Translate

jeudi 10 janvier 2013

يوسف يمين في كتابه - بيت لحم اللبنانية

يمين - بيت لحم
معلومات تُنشر للمرّة الأولى عن ولادة المسيح. عالم يهودي يؤكد إكتشاف يمين حول بيت لحم اللبنانية  
بول باسيل -  عن موقع ايلبنانيون - الخرائط والوثائق -

أمضى الجليل يوسف يمين حوالي 21 عاماً من حياته منقباً، ومدققاً، وقارئاً، ومفتشاً، وباحثاً عن بيت لحم اللبنانية.. وبات معلوماً أنّ جنى تلك الأبحاث العلمية أصبحت موثقّة لأيّ قارئ جادّ وباحث في كتابه "المسيح ولد في لبنان لا في اليهودية" الصادر منذ العام 1999، وفيه كلّ الحقائق التاريخية والجغرافية والتوبونومية والتوبولوجية..

ما يكشفه الجليل يوسف يمين، في لقائه مع فريق عمل موقع ايلبنانيون، الذي التقاه في زغرتا في مناسبة ميلاد السيد المسيح، وجود عالم أثار يهودي من أصل الماني يُدعى "افيراي أوشري" يؤكد وجود بيت لحم لبنانية أيضاً بالوقائع والمستندات، فالأخير عاينها عن كثب نتيجة مهمّة بحثية علمية من قبل الحكومة الإسرائيلية.. والجديد الذي يكشفه الينا كاهن زغرتا، هو أنّ بيت لحم تلك، طمرت اسرائيل عن قصد آثار المغارة لطمس الحقيقة.. ويشير يمين الى أنّ العالم اليهودي "اوشري" نقل اليه بواسطة راهبة، كافة المستندات العلمية والصور الفوتوغرافية اليه بلغات أربع.. واليكم القصة: 
تبدأ القصة مع الأب يمين الذي طلب من إحدى راهبات "المحبة العازرية" المتواجدة في فلسطين (اسرائيل)، التفتيش عن مغارة بيت لحم الواقعة في الجليل، والتي تقع تحديداً جنوب الناقورة (حوالي 30 كلم)، يقول: "إعتاد الإكليروس الإهدني على الإجتماع فيما بينهم مرّة في العام، طلبت من الراهبة المتواجدة في فلسطين في العام الذي ستقضيه في اسرائيل، التوجّه الى مكان محددّ، للتأكد من وجود بيت لحم اللبنانية، والمكتشفة من قبلي نتيجة أبحاثي العلمية وقراءاتي الموثقة، طالباً منها تصوير المعلم إذا أمكن"، يضيف يمين مبتسماً "إستخفّت الراهبة بقولي، ولكنّها قبل مجيئها الى لبنان، عاينت المكان المحددّ من قبلي، بيد انّها تفاجأت بوجود معلمٍ واضح في منطقة الجليل مكتوب عنه باللغة العربية والإسرائيلية "بيت لحم".. يتوقف يمين قليلاً ويقول: "إسم داريا متواجدة في لبنان في أربعة امكنة، كذلك إدّه، هناك بلدة في قضاء البترون وأخرى في قضاء جبيل". ويضيف: "حاولت الراهبة الإستفهام والإستطلاع عن الموضوع، فنُمي اليها التوجّه الى عالم آثار يهودي من أصل الماني ينقّب في المكان، ولما حاولت استنطاق العالم عن الموضوع، شارحة له أنّه يوجد كاهن ماروني (الأب يمين) يقول إستناداً الى قراءاته، أنّ السيّد المسيح ولد في بيت لحم الواقعة في الجليل، كان تأكيد مطلق من قبل عالم الاثار اليهودي.. وتنقل عنه الراهبة، قوله: "للأسف لا يزال معظم المسيحيين يصدقون اليهود في مسألة ولادة المسيح، وسبب هذا اللغط كله لتقريب موطئ ولادة المسيح الى اورشليم..".

يكمل يمين سرد القصة: "طلب العالم اليهودي من الراهبة إمكانية التواصل معي، ولكن الراهبة ابلغته تلقائياً، رفضي المبدئي التواصل مع اليهود.. عندئذٍ أودع الراهبة ملفاً كاملاً عن بيت لحم اللبنانية لإيصاله اليّ". ويقول الأب يمين: "وهذا كان، الملف دقيق للغاية، وهو بلغات أربع، الماني – فرنسي – عربي – سرياني، وفيه كافة التفاصيل عن موقع بيت لحم – الجليل مع الصور الفوتوغرافية، وقد استندت الى بعضها في كتابي "المسيح ولد في لبنان".

ويخبرنا الأب يمين، أنّه في كتابه الموثّق لم يكشف إسم العالم اليهودي، فيقول: "إسمه "افيراي اوشري" هو عالم يهودي من أصل الماني.. وقد كشف مؤخراً بعد صدور كتابي من خلال مجلة "Le Monde de la Bible" (المجلة الكاتوليكية المتخصصة بالعلوم والأثار الدينية) أنّ بيت لحم الجليل - الكنعانية - هي المهد الحقيقي الذي ولد فيه السيّد المسيح، وتشير المجلة المسيحية ايضاً، الى أنّ كتّاب الأناجيل المقدسّة، تحدثوا عن ولادة المسيح في بيت لحم اليهودية لتقريبها قليلاً من اورشليم..".

سألناه عن غاية إرسال تلك المعلومات وهذه الملفات اليه، يجيب: "قبل مجيء الراهبة اليه والتحدث معه عن الموضوع، طلبت منه مديرية الاثار في اسرائيل المساعدة لإكتشاف بيت لحم الحقيقية، ومع وضع كافة الدراسات موضع التنفيذ، وتصويرها وتوثيقها، علم أنّ الإسرائيليون عازمون على طمس هذه الحقيقة، وهذا ما حصل بالفعل، إذ عمدت اسرائيل على طمر أثار مغارة بيت لحم – اللبنانية حيث مكان ولادة السيد المسيح، وتعبيد طريق إسفلتية فوقها لطمس الحقيقة عن المسيحيين واللبنانيين تحديداً..".

يعلّق الأب يمين على الحادثة قائلاً: "لم يعد جائزاً بعد الآن كبت الحرية والفكر، حالياً هناك مساعي جادة لترجمة كتابي الى اللغات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية لتلاقي بعض الكتب الصادرة في الأجنبية، ومن اجلّ حثّ المسيحيين إكتشاف الموقع ومعاينته..". ويضيف أبو المردة: "هذا العالم اليهودي نقل الأمانة العلمية الينا، وابحاثه لاقت ابحاثي.. والسلطات الدينية في الفاتيكان عاينت كتابي، وراديو "الفاتيكان" أجرى مقابلة معي عن الموضوع والجميع يؤكد أنّ مسألة كتابي والمسائل الواردة فيه هي وقائع تاريخية علمية موثقة..".
ولإثبات المؤكد، يطلب الأب يمين منّا، ومن ايّ قارئ فتح العهد القديم بأنفسنا، وقراءة سفر "يشوع" الفصل 19 العدد 15 على سبيل المثال، وفيه: 
1 وخرجت القرعة الثانية لشمعون، لسبط بني شمعون حسب عشائرهم، وكان نصيبهم داخل نصيب بني يهوذا. 2 فكان لهم في نصيبهم : بئر سبع وشبع ومولادة ... وقطة ونهلال وشمرون ويدالة وبيت لحم. اثنتا عشرة مدينة مع ضياعها...

يتوقف الجليل يمين ليقول، ما تفسّره الكنيسة الكاتوليكية (النسخة الكاثوليكية الجديدة دار المشرق، بولس باسيم - النائب الرسولي للاتين - بيروت في 7 تشرين الثاني 1988)، في المدخل الى سفر يشوع – ص 418 - 419، أنّه إذا عدنا الى نصّ يشوع الذي نحن الآن بصدده، والى الآية 15 التي تذكر بيت لحم، نرى النسخة الجديدة تسارع الى التعليق على هذه الآية بالذات، وعلى اسم بيت لحم الوارد فيها، فتقول بالحرف الواحد: "غير بيت لحم التي في يهوذا (أي المعروفة اليوم)، وكانت في الجليل الاسفل…" (النسخة الجديدة، سفر يشوع 19: 5، والحاشية رقم 2، ص 452). وهكذا اذاً تعترف النسخة الكاثوليكية الجديدة بأن هناك مدينة اسمها بيت لحم في شمال فلسطين، في ارض زبولون أي في الجليل. وتعترف ضمناً انها مدينة كنعانية "بقراها" اذ انها تذكرها في عداد المدن التي سيسكن فيها سبط زبولون وتقول عنها "انها غير بيت لحم التي في يهوذا" أي المعروفة اليوم. 

بعض الحقائق الأخرى:
مئات الحقائق تثبت نسب المسيح البشري – الإنساني للبيئة الكنعانية الأسينية ولكننا نكتفي بتعداد بعضها:

- المؤرخ الفرنسي "ارنست رينان" يعتبر أنّ المسيح عاش في لبنان، يقول: "العذراء مريم بعد موت يوسف عادت الى قريتها قانا الجليل في لبنان.. والمسيح عاش في لبنان واعجوبته الأولى كانت حيث تربّى ونشأ".

- يقول المؤرخون القدماء من بينهم العرب، "الطبري" على سبيل المثال، أن مريم العذراء كانت تخدم في معبد كنعاني أسيني في جبل الكرمل"، وزيادة في التأكيد، جاء في سفر الأناشيد عن مريم العذراء في العهد القديم: "هَلُّمي معى من لبنان يا عروس معى من لبنان. انظرى من رأس أمانة، من رأس شنير وحرمون من خُدور الأسود من جبال النمور" (نشيد الأناشيد ٤/ ٨).

- الحضارة الكنعانية الكونية، حضارة "ايل"، كانت تُمهّد وتنتظر مجيء المسيح، ووفق تلك الحضارة بشارة المسيح هو عمانوئيل أي "الله معنا"، وجاء في العهد الجديد: "ها إنّ العذراء تحمل فتلد إبناً يسموّنه عمانوئيل ايّ الله معنا" (متى 1/ 23 نقلاً عن اشعيا 7/ 14)

- علماء آثار غربيون يؤكدون أنّ بيت لحم اليهودية، القريبة من أورشليم (12 كلم)، بنيت عام 300 أو 400 ق.م. فيما  "بيت لحم" الجليل - أفراتا - التي تقع شرق شمال جبل الكرمل (أرض لبنان - 30 كلم جنوب الناقورة) كانت تتبع قضاء صور، وهي التي ذكرت عشرات المرات في العهد القديم قبل ظهور بيت لحم اليهودية (سفر التكوين 35: 16-20؛ سفر يشوع 15: 59؛ سفر القضاة 12: 8 وغيرها الكثير..)

- الديانة اليهودية لا تعرف المعمودية على الإطلاق بعكس الديانة الكنعانية، فكيف تُفسّر معمودية السيّد المسيح ويوحنا المعمدان؟! 

- الجميع يقرّ أنّ المرأة اليهودية لا تخدم في الهيكل وهذه ليست حال مريم العذراء التي كانت تخدم في هيكل أسيني.

- يقول بولس الرسول في رسالته الى العبرانيين (6: 20) ".. دخل يسوع من أجلنا سابقاً لنا وصار عظيم كهنة للأبد على رتبة "ملكيصادق".. وإنّه من الثابت والمحققّ وكما يجمع كلّ المؤرخين اليوم أنّ ملكيصادق هذا هو ملك وكاهن كنعاني..

الخريطة 
الخريطة تعود للمطران يوسف الدبس سنة 1895 في كتابه تاريخ سوريا - برّ الشام – بالإمكان ملاحظة "بيت لحم اللبنانية عند رأس السهم الأعلى وبيت لحم اليهودية عند رأس السهم الأسفل، والمسافة الشاسعة بينهما". كما يظهر الى أيّ مناطق كانت تمتدّ ولاية صيدا في العهد العثماني وكانت تضمّ، بالإضافة الى جنوب لبنان بلاد صفد، سنجق عكا، الناصرة، قضاء حيفا في شمال فلسطي


Envoyé de mon iPad jtk

mercredi 19 décembre 2012

Citations sur le Liban par ses amis


CITATIONS sur le Liban 


"Ô Notre-Dame du Liban, / Cèdre à l'immense ombrage, / Fais de tes rameaux verdoyants / Un toit pour tes enfants.
Quand menace l'orage / Et que Satan rugit, / Serrés sous ton ombrage, / Nous sommes à l'abri."
     Charles Corm (La montagne inspirée)          
"Le Liban est un concentré d'Euroméditerranée par sa position géographique, sa diversité religieuse et culturelle et son caractère démocratique. La guerre traversée à l'été 2006 impose à l'Union européenne de démontrer sa force de puissance régionale. Aussi, le Liban est la première épreuve concrète que doit surmonter l'Europe pour conforter sa vision d'un espace méditerranéen en paix, porteur de développement et de démocratie conformément aux engagements pris en 1995 lors de la conférence de Barcelone. Le Liban n'a pas seulement un destin, sombre jusqu'à ce jour. Il doit avoir désormais une destinée : celle de devenir un phare de la démocratie pour le Moyen-Orient du XXIe siècle, en questionnant son histoire, y compris la plus récente." Béatrice Patrie "Qui veut détruire le Liban ?" (2007)           
"Très Saint Père, c'est d'un profond abîme d'angoisse et de douleur que monte vers vous ma voix. Il est un petit peuple qui meurt, qu'on peut effacer de la surface de la terre à cause de sa fidélité à l'Eglise et de son affection à sa fille aînée, la France. Il habite un coin voisin de celui où le Christ est né. Il est honnête, loyal, persévérant dans ses amitiés jusqu'à la mort. Durant des siècles, au milieu de la marée montante de l'Islam, à l'époque où rien ne résistait à ses flots puissants, il y résista et il fit de son petit pays une île qu'il maintint chrétienne. Ce pays, c'est le Liban, une de vos principautés spirituelles. On l'en punit si cruellement que votre Sainteté, si elle en était instruite exactement, n'eût pu demeurer impassible et ne se fût pas contentée de vagues et mensongères assurances. "Lettre ouverte à sa Sainteté Benoît XV, Chekri Ganem (1916) 
"Voici donc que tu n'es plus, pauvre Liban, chanté par la fiancée du Cantique. Voici donc, pauvre Liban, mon pays, que tes amis, pour ne pas sembler te pleurer, se recueillent à ton chevet, et prient. Voici planer sur toi, dans l'émiettement provoqué de tout ce que tu fus, l'heure des ténèbres. L'heure des ténèbres aura donc sonné pour toi, pauvre Liban, pour toi dont le nom signifie Montagne de Lait, Eclatante Blancheur. Voici donc, Liban, que ton lait a tourné et que ta blancheur s'est ternie. Et les oiseaux de Dieu eux-mêmes, qui aimaient la limpidité égale de ton ciel pour qui peut-être fut créé le mot azur, les oiseaux sont partis."Salah Stétié (1994)  
"Vieux Liban toujours jeune et toujours souriant, / Je suis fait de ta glèbe et pétri de ta roche, / De l'azur de ton ciel où je monte en priant, / Et de tes bons gaillards sans peur et sans reproche.
Je suis fait de ton cèdre à jamais verdoyant, / Et de ton humble église au tendre son de cloche, / De ta foi qui persiste au coeur de l'Orient, / Et dont le pur encens au flanc des monts s'accroche. 
Liban au front brillant de neige et d'idéal, / Et qui baignes tes pieds dans un flot de cristal, / Ô Liban deux fois saint de mon père et de ma mère,
Liban sans cesse en fleurs et débordant d'amour, / Je te suis à jamais, ô Liban de lumière, / Plus que reconnaissant de te devoir le jour !..." 
Charles Corm (1952)  
"Une minorité agissante, que l'on ne saurait confondre avec les fidèles de la vénérable religion juive, est parvenue, au siècle de la Déclaration Universelle des Droits de l'Homme, à établir dans les esprits de l'Occident une confusion totale par rapport à une terre déjà normalement peuplée et qui élaborait pacifiquement son destin palestinien. Certes dans les rigueurs qui sont communes aux deux tiers de l'humanité, mais avec une résolution riche d'espérances. Les moyens audiovisuels et ceux de l'écrit ne sont pas encore l'apanage de ce peuple arabe spolié et, depuis juin 1967, sa voix est plus que jamais celle de la souffrance et de l'oppression... L'Occident protecteur d'un Israël expansionniste et sectaire pourrait se réveiller un jour effaré des conséquences tragiques de sa cruelle partialité."Camille Aboussouan (1968)      
"Tel qu'il est, le Liban est, dans son ensemble, l'une des régions montagneuses les plus remarquables du globe. Il a un air de grandeur et de majesté qui frappe tout d'abord le voyageur. Rien n'est surtout comparable aux effets magiques que produit de loin cette longue et belle chaîne, lorsqu'elle est éclairée par les rayons du soleil couchant. Les neiges qui blanchissent ses différents sommets changent alors leur éclat argenté en celui de l'or le plus pur et le plus éblouissant... Enfin ses cimes, devenues sombres et ténébreuses, voient presque aussitôt s'allumer et reluire au-dessus d'elles une foule d'étoiles qui émaillent le firmament dont elles semblent supporter l'immense coupole ; on dirait autant de phares célestes destinés à les éclairer. Bien souvent ce spectacle imposant s'est offert à ma vue, et jamais je ne me suis lassé de l'admirer. C'est qu'il y a dans les grandes oeuvres du Créateur une beauté sublime que rien ne peut égaler, et qui saisit toujours puissamment l'âme et l'imagination de ceux qui jettent sur la nature un regard religieux et observateur." Victor Guérin (1881)      
"Vous avez votre Liban et ses dilemmes. J'ai le Liban et sa beauté. Vous avez votre Liban avec les conflits qui le rongent. J'ai mon Liban avec les rêves qui y naissent. Vous avez votre Liban, prenez-le tel qu'il est. J'ai mon Liban et je n'en accepte que l'absolu. Votre Liban est un imbroglio politique que le temps tente de dénouer. Mon Liban est fait de montagnes qui s'élèvent, dignes et magnifiques, dans l'azur. Votre Liban est un problème international que tiraillent les ombres de la nuit. Mon Liban est fait de vallées paisibles et mystérieuses dont les versants accueillent les sons des cloches et les murmures des rivières... Laissez-moi vous dire à présent qui sont les enfants de mon Liban... Ce sont les vainqueurs où qu'ils aillent, ils sont aimés et respectés où qu'ils s'installent. Ce sont ceux qui naissent dans des chaumières mais qui meurent dans les palais du savoir..." Khalil Gibran (1920)      
"Ce pays, du reste, est admirable. Le Liban a un reste de parfum qu'il avait au temps de Jésus. Ici,je suis déjà en terre biblique. Je vois de ma terrasse à Tyr, Sarepta, l'Hermon, le Carmel, les montagnes de la tribu de Dan... Le Liban, la chose du monde la plus enivrante, par un rare privilège, réunit à un haut degré le grandiose et le charme ; ce sont des Alpes riantes, fleuries, parfumées. Chacun de ses sommets était couronné de temples... Tout ce que je puis vous dire, c'est que l'air du Liban est le plus suave, le plus pur, le plus vivifiant du monde, que ce pays inspire la santé, le repos, la tranquillité d'esprit, une activité bienfaisante et tempérée, que les populations en somme sont bonnes et douces, que la sécurité est plus grande qu'en aucun pays d'Europe et que je traverserais le pays seul à pied sans une ombre d'appréhension." Ernest Renan (1860)     
"Toutes les images de la poésie biblique sont gravées en lettres majuscules sur la face sillonnée du Liban, de ses cimes dorées et de ses vallées ruisselantes. Cette terre a dû être la première, la terre de la poésie terrible et des lamentations humaines ; l'accent pathétique et grandiose des prophètes s'y fait sentir dans sa sauvage, pathétique et grandiose nature." Alphonse de Lamartine (1833)    
"Les liens entre la France et le Liban s'illustrent par leur solidité et leur sincérité. Si la France est investie d'une mission en Orient, le Liban est, de son côté, investi d'une mission en Europe. C'est pourquoi il importe à nos deux pays de demeurer en accord, solidaires, non seulement sur les questions d'ordre pratique, mais également sur les questions politiques. Cette coopération peut aider à restaurer la paix dans la région où se trouve le Liban, et contribuer ainsi à la paix dans le  monde." Le Général Charles de Gaulle (1968)
http://www.rjliban.com/citations.htm


Envoyé de mon iPad jtk

jeudi 15 novembre 2012

Le Seigneur Jésus a quelques fois réprimandé ses disciples pour leur manque de foi (Matthieu 8.26; 14.31; 16.8). Par contraste, il a fait l’éloge d’une inconnue en lui disant, Grande est ta foi. Cette personne n’était même pas juive, mais païenne!

Le Seigneur Jésus a quelques fois réprimandé ses disciples pour leur manque de foi (Matthieu 8.26; 14.31; 16.8). Par contraste, il a fait l'éloge d'une inconnue en lui disant, Grande est ta foi. Cette personne n'était même pas juive, mais païenne!
Nous apprenons qu'elle descendait des Cananéens,
un nom associé péjorativement aux peuplades païennes qui occupaient la Palestine avant la conquête de Josué. Dieu les avait voués à une destruction totale en raison de leur corruption. Et pourtant, malgré les origines de cette femme, Jésus lui dit, O femme, grande est ta foi.

Comment s'est manifestée la grandeur de sa foi? Et d'ailleurs, qu'est-ce qu'une 'grande foi' exactement? Ce sera le sujet de notre leçon. Lisons ce passage en Matthieu 15.21-28.

Matthieu 15.21. Et Jésus, partant de là, se retira dans les quartiers de Tyr et de Sidon.
22 Et voici, une femme cananéenne de ces contrées–là, sortant, s'écria, lui disant, Seigneur, Fils de David, aie pitié de moi ; ma fille est cruellement tourmentée d'un démon.
23 Et il ne lui répondit mot. Et ses disciples, s'approchant, le prièrent, disant, Renvoie–la, car elle crie après nous.
24 Mais lui, répondant, dit, Je ne suis envoyé qu'aux brebis perdues de la maison d'Israël.
25 Et elle vint et lui rendit hommage, disant, Seigneur, assiste–moi.
26 Et lui, répondant, dit, il ne convient pas de prendre le pain des enfants et de le jeter aux chiens.
27 Et elle dit, Oui, Seigneur ; car même les chiens mangent des miettes qui tombent de la table de leurs maîtres.
28 Alors Jésus, répondant, lui dit, O femme, ta foi est grande ; qu'il te soit fait comme tu veux. Et dès cette heure–là sa fille fut guérie.

Une femme païenne

O femme, grande est ta foi. Vous savez, sur la base
de ces paroles de Jésus, on peut conclure que cette femme occupe probablement une position plus élevée que celle des apôtres dans le royaume céleste. À ses propres disciples, Jésus a plusieurs fois dit, 'Gens de peu de foi.' Mais à cette Cananéenne, il dit, O femme, grande est ta foi.

J'ai la sincère conviction que tout près du trône où Jésus est assis, nous trouverons non pas les douze apôtres, non pas de célèbres prédicateurs, non pas d'honorables anciens, mais plutôt des personnes insignifiantes comme cette femme de Canaan dont
on ne connaît même pas le nom. Voilà un bel encouragement pour les croyants qui font peu de bruit mais dont la foi n'est pas moins vibrante.

Car cette mère désespérée n'avait rien qui méritait l'attention. Constatez les faits selon le point de vue d'un Israélite. D'abord, c'était une femme. Dans la société juive du temps, les femmes jouaient un rôle effacé et on avait coutume d'ignorer leur présence dans les lieux publics.

Ajoutez à cela le fait que c'était une femme syrophénicienne, une Cananéenne. Les Juifs
voyaient les païens comme des gens pécheurs et impurs. Leur mépris était encore plus grand lorsqu'il s'agissait de Cananéens.

Et comme si cela n'était pas assez, elle avait une fille qui était tourmentée par un démon (v. 22). Qu'est-il arrivé pour qu'elle se retrouve dans une telle
condition? Les enfants ne tombent pas spontanément sous le pouvoir des démons, à moins qu'un membre
de la famille se soit adonné au spiritisme.
Cela soulève tout de suite des questions concernant l'état moral de cette famille. Y a-t-il quelqu'un dans
sa famille qui se serait livré à l'influence des esprits impurs par des pratiques occultes?

La détresse et le trouble de sa famille ont amené cette mère à Christ. Elle le supplie de guérir la maladie
de sa fille. Par sa position de femme et surtout de païenne, elle ne pouvait prétendre à rien devant un rabbin. Mais cela ne suffisait pas pour l'arrêter.
Défiant les règles sociales de cette période, elle accourt auprès du Seigneur pour implorer sa compassion.

Seigneur, Fils de David

Il faut noter que cette femme ne percevait pas Jésus comme un simple faiseur de miracles. À trois reprises, elle s'adresse à lui par le titre de 'Seigneur,' kyrie. 'Seigneur, aie pitié de moi.' 'Seigneur, viens à mon secours.' 'C'est vrai, Seigneur.' Versets 22, 25, 27.

Voulait-elle se montrer polie en l'appelant 'Seigneur'? Je ne pense pas que la courtoisie en était la raison. Regardez le v. 22. Non seulement elle s'adresse à Jésus comme 'Seigneur', mais elle l'appelle aussi 'Fils de David'. Seigneur, Fils de David. 'Fils de David' est un titre typiquement juif donné au Messie qui devait naître dans la lignée du roi David.

L'utilisation du titre 'Fils de David' par un non-Juif est tout à fait remarquable. Cette femme possédait manifestement une certaine connaissance du Judaïsme. Vivant dans le voisinage de la Galilée, elle avait sans doute entendu parler du Sauveur dont les Juifs attendaient la venue. Ce descendant naturel du roi David devait établir un royaume éternel. Le nom qu'elle donna à Jésus, 'Fils de David', montre qu'elle voyait réellement en lui le Messie promis par le Dieu des Juifs. Une foi authentique se développa en elle. Elle était maintenant prête à l'accepter comme son Seigneur, son Maître. C'est pourquoi elle l'appelle 'Seigneur, Fils de David.'

Nous voyons qu'elle a su mettre en pratique sa foi
en Christ dans le contexte de la souffrance de sa fille.
Elle s'est dite, 'Ce rabbin est Celui en qui les Juifs espèrent le salut. J'irai à sa rencontre et je lui dirai, 'Seigneur, Fils de David, tu es le Messie promis, celui qui apporte de l'espoir aux désespérés et le salut à ceux qui sont perdus. Aie de la sympathie pour ma misère. S'il te plaît, aide-moi.' Et c'est exactement ce qu'elle fit.

En dépit du rejet

Jésus entendit sa requête mais garda le silence. Il ne lui dit pas un seul mot (v. 23). Mais loin de se décourager, la femme continua à le suivre et à faire du bruit.

Les disciples commençaient à s'irriter de son comportement car elle attirait sur eux l'attention qu'ils cherchaient justement à éviter. Lors de son déplacement dans la région de Tyr et de Sidon, Jésus désirait demeurer incognito. Nous lisons en Marc 7.24 que Jésus, étant entré dans une maison(alors qu'il se trouvait dans le territoire de Tyr) … ne voulait pas que personne le sût, mais il ne put rester ignoré.

Les disciples suggérèrent au Seigneur de la 'renvoyer'. Douze hommes auraient très bien pu se débarrasser de l'importunité d'une femme par eux-mêmes. Pourtant ils ont demandé à Jésus d'agir. Il semble évident que par les mots, Renvoie–la, car elle crie derrière nous, ils voulaient dire, 'Accorde-lui ce qu'elle demande pour qu'elle arrête de nous suivre.'

Jésus explique son silence initial en faisant cette affirmation. Je n'ai été envoyé qu'aux brebis perdues de la maison d'Israël (v. 24). Sa mission personnelle concernait les Juifs seulement, ceux de la maison d'Israël. Le tour des Gentils viendra plus tard. Selon le plan divin, l'évangile sera porté au monde païen seulement après la résurrection du Christ. 'Je n'ai pas la tâche d'aller vers les païens,' dit Jésus. 'Mon ministère ne vise que la nation juive. Or tu n'appartiens pas à cette nation. Tes ancêtres viennent du pays de Canaan. Je n'ai donc pas de faveur à te donner.'

Mais ce refus apparent ne la découragea pas. Une fois encore, elle supplia Jésus de l'aider. Seigneur, secours–moi (v. 25). Par ces trois mots, elle semblait exprimer cette pensée : 'Je ne comprends vraiment
pas pourquoi tu dois restreindre ta mission de cette façon. Mais je sais une chose. Ta puissance n'a pas
de limite et tu peux redonner la santé à ma fille.
Je t'en pris, aide-moi.' Notez également le geste qui accompagne ses mots. Elle vint se prosterner devant lui (v. 25). Elle s'adresse à lui comme Seigneur. Et devant son Seigneur, elle lui exprime son adoration avec humilité.

Après l'absence de réaction de la part de Jésus
au v. 23, puis sa déclaration concernant les limites
de son ministère au v. 24, le v. 26 rapporte
maintenant des paroles qui paraissent encore plus blessantes. Le Seigneur lui dit, Il ne convient pas de prendre le pain des enfants et de le jeter aux chiens. Jésus parle maintenant en termes figurés des limites de sa mission terrestre. Sa métaphore aurait pu être perçue dans n'importe quelle culture comme une
pure diffamation chez ceux que les chiens représentent. Jésus utilise ici le langage coutumier
d'un Juif dans lequel les chiens symbolisent
les païens, et les enfants sont les Israélites.
C'est comme si Jésus disait à la femme, 'Les païens sont dans la même situation que les chiens. Ils sont impurs. Ils n'ont pas part à l'alliance divine. Et c'est justement ton cas.'

Comment réagit-elle? 'Je ne m'attendais pas à entendre une réponse aussi arrogante de ta part. J'avais des sentiments très favorables sur
ta personne. Je pensais que tu étais quelqu'un de compatissant. Et qu'est-ce que je constate?
Ton esprit sectaire est à la ressemblance de
bien des chefs religieux! Tu n'es qu'un autre
bigot juif!' Non, elle n'a pas répondu de cette façon. Mais avouons que nous étions prêts à lui pardonner si elle l'avait fait.

Sa réponse est sublime. Oui, Seigneur ;
car même les chiens mangent des miettes
qui tombent de la table de leurs maîtres.
'Oui, tu as raison, Seigneur. Je ne suis que
l'un de ces chiens méprisables. Mais n'est-il
pas vrai que même les chiens peuvent avoir
les miettes de nourriture qui se trouvent sous
la table? Ne me laisserais-tu pas prendre quelques miettes? Je sais, je ne suis pas digne que tu guérisses ma fille mais par compassion, je te supplie de le faire.'

'O femme,' lui dit alors Jésus, 'ta foi est grande.
Qu'il te soit fait comme tu le veux. Ton désir a été exaucé.' Le Seigneur la loua pour sa grande foi et accorda la guérison de son enfant.

Mais en quoi consiste la grandeur de sa foi? Est-ce qu'elle réside dans la conviction que Jésus pouvait véritablement guérir sa fille? Je ne pense pas. Des foules venaient à Jésus avec l'espoir de retrouver la santé. Beaucoup croyaient que Jésus avait la capacité de faire disparaître leurs maux. S'agissait-il dans leur cas d'une grande foi? Pas nécessairement. Ce n'est pas exactement le point qui est mis en évidence dans notre passage.

Regardez à nouveau ce que Jésus nous raconte à son sujet. Bravant les conventions sociales, elle vint à lui à cause de difficultés personnelles même s'il y avait peu de chance qu'elle obtienne sa faveur. Elle a persévéré quand sa requête avait été ignorée. Elle a encore plaidé quand la réponse était un refus. Elle continua d'insister malgré une apparente insulte. Avec opiniâtreté, elle a attendu aux pieds du Seigneur jusqu'à ce que celui-ci tienne compte de sa requête. Il est juste, je pense, de dire que la grandeur de sa foi s'est manifestée dans sa persistance à demander la faveur de Christ. Sa persévérance, voilà ce qui impressionna Jésus.

Devenir un en s'attachant

J'aimerais illustrer cet aspect d'une foi grande par un mot tiré de l'AT. Il s'agit du mot 's'attacher' (dabaq), s'attacher au Seigneur. Dans le sens biblique, s'attacher à quelqu'un signifie s'unir à une personne et l'accompagner sans relâche. C'est ce que la femme cananéenne a fait. Elle s'est attachée à Christ. Elle refusa de le laisser partir jusqu'à ce qu'elle ait reçu miséricorde. Si vous avez une foi qui se manifeste de cette façon, Dieu pourra dire de vous que votre foi est grande.

Nous allons maintenant nous pencher sur l'usage biblique de ce terme 's'attacher'. Cela nous permettra, j'en suis sûr, de mieux comprendre ce qui contribue à la grandeur d'une foi.

Tout d'abord, ce mot est utilisé dans le contexte du mariage. Prenons l'exemple de Genèse 2.24 où nous lisons cette phrase bien connue. C'est pourquoi l'homme quittera son père et sa mère, et s'attachera à sa femme, et ils deviendront une seule chair. Quand deviennent-ils une seule chair? Quand l'homme laisse son père et sa mère, et ensuite s'attache à sa femme. Le mari se 'colle' littéralement à son épouse. C'est l'idée primaire du mot 's'attacher'.

Ce passage, Genèse 2.24, est cité trois fois dans le NT (Matthieu 19.5; Marc 10.8; Éphésiens 5.31). À chaque occasion, le mot hébreux pour 's'attacher' est traduit par le mot grec proskollao. Proskollao a comme racine le mot kollao qui se définit de la même manière, i.e., lier fermement ensemble ou s'unir fortement à quelqu'un ou quelque chose. C'est le terme utilisé par Paul en 1Corinthiens 6.17. Mais celui qui s'attache au Seigneur est avec lui un seul esprit. 'Celui qui s'attache à Dieu.' L'apôtre applique ici le mot 's'attacher' à notre relation avec Dieu alors que le même mot dans la Genèse concerne l'intime union entre le mari et sa femme. Celui qui s'unit au Seigneur, celui qui s'attache à lui, devient comme une seule personne avec lui. Le lien avec Dieu, tout comme le lien marital, est aussi étroit qu'il peut l'être. De même que l'homme et la femme s'unissent pour former une seule chair, Christ s'unit en esprit à chaque croyant qui s'attache et se donne complètement à lui.

Une vie chrétienne victorieuse

Revenons à l'AT. Sous l'Ancienne Alliance, il ne fait pas de doute que cet 'attachement' reflète l'intimité qui devait exister entre Dieu et son peuple. Et c'est également la relation que Dieu désire entretenir avec nous aujourd'hui.

Voici l'instruction qu'il a prescrit à Israël en Deutéronome 10.20. Tu craindras l'Éternel, ton Dieu, tu le serviras, tu t'attacheras à lui, et tu jureras par son nom. Tels étaient les devoirs de l'Israélite. Il se devait tout entier à son Dieu, que ce soit en paroles (tu jureras), en actes (tu serviras), ou en dispositions intimes (tu t'attacheras).

Que se produira-t-il quand il s'attache ainsi au Seigneur? Lisons Deutéronome 11.22-23. Car si vous observez tous ces commandements que je vous prescris, et si vous les mettez en pratique pour aimer l'Éternel, votre Dieu, pour marcher dans toutes ses voies et pour vous attacher à lui, l'Éternel chassera devant vous toutes ces nations, et vous vous rendrez maîtres de nations plus grandes et plus puissantes que vous. Notez bien ceci : 'Si vous faites cela, l'Éternel chassera à votre profit les autres nations.' Autrement dit, en vous attachant au Seigneur, celui-ci vous rendra victorieux.

À cet égard, je dois vous parler d'Ézéchias. L'AT fait l'éloge de ce personnage. Ézéchias fut l'un des meilleurs rois qu'Israël ait jamais connus. En 2Rois 18.5, nous lisons que parmi tous les rois de Juda qui vinrent après lui ou qui le précédèrent, il n'y en eut point de semblable à lui. Dans quel sens n'y a-t-il pas eu de roi comme lui dans l'histoire d'Israël? Dans son attachement au Seigneur. Personne ne s'est attaché à Dieu autant que lui. C'est ce que le verset suivant nous révèle. Il demeura attaché à l'Éternel… Et en s'attachant à Dieu, il ne s'écarta pas de lui et observa les commandements(v. 6)…

Durant le règne d'Ézéchias, une victoire miraculeuse se produisit. Le roi d'Assyrie voulait prendre le contrôle de Jérusalem. Une lettre fut envoyée personnellement à Ézéchias pour le forcer à abdiquer. L'armée assyrienne, qui semait la terreur parmi les nations du monde à cette époque, mit le siège devant la capitale. Que pouvaient Ézéchias et son peuple devant une telle puissance militaire? Toute tentative de résistance semblait futile. Mais au lieu de se laisser vaincre par le désespoir, Ézéchias se rendit au temple en apportant la lettre et il ouvrit son cœur devant Dieu. Il le supplia d'intervenir à la faveur d'Israël afin que tous les royaumes de la terre sachent que lui seul, Yahvé, est Dieu (2Rois 19.19). Même si les circonstances étaient totalement à son désavantage, Ézéchias garda sa confiance en l'Éternel. Il demeura attaché au Seigneur.

Dieu répondit à Ézéchias par la voix du prophète Ésaïe avec un message d'espoir. Il s'engagea à défendre son peuple. 'Soyez sans crainte car vous n'aurez pas à vous battre. Pas une seule flèche ne sera lancée. Le roi des Assyriens n'entrera pas dans la ville. Il retournera chez lui sans vous toucher (2Rois 19.32-33).' Et Dieu fit ce qu'il a promis. Dans la nuit qui suivit cette annonce, un ange destructeur vint exterminer le corps principal de l'armée assyrienne, faisant mourir 185,000 hommes. Ceci força le roi ennemi à battre aussitôt en retraite. Cette victoire Israélienne fut le résultat de la prière d'un homme, un homme qui s'est attaché au Seigneur. Cet homme était le roi Ézéchias. Nous l'avons dit plus tôt et je le répète, celui qui s'attache au Seigneur a l'assurance de mener une vie victorieuse.

La ceinture de Dieu

Pour conclure, j'aimerais vous donner un autre exemple d'attachement. Ce passage me touche particulièrement. Nous le trouvons dans le livre de Jérémie 13.1-11. Devant l'insensibilité du peuple hébreux au message de Jérémie, Dieu ordonne au prophète d'accomplir un acte symbolique afin d'obtenir leur attention. Il lui demande d'abord de se procurer une ceinture de lin et de la porter autour de la taille. Après quelque temps, une nouvelle instruction est donnée. 'Va vers l'Euphrate et enterre ta ceinture là-bas.' Puis, plusieurs jours plus tard, Dieu lui demande de retourner à l'endroit où il avait enfoui sa ceinture et de la reprendre. En la sortant du sol, Jérémie constate qu'elle était très abîmée, tellement abîmée qu'elle ne pouvait plus servir. Dieu fait alors cette remarque, 'Mon peuple s'est montré infidèle en cédant à l'attrait des religions païennes. Et la ceinture pourrie est l'image de cette corruption. De même que la ceinture s'est dégradée, Israël s'est corrompu moralement par l'adoration d'autres divinités.'

Mais quelle est la principale leçon à tirer de cette parabole? Elle est résumée au v. 11. Car, comme une ceinture s'attache aux reins d'un homme, ainsi je me suis attaché à toute la maison d'Israël et toute la maison de Juda, dit l'Éternel, pour être mon peuple, et un renom, et une louange, et un ornement ; mais ils n'ont pas écouté. Il y a dans le symbole de la ceinture quelque chose d'émouvant. Voyez-vous, cette ceinture représentait Israël et Juda. La ceinture attachée aux reins de Jérémie était une façon imagée par laquelle Dieu décrivait aux fils des maisons d'Israël et de Juda la relation intime qu'il aurait voulu établir entre eux et lui. Il voulait que la nation soit comme une ceinture ajustée autour de ses riens. 'Attachez-vous à moi,' dit l'Éternel, 'afin que vous soyez pour moi un peuple.' Comment devenons-nous pour lui un peuple? En s'attachant à sa taille comme une ceinture. Et non seulement devenons-nous son peuple, nous devenons aussi son nom, sa louange et sa gloire au milieu des peuples de la terre.

C'est précisément la position qu'avait la femme syrophénicienne par rapport à Christ. Elle était comme une ceinture fixée à sa taille. Elle s'est attachée fermement à Jésus. Par sa foi persévérante, elle est devenue son nom, sa louange et sa gloire. Et plus encore, cette Cananéenne d'origine fait maintenant partie du peuple de Dieu.

http://www.entretienschretiens.com/086%20O%20femme,%20grande%20est%20ta%20foi%20-%20Mt%2015(21-28).htm

Yves I-Bing Cheng, M.D., M.A.
www.entretienschretiens.com



Envoyé de mon iPad jtk

Fwd: "Sur les pas du Christ au Sud-Liban"


Objet: "Sur les pas du Christ au Sud-Liban"


"Sur les pas du Christ au Sud-Liban"
Un retour aux sources et une grâce 

Le projet "sur les pas du Christ au Sud -Liban " n'est pas un simple exercice touristique visant a peregriner dans  les divers espaces et sites  que le Christ  avait  parcourus en réfugié ou en Pasteur en son temps , au cours de ses 33 ans de vie terrestre , selon les termes du Nouveau Testament et des Traditions .
Le projet se situe , ou devra se situer plutôt,  dans une perspective d'engagement spirituel qui avait inspiré  les périples entamés  certes par Jesus accompagné  de ses disciples , de sa mère Marie , ainsi que plus tard au cours de l'histoire, par les  multiples generations de pèlerins, de saints ,de fidèles hommes  et femmes, voyageurs ,orientalistes,historiens mus , sinon par une foi ardente ,  du moins par une  curiosité humaine de savoir quel  était  le secret  de cette terre ou s'est réalisé les Mystères de  l'Incarnation et de la Rédemption.Terre  aujourd'hui divisée et repartie entre quatre Etats voisins ,livrés a d'interminables conflits sans issues visibles.

Il faut se rappeler que cette terre fut un jour le theatre  d'un si merveilleux message de paix , ayant bouleverse le sens de l'histoire et inauguré  la civilisation de l'Amour. 
Apres 2000 ans un tel message  devrait garder  toujours son actualité , en regard de son contexte actuel marqué  ,malgré tout  , par une noble vocation que le Liban incarne mystérieusement dans son modèle en tant que "Pays Message ",  modèle de coexistence et de fraternité , ouvrant ainsi par le témoignage de ses diverses composantes  la voie vers une réconciliation possible entre les fils d'Abraham, en prélude a un rassemblement  plus universel au niveau de toute la famille humaine.
L'adhésion au projet "sur les pas du Christ au Sud-Liban"  rejoindrait un retour aux sources , notamment pour une chrétiennete  actuelle en proie a un sécularisme  qui en dévide l'essence , et qui semble  avoir perdu sa boussole spirituelle et culturelle. 

Dans ce contexte ,Visiter  la terre du Sud-Liban est a la fois:  
- une occasion de revivifier sa foi, a travers une immersion dans l'histoire et la géographie saintes.
- un ressourcement dans l'authentique diversité religieuse et culturelle  , vécue sur la terre biblique , en "Galilee libanaise des nations", qui ,malgré  tout , n'a pas perdu son âme .
-une initiative de solidarité morale et sociale envers des populations ,longtemps victime d'une guerre relevant d'une responsabilité internationale. En témoigne et le garantit  garantit , en partie, la mission des "Gardiens internationaux  de la Paix "  .
- Une grâce que le Dieu de la Bible refuse d'accorder aux grands  et puissants de ce monde  , pour en gratifier  les plus faibles, les gens des Béatitudes,humbles et doux de coeurs,  amis de la paix.   ( Mt :5).

En nous rendant au Sud - Liban , berceau du message évangélique et de l'Eglise primitive, dont le patrimoine passe pour être ignoré même de ses propres héritiers locaux, puissions -nous dire avec le prophète: 
"Monseigneur ...ne pourrai-je passer la-bas , et voir cet heureux pays au delà du Jourdain , cette heureuse montagne et le Liban? " (Dt:  3/24- 25) , pour admirer 
avec Jesus la grande foi de la syro-phénicienne ou Cananéenne  , dans les régions de Tyr et de Sidon ( Mt 15:21-28) .
"Et elle vint et lui rendit hommage, disant, Seigneur, assiste–moi.
Et lui, répondant, dit, il ne convient pas de prendre le pain des enfants et de le jeter aux chiens (s'agit-il d'un jeu de mot entre "chiens" et "cananéens"? )
Et elle dit, Oui, Seigneur ; car même les chiens mangent des miettes qui tombent de la table de leurs maîtres.
Alors Jésus, répondant, lui dit, O femme, ta foi est grande ; qu'il te soit fait comme tu veux. Et dès cette heure–là sa fille fut guérie."

Joseph Khoreich

Envoyé de mon iPad jtk
http://biblicalstudies.me/index.php/2020/05/22/jesus-journey-to-phoenicia-lebanon/ = حول موصوع رحلة السيد المسيح في الاراضي اللبنانية - فينيقيا = عرض سمعي بصري - تقديم جمعية الكتاب المقدس

vendredi 9 novembre 2012

المطران مارون العمار جال في حديقة البطاركة – قنوبين

العمار جال في حديقة البطاركة – قنوبين: تشكل مقومات نهضة في قطاع السياحة الثقافية والدينية

"غدي نيوز"- ٩/١١/٢٠١٢

  جال النائب البطريركي العام على منطقة الجبة المشرف على رابطة قنوبين للرسالة والتراث المطران مارون العمار في حديقة البطاركة وفي محيطها المتصل بوادي قنوبين وبمجموعة من معالم حدث الجبة وبريسات، واطلع على برامج تطويرها المعدة من قبل رابطة قنوبين ضمن مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، الذي تنفذه بعد اطلاقه رسميا من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي في 18 آب (اغسطس) الماضي.
شملت الجولة مجمل موقع حديقة البطاركة من محيط مزار مار اسطفان الاثري مرورا بواحة عصام فارس للتنمية والتراث وحديقة ليليان عرب للاطفال، وواحة جورج افرام للتأمل والصلاة، وصولا الى الحديقة التي استكمل توسيعها شرقا بواحة من اشجار الارز الرائعة المطلة على دير سيدة قنوبين.
وتوقف المطران العمار عند ارزات البطاركة وبلاطات تواريخ ولاياتهم البطريركية وتماثيلهم المنجزة، ولوحات التعريف بسيرهم بالعربية والاجنبية، حيث توزع مطبوعات خاصة بذلك تصدرها الرابطة بدعم الجامعة الاميركية للتكنولوجيا A.U.T. التي اقامت الحديقة سنة 2004 وتتبنى برنامج الاصدارات الثقافية فيها. واطلع على الموقع المقترح لاقامة معرض ومتحف الوادي المقدس، واقامة تمثال مار يوحنا مارون البطريرك الماروني الاول قرب المذبح الذي يحتفل عليه البطريرك الماروني بقداس الحديقة السنوي.
ومن هناك استكمل المطران العمار جولته نزولا فتوقف عند آثار برج القرن، الذي بناه المماليك لتشديد حصارهم لمغارة عاصي حدث الجبة سنة 1283، ومنه الى مطل الوادي حيث يجري تأهيل الموقع لتركيب تلسكوب يتيح للزوار مشاهدة كل الوادي المقدس باقسامه الجغرافية الثلاثة، الشرقي بدءا من القرنة السوداء فأرز الرب فمغارة قاديشا ونطاق مار اليشاع في بشري، والاوسط في وادي قنوبين، والغربي في نطاق قضاءي زغرتا والكورة المترامي الى البحر.
كما جال العمار عبر طريق الأب لويس الحاج على طرقات المشاة التي تؤهل لربط معالم الموقع في ما بينها وبمعالم الوادي لجهة حدث الجبة ووادي قنوبين وبريسات، حيث توجد معالم بارزة ذات خصوصية روحية وتراثية وطبيعية فريدة، بعضها معروف سابقا وبعضها الآخر كشف مؤخرا. وأنجزت آرمات الارشاد السياحي باللغات العربية والاجنبية لتركب على هذه الطرقات.
وفي نهاية الجولة قال العمار: "بعد ان سلمني غبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي مسؤولية الاشراف على رابطة قنوبين للرسالة والتراث، وهي تنفذ حاليا مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، انطلاقا من حديقة البطاركة. كانت هذه الجولة ضرورية للاطلاع على واقع موقع الحديقة المتصل بالوادي، وعلى المبادرات القائمة لتطوير الموقع وابراز ابعاده الثقافية والروحية والتراثية والسياحية. وهي مبادرات مشكورة لوجوه ملتزمة بروحانية قنوبين دعمت بوحي هذا الالتزام مشروع المسح الثقافي الذي ننفذه حاليا".
واضاف: "ما اطلعنا عليه اليوم يشكل مقومات تطوير ونهضة في قطاع السياحة الثقافية والدينية والبيئية المميزة تتيح للسياح اللبنانيين والاجانب الاطلاع على جوانب مهمة مغمورة من تراثنا الروحي والوطني".
وختم: "نقدر جهود رابطة قنوبين للرسالة والتراث، وجهود داعميها ماديا ومعنويا لتحقيق هذا المشروع الرائد غير المسبوق في تاريخ الكنيسة المشرقية، وكلنا ثقة وايمان بأن المشروع سائر على طريق التحقيق الكلي بعدما انجزت دراساته وتحققت مجموعة من برامجه الاساسية مثل المجموعة الأولى من افلام الوادي المقدس ومكتبته ومعرضه، الى جانب بعض الاصدارات الكتابية".
http://www.ghadinews.net/ar/Newsdet.aspx?id=2830&id2=8


Envoyé de mon iPad jtk

samedi 20 octobre 2012

الكنيسة تغيير "نمط" االتواصل الذي تعتمده

الكنيسة تغيير "نمط" االتواصل الذي تعتمده

مداخلة المونسنيور كلاوديو ماريا تشيلي

بقلم أوسييان لو غال

روما، الجمعة 19 أوكتبر 2012 (ZENIT.org) –  تمنّى المونسنيور كلاوديو ماريا تشيلي في ما يخص التبشير الجديد أن تغيّرَ الكنيسةُ طريقة التواصل التي تعتمدها بالإضافة إلى لهجتها وذلك بغيةَ تفعيل حضورها أكثر.

وكان رئيس المجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية أحد الذين قاموا بماخلاتٍ في اللقاء الثالث عشر لجمعية سينودس الأساقفة في روما خلال هذا الأسبوع.

وقال: "يتطلّبُ التبشيرُ الجديد منّا أن نكون متنبّهين إلى "حداثة" السياق الثقافي الذي مدعوّون نحن من خلاله إلى إعلان البشرى السارّة ولكن بطرقٍ أيضًا "مستحدثة".

وقد لفت المونسنيور تشيلي نظرَ الجمعيّة إلى "الطرق الجديدة" لمشاركة رسالة الإنجيل وذلك عبرَ وسائل الإعلام الجديدة و"التكنولوجيا الحديثة" التي هي بصدد إجراء تغيير جذريّ على الثقافةِ التي نعيشُ فيها.

وزادَ قائلًا إنّه لا يمكننا الاستمرار بفعل ما لطالما قمنا بعمله وعلى الرّغم من أنّ الكنيسة باتت تستخدمُ وسائل التكنولوجيا وعلى الرغم من وجودها في العالم الرقمي، عليها أن تُغيّرَ طريقةَ التواصل التي تتبعها.
 كما يجب أن تعتمدَ الكلام العفويّ والمتفاعل والذي يحثّ على المشاركة. فقد اعتدنا على استخدام نصوصٍ كُتبت كوسيلةٍ عاديّة للتواصل.
لست أكيدًا أنّ هذه اللغة يمكنها أن تُحاكيَ الشبيبةَ المعتادين على نمطٍ معيّن من الكلمات والصور والأصوات.

ويعتقدُ المونسنيور تشيلي أنّ الكنيسةَ مدعوّةٌ إلى "التواصل" عبرَ شهادات الحياة والتبادلات الشخصيّة وذلك بهدف التعبير عن محتوى الإيمان بطريقةٍ "تؤثّر في الناس".

وأضاف قائلًا: "يجبُ أن نعتمدَ لغةً تُشركُ الأشخاص لكي يتشارك هؤلاء الآخرون مع أصدقائهم بأفكارنا وأصدقاؤهم بدورهم يتشاركون بها.

ثمّ أنهى الرئيس المجلس الحبري لاتصالات الاجتماعية مداخلته بدعوةٍ للكنيسة كي تُعطيَ صوتَ الكاثوليكيّين في المدوّنات الالكترونيّة حقّه من أجل التبشير وإيصال تعاليم الكنيسة والإجابة على أسئلة الآخرين.

Envoyé de mon iPad jtk

dimanche 7 octobre 2012

صناعة الفخار في لبنان تعود الى الاف السنين


صناعة الفخار في لبنان تعود الى ما قبل المسيح بأربعة آلاف سنة


الاولى


مجموعة من الأباريق في الهواء الطلق.

تعود صناعة الفخار في لبنان الى آلاف مضت من السنين، وربما الى ما قبل ظهور السيد المسيح بأربعة آلاف سنة. وبلدة راشيا الفخار في منطقة العرقوب هي الأعرق والأعتق في هذه الصناعة التي طبعت اسم راشيا بالفخار، وهذا ما يميزها عن باقي القرى والبلدات في لبنان.

منذ ان كانت راشيا قبل ألف عام على الاقل كان الفخار، وكانت الافران المصنوعة من الطين يصل عديدها في مرحلة من المراحل الى 70 فرناً، فانصرفت كل عائلاتها للعمل في هذا الحقل، وكان الانتاج وفيراً والحياة أهنأ من اليوم. إلاّ أن هذه الصناعة بدأت بالانقراض شيئاً فشيئاً منذ الخمسينات من القرن الماضي، حتى تدنى الرقم الى فرنين فقط، أحدهما لأديب الغريب ويعمل بنشاط، والآخر لجهاد اسبر عندما تكون الظروف مؤاتية، وهذا تراجع لافت، ان لجهة الابقاء على هذا التراث، أو لجهة المردود المادي للعائلات هناك.
والسؤال، لماذا حصل ذلك؟
الجواب التلقائي، عدم الاهتمام الرسمي وعدم ايلاء هذه الصناعة العناية التي تليق بها للمحافظة عليها، والامر الثاني، الاعتداءات الاسرائيلية على البلدة منذ الحرب العربية – الاسرائيلية في حزيران من العام 1967، مما دفع بالسواد الأعظم من سكانها الى تركها والانتقال الى مناطق أخرى، والى بلدان ودول عربية وغير عربية، بعدما دفع هؤلاء الثمن غالياً من جراء هذه الاعتداءات بشراً وحجراً، ولم تعد لهم طاقة على البقاء هناك اذ سويت كل منازل الضيعة تقريباً بالارض.
حاول الاهالي في منتصف الستينات بناء فاخورة عند مدخل البلدة، وبمساعدة من الاستاذ غسان تويني، الذي تفقدها منتصف السبعينات، والى جانبه الامام موسى الصدر والشيخ عبد الامير قبلان، إلا ان الاعتداءات طالت لاحقاً المبنى ودمرت قسماً منه، فتوقف العمل بالمشروع.
لا تاريخ دقيقاً
في زيارة الفرن المتبقي قال صاحبه أديب الغريب لـ"النهار": "لا تاريخ دقيقاً لبدء صناعة الفخار، وربما وجدت منذ وجود الانسان الذي اكتشف كيف يشعل النار، فمنذ ذلك الحين بدأت صناعة الفخار، وهي أقدم صناعة في التاريخ.
أما بالنسبة الى راشيا فقال: "ايضاً ليس هناك من تاريخ محدد لها، ممكن أن تكون منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، اذ توجد في غير مكان داخل البلدة وخارجها بقايا فخارية، نحن نعجز عن أن نصنِّع مثلها، مما يدل على قدمها. وكل من يقول ان هناك تاريخ لذلك يكون مخطئاً، فهي من قبل السيد المسيح و"الله العليم"". وكشف الغريب انه في الخمسينات كان هناك 40 مصنعاً، بدأت بالتقلص بسبب عدم التصريف وعدم الاهتمام، ولا مبالاة الجيل الصاعد بهذه الصناعة، فلم يبقَ سوى مصنعين في راشيا، لنذير اسبر يعمل في تصنيع القطع الصغيرة، أما جهاد اسبر فإنه يصنع في بيروت وليس هنا. وأما نحن فقد ورثنا هذه الصناعة عن أهلنا "أباً عن جد"، وسأستمر فيها ما دمت قادراً صحياً على ذلك، والى جانبي أفراد عائلتي.
التسويق يتمّ ابتداء من صور، الى بنت جبيل والنبطية وقانا ودردغيا، الى الخيام ومرجعيون، "بيّي كان فاخوري وجدي كان فاخوري". وعن فترة التصنيع قال: "لا يصح العمل في راشيا في فصل الشتاء، إلاّ إذا قامت الدولة بدور ما كبناء اماكن مخصصة مجهزة بوسائل التدفئة، يمكن عندها التصنيع شتاءً، أما اليوم فيقتصر العمل على موسم الصيف.
وهذه الحرفة تؤمن للعائلة اكتفاءً ذاتياً، وهذا أمر مهم، خاصة وانك تكون في هذه الحالة "رب عملك وسيد نفسك". وكشف ان هناك تعاونية فخارية جديدة لم توضع على سكة العمل بعد، وهناك منتسبون اليها، والبناء لم يكتمل بعد الى جانب المبنى البلدي.
أما اقتراحه لاعادة البريق الى هذه الصناعة، فقال الغريب: "المطلوب أن تقوم الجهات المعنية بالعمل على جمع شمل العناصر الشابة في راشيا وتخضعهم لدورات لاتقان صناعة الفخار، الى جانب تأمين معاش لهم كي لا تندثر هذه الصناعة، ليس في راشيا فقط وانما في لبنان، لأنها أقدم صناعة في التاريخ".

تعليقات(0)



Envoyé de mon iPad jtk

vendredi 5 octobre 2012

جريدة النهار- التراث الثقافي ومسؤولية ابرازه وانمائه

تناول المدير العام لوزارة الثقافة فيصل طالب في موضوع  "التراث الثقافي ومسؤولية إبرازه وإنمائه"، خلال مداخلة له في المؤتمر الثاني للتعاون اللامركزي الفرنسي - اللبناني والذي عقد على مدى يومين في السرايا الحكومية. 

وقال طالب: "تندرج العلاقة بين تنمية كل من التراث والثقافة والسياحة في نطاق المفهوم العلمي الموضوعي للتنمية الشاملة التي ترتكز في منطلقاتها واستهدافاتها على تحسين نوعية الحياة وتوفير ظروف افضل للعيش الكريم للمواطن، في مسار تنموي يمكن الفرد من تحقيق طموحاته، وتلبية حاجاته الأساسية، وممارسة حقه في الحياة بكرامة، وبشعور بالتساوي مع الآخرين في الحقوق والواجبات، وتيسير التواصل معهم على قاعدة التماثل المواطني والتوحد الوطني".
وأشار الى بعض الخطوات لإبراز التراث الثقافي في لبنان، منها: سن سياسة ثقافية غير ممركزة تقوم على إشراك السلطات المحلية في التخطيط والبرمجة والإنجاز لعملية إبراز التراث الثقافي، بهدف تقليص التفاوت الثقافي بين الجماعات المحلية، ودعم الخصوصيات الثقافية، وتحقيق توزيع متوازن وعادل لدعم الدولة الثقافي للمجتمعات المحلية. 
ومن الخطوات أيضا تشجيع مبادرات السلطات المحلية الهادفة الى المحافظة على المصادر المتنوعة للتراث الثقافي، وتوفير البنيات التحتية الثقافية اللازمة لإبراز التراث، والشركة بين قطاعات حكومية مختلفة معنية بإبراز التراث (الثقافة، السياحة، الإعلام، التربية)، بحيث يؤدي ذلك الى تأثيرات إيجابية جدا على الاقتصاد المحلي، من بينها تقليص النزوح والهجرة الداخلية".
وراى "أن السعي الى إبراز التراث الثقافي في سياق التنمية الثقافية، من شأنه ان ينعكس إيجابا على التنمية السياحية، خصوصا إذا أحسنا إدارة هذا المسعى، والإضاءة على هذا التراث المادي وغير المادي، بما يملك من خصائص الأصالة والتنوع والغنى، واستمرار وجوه منه حيّة حاضرة في حياتنا اليومية، لكن دون ذلك شروط وإجراءات لا بد لها ان تتوافر، ومنها: واجبات المجتمعات المحلية في استنهاض الموروث الثقافي وتعزيز حضوره في الوجدان العام، من خلال النشاطات التي تضطلع بها الجمعيات والنوادي والمراكز الثقافية، تحت سقف توثيق العلاقة بين الماضي والحاضر، والمحافظة على الهوية الثقافية الوطنية، وإبراز التراث الثقافي إعلامياً على قاعدة التأثيرات الإيجابية المتبادلة بين الثقافة والإعلام، وتعزيز الحضور الثقافي للبنان في العالم". 


Envoyé de mon iPad jtk

jeudi 4 octobre 2012

Jesus Path - South Lebanon

يتمحور البحث حول الاجابة على السؤال التالي
ما كانت أبرز المحطات في رحلات المسيح الى جنوب لبنان والبقاع ، وما كانت الظروفوالأهداف التي أحاطت بها.  مقاربة يتتّبع فيها البحث المسارات التي سلكها السيد المسيح، إستناداً الى النصوص الكتابية البيبلية والى كتابات مؤرخين وباحثين وتقاليد ومرويات محلية

على دروب الإيمان مع يسوع

في جنوب لبنان والبقاع
بقلم جوزف خريش



"نحن هنا في المنطقة التي وطئتها منذ الفي سنة  قدما السيد المسيح مخلص العالم.
 يخبرنا الكتاب المقدس أن يسوع جال مبشرا في ما وراء حدود فلسطين في تلك الايام وأنه زار أيضا منطقة المدن العشر – وبالأخص صور وصيدا- مجترحا فيها المعجزات.
أيها اللبنانيون واللبنانيات إن ابن الله نفسه كان اول من بشّر أجدادكم. فإن هذا لامتياز عظيم... لا يمكننا أن ننسى أن صدى كلمات الخلاص التي نطق بها يوما في الجليل قد بلغت باكرا الى هنا ( أي بيروت).... إن كتّاب العهد القديم  غالبا ما توجهوا  في كتاباتهم نحو جبال  لبنان وحرمون الماثلة أمامهم في الأفق.فلبنان هو بلد بيبلي ..  "
 البابا يوحنا بولس الثاني أثناء زيارته التاريخية للبنان سنة   1997 ( من كتاب 32 ساعة ، ص 124)

".. إن لبنان يزخر بالمعالم الدينية وبالمزارات التاريخية والأماكن التي تكتنز قيما مقدسة لدى مسيحيي العالم أجمع،التي من شأنها أن تؤمن إليه دفقا دائما وعلى مدار السنة من الزوار الخارجيين إن أحسنت الحكومة تطويرها والترويج لها وأذكر من هذه المزارات على سبيل المثال لا الحصر،المزارات التاريخية والعجائبية للسيدة العذراءالسيدة مريم عليها السلام،التي تمثل كما تعلمون جميعا، نقطة التقاء بين الديانتين السماويتين: المسيحية والإسلام....والأهم الأهم، أن من شأن هذه السياحة،التي تثبت أبناء لبنان وبناته في أرضهم،أن تثبت أيضا لبنان الرسالة، مكانا دائما للقاء الأديان والحضارات وللحوار بينها والبحث عما يجمعها ونبذ ما يفرق بينها، على مستوى العالم، تماما كما نحن نريد للبنان أن يبقى مكانا للعيش المشترك والمناصفة الدائمة بين المسيحيين والمسلمين من أبنائه."
( من كلمات رئيس الوزراء اللبناني ٢٠٠٩)
   لبنان الغنيّ بتراثه الديني والثقافي يستحق المزيد من بذل الجهود للكشف عن معالمه العديدة والمتنوعة  ، بهدف تعميق الوعى بقيمته الدينية والجضارية ، ومن ثم أيجاد السبل  الملائمة  لأحيائها واستثمارها في مشاريع ثقافية وسياحية وإنمائية تعكس صورة لبنان الرسالة  الحقيقية والثمينة ، بما يخدم الحوار  بين الاديان والحضارات ويعزز القيم الوطنية والانسانية الشاملة والسامية.
في اطار هذا المبدأ يشكل هذا البحث محاولة متواضعة لمقاربة موضوع له أهميته، في الظروف الراهنة، يتعلّق بينابيع الإيمان، فوق الأرض اللبنانية، مستفيدا في تحليله من بعض ما  انتهت اليه دراسات وابحاث واكتشفات أثرية من نتائج في العقود الماضية ، ومن تنامي الوعي  بأهمية التراث الوطني اللبناني  لدى عدد من  المؤسسات الرسمية والاهلية ، الوطنية والعالمية ..
يتمحور البحث حول الاجابة على السؤال التالي : ما كانت أبرز المحطات في رحلات المسيح الى جنوب لبنان والبقاع ، وما كانت الظروف والأهداف التي أحاطت بها . مقاربة يتتّبع فيها البحث المسارات التي سلكها السيد المسيح، إستناداً الى النصوص الكتابية البيبلية والى كتابات مؤرخين وباحثين  وتقاليد ومرويات محلية.
 يمكن حصر هذه المسارات  في المحطات والمواقع الجغرافية التالية :

1)                       بين يارون و قانا، طلّة اولى على ربوع لبنان ووجوه العهد القديم
2)                       بين صور والصرفند ،ايمان الكنعانية العظيم
3)                       في صيدا ، بين الانتطار والعبور الى التجلي
4)                       من صيدا الى حرمون وسفوحه ،موقع التجلي وبداية درب الصليب
5)                       على طريق موطن اقرباء يسوع  وموطن احباء الله

1 -   بين يارون و قانا  ، طلّة اولى على ربوع لبنان ووجوه العهد القديم :
يشير عالم الكتاب المقدس الفرد دوران، في بداية القرن العشرين، الى ان رحلة السيد المسيح في ارض لبنان الحالية تبدأ من نقطة تقع قرب بلدة يارون، المحاذية من جانبي الحدود لمجموعة من القرى والبلدات المتعددة الأديان والمذاهب، بين مدينة صفد ومنطقة بنت جبيل، ومن بينها  بلدة الجش (جيسكالا) التي هي بحسب بعض المؤرخين (جيروم) مسقط رأس عائلة بولس الرسول، وعلى مسافة قريبة منها مدينة "قادش" القديمة (المالكية اليوم)، أولى "مدن الملجأ" التي كان يشوع بن نون (1296 ق.م ؟ )  قد دعا الى اقامتها حماية للمضطهدين في زمانه  ،الى بلدات أخرى عديدة في الجوار.
من موقعيّ يارون ومارون الراس ، حيث جرت معارك مصيرية حديثا وقديما ، يطل السائح على مواقع غنية بالذكريات البيبلية، وعلى مشاهد طبيعية جميلة، بحيث ينحدر الطريق من هناك الى واديين يؤدي كل منهما ،عبر سلسلة من المرتفعات والأودية، الى قانا وصور. ينحدر الوادي الأول غربا بإتجاه عين ابل ورميش ودبل والقوزح، ليصعد الى ياطر وكفرا وصديقين فقانا. أما الوادي الثاني فينعطف شمالاً من يارون الى عين ابل وبنت جبيل وكونين وبيت ياحون وتبنين وحريص، وقد يمّر ايضاً في دير انطار.
في قانا تشير المكتشفات الأثرية الى معالم يثبت عدد من علماء الكتاب المقدس، أنها هي قانا الجليل اللبناني حيث حوّل السيد المسيح الماء الى خمر أثناء عرس كانت السيدة العذراء مريم حاضرة فيه مع عدد من التلاميذ (يوحنا 3/1-10) بينهم سمعان القانوني ، نسبة الى قانا (؟).

في جوار تبنين حيث تقع قلعة صليبية تضم بين أسوارها كنيسة على اسم السيدة العذراء مريم، ينقل التقليد ان السيد المسيح وقف عند تلة مطلة على منظر جميل يشمل جبل حرمون شرقاً ومدينة صور غرباً، متأملاً في أمجاد ماضيها ومصيرها  كما سبق وتأمل النبي حزقيال وتنبأ لمدينة صور  بالخراب بسبب خطاياها (حز 27 و 28).
عند ذلك الموقع ، الذي قد يكون "دير انطار" ، قرب قرية "السلطانية" (التي اكتسبت اسمها الجديد منذ سنوات بعدما كانت تحمل اسم "اليهودية ") ، يمتد مشهد بانورامي جميل يضم في لوحة واحدة شبه جزيرة صور العائمة كصخرة على وجه المياه في البحر المتوسط  غربا ، من جهة ،  وجبل حرمون المنتصب شرقا مكلللا بالثلج على مدار الفصول الاربعة ،من جهة أخرى. تشير المرويات والتقاليد ( راجع الاب ضو ) الى وقفة وقفها المسيح هناك متأملا في ماضي صور وفي جذوره البشرية فيها، وهو "الكلمة  الذي صار بشرا". جذور تصله بجدّه العشرين "يورام" (متى 1\8) زوج عتليا الحفيدة المشتركة لكل من الملك العبري أخاب ( 874-853) والملك الصوري ايتوبعل الاول من خلال ابنته ايزابيل زوجة أخاب (1ملوك 16/31). الملكة  ابنة صور هذه والجدّة العليا ليسوع كانت قد انتهجت سياسة لم تخلٌ من تعصب قومي وديني عندما حاولت في القرن التاسع قبل الميلاد أن تفرض  على الشعب اليهودي طقوسا وعبادات فينيقية وثنية ، مما ادى الى نشوب ثورة بقيادة النبي ايليا  الجلعادي التشيبي (3 ملوك 17\1)  فقتلها متحمسون من أنصاره داخل الهيكل صونا لديانة الاله الواحد في وجه آلهة البعل (بعاليم) .  

يشير النص الانجيلي ان السيد المسيح كان عندما يتجول في أرض الوثنيين لم يكن يسلك طرقا مألوفة بل يتجول  متخفياً اكثر الاحيان عن الانظار (مرقس 7/24). إلا ان اسمه وعجائبه التي كانت تسبقه وتذيع صيته في كل مكان من المنطقة  لم تكن لتتيح له الاحتجاب عن أنظار الجموع التي يقول عنها النص الانجيلي  انها كانت تتقاطر اليه طلباً للشفاء والاستماع الى أقواله ،آتية اليه من كل مناطق  فلسطين وسوريا وخصوصا " من حول صور وصيدا" (مرقس 3/8، لوقا 6/17). وبعبارة " رحل الى جهات صور وصيدا "  (متى 15/21) يشير الرسول متى  الى اكثر من رحلة واحدة قام بها السيد المسيح متجولاً ومتوغلاً، للإختلاء في الجليل الاعلى ولبنان والتأمل مع عدد من تلاميذه المختارين ، تخّصا من مطاردة اعدائه له، وخاصة بعد مقتل يوحنا المعمدان.

تشكل قانا محطة رئيسة على طريق يسوع داخل جليل الامم ، كما تشكل محطة اولى في إعلانرسالته العالمية ومجده أمام الناس ، من خلال معجزة تحويل الماء الى خمر في " عرس قانا الجليل " .وقانا ، بعد شهادة كل من مؤرخ الكنيسة الاول اوسابيوس القيصري 265-340) والقديس جيروم من القرن الخامس  وفرنشيسكو سوريانو حارس الاراضي المقدسة في القرن الخامس عشر والبطريرك مكسيموس الخامس حكيم  هي  "قانا واحدة وهي الان في لبنان" (م.ب. رونكاليا ، "على خطى بسوع المسيح في فينيقيا- لبنان" 2007، ص 134). تستحق قانا  الجليل اللبنانية  هذه وقفة طويلة ومعمقة لا من السياحة الدينية فقط  بل من التاريخ الديني والثقافي بصورة عامة. فمعالمها ناطقة بأحداث منقوشة على صخور وادي عاشور وأجرانها ومغارتها التي تذكّر بقانا العرس الانجيلي، وبقانا "مدينة الملجأ" حيث كان المسيحيون الأولون يتوارون عن الأنظار هرباً من ألإضطهاد، غداة استشهاد اسطفانس طليعة الشهداء عام 34 وفق ما جاء في  كتاب  أعمال الرسل "أما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب اسطفانوس فاجتازوا الى فينيقية" ،الى الفترات الحرجة من الحرب الرومانية اليهودية والحملات التي شنتها عليهم السلطة الرومانية خلال القرون الثلاثة  الاولى بعد اعلان البشارة على الاقل.
في كتابه الموثق اثبت الباحث الايطالي مرتينيانو رونكاليا هذه الوقائع، ومن بينها ان يسوع زار قانا مرتين : الأولى في اذار عام 28 حين اجترح معجزته الأولى، والثانية في آب من السنة نفسها حين شفى ابن احد الضباط الرومان وآمن به الرسول نتنائيل. ان كتاب رونكاليا الغنيّ بالمعلومات التي يقدمها عن علاقة قانا وجنوب لبنان بالكتاب المقدس تستحق وقفة طويلة عندها ، لأنها تسلط الضؤ على احداث تستندالى  مصادر معرفية لا تعرف عنها الثقافة اللبنانية الحالية إلا النذر القليل.

     2 -  بين صور والصرفند ،ايمان الكنعانية العظيم:
لا تؤكد النصوص الكتابية ان السيد المسيح دخل مدينة صور بالدرجة عينها من تأكيد دخوله مدينة صيدا : " ثم مضى من هناك وذهب الى نواحي صور وصيدا فدخل بيتاً" (مرقس 7/24) أو " ثم خرج من تخوم صور ومرّ في صيدا " (مرقص 7/31). غير ان هناك اكثر من تقليد متوارث اثبتته كتابات المؤرخين الاولين ، مثل اوسابيوس القيصري والقديس جيروم وغيرهما، مفاده ان السيد المسيح استراح عند " رأس العين " بقرب مدينة صور وتناول طعاماً عند ذلك الينبوع وشرب منه. وعند احدى بوابات صور كان المسيحيون الاولون ، الى العهد الصليبي، يكرمون صخرة كان يقف السيد المسيح فوقها ليعلّم الناس. (لبنان في حياة المسيح، بطرس ضو، 1980، ص 6-265).
عند مشارف صور او قريبا من الصرفند ، وقد يكون الموقع الملوّح اليه هو عدلون، شفى السيد المسيح ابنة المرأة الكنعانية او السيروفينيقية، الناطقة باليونانية للدلالة على وثنيتها من جهة وعلى  انتمائها الفينيقي الصوري تمييزا له عن الفينيقي القرطاجي- من جهة اخرى-  بالنسبة لذوي الثقافة الرومانية اليونانية  ( متى15/21 –28 ومرقس 7\24-30) . كانت تلك السيدة قد سمعت ان السيد المسيح دخل هناك بيتاً، فجاءت مسرعة تستغيث به طالبة الشفاء لأبنتها. أمام اصرارها تعجّب يسوع من ايمانها فقال لها :" ما اعظم ايمانك ايتها المرأة، فليكن لك ما تريدين " (مرقس 7/21 – 28). ذٌكر في كتابات القرن الثالث ان تلك المرأة كان اسمها يوستا، اي عادلة أو عدلاء، واسم ابنتها بيرينيق  ( في الميامر المنسوبة الى القديس كليميس).

في طريقه من صور الى صيدا، مرّ السيد المسيح في الصرفند، (وهي " صارفة صيدا" وتعني مصهر الزجاج) ورد اسمها في مواعظ المعلم الالهي  اكثر من مرة في معرض ذكره للعلاقة بين  النبي ايليا وأهل الصرفند، ومعربا عن تقديره لإيمان اهل صيدا وصور ومشيدا بايمانهم عندما قال : " ان صور وصيدا تكون لهما حالة اكثر إحتمالا يوم الدين" ، مقارنة بحال بعض المدن اليهودية التي كانت قد عاينت الآيات وسمعتها ولكهنا لم تؤمن كما آمن اهل صور وصيدا (لوقا 10/13 – 14).
في عظة اخرى القاها السيد المسيح في الناصرة، ذكر أيضا  " صارفة صيدا "، مشيداً بإيمان اهلها ايضا : "ارامل كثيرات كنّا في اسرائيل في ايام ايليا حين حدث جوع عظيم... ولم يبعث ايليا الى واحدة منهن الا الى صارفة صيدا، الى امرأة ارملة "(لوقا 4/5 -26) انقذها ايليا وعائلتها من الجوع (3 ملوك 17/8 – 24).يومها تفوّهت الأم اللبنانية بكلام عبّر عن ايمان عظيم بآيات النبي إيليا، وماثل الى حد بعيد الكلام الذي نطقت به بعدها بحوالي ثمانية قرون ابنة وطنها يوستا (عادلة) الكنعانية السيروفينيقية، معلنة هي ايضا عن "ايمانها العظيم" : " الآن علمت انك رجل الله حقاً وان كلام الرب في فيك حقا" (3 ملوك 17\24).
جدير بالذكر ان التقاليد المسيحية  (والاسلامية من بعدها عبر العصور) ذكرت ايليا النبي، فشيدت في الصرفند  كنيسة تخلد ذكرى اقامة ايليا فيها واحسانه الى اهلها. وفي مدينة الصرفند لا يزال يوجد حتى اليوم مقام على اسم "الخضر"، وهو عبارة عن مزار يقصده الحجاج من مختلف المذاهب. يشير المؤرخون اليه على انه المكان الذي كان يقع فيه بيت الأرملة التي زارها النبي ايليا وشفى ابنها. (لبنان في حياة المسيح، بطرس ضو، 1980، ص 268).

3 – في صيدا ومغدوشة سيدة المنطرة وجوارها ، بين الانتطار والعبور الى التجلي:
   إن مرور السيد المسيح ورسله في صيدا ثابت في النص الانجيلي بصورة صريحة : " ثم خرج من تخوم صور ومر في صيدا " ( مرقس 7/31 ومتى 15/21 – 29 ). وكذلك يثبت النص المقدس إقامة بولس الرسول في كل من صور وصيدا بضعة أيام : " مكثنا هناك سبعة ايام " ( أعمال الرسل 21/4 ) و " أقبلنا الى صيدا فعامل يوليوس (الضابط الروماني) بولس بالرفق وأذن له ان يذهب الى اصدقائه (الصيداويين) ليحصل على عناية منهم " ( أعمال الرسل 27/3 )
الى ذلك هناك تقليد قديم اشارت اليه القديسة ميلاني من اواسط القرن الرابع ( 343-410 ) بقولها انها رأت في صيدا بيت المرأة الكنعانية التي شفى السيد المسيح ابنتها. وقد تحول هذا البيت، مع الزمن، الى كنيسة مكرّسة على اسم القديس الشهيد فوقا من بداية القرن الرابع ( 303 ) ، ( راجع حياة المسيح في لبنان ، بطرس ضو، ص 265)
في العهد الصليبي كان التقليد لا يزال يشير الى وجود حجر مرصوف في حنية كنيسة دأب المؤمنون على تكريمه، اعتقاداً منهم ان السيد المسيح كان يجلس عليه عندما كان يعلم الناس في صيدا عند تردده اليها. (المرجع نفسه، ص 268 )
تناقل الحجاج على مدى الحقب التاريخية الذكريات ومشاهد المعالم المتعلقة بزيارة السيد المسيح الى صيدا. ففي القرن السابع عشر يذكر احد الحجاج الأوروبيين، لدى مروره فيها انه زار كنيسة المرأة الكنعانية في حي " الكنان" ، " تحريفاً ربما لاسم "كنعان"، في إشارة الى الكنعانية". وكانت الكنيسة تقع قرب ما اصبح لاحقاً كنيسة مار نقولا الصغيرة وكاتدرائية الروم الكاثوليك. (راجع مقام سيدة المنطرة، الأرشمندريت سابا داغر، ص 13 سنة 2003). هذه الكنيسة هي اليوم موضع اهتمام من السياحة اللبنانية والمهتمين بالتراث اللبناني لتتحول الى متحف للإيقونات.

اليوم يرتفع فوق تلة مغدوشة الواقعة على مقربة من مدخل صيدا الجنوبي مقام عظيم يحمل اسم " سيدة المنطرة"، إحياءً لذكرى زيارة السيد المسيح وامه السيدة مريم العذراء وعدد من تلاميذه الى صيدا وجوارها. وقد سمي المقام ب " سيدة المنطرة" ( من الجذر اللغوي الارامي "نطر" ويعني انتظر راقب وتأمل )، لأن السيدة العذراء والنساء المرافقات لها "إنتظرن" فوق التلة خارج المدينة عودة السيد المسيح ، وذلك جريا على عادة كانت تحرّم على النساء اليهوديات دخول المدن الوثنية ،كما تردد منذ القديم.
مقام " سيدة المنطرة" يعود تأسيسه الى القرن الرابع، الى مناسبة زيارة قامت بها القديسة هيلانة والدة الأمبراطور قسطنطين الأول، بعد رفع الإضطهاد عن المسيحيين وإقرار صيغة جديدة من الحرية الدينية في جميع أقاليم الأمبراطورية عام 313. في تلك الحقبة قامت القديسة هيلانة بعدة مشاريع عمرانية منها تشييد كنيستي القيامة والمهد في الأراضي المقدسة، و الإهتمام بترميم مقامات عديدة اخرى في المنطقة منها على سبيل الذكر لا الحصر كاتدرائية صور التي هدمت اثناء موجة الاضهاد الديوقلايسياني وكانت اعظم كنيسة في فينيقيا   وكنيسة "ايبلا" في البقاع وغيرهما .
بين تاريخ زيارة القديسة هيلانة الى المنطقة وتاريخ اكتشاف مغارة ايقونة " العذراء حاملة الطفل"عن طريق الصدفة على يد احد الرعيان مرحلة طويلة من الزمن   (من  313 حوالي الى 1721). يروى ان الايقونة كانت هدية من والدة الامبراطور الى أبناء المنطقة. وتزامن اكتشاف المغارة مع قيام حالة من الصحوة  داخل الكنائس الشرقية بصورة عامة نجمت عن العلاقات الجديدة بين امارة لبنان  في ظل الحكم العثماني وبعض الدول الغربية ، ولا سيما منها فرنسا وايطاليا ،وخصوصا الفاتيكان.علاقات ادت بفضل سياسة الامراءالمعنيين والشهابيين المنفتحة عل المسيحية والكثلكة بخاصة، الى تأسيس جمعية الاباء المخلصيين التي منها انطلقت  سلسلة من بطاركة الروم الكاثوليك المتحدين مع روما ( 1724). فبفضل هؤلاء الرعاة الجدد ورعايتهم الحكيمة تطور مقام "سيدة المنطرة " من مزار وضيع في مظهره والمساحة الصغيرة التي كان يشغلها الى مزار واسع تجاوز صيته الرقعة المحلية الى العالمية .فهو يشمل حاليا ، فضلا عن المغارة الاثرية، بازيليك تتسع لحوالي الف مقعد ، وبرجا يرتفع الى علو 28 مترا يحمل في اعلاة تمثالا للسيدة العذراء طوله 8 أمتار .ويماثل بجماله واشعاعه الديني  مقام سيدة لبنان في حريصا.(راجع : مقام سيدة المنطرة ، الارشمندريت سابا داغر طبعة 2003)

4 – من صيدا الى حرمون وسفوحه (المدن العشر او الديكابول) موقع التجلي وبداية درب الصليب :
حول وجهة مسارالطريق التي سلكها السيد المسيح بعد مغادرته صيدا اقترح الباحثون اكثر من احتمال واحد. يوحي النص الانجيلي الذي يؤكد  : " ثم خرج من تخوم صور ومر في صيدا وجاء فيما بين تخوم المدن العشر الى بحر الجليل" ( مرقس 7\13) بأن السيد المسيح عرّج  من صيدا الى الجهة اليمنى الشرقية نحو بلاد الجولان ، قاطعا مناطق المدن العشر،ليعود منها الى طبريا، حيث كان مركز رسالته ونشاطه التبشيري.ولكن يرى المؤرخ الاب بطرس ضو  ان " المسيح اجتاز الجبل اللبناني من صيدا حتى مشغرة في سهل البقاع مرورا بجزين.واجتاز لبنان الشرقي من سهل البقاع حتى ميسلون ودمشق" .(لبنان في حياة المسيح ص 275-276) .، فيما يستبعد الباحث واستاذ تاريخ الكتاب المقدس الاب ميشال دوران  يكون المسيح قد وصل الى المسيح الى دمشق، كما يتبين من الرسم المثبت في هذا البحث.
ولكن  أيا كانت الاراء حول  مسارات رحلة المسيح من صيدا الى حرمون والعودة منها الى طبريا يبقى هناك ثلاث محطات رئيسة لا يمكن تجاهلها:  قيصرية فيليبس ، بانياس – حرمون – قسم من البقاع، ابيلينه او "ايبلا".
-          في قيصرية فيليبس وقراها، اعلان تأسيس الكنيسة على صخرة بطرس
يذكر النص الإنجيلي ان السيد المسيح " لما جاء الى نواحي قيصرية فيليبس  سأل تلاميذه :"من تقول الناس ان ابن البشر هو " (متى 16/17). وفي مكان آخر : " ثم خرج يسوع وتلاميذه الى قرى قيصرية فيليبس ..." (مرقس 8/27)،  لذلك يجمع الباحثون على ان قيصرية فيليبس ما هي الا مدينة بانياس الجنوبية التي تقع اليوم في الأراضي السورية وعلى مسافة 18 كم شرقا من مرجعيون اللبنانية. كانت بانياس تشكل حتى الماضي القريب جزءا من أبرشية صور- لبنان. وقد سميت هكذا تمييزاً لها عن قيصرية الساحل. كان يحكمها في زمن المسيح فيليبس اصغر ابناء هيرودس وله فيها قصر جميل أبيض. صنّفها الرومان في عداد "المدن الملجأ" التي كان يمنح فيها الملاحقون امام وجه العدالة والمضطهدون حق الحماية. لذلك لم يكن مستغرباً ان يقصدها السيد المسيح مع عدد من تلاميذه المختارين بهدف الإختلاء في طبيعتها البعيدة عن أنظار الأعداء، وحيث يقيم اصدقاء له منهم "المرأة النازفة" التي كان قد شفاها من مرضها في كفرناحوم (متى 9/20 – مرقس 5/25 – ولوقا 8/40)، كما اثبت ذلك المؤرخ الكنسي اوسابيوس القيصري من القرن الرابع (تاريخ الكنيسة، ك7 ف 17 )، ذاكراً ان تلك المرأة ، تعبيراً منها عن شكرها للسيد المسيح، اقامت له في بستانها تمثالاً ظل قائماً حتى القرن الرابع قبل ان يهدمه الأمبراطور جوليانوس الجاحد.(راجع بطرس ضو المرجع نفسه ص 377)
في بانياس القريبة من منطقة الينابيع التي تستقي مياهها من جبل حرمون وتغذي نهر الأردن، يوجد مغارة تعرف منذ القديم بإسم " بانيون" او بان ، اله المراعي والقطعان في المعتقدات الوثنية. كانت تلك المغارة تشكل - حسب التقليد العبري-  إحدى " عيون الغمر " التي خرجت منها مياه الطوفان. (سفر التكوين 7/11)
المكان مؤات جداً للإختلاء والصلاة على إنفراد والتأمل  (لوقا 9/18) والحوار مع التلاميذ في أعمق المواضيع وأهمها:التكوين ، البشارة ،الفداء ، تأسيس الكنيسة وعالميتها ومستقبلها.  وقد تكون أجواء المكان الطبيعية والظروف التي تحيط بالحادثة ملائِما لترنيم صلاة داوود : "لماذا تكتئبين يا نفسي وتقلقين فيّ ... الهي اذكرك من ارض الأردن وجبال حرمون، من جبل مصعر، غمر ينادي غمراً على صوت شلالاتك، جميع تياراتك وامواجك قد جازت علي..." (مزمور 41 )، وأيضاً : " انت خلقت الشمال والجنوب، لإسمك يرنم طابور وحرمون" (مزمور 88/13).
 في هذا الجو الطبيعي والنفسي سأل السيد المسيح تلاميذه : " من يقول الناس ان ابن البشر هو؟" .أجاب بطرس : "انت ابن الله الحي". أجابه يسوع بعبارته التأسيسية: "أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها... وسأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات..." (متى 16/18 – 19).عمد يسوع في كلامه الى اللعب على لفظة "صخرة" التي ترجمتها باللاتينية  بطرس Petrus  وبالارامية "كيفا " الاسم البلدي والحقيقي لعميد الرسل.
جبل حرمون يعني الجبل المقدس ( من حرم) . لكن صفة القداسة او الحرمة هذه  لا تنسحب على جبل حرمون وحده بل تشمل "جبل لبنان" كله بما فيه السلسلتان الغربية والشرقية. هذا ما تؤكده نصوص الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد، وما أعاده الى أذهان اللبنانيين والعالم  منذ سنوات قليلة   قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عندما زار لبنان (10 ايار 1997) بقوله : " لبنان هو ارض مقدسة وارض قداسة وقديسين". هذا الوصف لا ينحصر في التراث المسيحي وحده بل يمتد الى التراث الإسلامي أيضاً ، حيث نجد في حديث شريف عن ابراهيم ابي المؤمنين أنه " صعد الى جبل لبنان. فقيل له: انظر فما ادرك بصرك فهو مقدس " .(راجع : المسيح عاش ايضا في لبنان، مي والفرد المر، 2005 ص 238)

موقع التجلي وبداية درب الصليب
بصرف النظر عن مسألة أي طريق سلك السيد المسيح في رحلته من صيدا الى حرمون، يشير النص الإنجيلي الى ان المسيح وتلاميذه المرافقين له امضوا ستة ايام في الطريق قبل الوصول الى جبل التجلي ( حسب متى ومرقس) او ثمانية ايام (حسب لوقا) ، بعد توقفهم في قيصرية فيليبس. اختلف الباحثون  في أي هو جبل التجلي .فمنهم من جعلوه في "طابور" الذي لا يتجاوز ارتفاعه  ال 655 متر في الجليل الادنى ، ومنهم من رجّح جبل الارز في شمال لبنان على غيره ( الاب بطرس ضو ) ، فيما يميل باحثون معاصرون آخرون    ( مارتينيانو رونكاليا والقس غسان خلف في كتابه  "لبنان في الكتاب المقدس"،1985)  الى ترجيح جبل حرمون ليكون هو جبل التجلي لا غيره . ومنهم من يرى ان التجلي لا ينحصر في تجل واحد بل هناك تجليات. من الشواهد التي ترجح ان التجلي الرئيسي قد حصل في حرمون لا في موقعٍ آخر  ان المسيح قد اتخذ من قيصرية فيليبس نقطة انطلاقه نحو جبل حرمون جيث جرى التجلي  ، وأن الأوصاف والقرائن (الجبل العالي والمقدس في متى 17 و2 بطرس 1\16-18) الواردة في الإنجيل عن هذا الجبل تنطبق على حرمون أكثر مما تنطبق على سواه:"وبعد ستة أيام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه فأصعدهم الىجبل عالٍ على إنفراد وتجلى قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالثلج" (متى 7/1 – 26).
كان التجلي مقدمة للدخول في مرحلة جديدة وأخيرة من حياة السيد المسيح على الأرض، مرحلة الآلام التي سيتحملها لدى عودته الى الجليل الأدنى وأورشليم. "وفيما هم نازلون من الجبل اوصاهم يسوع قائلاً لا تعلموا احداً بالرؤيا حتى يقوم ابن البشر من الأموات" (متى 7/9). بهذا تنبأ أنه سيتألم على أيدي الكتبة والفريسيين بتواطؤ السلطات الرومانية الحاكمة معهم ، كما تألم قبله أيليا وقتل يوحنا المعمدان بأمر من هيرودس " الذي كان قد أرسل الى يوحنا  من أمسكه وأوثقه في السجن من أجل هيروديا امرأة أخيه فيليبس حاكم المكان . فكان يوحنا يقول لهيرودس: "لا يحل لك  أن تأخذ امرأة أخيك"، وكانت هيروديا ناقمة عليه تريد قتله" . في تلك الاجواء  كان يسوع  يعرف أن  " هكذا ابن البشر مزمع ان يتألم منهم" (متى 17/12)

بقي جبل حرمون حتى القرن الرابع موقعاً حافلاً بهياكل وثنية متجاورة مع الأديار المسيحية، تقصدها جماهير الحجاج لإقامة الإحتفالات والمواسم الدينية على أنواعها وخاصة في ايام الصيف (6 آب) (راجع بطرس ضو ، ص 410). في القرن الرابع كتب احد أباء الكنيسة، القديس جيروم،رسالة  الى "عذارى جبل حرمون"   (Aux vierges de la montagne D'Hermon)  يعرب فيها  لهن عن عاطفته مشيرا الى حالته النسكية في البرية ، مذكراً ببعض تعاليم المسيح في محبة الضعفاء والخطأة ،ومشيدا بفضائل خادمات الله ، ومما  جاء فيها بالترجمة الفرنسية :
"La brièveté de ma lettre est preuve  de ma solitude…Au reste je vous prie de pardonner a ma douleur. Je vous le dis , les larmes aux yeux, j'en suis véritablement  touché .Apres vous avoir écrit tant de fois, vous n'avez pas seulement daigné me répondre un seul mot. Je sais que  les ténèbres ne peuvent s'allier avec la lumières « , et qu'un pécheur comme moi est indigne d'avoir part a l'amitié des servantes de Dieu, mais je sais aussi qu'une femme de mauvaise vie lava de ses larmes les pieds du Seigneur, que les chiens mangent les miettes qui tombent de la table de leurs maitres…. ».Celui a qui on remet davantage aime aussi davantage     « .Les anges oubliant  tout le troupeau ne se réjouissent dans le ciel que du salut d'un brebis malade. Si quelqu'un veut condamner cette conduite , le Seigneur lui dira ; » Mon ami , si je suis bon, pourquoi votre œil est-il malade ? »
(cf : Correspondance de Saint Jérôme sur :
تجدر الإشارة الى ان تلك المنطقة المنفردة الواقعة جنوب وشرق حرمون بما فيها أجزاء من لبنان وسوريا و الأردن، شكلت في القرون المسيحية الأولى وبخاصة إبان الحرب اليهودية الرومانية، "مراكز لجوء" إتقاء من أخطار الحرب والمطاردة. في هذا الصدد يذكر العالم الفرنسي ارنست رينان في مقدمة كتابه "حياة يسوع" والذي تمّ تأليف قسم كبير منه في لبنان بين غزير وجبيل وعين إبل ان بعض اقرباء يسوع كانوا لا يزالون يقيمون في المناطق الواقعة شمالي شرقي فلسطين حيث حافظ التراث الجليلي على خطه أكثر من اي مذهب آخر، وان الانجيل برواية متى، قد تمت كتابته  في المناطق المشار اليها.
(Ernest Renan , Vie de Jésus, introduction ,note 27 sur:http://www.lexilogos.com/docuement/renan/vie_jesus_o.htm )

يذكر الأب بطرس ضو في هذا الصدد نقلاً عن جوليانوس الأفريقي من كتّاب ودبلوماسيي القرن الثاني الميلادي ان جماعة لها صلة قربى بعائلة المسيح كانت تعيش هناك. ويعتقد الأب ضو ان إقامة هؤلاء الأقارب كانت في بلدة كوكبا اللبنانية الواقعة في قضاء حاصبيا (لبنان في حياة المسيح، 1980 ، ص 331.وتاريخ سوريا للمطران يوسف الدبس ،ج4 ص 38-40( و(Dict.de la Bible ,Supplement ,t.vi,Paris1960,col 332)

5- على طريق الآباء الأولين ، موطن أقرباء يسوع واحباء الله :
اذا كان الأب بطرس ضو يرى ان التجلي أو أقله التجلي الرئيسي للرب قد جرى في جبل الأرز وذلك لإعتبارات عدة يفندها منها ان صفة الجبل المقدس التي ترد في شهادة القديس بطرس (2 بطرس 1/16-18) تنطبق  على جبل لبنان وحده ، فإنه يرى من جهة اخرى ان اللقب الابرز الذي يطلق على حرمون انما هو " بعل حرمون" (قضاة 3/3) ولكن بواسطة التجلي تحقق في المسيح ، في كل حال، وصف سفر الأناشيد عن كل لبنان  : " طلعته كلبنان وهو مختار كالأرز" (نشيد الأناشيد 5/15)، كما يصف الشاعر البيبلي " عروسه طالعة من لبنان  بانفها الشامخ "كبرج لبنان الناظر الى دمشق" ( نشيد الاناشيد 7\4). في هذه الصورة يقول غسان خلف:" لبنان في هذه القرينة ما هو الا حرمون الذي منه يمكن للناظر رؤية مدينة دمشق " .(لبنان في الكتاب المقدس ، ص 271)
-          والسؤال الأخير حول المحطات التالية من رحلة المسيح الى لبنان : هل قصد البقاع وأجزاء اخرى من جنوب لبنان ؟
يستنتج من الآية التي جاء فيها : "ثم خرج من تخوم صور ومرّ في صيدا وجاء فيما بين تخوم المدن العشر الى بحر الجليل" (مرقس 7/31)، ان السيد المسيح صعد من صيدا بإتجاه الشرق مباشرة او الى الشمالي الشرقي التفافا حول حرمون باتجاه دمشق ، ليصل في كل من المسارين الى بحيرة طبريا عبر المدن العشر ومن بينها قيصرية فيليبس وأبيلا (وادي سوق بردى) ودمشق وسواها من المدن التي يتعدى عددها العشر ليصل الى ثماني عشرة او عشرين حسب بعض الباحثين.
يمكن الاجابة على السؤال المطروح بعد معرفة  الهدف الحقيقي الذي كان حافزاً لتوجيه مسارات الرحلة. يرى عدد من الباحثين ومن بينهم الأب بطرس ضو ان "سهل البقاع ولبنان الشرقي حافلان بالتذكارات والمزارات المتعلقة بالأباء الأولين، آدم وهابيل وقايين و شيت ونوح وأولاد نوح. فهذه البقعة من الأرض التي يعتبر التقليد انها كانت جزءا من الفردوس (... ) كانت مسرحاً للوقائع التي تميزت بها حياة هؤلاء الأباء الأولين. والتقاليد المتعلقة بهذه الوقائع ومزاراتها ترقى الى اقدم العصور . وقد تناولتها الشعوب في هذا الشرق جيلاً بعد جيل. وردت في تواريخ وكتب المؤلفين العرب الذين اخذوها عن المسيحيين. وهؤلاء اخذوها عن الشعوب التي سبقتهم من عبرانيين وفينيقيين وغيرهم، ومن نصوص الكتاب المقدس والنصوص الفينيقية والتلمودية والأشورية والبابلية والمصرية وغيرها". (راجع الأب بطرس ضو ص 288 و 289 ). لذلك، وبعد الاخذ بالاعتبار لهذه الافتراضات ،لا يبدو مستبعداً ان يكون السيد المسيح قد قصد هذه المزارات العديدة ليكرم فيها أباء العهد القديم والأولياء المشهورين في كتب العهد القديم تاكيدا منه على تواصل رسالة الانبياء. " لا تظنوا اني جئت لأحل الناموس والأنبياء. ما جئت لأحل بل لأكمل" (متى 5/17)
 فكانت هذه المقامات من الأهداف الأساسية لرحلته التي قام بها بوصفه حاجاً أكثر من وصفه لاجئاً او هارباً من وجه اعدائه الذين كانوا يطاردونه في الجليل واليهودية وبعد أن جاء اكثر من صديق ينصحه   : "أخرج من هنا فإن هيرودس يريد قتلك" ، كما قتل يوحنا المعمدان (لوقا 13/31).

في سهل البقاع وجنوب لبنان تنتشر بالفعل أسماء تعود الى عدد من الانبياء والاولياء منهم:

هابيل الذي تحول اسمه أحياناً الى "آبل" أو "أبيل" او "إبل". فأطلقت هذه التسمية على عدد غير قليل من المدن والقرى أو دخلت في تركيبة اسمها: آبل القمح،إبل السقي ، عين إبل ، آبل بيت معكا، آبل السوق، وهي ابيلا التي كانت عاصمة ولاية "أبيلينا" والتي كان حاكما عليها في زمن يوحنا المعمدان ليسانياس احد ابناء هيرودس كما ورد في انجيل (لوقا 3/1) .علما أن هذه الولاية كانت تمتد الى شمال لبنان وجنوبه. فلفظة "آبل" وردت حوالي إثني عشرة مرة في الكتاب المقدس، وهي كلها تشير الى معنى من المعاني المتصلة بشخصية هابيل. لذلك وبناء على ما تقدم لا يبدو مستغرباً ان يقصد المسيح هذه المواقع، تكريماً منه لذكرى الشهيد الأول للبشرية القديمة، والرمز السابق للمسيح الشهيد الأول للبشرية الجديدة.

تخليداً لذكرى هابيل، الذي تقول عنه التقاليد المختلفة انه قتل فوق جبل قاسيون في القرب من دمشق ودفن في آبيلا (عاصمة ابيلينه المذكورة في لوقا 3/1) بنت القديسة هيلانة هناك في القرن الرابع كنيسة كان لا يزال باقيا منها في القرن السابع عشر "عمودان مرتفعان على منحدر ربوة تبعد عن دمشق ستة عشر ميلاً ... على هذين العمودين حنية تجعل ما بينهما على هيئة باب، وقريباً من هناك أخربة كثيرة يستدل منها على ان القديسة هيلانة قد بنت في ذاك الموضع كنيسة تذكاراً لهابيل البار الذي دفن هناك. اما طول مدفنه فمائة وستون شبراً" كما يذكر الأب غوجون في كتابه عن رحلته في الأرض المقدسة (J.Goujon, histoire et voyage en Terre Sainte, 1668, II, p.4) (راجع ايضا الأب ضو صفحة 293)
يقول الأب ضو : "إن ذكرى هابيل وذبيحته وإستشهاده كانت في زمن المسيح تملأ سهل البقاع ولبنان الشرقي ودمشق". ومن ذلك يفترض أن :" هذا الامر كان من دواعي زياة المسيح لهذه الأماكن في رحلته" الى مناطق في لبنان. (راجع ضو صفحة 296). كان الهدف من هذه الرحلة أذن - كما أشرنا- تأكيد السيد المسيح على تواصل الرسالات السماوية.
 في البقاع مواقع اخرى عديدة تحمل أسماء الأباء الأولين، نذكر منها موقعين بإسم "النبي شيت"، الأول في رياق والآخر قرب حاصبيا وموقع في جنوب لبنان  قرب تبنين ، "برعشيت"  وتعني "أرض شيت" . من هذه المواقع  التي تحفل بها معاجم أسماء المدن والقرى والبلدات اللبنانية  أيضاً "قبر نوح" قرب زحلة و "كرك نوح" و "هِبلا" ، "وتلفظ ايضا حبلا" ،ابنة نوح . ومن اسماء الأنبياء أيضا "حام" في لبنان الشرقي، و "حول" ثاني اولاد آرام بن نوح . لعل من هذا الاسم جاء اسم بحيرة "الحولا" ، التي كانت الى زمن قريب لبنانية، و "ميشا" الإبن الرابع لآرام . من هذا الأسم جاء اسم "ميس الجبل" حسب ما يورد الأب ضو في كتابه المشار اليه (ص 319 – 224). وغيرها العديد من اسماء المواقع.
-   حديث النبي داود في من هم احباء الله المقيمين عند العيون في جبل لبنان.
-   راجع نص ابي حامد الغزالي ( المتوفي عام 1111) في موضوع المحبة والشوق في كتابه "احياء علوم الدين" في الموقع:
-   نص من التراث الاسلامي يستند الى التراث العبري ينقل فيه الغزالي حوارا بين الله والنبي داود وفيه يطلب داود :
-   "يا رب أرني أهل محبتك".فيجيبه الله : " يا داود إئت جبل لبنان، فإن فيه اربعة عشر نفسا فيهم شبان وفيهم شيوخ وفيهم كهول  .
-   إذا أتيتهم فاقرئهم مني السلام وقل لهم:ان ربكم يقرئكم السلام ويقول لكم ألا تسألون حاجة.فإنكم أحبائي وأصفيائي وأوليائي ،أفرح لفرحكم وأسارع الى محبتكم".فأتاهم داود عليه السلام فوجدهم عند عين من العيون يتفكرون في عظمة الله عز وجل....قال: فجرت الدموع على خدودهم " ( ثم يضع الغزالي على لسان كل من هؤلاء الشيوخ (اللبنانيين) عبارة واحدة ليقول فيها ماهي حاجته أذكر منها: " لا حاجة لنا في شيء من أمورنا فأدم لنا لزوم الطريق اليك واتمم بذلك المنة علينا"
-    وقال آخر :"...أمنن علينا بحسن النظر فيما بيننا وبينك".... فأوحى الله الى داود .. قل لهم قد سمعت كلامكم وأجبتكم الى ما أحببتم فليفارق كل واحد منكم صاحبه وليتخذ لنفسه سربا فإني كاشف الحجاب فيما بيني وبينكم حتى تنظروا الى نوري وجلالي"...
-   فقال داود: يارب بم نالوا هذا منك ؟ قال: بحسن الظن والكف عن الدنيا واهلها والخلوات بي ومناجاتهم لي وإن هذا منزل لا يناله الا من رفض الدنيا وأهلها......واختارني على جميع خلقي ، فعند ذلك أعطف عليه ...وأريه كرامتي كل ساعة وأقربه من نور وجهي ، إن مرض مرضته كما تمرض الوالدة الحنون الشفيقة ولدها....اذا سمع بذكري أباهي به ملائكتي وأهل سمواتي ....يا داود لأقعدنه في الفردوس ولأشفين صدره من النظر الي حتى يرضى وفوق الرضا".
إن هذه المعاني والذكريات والصور القديمة كلها ، انما  تشكل جزءا ثميناً لا من تراث لبنان فحسب بل من تراث البشرية بكاملها.
وكم ينبغي المحافظة عليه  حيا في النفوس ، وعدم الكلل من إلقاء الضوء عليه اليوم اكثر من أي يوم آخر بعدما اصبح الوطن الصغير برقعته  لبنان  اكثر من موقع جغرافي ، بل رسالة ، كما بات القول به مأثوراً بعد البابا يوحنا بولس الثاني ، وبعد ان اصبح للبنان أيضا  اكثر من موقع عالمي على قائمة المواقع التراثية العالمية للاونيسكو: بعلبك،عنجر، وادي قاديشا ،جبيل ، صور ، وقريبا مغارة جعيتا عجيبة من عجائب الدنيا.
عسى ان يتنامى الوعي في الوجدان اللبناني باهمية هذا التراث، ومن ثم بذل كل جهد لكشفه وتخصيص ما يقتضيه من وسائل التخطيط والتنقيب وإرساء البنى السياحية، والثقافية ، وما يتطلبه دلك من مكتبات ومتاحف ومراكز ابحاث ووسائل إتصال ومواصلات، ، ورسم دروب ومسالك في الطبيعة، وتنظيم رحلات للتعرف الى جمالات البيئة اللبنانية وكنوزها الثقافية والروحية. إن مثل هذا المشروع، إذا ما أخذ على محمل من المسؤولية – كما اشار رئيس مجلس الوزراء - قد يكون له أبعاد ومردودات لا تقدر بثمن على كل الأصعدة الحضارية والدينية والإقتصادية .
إن المبادرات القليلة التي إتخذتها في هذا المجال مؤسسات رسمية وأهلية للتعرف على التراث  والبيئة والحفاظ عليها انما هي من نماذج العمل المشجع والواعد الذي من شأنه تعزيز السياحة الدينية والثقافية.هي لا تزال بحاجة الى المزيد من الوعي والإيمان المستنيرين بالحس الانساني والحضاري العميق الذي من المفترض أن تسقط معه كل المنافع والنظريات الفئوية، ليتجلّى وجه لبنان البهي والحقيقي ، كمساحة مصغرة عن عالم يمكن العيش فيه والإيمان بكل حرية ، في عصر العولمة التي تتطلب أن يكون في تطبيق مبدأ  "الوحدة في التنوع" الضمانة الحقيقية لعيش مبادىء المسيح وتحقيق الاخوة الشاملة في العائلة البشرية الواحدة.

1



https://www.akhawiyat.org/chabiba/download.php?f=JesusPath.doc


Envoyé de mon iPad jtk