضه مكتوب، في الإنجيل وغيره، وبعضه الآخر تراث شفهي تتناقله الأجيال، عن يسوع الذي مرّ في هذه الأرض، وعن مريم العذراء ووالدتها القديسة حنة. إبراز هذا التاريخ هو هدف الفيلم".

وفي بعض محطات الرحلة، جسّد عرقتنجي أعجوبات المسيح الواردة في الإنجيل، كعرس قانا الجليل، بمشاهد تمثيلية مسرحية أدّاها التلامذة التسعة بإشراف معلّميهم الثلاثة (ستيفاني غَفَري وشربل عون وسارة عطالله). وساهمت هذه المشاهد، مع مشاهد الأولاد وهم يلعبون أو يتصرفون بشقاوة أو يتحادثون قبل النوم، في كسر الرتابة التي كان يمكن أن يولّدها السرد الوثائقي التقليدي.




وأوضح عرقتنجي في هذا الصدد: "أردت أن أعتمد في الفيلم على الأطفال، لأنهم وحدهم، ببساطتهم وعفويتهم، قادرون على أن يجسّدوا بكثير من الصدق، روحية مرور المسيح في هذه الأرض قبل ألفي عام، والأعجوبات التي حققها، هو الذي قال: دعوا الأطفال يأتون اليّ".

واعتمد عرقتنجي لغة سينمائية راقية، تمتزج فيها الكادرات التصويرية المميزة مع الموسيقى الملائمة وأصوات الطبيعة، إضافة إلى سيناريو عفويّ، من كتابة ريمون أفتيموس وميرنا منيّر ومايا نصّار وفيليب عرقتنجي، تتخلله لحظات تأمّل بنصوص بسيطة ومؤثّرة، شديدة الروحانية من دون أن تكون دينية.

وقال: "حاولتُ في الفيلم أن أعبّر عن اعتزاز اللبنانيين بأن بكون المسيح مرّ في أرض لبنان"

lundi 15 avril 2019

حول فيلم "على خطى المسيح في جنوب لبنان"

قبل يومين من اطلاق فيلم " على خطى المسيح " كتب المخرج السينمائي فيليب عرقتنجي :
بعد يومين، بيبدا عرض فيلمي الوثائقي "على خطى المسيح "، المهمّه يلي وكلتني فيها من مدة، جمعية "على خطى المسيح في جنوب لبنان" ويلي وضعت فيي كل ثقتها. بِفرح كبير، وبِفضل هالعمل، اكتشفت عن جديد مناطق رائعة أغلبها منسيّه، وبلدنا الحلو يلّي بيحلا أكتر بعيون الأطفال.
بمناسبة عيد الفصح المجيد، بدعيكن تحضروا الفيلم (٧٠ ') يلي رح ينعرض حصرياً بسينما أبراج، إبتداءً من ١٦ نيسان.

C'est dans 2 jours :

Il y a quelques temps déjà, l’association « Sur les pas du Christ au sud Liban » m’a demandé de faire un documentaire sur ce même sujet. Tâche délicate que j’ai accepté avec plaisir. J’ai découvert en faisant ce voyage des régions exceptionnelles, un si beau pays... À l’occasion des fêtes de Pâques, le film( 70´ ) sera diffusé à Abraj seulement à partir du 16 avril. Pour ceux que ça intéresse, allez-y.



واضفت اليه  التعليق الشخصي التالي : 



اليوم إطلاق فيلم روحي جديد، 
بعد فيلم مارينا، 
"على خطى المسيح في جنوب لبنان"

اخيرا وبعد مضي سنتين على تصوير فيلم " على خطى المسيح في جنوب لبنان" ، قررت الجهة المنتجة ، اي الجمعية التي تحمل العنوان ذاته ،بالتعاون مع المؤسسة المارونية للانتشار ، ان تطلقه ابتداء من ١٥ الجاري بعرض اولي في قاعة سينما سوفيل في الاشرفية - بيروت ، على ان يتم عرضه امام الجمهور في قاعة سينما ابراج في فرن الشباك ابتداء من يوم الثلاثاء ١٦ نيسان الجاري. 
بلغة سينمائية راقية وبسيناريو لا يتوسل التعقيد يحاول المخرج فيليب عرقتنجي ان يسلط الضوء والذاكرة على منطقة عزيزة من لبنان تشكل جزءا من الارض التي تباركت بأقدام السيد المسيح ورسله الاولين والسيدة امه مريم العذراء في بداية الرسالة المسيحية. وباسلوبه السينمائي الذي عوّد عليه المشاهدين في افلامه السابقة يتخذ من البوسطة وسيلة متحركة ، ومن افراد الرحلة اشخاصا يقومون بدور الممثلين ، وهم كناية عن ٩ تلامذة يرافقهم ثلاثة من معلميهم الذين الى جانب التوجيه والحماية يجيبون على مختلف الاسئلة التي تخطر ببالهم في مختلف المواضيع المتعلقة بعالم الرحلة الممتدة على طرقات الجنوب اللبناني، متوقفين عند المحطات التي ورد ذكرها في الاناجيل وكتاب اعمال الرسل، في كل من صيدا ومغدوشة والصرفند وصور وراس العين والقليلة وقانا والقرى الحدودية في يارون وعين ابل ورميش وتبنين ودير انطار ودير كيفا،ثم شرقا الى مرجعيون وكوكبا وراشيا وسواها من المواقع في سفوح جبل حرمون، حيث تجلى السيد المسيح امام تلاميذه واعلن تأسسيس الكنيسة بقوله الى بطرس : "انت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي" . 
في عين ابل امام كنيسة السيدة وفي داخلها حيث تنتصب الى فوق الاعمدة الصخرية الجميلة يستمع افراد الرحلة الى جوقة الرعية، ومن بين افرادها السيدة باسكال صقر ، مع ترتيل الصلاة الربية بلغة الاجداد السريانية .كما طُلب من صاحب هذه السطور شخصيا بترجمة بعض العبارات السريانية- الارامية الى العربية. 
من خلال عيون الاطفال وفضوليتهم في المعرفةوالاطلاع تتقدم الرحلة من محطة الى اخرى، ومن مشهد انجيلي الى اخر، حيث تلتقي المشاغل الآنية بعناصر التاريخ والجغرافية والمسرح، وبتساؤلات الحاضر والماضي معا.
فإذا كان الفيلم لا يجيب على تساؤلات المؤرخين واللاهوتيين العميقة حول مسائل جوهرية بالعمق المفترض ، مثل البت في مسألة هوية قانا الجليل حيث افتتح السيد المسيح رسالته العلنية واجترح معجزة تحويل الماء الى خمر نزولا عند طلب السيدة العذراء ، الا ان الفيلم يسهم في جعل المشهد الاثري والجغرافي حافزا لانعاش الذاكرة وقراءة النص الانجيلي قراءة حية ،كما في تنسيق الاجواء التي احتضنت يوما السيد المسيح ورسله وبعضا من الجماعة المسيحية الاولى، فتحمل بذلك كلا من السائح الجغرافي والمشاهد السمعي البصري الى آنيّة الرسالة الانجيلية، في حيويتها المعيوشة فوق ارض لبنان المقدسة التي وُصفت بحق انها اكثر من وطن لا بل انها رسالة .
في ختام الصوم الاربعيني وفي اجواء عيد الفصح، يؤمل ان يشكل فيلم "على على خطى المسيح في جنوب لبنان" ، كما شكّل فيلم "مارينا " خلال السنة الماضية فرصة لمتعة ثقافية وروحية تصب في خانة احياء التراث اللبناني في الظروف الجافة والخاوية الراهنة .
جوزف خريش ، من اعضاء جمعية على خطى المسيح في جنوب لبنان، أمين سر جمعية لابورا

vendredi 5 avril 2019

قراءات من الانجيل ، خاصة بالزيارة الى بلاد البشارة


موجز أعمال يسوع في الجليل وبلاد البشارة ( مرقص( 3/7-12)

فانَصَرَفَ يسوعُ إِلى البَحرِ ومعَه تَلاميذُه، وتَبعَه حَشْدٌ كَبيرٌ مِنَ الجَليل، وجَمعٌ كثيرٌ مِنَ اليَهوديَّة، ومِن أُورَشليمَ وأَدومَ وعِبرِ الأُردُنّ ونَواحي صورَ وصَيدا، وقد سَمِعوا بِما يَصنَعُ فجاؤوا إِليه.فأَمَرَ تَلاميذَه بِأَن يَجعَلوا له زَورَقاً يُلازِمُه، مَخافَةَ أَن يُضايِقَه الجَمع،
لأَنَّه شَفى كَثيراً مِنَ النَّاس، حتَّى أَصبَحَ كُلُّ مَن بِه عِلَّةٌ يتَهافَتُ علَيه لِيَلمِسَه.
وكانتِ الأَرواحُ النَّجِسَة، إِذا رَأَته، تَرتَمي على قَدَمَيه وتَصيح: ((أَنتَ ابنُ الله !))
فكانَ يَنهاها بِشِدَّةٍ عن كَشْفِ أَمرِه.
--------------------------------------------------------------------------------
يسوع والجموع وبينهم جمع من ساحل صور وصيدا ( انجيل لوقا 6 /17-38

لو 6-17: ثُمَّ نَزَلَ معَهم فوَقَفَ في مَكانٍ مُنْبَسِط، وهُناكَ جَمعٌ كَثيرٌ مِن تَلاميذهِ، وحَشْدٌ كَبيرٌ مِنَ الشَّعْب مِن جَميعِ اليَهودَّية وأُورَشَليم، وساحِلِ صورَ وصَيْدا،
لو 6-18: ولَقَد جاؤوا لِيَسمَعوهُ ويُبرَأُوا مِن أمراضِهِم. وكانَ الَّذينَ تَخبِطُهُمُ الأَرواحُ الَّنجِسَةُ يُشفَون،
لو 6-19: وكانَ الجَمعُ كُلُّه يُحاوِلُ أَن يَلمِسَه، لأَنَّ قُوَّةً كَاَنت تَخرُجُ مِنهُ فتُبرِئُهُم جَميعاً.

لو 6-20: وَرَفَعَ عَيْنَيْه نَحوَ تَلاميذِه وقال: (( طوبى لَكُم أَيُّها الفُقَراء، فإِنَّ لَكُم مَلَكوتَ الله.
لو 6-21: طوبى لَكُم أَيُّها الجائعونَ الآن فَسَوفَ تُشبَعون. طوبى لَكُم أَيُّها الباكونَ الآن فسَوفَ تَضحَكون.
لو 6-22: طوبى لَكمُ إِذا أَبغَضَكُمُ النَّاس ورَذَلوكم وشتَموا اسمَكُم ونَبذوه على أَنَّه عار مِن أَجلِ ابنِ الإِنسان.
لو 6-23: اِفرَحوا في ذلك اليَومِ واهتُّزوا طَرَباً، فها إِنَّ أَجرَكُم في السَّماءِ عظيم، فهكذا فَعَلَ آباؤهُم بِالأَنبِياء.
لو 6-24: لكِنِ الوَيلُ لَكُم أَيُّها الأَغنِياء فقَد نِلتُم عَزاءَكُم.
لو 6-25: الوَيلُ لَكم أَيُّها الشِّباعُ الآن فسَوفَ تَجوعون. الوَيلُ لَكُم أَيُّها الضَّاحِكونَ الآن فسَوفَ تَحزَنونَ وتَبكون.
لو 6-26: الوَيلُ لَكُم إِذا مَدَحَكم جَميعُ النَّاس فَهكذا فَعَلَ آباؤُهم بِالأَنبِياءِ الكَذَّابين.

لو 6-27: ((وأَمَّا أَنتُم أَيُّها السَّامِعون، فأَقولُ لَكم: أَحِبُّوا أَعداءكم، وأَحسِنوا إِلى مُبغِضيكُم،
لو 6-28: وبارِكوا لاعِنيكُم، وصلُّوا مِن أَجْلِ المُفتَرينَ الكَذِبَ علَيكُم.
لو 6-29: مَن ضَرَبَكَ على خَدِّكَ فاعْرِضْ لَه الآخَر. ومَنِ انتَزَعَ مِنكَ رِداءكَ فَلا تَمنَعْه قَميصَكَ.
لو 6-30: وكُلُّ مَن سَأَلَكَ فأَعطِه، ومَنِ اغتَصَبَ مالَكَ فلا تُطالِبْهُ به.
لو 6-31: وكَما تُريدونَ أَن يُعامِلَكُمُ النَّاس فكذلِكَ عامِلُوهم.
لو 6-32: فإِن أَحبَبتُم مَن يُحِبُّكم، فأَيُّ فَضْلٍ لَكُم ؟ لأَنَّ الخَاطِئينَ أَنفُسَهُم يُحِبُّونَ مَن يُحِبُّهُم.
لو 6-33: وإِن أَحسَنتُم إِلى مَن يُحسِنُ إِليكُم، فأَيُّ فَضْلٍ لَكُم ؟ لأَنَّ الخاطِئينَ أَنفُسَهُم يَفعَلونَ ذلك.
لو 6-34: وإِن أَقرَضتُم مَن تَرجُونَ أَن تَستَوفوا مِنه، فأَيُّ فَضْلٍ لَكُم ؟ فهُناكَ خاطِئونَ يُقرِضونَ خاطِئينَ لِيَستَوفوا مِثلَ قَرْضِهم.
لو 6-35: ولكِن أَحِبُّوا أَعداءَكم، وأَحِسِنوا وأَقرِضوا غَيرَ راجينَ عِوَضاً، فيَكونَ أَجرُكم عَظيماً وتكونوا أَبناءَ العَلِيّ، لِأَنَّهُ هو يَلطُفُ بِناكِري الجَميلِ والأَشرار.

لو 6-36: كونوا رُحَماءَ كما أَنَّ أَباكُم رَحيم.
لو 6-37: لا تَدينوا فَلا تُدانوا. لا تَحكُموا على أَحَدٍ فلا يُحكَمَ علَيكم.أُعْفُوا يُعْفَ عَنكم.
لو 6-38: أَعطُوا تُعطَوا: سَتُعطَونَ في أَحضانِكُم كَيْلاً حَسَناً مَركوماً مُهَزْهَزاً طافِحاً، لِأنَّه يُكالُ لَكم بِما تَكيلون)).


mardi 2 avril 2019

Saint Paul est-t-il originaire de Gischala, Jish , près des frontières-sud du Liban

Saint jerome ,dans son livre {Des Viribus }, affirme que la famille de St Paul aurait ete originaire de la region de Gischala -Jish- village palestinien limitrophe des localites libanaises ,Yaroun, Rmeich , Ainebel, au Sud -Liban ,selon la source suivante =

"Paul se présente lui-même ainsi : "Moi, reprit Paul, je suis Juif, de Tarse en Cilicie, citoyen d'une ville qui n'est pas sans renom" (Actes 21,9. Voir aussi Ac 9,11 ; 22,3). C'est ainsi qu'il est introduit par Luc dans les Actes :

 "tu vas demander dans la maison de Judas un nommé Saul de Tarse" (Actes 9,11). 

Cela signifie qu'il est issu de la diaspora juive, qui s'était implanté dans la plupart des villes du bassin méditerranéen plusieurs siècles avant Jésus Christ. Saint Jérôme (De viris illustribus, 5) affirme que la famille de Paul aurait été déportée à Tarse, depuis la région de Gischala en Galilée du Nord. Dans ce cas, les ancêtres de Paul seraient des prisonniers de guerre qui ont sans doute été ensuite vendus comme esclaves."


https://croire.la-croix.com/Definitions/Bible/Saint-Paul/L-enfance-de-Paul

vendredi 22 mars 2019

textes proposes au cours de la visite de Saida pr celebrer la fete de l'Annonciation 2019

Textes proposes pour la lecture au cours de la rencontre a Saida
du groupe SLPDCSL le samedi 23 mars 2019, a l'approche de la fete nationale libanaise de l'Annonciation

1-Ezechiel 28:21-22-et 6 .Message aux Sidoniens
2-Actes des Apotres 27:1-3 passage  de St Paul a Saida
3-Marc:7:24-30  Guerison de la fille syro phenicienne ou Cananeene
et Marc 7: 31-37 passage du Christ a Saida et sur sa route guerison du jeun sourd muet

Textes en langue arabe extraits de la Bible -traduction catholique

http://www.arabchurch.com/ArabicBible/jab/
راجع ايضا جريدة النهار
https://www.annahar.com/article/917436-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AE%D8%B7%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B1%D8%AC-%D8%A8%D8%B3%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D8%A8%D9%82-%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%AA%D9%8A%D9%86
1-
  • I-وكانت إلي كلمة الرب قائلا:
  • 21. (( يا ابن الإنسان، اجعل وجهك نحو صيدون وتنبأ عليها،
  • 22. وقل: هكذا قال السيد الرب: هاءنذا عليك يا صيدون فسأتمجد في وسطك فيعلمون أني أنا الرب حين أجري فيها أحكاما وأتقدس فيها......
  • 26. ويسكنون فيها آمنين، ويبنون بيوتا ويغرسون كروما، ويسكنون آمنين، حين أجري أحكاما على جميع المحتقرين لهم من حولهم، فيعلمون أني أنا الرب إلههم )).

  • II-
  • 1. ولما قرر أن نبحر إلى إيطالية، سلم بولس وبعض السجناء الآخرين إلى قائد مائة اسمه يوليوس من كتيبة أوغسطس.
  • 2. فركبنا سفينة من أدرمتين توشك أن تسير إلى شواطئ آسية وأبحرنا ومعنا أرسطرخس، وهو مقدوني من تسالونيقي.
  • 3. فبلغنا صيدا في اليوم الثاني. وأظهر يوليوس عطفا إنسانيا على بولس، فأذن له أن يذهب إلى أصدقائه فيحظى بعنايتهم.
III-

  • 24. ومضى من هناك ، وذهب إلى نواحي صور، فدخل بيتا، وكان لا يريد أن يعلم به أحد، فلم يستطع أن يخفي أمره.
  • 25. فقد سمعت به وقتئذ امرأة لها ابنة صغيرة فيها روح نجس، فجاءت وارتمت على قدميه.
  • 26. وكانت المرأة وثنية من أصل سوري فينيقي. فسألته أن يطرد الشيطان عن ابنتها.
  • 27. فقال لها: ((دعي البنين أولا يشبعون، فلا يحسن أن يؤخذ خبز البنين، فيلقى إلى صغار الكلاب)).
  • 28. فأجابت: ((نعم، يا رب، ولكن صغار الكلاب تأكل تحت المائدة من فتات الأطفال)).
  • 29. فقال لها: ((من أجل قولك هذا، اذهبي، فقد خرج الشيطان من ابنتك)).
  • 30. فرجعت إلى بيتها، فوجدت ابنتها ملقاة على السرير وقد خرج منها الشيطان.

  • 31. وانصرف من أراضي صور ومر بصيدا قاصدا إلى بحر الجليل، ومجتازا أراضي المدن العشر.
  • 32. فجاؤوه بأصم معقود اللسان، وسألوه أن يضع يده عليه.
  • 33. فانفرد به عن الجمع، وجعل إصبعيه في أذنيه، ثم تفل ولمس لسانه.
  • 34. ورفع عينيه نحو السماء وتنهد وقال له: ((إفتح!)) أي: انفتح.
  • 35. فانفتح مسمعاه وانحلت عقدة لسانه، فتكلم بلسان طليق.
  • 36. وأوصاهم ألا يخبروا أحدا. فكان كلما أكثر من توصيتهم، أكثروا من إذاعة خبره.
  • 37. وكانوا يقولون وهم في غاية الإعجاب: ((قد أبدع في أعماله كلها، إذ جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون !)).

mercredi 27 février 2019

على خطى المسيح في جنوب لبنان والبقاع - بحث في الاطار التاريخي البيبلي العام ،

بحث كان قد اعده في وقت سابق المنسنيور بولس فغالي 
بناء على طلب من جمعية  " على خطى المسيح في جنوب لبنان "
تم ترتيب مقاطع النص بما يتناسب مع الاطار التاريخي  والمناطق الجغرافية 


1- فينيقية
ممرّ الرسالة الإنجيليَّة
يرد اسم فينيقية ثلاث مرَّات في العهد الجديد، في أعمال الرسل.
في المرَّة الأولى، على أثر تشتُّت المؤمنين بعد مقتل إسطفانس. "أمّا الذين تشتَّتوا من جرَّاء الضيق الذي حصل بسبب إسطفانس، فاجتازوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية" (أع 11: 19). هؤلاء الهاربون يتكلَّمون اليونانيَّة، بالتالي مضوا يكلِّمون الذين يعرفون لغتهم، وصولاً إلى أنطاكية.
في المرَّة الثانية، كان بولس وبرنابا عائدَين من أنطاكية مع "أناس آخرين" إلى أورشليم. "شيَّعتهم الكنيسة فاجتازوا في فينيقية والسامرة" (أع 15: 3). ما تحدَّث النصُّ عن منطقة الجليل اليهوديَّة، بل عن السامرة التي بشَّرها فيلبُّس أحد السبعة (أع 8: 4-9).
في المرَّة الثالثة، كان بولس عائدًا مع الفريق الرسوليّ إلى أورشليم. تحدَّث لوقا باسمه فقال: "فإذ وجدنا سفينة عابرة إلى فينيقية صعدنا إليها وأقلعنا، ثمَّ أطللنا على قبرس وتركناها..." (أع 21: 2-3).

اسم حديث لكنعان
أمّا في العهد القديم، فذكرت فينيقية ستَّ مرَّات، خمس منها مع "بقاع سورية" أو سورية الجوفاء (2 مك 3: 5، 8...).
اسم فينيقية الذي ذكره الشاعر اليونانيّ هومير هو شريط ساحليّ يجاور البحر المتوسِّط من جبل الكرمل حتَّى خليج الإسكندرونة في تركيَّا. هناك خلاف على أصل اللفظ. إمَّا يعود إلى المصريَّة فيدلُّ على سكَّان لبنان في المملكة القديمة (2680-2180)، أو يعود إلى اليونانيَّة فيشير إلى "الأحمر المعتَّم". وهذا معنى اسم كنعان (الأحمر الأرجوانيّ) كما كان الأمر في نوزي (أو: نوزو، في العراق الحاليّ) في القرن الرابع عشر ق.م. ومهما يكن من الأمر، فالفينيقيُّون دعوا أنفسهم الكنعانيِّين، على أنَّهم ورثتهم. في القرن الحادي عشر سيطروا على التجارة البحريَّة، ففتحوا مستوطنات في قبرس والأناضول والجزر اليونانيَّة ومالطة وصقلّيَّة والجزر الإسبانيَّة وأفريقيا الشماليَّة مع تأسيس قرطاجة سنة 814ق.م. وفي الداخل كان تأثيرهم كبيرًا في البقاع وكركميش السوريَّة ودمشق وأورشليم حيث تعاملوا بشكل خاصّ مع داود وسليمان...

- أبلية أو أبيلينة Abilene
قدَّم إنجيل لوقا الإطار الذي عاش فيه يوحنّا المعمدان ثمَّ يسوع المسيح، وهي السنة الخامسة عشرة لطيباريوس فيصر. فذكر "ليسانيوس رئيس ربع على أبلية" أو أبيلينة.
ترتبط هذه المنطقة بـ"أبيلا" التي هي اليوم سوق وادي بردى ، وتقع إلى الشمال الغربيّ من مدينة دمشق وسط سلسلة جبال لبنان الشرقيَّة. امتدَّت هذه المقاطعة في سهل البقاع ووصلت إلى حلبون.ليسانيوس
في عهد طيباريوس قيصر، شكَّلت أبيلينة مقاطعة حكمها ليسانيوس الأصغر. ثمَّ جمع أغريبَّا الأوَّل تحت سلطته إيطورية وأبيلينة. أمَّا شقيقه هيرودس فأضحى ملك خلقيس (41-48)، وحدود حكمه بعلبكّ أو هليوبولس. تلك المستوطنة الرومانيَّة. سنة 50، استلم الحكم هناك أغريبَّا الثاني. وعند موته ضُمَّت ممتلكاته في مقاطعة سورية.

-ليسانيوس ثمَّ أغريبَّا
ذُكر ليسانيوس أنَّه "حاكم هذه المنطقة". ووُجدَت مدوَّنتان رومانيَّتان في أبيلا تؤكِّدان حضور ليسانيوس في هذه الوظيفة على أيَّام أوغسطس قيصر، الذي توفّي سنة 14 ب.م. ويبدو أنَّ ليسانيوس هذا لبث في وظيفته حتَّى سنة 27-28 مع بداية نشاط يسوع الرسوليّ.
سنة 37ب.م.، سلَّم الإمبراطور كاليغولا هذه المنطقة إلى أغريبَّا الأوَّل، كما قال فلافيوس يوسيفس. وعند موته، عادت إلى ولاية الرومان (44-53) قبل أن يعطيها الإمبراطور كلوديوسلأغريبَّا الثاني، كما قال يوسيفس، الذي لبث يحكمها حتَّى وفاته سنة 92.

أبيلينة وهابيل
التقليد المحلّيّ ربط أبيلينة بهابيل الذي يكرَّم قرب سوق بردى على تلَّة النبيّ هابيل، على الطريق التي تقود إلى المدوّنة : "نحفايوس، مولى رئيس الربع ليسانيوس لخلاص السيِّدين أوغسطيّين" طيباريوس وامرأته ليفية.

- إيطورية
إطار الرسالة الإنجيليَّة
حين بدأ القدّيس لوقا الكلام عن رسالة يوحنّا المعمدان ويسوع، قدَّم الإطار الجغرافيّ، فذكر في ما ذكر مقاطعة إيطورية. يعود اسمها إلى يطور من نسل إسماعيل (تك 25: 15؛ 1 أخ 1: 31). أقامت شمالي الجزيرة العربيَّة. ونحن نجدها إلى الشرق من الأردنّ (1 أخ 5: 19)، ثمَّ على سلسلة لبنان الشرقيَّة في الحقبة الرومانيَّة إن لم يكن في الحقبة الهلنستيَّة.

بين خلقيس وبعلبكّ
ضمَّت إيطورية البقاع مع عاصمتها السياسيَّة خلقيس (عنجر) وعاصمتها الدينيَّة بعلبكّ (بعل البكاء). سنة 104-103ق.م، احتلَّها أرستوبولس الأوَّل من نسل الحشمونيِّين كما قال يوسيفس، على أيَّام بطليمس بن منايوس، امتدَّت إيطورية حتَّى البحر المتوسِّط وضمَّت أبيلينة وهدَّدت دمشق.
سنة 64 ق.م.، ثبَّت بومبيّوس، القائدُ الرومانيّ، بطليمس في حكمه. سنة 36ق.م.، قُتل ليسياس بن بطليمس على يد أنطونيوس، عدوّ بومبيّوس، عندئذٍ نال زينودور منطقة خلقيس، أي تراخونيتيس وبتانيا وحوران ومنطقة بانياس (السفح الجنوبيّ لجبل حرمون)، حيث منابع الأردنّ. هذه المقاطعات انتقلت إلى هيرودس الكبير (+4 ق.م.) الذي وُلد المسيح في أيَّامه وبعد موت هيرودس أضحت الربع الذي ناله فيلبُّس هيرودس.

2- قانا الجليل – معجزة يسوع
أربع مرَّات تُذكر قانا، وفي إنجيل يوحنّا وحده، مرَّتين بمناسبة العرس الذي تمَّ هناك (يو 2: 1-11). في البداية: "كان عرس في قانا الجليل" (آ1). وفي النهاية "هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل". ومرَّة ثالثة، مع شفاء ابن خادم الملك. "فجاء يسوع أيضًا إلى قانا الجليل" (يو 4: 46) فاعتبر الشرَّاح أنَّنا أمام متتالية متكاملة: من قانا إلى قانا، من معجزة أولى تتحدَّث عن الساعة التي تعني موت يسوع إلى إقامة هذا الولد الذي خاف عليه أبوه أن يموت" (آ49). فقال له يسوع: "اذهب، ابنك حيّ" (آ50). والمرَّة الأخيرة التي فيها يرد اسم قانا، ففي كلام عن "نتنائيل الذي من قانا الجليل" (يو 21: 2).

أين تقع قانا؟
ولكنَّ السؤال المطروح هو: أين تقع قانا حيث المسيح حوَّل الماء إلى خمر؟ في العهد القديم، ورد "ق ن ه" في يشوع بن نون (19: 28) في لائحة المدن التي تخصُّ قبيلة أشير: "وعبرون ورحوب وحمُّون وقانة إلى صيدون العظيمة". نلاحظ أوَّلاً أنَّنا في "قبيلة أشير". كما نعرف أنَّ القبائل العبريَّة امتدَّت في الداخل باتِّجاه صور، بينما امتدَّ الفينيقيُّون على الساحل حتَّى عكَّا وجبل الكرمل. فإنَّ قانة هذه ترتبط بصيدون، شأنها شأن "لايش" (قض 18: 7) التي ترتبط بعلاقة بعيدة مع الصيدونيِّين.

قانا في لبنان
هناك من يرفض أن تكون قانا الجليل هي "قانة الصيدونيِّين"، بسبب الترجمات العربيَّة!! ففي اليونانيَّة، الكتابة هي عينها Kana بالنسبة إلى قانا الجليل وإلى قانة الصيدونيِّين. ثمَّ القول باستحالة وجود يهود في "قانة صور"، لا يستند إلى شيء إطلاقًا.
خلافات ودراسات. أمّا نحن فنذكر فقط أوسيب (265-339) أسقف قيصريَّة على شاطئ البحر. قال: "من قانا حتَّى صيدون العظيمة من نصيب أشير. وفيها حوَّل ربُّنا وإلهنا يسوع المسيح الماء خمرًا. ومنها نتنائيل وهي مدينة ملجأ في الجليل."
وترجم القدّيس جيروم (347-420) كتاب أوسيب من اليونانيَّة إلى اللاتينيَّة وأضاف: "هذه قانا هي اليوم قرية صغيرة في جليل الأمم."

دور مريم في قانا
سبقت مريمُ يسوع إلى العرس، ربَّما بسبب قرابة مع العريس أو العروس. وكانت أوَّل من لاحظ نفاد الخمر. هي الأمُّ الحاضرة، الناظرة إلى الأمور، المهتمَّة بالفرح لبلدة قانا. طلبت من يسوع برقَّة ما بعدها رقَّة ولطافة فائقة وكأنَّها لا تريد أن تفرض عليه المعجزة. ولكنَّ هذه المؤمنة تأكَّدت من أنَّ يسوع سيفعل شيئًا. ماذا؟ هي لا تعرف. ويكفي أن يطيع الخدم أوامر مريم التي وجَّهتهم إلى يسوع، وأن يطيعوا يسوع. عملوا ما هو غير معقول: وضعوا في الأجاجين ماء. ثمَّ وجب عليهم أن يسقوا "خمرًا" من ماء وضعوه بأيديهم. أطاعوه دون أن يفهموا، أطاعوه لأنَّهم أحسُّوا بقدرة يسوع ونظره ويديه. عندئذٍ، رأى التلاميذ مجد يسوع وآمنوا. وساروا وراء يسوع وعلى رأسهم مريم العذراء.

  3-صور وصيدا وطريق التوبة
اعتادت الأناجيل أن تذكر هذين الاسمين معًا. كان الربُّ، مرَّة، يوبِّخ المدن التي رفضت أن تتوب. فقال: "ويلٌ لك يا كورزين! ويل لك يا بيت صيدا (هما في فلسطين) لأنَّه لو صُنعَت في صور وصيدا القوَّات المصنوعة فيكما، لتابتا قديمًا في المسوح والرماد. ولكن أقول لكم: في يوم الدينونة تُعامَلُ صور وصيدا بقساوة أقلّ ممَّا تعاملون" (مت 11: 21-22). وما قاله متَّى قاله لوقا (10: 13-14) الذي يهمُّه أمر التوبة وعودة الخطأة إلى الله.
استعداد صور وصيدا للتوبة، أقوى من استعداد السامعين في الجليل بشكل خاصّ، وفي أيِّ حال، نحن نعرف من أعمال الرسل أنَّه كانت جماعات مسيحيَّة في هاتين المدينتين. فحيث كان يسوع عابرًا، وهو الذي حصر عمله في الشعب الأوَّل لكي يساعده في الرسالة، سوف يقوم به الرسل. إلاَّ أنَّ يسوع وضع الأساس (مت 15: 21) حين مرَّ هناك والتقى بامرأة وثنيَّة "من أصل سوريّ فينيقيّ" (مر 7: 24، 26) وأنشد إيمانها وشفى ابنتها فكان هذا الشفاء عربونًا للذين سوف يؤمنون في هاتين المدينتين.

- سكان صور وصيدا يسمعون ويرون
بعد أحد الأشفية (مت 12: 9-14؛ مر 3: 1-6)، يقدّم لنا مرقس وهو الذي وجَّه كلامه إلى العالم الوثنيّ، وصفًا للجموع الذين كانوا مع يسوع عند بحر الجليل أو بحيرة طبريَّة. أوَّلاً: جمهور كبير من الجليل واليهوديَّة. في الأوَّل، بدأ يسوع رسالته. وفي الثانية، أنهى حياته. ولكن لم يكن هؤلاء وحدهم، وإلاَّ سُجنت البشارة في منطقة ضيِّقة ولدى المختونين وحدهم الذين حسبوا أنفسهم شعب الله.
ذكر أدومية، المنطقة الجنوبيَّة بالنسبة إلى فلسطين، وعبر الأردنّ، أي المدن الشرقيَّة مثل جرش وفيلدلفية أي عمَّان عاصمة الأردنّ. ومن الغرب، "نواحي صور وصيدا" (مر 3: 8). هم أيضًا أتوا إلى يسوع، لأنَّهم سمعوا بأعماله وخصوصًا شفاء المرضى. فالجميع يحتاجون إلى الشفاء، نفسًا وجسدًا. ولا شكَّ في أنَّ الذين رافقوا يسوع ودعاهم مرقس "الآتين من بعيد" (مر 8: 3)، أي من بعيد بالنسبة إلى بحر الجليل، ومن بعيد لأنَّهم يسمعون للمرَّة الأولى هذا الكلام، فتذكَّرنا نحن في شأنهم كلام إشعيا النبيّ: "من شفتي (يقول الربّ) تخرج ثمرة السلام. السلام للقريب (ابن فلسطين) والبعيد (الآتي من خارج فلسطين) (إش 57: 19). كلُّهم ينالون بركة الله ويحملونها إلى إخوتهم وأخواتهم. وقال لوقا (10: 17) مثل هذا القول وكأنَّه يدعو أثينة وكورنتوس وتسالونيكيا ليحذوا حذوَ صور وصيدا، ويسيروا وراء يسوع. 
هي مناسبة لنتذكَّر الصيدونيِّين والصوريِّين ودورهم في بناء هيكل سليمان. قال سليمان لحيرام ملك صور: "مُرْ رجالك أن يقطعوا لي أرزًا من لبنان... فأنت تعلم أنَّ لا أحد من شعبنا خبير بقطع الخشب مثل الصيدونيِّين" (1 مل 5: 20). وفي بناء الهيكل الثاني، على أثر العودة من المنفى البابليّ. ومن الصوريِّين نذكر بشكل خاصّ ذاك الصوريّ الذي اسمه حيرام، صانع كلّ ما يتعلَّق بالمعادن. تارة أمُّه من سبط نفتالي (1 مل 7: 14) وطورًا من بنات دان (2 أخ 2: 14). قال 1 مل 7: 15: "وصنع حيرام عمودين من نحاس... وصنع تاجين من نحاس... ورمَّانات من نحاس... وصنع حيرام حوضًا من النحاس."

4-صرفت صيدا – الصرفند
النصّ الإنجيليّ
حين أتى يسوع إلى الناصرة وصلَّى مع المصلّين وقرأ من سفر إشعيا، شهد له الجميع وتعجَّبوا من كلمات النعمة الخارجة من فمه" (لو 4: 11). ولكنَّهم طالبوه بأن يعمل من المعجزات بقدر ما فعل في كفرناحوم (آ /23). عندئذٍ أورد لهم ما فعل إيليَّا حين أتى إلى لبنان. قال الربّ: 
"الحقّ أقول لكم: أرامل كثيرات كنَّ في إسرائيل في أيَّام إيليَّا حين أغلقت السماء مدَّة ثلاث سنين وستَّة أشهر، لمَّا كان جوع عظيم في الأرض كلِّها. ولم يُرسَل إيليَّا إلى واحدة منهنَّ، إلاَّ إلى امرأة أرملة في صرفت صيدا" (آ /25 - 26).
لماذا أورد يسوع هذا القول؟ ليبيِّن أنَّ ما من نبيّ يكرَّم في وطنه. رُفض إيليَّا، ولاحقه ملك السامرة. فمضى أوَّلاً إلى شرق نهر الأردنّ حيث استضافه العرب وذبحوا له ذبيحة، وكانوا يأخذون له خبزًا ولحمًا في الصباح وفي المساء (1 مل 17: 5-6)، ساعة كانوا يأكلون هم الألبان والأجبان. فإذا كان اليهود عاملوا إيليَّا بهذه الطريقة، فكيف يعاملون يسوع؟ وفي أيِّ حال، "أخرجوا يسوع خارج المدينة، وجاءوا به إلى حافَّة الجبل... ليطرحوه إلى أسفل" (لو 4: 29).

موقع صرفت صيدا
هي مدينة ومرفأ في فينيقية الجنوبيَّة، وتبعد 15 كلم إلى الجنوب من صيدا. هي اليوم الصرفند. عُرفت صرفت منذ الألف الثالث ق.م. في وثيقة وُجدَت في إيبلا (تل المرديخ، القريبة من حلب)، كما في مدائح رعمسيس الثاني (1279-1212ق.م). صرفت هي إحدى المدن الفينيقيَّة التي احتلَّها سنحاريب سنة 701ق.م. وأعطيت لإتوبعل ملك الصيدونيِّين. ولكن بعد ثورة الصيدونيِّين، سنة 677 أعطيَت صرفت لبعل ملك صور. ذكرها النبيّ عوبديا (آ20) على أنَّها الحدود الشماليَّة للأرض الجديدة التي تُعطى للشعب.
كانت الحفريَّات سنة 1969-1970، فكُشف اسم المدينة (ص ر ف ت) واسم معبودها تعنيت عشتاروت. منذ القرن السادس عشر، عرفت هذه المدينة السكن وهكذا أتى إليها النبيّ إيليَّا، العائش في الثلث الثاني من القرن التاسع. أمَّا المرفأ فيعود إلى الحقبة الهلنستيَّة، بل الرومانيَّة، حيث لا تزال الآثار ماثلة حتَّى اليوم.

إيليَّا في صرفت صيدا
أقام إيليَّا في الشرق من الأردنّ، قرب سيل بسيط اسمه كريت، ولكن بسبب قلَّة المطر، جفَّ السيل. فقال له الربّ: "قمِ اذهبْ إلى صرفت التي لصيدون وأقمْ هناك. وأنا أمرتُ هناك امرأة أرملة أن تؤمِّن لك الطعام" (1 مل 17: 9).
مضى إيليَّا إلى حيث أمره الربّ. فرأى تلك الأرملة تجمع الحطب عند باب المدينة. طلب منها أوَّلاً قليلاً من الماء ليشرب (آ10). ثمَّ قال لها: "هاتي لي كسرة خبز في يدك" (آ11).
أتُرى هذه المرأة عرفت إيليَّا قبل هذه المرَّة فحلفت له: "حيّ هو الربُّ إلهك" (آ12)؟ ومع أنَّها فقيرة جدًّا، والزمن زمن جوع، لم ترفض، بل عرضت عليه الوضع كما هو: "لا كعكة عندي" أي: لم أُشعل الفرن ولا شيء مخبوزًا عندي. وأضافت: "كلُّ ما عندي ملء كفّ من الدقيق في الجرَّة، وقليل من الزيت في الكوَّة." فقر مدقع. وصلت هذه الأرملة إلى حافَّة الجوع. ولكن أطلَّت المناسبة ليتدخَّل إيليَّا: "لا تخافي." أنت لن تجوعي اعملي كعكة لي ثمَّ تأكلين أنت وابنك." فذهبت وفعلَتْ.
ولكن لا يكون الإنسان أكثر سخاء من الله. قال لها إيليَّا باسم الربّ: "جرَّة الدقيق لا تفرغ وكوز الزيت لا ينقص، إلى اليوم الذي يعطي الربُّ مطرًا على وجه الأرض" (آ14). وهكذا كان بحسب كلام النبيّ.
بركة أطلَّت على صرفت صيدا، تلك المدينة الفينيقيَّة التي قد يكون يسوع زارها، لأنَّ إيليَّا رافقه وقت التجلّي، وكان صورة بعيدة عنه. حين صعد إيليَّا في المركبة الناريَّة، رآه إليشع ونال منه النبوءة. "صعد إيليَّا في العاصفة إلى السماء، وكان إليشع يرى" (2 مل 2: 11-12). ويروي القدّيس لوقا في سفر الأعمال: "ارتفع (يسوع) وهم ينظرون وأخذته سحابة عن عيونهم" (أع 1: 9).



5- حرمون – الجبل المقدَّس
الجبل المقدَّس، جبل الحرام. يحرَّم على أيِّ كان أن يصعد عليه، وإن فعل نزلَتْ عليه صواعق السماء. ونحن نعرف كيف كانت تعامل الجبال المقدَّسة في العالم القديم، الواقعة إلى شمال البلد أو المدينة. فبالنسبة إلى أوغاريت أو راس شمرا (شمالي تركيَّا) هو جبل كاسيوس أو الأقرع. وبالنسبة إلى العراق هو جبل أراراط. بالنسبة إلى فينيقية هو جبل الأرز الذي تحدَّاه غلغامش في القديم، ودُعيَ "جبل الربّ". وبالنسبة إلى مصر هو جبل سيناء. وبالنسبة إلى فلسطين، هو جبل حرمون. لماذا موقع هذه الجبال المقدَّسة إلى الشمال؟ لأنَّ هناك تظهر نجوم الدبّ الأكبر السبع.

على حرمون كما على سيناء
فالمثال على ذلك هو جبل سيناء كما نقرأ في سفر الخروج (ف 19). استعدَّ العبرانيُّون ثلاثة أيَّام (آ1) قبل أن يحقَّ لهم أن يشاركوا في العبادة حول الجبل. توضَّأوا، "غسلوا ثيابهم" (آ14). من جهة، "صارت بروق ورعود، وسحاب كثيف غطَّى الجبل" (آ16). ومن جهة ثانية، صوت بوق شديد جدًّا". وهكذا سيطرت الرعدة على الشعب ويتواصل الوصف: "وكان جبل سيناء كلُّه يدخِّن لأنَّ الربَّ نزل عليه بالنار. وصعد دخانٌ كدخان الأتون، وارتجف الجبل كلُّه جدًّا. وكان صوت البوق يزداد اشتدادًا جدًّا" (آ18-19).

الويل لمن يصعد على الجبل
لبث الشعب في أسفل الجبل، وطلب الربُّ من موسى: "حذِّرْ الشعب لئلاَّ يقتحموا الجبل (ليصلوا) إلى الربِّ فيسقط منهم كثيرون" (آ21). والكهنة يتقدَّسون" لئلاَّ يبطش بهم الربّ" (آ22). وقد قيل لموسى: "أقمْ حدودًا للجبل وقدِّسه" (آ23). أي أعلنه مقدَّسًا، محفوظًا لله وللكهنة. وكان التنبيه قاسيًا: "احترزوا من أن تصعدوا إلى الجبل أو تمشوا طرفه. كلُّ من مسَّ الجبل يُقتَل قتلاً. لا تمسَّه يدٌ، بل يرجم رجمًا أو يُرمى (بالسهام) رميًا. بهيمة كان أم إنسانًا، لا يبقى على قيد الحياة... (آ12-13).
من سيريون إلى حرمون
هكذا كانت تعامَل الجبال "المقدَّسة" ومنها حرمون. ربَّما كان اسمه "سيريون" لدى الفينيقيِّين. كما قال سفر التثنية (3: 9) أو كتاب المزامير (29: 6)، والاسم دلَّ في أوغاريت سلسلة جبال لبنان الشرقيَّة. أمّا بالنسبة للآتين إلى الحجّ فحُفظ له الاسم المقدَّس "حرمون" وأغفل الاسم الأساسيّ.
حرمون سلسلة جبال تشكِّل نصف السلسلة الشرقيَّة اللبنانيَّة، فتمتدُّ على ثلاثين كلم من بانياس، في فلسطين إلى طريق دمشق بيروت. 
أمَّا اسم جبل الشيخ كما يُدعى اليوم فيرتبط بالثلوج التي تغطّي قمَّته. وهناك تقليد شعبيّ يقول إنَّ شيخًا ورعًا أقام عليه مصلّيًا، فأخذ الجبل اسمه. تشكِّل القمَّة الحدود بين لبنان وسورية على ارتفاعات 2814، 2296، 2154. من هذه القمم، يطلُّ عليك البحر فتشرف على لبنان وفلسطين، ومن جهة الشرق، سورية والأردنّ الحالي، وربَّما أبعد من ذلك إذا غاب الغيم والضباب.

إلى حرمون صعد يسوع
إلى أعلى قمَّة صعد يسوع مع ثلاثة من تلاميذه، هم بطرس ويعقوب ويوحنّا. وكان بقربه في الرؤيا، موسى وإيليَّا. هذا يمثِّل الأنبياء الذين تمَّت أقوالهم في شخص يسوع وتعليمه. وموسى صورة بعيدة بالعهد الذي أقامه بين الله والشعب، عن العهد الجديد الأبديّ الذي قطعه الله الابن بدمه على الصليب.
هو عيد التجلّي الذي تعيِّده الكنيسة شرقًا وغربًا في السادس من شهر آب. يقول متَّى في الفصل 17: "بعد ستَّة أيَّام". نحن في إطار عيد المظالّ أو القطاف الذي يمتدُّ على ثمانية أيَّام. نحن في قلب العيد، عيد الفرح للشعب. فعل مرقس (9: 2) مثل متَّى، أمّا لوقا (9: 28) فتحدَّث عن "ثمانية أيَّام".

ذاك الجبل العالي
صعد يسوع إلى "جبل عالٍ"، لا إلى جبل عاديّ كما في مت 14: 23. أمامهم "تجلّى" تحوَّل، أخذ صورة أخرى ووجهًا آخر ما اعتاد عليه التلاميذ. "وجهه كالشمس" ثمَّ "ثيابه مضاءة كالنور". وهكذا تحوَّل الجبل كلُّه لأنَّ يسوع وقف عليه، داسه، كما القائد المنتصر يدوس رقاب أعدائه. نحن نتذكَّر أنَّ عبادة الأصنام كانت تتمُّ على الجبال، وعلى القمم، فاعتبر بولس الرسول أنَّ من ذبح للأصنام ذبح للشياطين (1 كو 10: 20). فهل يبقى هذا الجبل الرفيع مركزًا لعبادة الأصنام؟ حاشا وكلاّ. فتحوَّل وصار معبدًا للربِّ الإله وما حصل لجبل حرمون، حصل لجبل أراراط حيث وصلت سفينة نوح التي ترمز إلى عقاب الخطأة وخلاص الأبرار.

هناك تجلَّى
أجل، تجلَّى الربُّ يسوع على جبل حرمون، لا على جبل آخر. فقبل ذلك بقليل، نرى يسوع مع تلاميذه، نرى يسوع "في نواحي قيصريَّة فيلبُّس" (مت 16: 13). هي مدينة قريبة من ينابيع الأردنّ، يعني في سفح جبل حرمون. واسمها اليوم بانياس. وحدَّث الربُّ تلاميذه حالاً أنَّه "يذهب إلى أورشليم ويتألَّم كثيرًا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويُقتَل، وفي اليوم الثالث يقوم" (آ21). هذا لا يمكن احتماله. مسيح يتألَّم ! مستحيل. وجاءت ردَّة فعل بطرس قاسية: "حاشا لك". ما العمل؟ أرى يسوعُ بطرسَ ورفيقيه النهاية قبل النهاية. أراهم "القيامة" قبل القيامة. هكذا يستطيعون أن يواصلوا الطريق مع معلِّمهم بالرغم من كلِّ شيء.

لا في ثابور تلك التلَّة الصغيرة
ولكن، هناك تقليد يعتبر أنَّ التجلّي حصل على ثابور، وهي تلَّة في فلسطين ترتفع 562م عن سطح البحر. لست أدري إن كان هذا ما يُدعى جبلاً عاليًا. ثابور يبعد 9 كلم إلى الجنوب الشرقيّ من الناصرة، على حدود يسَّاكر وزبولون ونفتالي، الذين اعتبروه جبلاً مقدَّسًا. فدعا يسَّاكرُ وزبولونُ الشعوبَ لتقديم الذبائح على ثابور (تث 33: 19). ولكنَّ النبيَّ هوشع (5: 1) وسفر المزامير (89: 13) هاجما مثل هذه العبادة. ولكن مع الإنجيل إلى العبرانيِّين الذي يبدو أنَّه وُلد في مصر، في القرن الثاني المسيحيّ. وهكذا جُعل "جبل ثابور" في مسيرة الحجَّاج الآتين إلى فلسطين. فتركوا جبل حرمون ومضوا إلى ثابور، كما تركوا قانا الجليل القريبة من مدينة صور، ومضوا إلى كفركنّا، التي تبعد 6 كلم إلى الشمال من الناصرة. ثمَّ تطلَّعوا إلى خربة قانا التي تبعد 13,5 كلم إلى الشمال من الناصرة.


----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

Bisri sur le chemin du Christ, article in AN-Nahar
-ردا على سؤال "النهار"، يقول الاستاذ جوزف خريش، عضو مشروع "على خطى المسيح في جنوب لبنان"، ان "هناك اتجاها عاما يتعلق بالطريق في زمن المسيح، ويصل بين صيدا وحرمون، وصولا الى ما كان يعرف بالديكابول، المدن العشر، ودمشق. وهذا الطريق اعتمده الرومان والاهالي ايام تلك الحقبة الزمنية، وتكلم عليه ايضا مؤرخون عرب. بالنسبة الى مرج بسري، من الممكن جدا ان يكون قد شكّل جزءا من هذا الطريق".
في بحث أعدّه عن أبرز المحطات في رحلات المسيح الى جنوب لبنان، وفقا لمقاربة تستند الى نصوص كتابية بيبلية وكتابات مؤرخين وبحاثة وتقاليد ومرويات محلية، يحدد المسير كالآتي: "بين يارون وقانا، ويشير الاب دوران الى ان رحلة السيد المسيح في ارض لبنان بدأت من نقطة تقع قرب بلدتي يارون ومارون الراس، حيث عرف منذ الالف الثاني قبل المسيح نظام "المدن الملجأ"، قريبا من بحيرة الحوله وبلدة الجش (جيسكالا) التي هي، وفقا لبعض المؤرخين (اوزيب القيصري وجيروم) مسقط رأس عائلة بولس الرسول. وينحدر الطريق الى واديين يؤدي كل منهما، عبر سلسلة من المرتفعات والأودية، الى قانا وصور. وبين صور والصرفند، نجد ايمان الكنعانية العظيم، بحيث تؤكد النصوص الكتابية ان السيد المسيح جال في نواحي صور، ومرّ بصيدا..
من صيدا الى حرمون وسفوحه (المدن العشر او الديكابول). بالنسبة الى وجهة مسار الطريق التي سلكها السيد المسيح بعد مغادرته صيدا، اقترح البحاثة اكثر من فرضية. يوحي النص الانجيلي (مرقس 7: 31) بأنه عرّج من صيدا الى الجهة اليمنى الشرقية نحو بلاد الجولان، قاطعا مناطق المدن العشر، ليعود منها الى طبريا. ويرى الاب بطرس ضو ان "المسيح اجتاز الجبل اللبناني من صيدا حتى مشغرة في سهل البقاع، مرورا بجزين. واجتاز لبنان الشرقي من سهل البقاع حتى ميسلون ودمشق" (لبنان في حياة المسيح، ص 275- 276). أيا تكن الآراء حول مسارات الرحلة المسيح، يبقى هناك ثلاث محطات رئيسة لا يمكن تجاهلها: قيصرية فيليبس، بانياس– حرمون– قسم من البقاع، ابيلينه او "ابيلا".
نهر بسري-الأولي (من موقع "مبادرة للمدينة).
هل قصد المسيح منطقة البقاع وأجزاء اخرى من جنوب لبنان؟ يُستنتج من الآية التي جاء فيها: "ثم خرج من تخوم صور ومرّ في صيدا وجاء فيما بين تخوم المدن العشر الى بحر الجليل" (مرقس 7: 31)، ان السيد المسيح صعد من صيدا في اتجاه الشرق مباشرة او الى الشمال الشرقي، التفافا حول حرمون في اتجاه دمشق، ليصل في كل من المسارين الى بحيرة طبريا عبر المدن العشر، بينها قيصرية فيليبس وأبيلا (وادي سوق بردى) ودمشق وسواها من المدن...".


https://www.google.com/search?q=%D8%B9%D9%84%D9%89+%D8%AE%D8%B7%D9%89+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD&newwindow=1&sxsrf=AOaemvKBEyeiBn3hXaU51zMGqnuBSzcTBg:1634634552589&ei=OItuYaS4I_yNjLsP0b2F4Aw&start=30&sa=N&ved=2ahUKEwiktOCekNbzAhX8BmMBHdFeAcwQ8NMDegQIARBD&biw=1366&bih=600&dpr=1 جوزف خريش