يمين - بيت لحم
معلومات تُنشر للمرّة الأولى عن ولادة المسيح. عالم يهودي يؤكد إكتشاف يمين حول بيت لحم اللبنانية
بول باسيل - عن موقع ايلبنانيون - الخرائط والوثائق -
أمضى الجليل يوسف يمين حوالي 21 عاماً من حياته منقباً، ومدققاً، وقارئاً، ومفتشاً، وباحثاً عن بيت لحم اللبنانية.. وبات معلوماً أنّ جنى تلك الأبحاث العلمية أصبحت موثقّة لأيّ قارئ جادّ وباحث في كتابه "المسيح ولد في لبنان لا في اليهودية" الصادر منذ العام 1999، وفيه كلّ الحقائق التاريخية والجغرافية والتوبونومية والتوبولوجية..
ما يكشفه الجليل يوسف يمين، في لقائه مع فريق عمل موقع ايلبنانيون، الذي التقاه في زغرتا في مناسبة ميلاد السيد المسيح، وجود عالم أثار يهودي من أصل الماني يُدعى "افيراي أوشري" يؤكد وجود بيت لحم لبنانية أيضاً بالوقائع والمستندات، فالأخير عاينها عن كثب نتيجة مهمّة بحثية علمية من قبل الحكومة الإسرائيلية.. والجديد الذي يكشفه الينا كاهن زغرتا، هو أنّ بيت لحم تلك، طمرت اسرائيل عن قصد آثار المغارة لطمس الحقيقة.. ويشير يمين الى أنّ العالم اليهودي "اوشري" نقل اليه بواسطة راهبة، كافة المستندات العلمية والصور الفوتوغرافية اليه بلغات أربع.. واليكم القصة:
تبدأ القصة مع الأب يمين الذي طلب من إحدى راهبات "المحبة العازرية" المتواجدة في فلسطين (اسرائيل)، التفتيش عن مغارة بيت لحم الواقعة في الجليل، والتي تقع تحديداً جنوب الناقورة (حوالي 30 كلم)، يقول: "إعتاد الإكليروس الإهدني على الإجتماع فيما بينهم مرّة في العام، طلبت من الراهبة المتواجدة في فلسطين في العام الذي ستقضيه في اسرائيل، التوجّه الى مكان محددّ، للتأكد من وجود بيت لحم اللبنانية، والمكتشفة من قبلي نتيجة أبحاثي العلمية وقراءاتي الموثقة، طالباً منها تصوير المعلم إذا أمكن"، يضيف يمين مبتسماً "إستخفّت الراهبة بقولي، ولكنّها قبل مجيئها الى لبنان، عاينت المكان المحددّ من قبلي، بيد انّها تفاجأت بوجود معلمٍ واضح في منطقة الجليل مكتوب عنه باللغة العربية والإسرائيلية "بيت لحم".. يتوقف يمين قليلاً ويقول: "إسم داريا متواجدة في لبنان في أربعة امكنة، كذلك إدّه، هناك بلدة في قضاء البترون وأخرى في قضاء جبيل". ويضيف: "حاولت الراهبة الإستفهام والإستطلاع عن الموضوع، فنُمي اليها التوجّه الى عالم آثار يهودي من أصل الماني ينقّب في المكان، ولما حاولت استنطاق العالم عن الموضوع، شارحة له أنّه يوجد كاهن ماروني (الأب يمين) يقول إستناداً الى قراءاته، أنّ السيّد المسيح ولد في بيت لحم الواقعة في الجليل، كان تأكيد مطلق من قبل عالم الاثار اليهودي.. وتنقل عنه الراهبة، قوله: "للأسف لا يزال معظم المسيحيين يصدقون اليهود في مسألة ولادة المسيح، وسبب هذا اللغط كله لتقريب موطئ ولادة المسيح الى اورشليم..".
يكمل يمين سرد القصة: "طلب العالم اليهودي من الراهبة إمكانية التواصل معي، ولكن الراهبة ابلغته تلقائياً، رفضي المبدئي التواصل مع اليهود.. عندئذٍ أودع الراهبة ملفاً كاملاً عن بيت لحم اللبنانية لإيصاله اليّ". ويقول الأب يمين: "وهذا كان، الملف دقيق للغاية، وهو بلغات أربع، الماني – فرنسي – عربي – سرياني، وفيه كافة التفاصيل عن موقع بيت لحم – الجليل مع الصور الفوتوغرافية، وقد استندت الى بعضها في كتابي "المسيح ولد في لبنان".
ويخبرنا الأب يمين، أنّه في كتابه الموثّق لم يكشف إسم العالم اليهودي، فيقول: "إسمه "افيراي اوشري" هو عالم يهودي من أصل الماني.. وقد كشف مؤخراً بعد صدور كتابي من خلال مجلة "Le Monde de la Bible" (المجلة الكاتوليكية المتخصصة بالعلوم والأثار الدينية) أنّ بيت لحم الجليل - الكنعانية - هي المهد الحقيقي الذي ولد فيه السيّد المسيح، وتشير المجلة المسيحية ايضاً، الى أنّ كتّاب الأناجيل المقدسّة، تحدثوا عن ولادة المسيح في بيت لحم اليهودية لتقريبها قليلاً من اورشليم..".
سألناه عن غاية إرسال تلك المعلومات وهذه الملفات اليه، يجيب: "قبل مجيء الراهبة اليه والتحدث معه عن الموضوع، طلبت منه مديرية الاثار في اسرائيل المساعدة لإكتشاف بيت لحم الحقيقية، ومع وضع كافة الدراسات موضع التنفيذ، وتصويرها وتوثيقها، علم أنّ الإسرائيليون عازمون على طمس هذه الحقيقة، وهذا ما حصل بالفعل، إذ عمدت اسرائيل على طمر أثار مغارة بيت لحم – اللبنانية حيث مكان ولادة السيد المسيح، وتعبيد طريق إسفلتية فوقها لطمس الحقيقة عن المسيحيين واللبنانيين تحديداً..".
يعلّق الأب يمين على الحادثة قائلاً: "لم يعد جائزاً بعد الآن كبت الحرية والفكر، حالياً هناك مساعي جادة لترجمة كتابي الى اللغات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية لتلاقي بعض الكتب الصادرة في الأجنبية، ومن اجلّ حثّ المسيحيين إكتشاف الموقع ومعاينته..". ويضيف أبو المردة: "هذا العالم اليهودي نقل الأمانة العلمية الينا، وابحاثه لاقت ابحاثي.. والسلطات الدينية في الفاتيكان عاينت كتابي، وراديو "الفاتيكان" أجرى مقابلة معي عن الموضوع والجميع يؤكد أنّ مسألة كتابي والمسائل الواردة فيه هي وقائع تاريخية علمية موثقة..".
ولإثبات المؤكد، يطلب الأب يمين منّا، ومن ايّ قارئ فتح العهد القديم بأنفسنا، وقراءة سفر "يشوع" الفصل 19 العدد 15 على سبيل المثال، وفيه:
1 وخرجت القرعة الثانية لشمعون، لسبط بني شمعون حسب عشائرهم، وكان نصيبهم داخل نصيب بني يهوذا. 2 فكان لهم في نصيبهم : بئر سبع وشبع ومولادة ... وقطة ونهلال وشمرون ويدالة وبيت لحم. اثنتا عشرة مدينة مع ضياعها...
يتوقف الجليل يمين ليقول، ما تفسّره الكنيسة الكاتوليكية (النسخة الكاثوليكية الجديدة دار المشرق، بولس باسيم - النائب الرسولي للاتين - بيروت في 7 تشرين الثاني 1988)، في المدخل الى سفر يشوع – ص 418 - 419، أنّه إذا عدنا الى نصّ يشوع الذي نحن الآن بصدده، والى الآية 15 التي تذكر بيت لحم، نرى النسخة الجديدة تسارع الى التعليق على هذه الآية بالذات، وعلى اسم بيت لحم الوارد فيها، فتقول بالحرف الواحد: "غير بيت لحم التي في يهوذا (أي المعروفة اليوم)، وكانت في الجليل الاسفل…" (النسخة الجديدة، سفر يشوع 19: 5، والحاشية رقم 2، ص 452). وهكذا اذاً تعترف النسخة الكاثوليكية الجديدة بأن هناك مدينة اسمها بيت لحم في شمال فلسطين، في ارض زبولون أي في الجليل. وتعترف ضمناً انها مدينة كنعانية "بقراها" اذ انها تذكرها في عداد المدن التي سيسكن فيها سبط زبولون وتقول عنها "انها غير بيت لحم التي في يهوذا" أي المعروفة اليوم.
بعض الحقائق الأخرى:
مئات الحقائق تثبت نسب المسيح البشري – الإنساني للبيئة الكنعانية الأسينية ولكننا نكتفي بتعداد بعضها:
- المؤرخ الفرنسي "ارنست رينان" يعتبر أنّ المسيح عاش في لبنان، يقول: "العذراء مريم بعد موت يوسف عادت الى قريتها قانا الجليل في لبنان.. والمسيح عاش في لبنان واعجوبته الأولى كانت حيث تربّى ونشأ".
- يقول المؤرخون القدماء من بينهم العرب، "الطبري" على سبيل المثال، أن مريم العذراء كانت تخدم في معبد كنعاني أسيني في جبل الكرمل"، وزيادة في التأكيد، جاء في سفر الأناشيد عن مريم العذراء في العهد القديم: "هَلُّمي معى من لبنان يا عروس معى من لبنان. انظرى من رأس أمانة، من رأس شنير وحرمون من خُدور الأسود من جبال النمور" (نشيد الأناشيد ٤/ ٨).
- الحضارة الكنعانية الكونية، حضارة "ايل"، كانت تُمهّد وتنتظر مجيء المسيح، ووفق تلك الحضارة بشارة المسيح هو عمانوئيل أي "الله معنا"، وجاء في العهد الجديد: "ها إنّ العذراء تحمل فتلد إبناً يسموّنه عمانوئيل ايّ الله معنا" (متى 1/ 23 نقلاً عن اشعيا 7/ 14)
- علماء آثار غربيون يؤكدون أنّ بيت لحم اليهودية، القريبة من أورشليم (12 كلم)، بنيت عام 300 أو 400 ق.م. فيما "بيت لحم" الجليل - أفراتا - التي تقع شرق شمال جبل الكرمل (أرض لبنان - 30 كلم جنوب الناقورة) كانت تتبع قضاء صور، وهي التي ذكرت عشرات المرات في العهد القديم قبل ظهور بيت لحم اليهودية (سفر التكوين 35: 16-20؛ سفر يشوع 15: 59؛ سفر القضاة 12: 8 وغيرها الكثير..)
- الديانة اليهودية لا تعرف المعمودية على الإطلاق بعكس الديانة الكنعانية، فكيف تُفسّر معمودية السيّد المسيح ويوحنا المعمدان؟!
- الجميع يقرّ أنّ المرأة اليهودية لا تخدم في الهيكل وهذه ليست حال مريم العذراء التي كانت تخدم في هيكل أسيني.
- يقول بولس الرسول في رسالته الى العبرانيين (6: 20) ".. دخل يسوع من أجلنا سابقاً لنا وصار عظيم كهنة للأبد على رتبة "ملكيصادق".. وإنّه من الثابت والمحققّ وكما يجمع كلّ المؤرخين اليوم أنّ ملكيصادق هذا هو ملك وكاهن كنعاني..
الخريطة
الخريطة تعود للمطران يوسف الدبس سنة 1895 في كتابه تاريخ سوريا - برّ الشام – بالإمكان ملاحظة "بيت لحم اللبنانية عند رأس السهم الأعلى وبيت لحم اليهودية عند رأس السهم الأسفل، والمسافة الشاسعة بينهما". كما يظهر الى أيّ مناطق كانت تمتدّ ولاية صيدا في العهد العثماني وكانت تضمّ، بالإضافة الى جنوب لبنان بلاد صفد، سنجق عكا، الناصرة، قضاء حيفا في شمال فلسطي